المدخل التاريخي:
· لنناقش المدخل التاريخي لبد أن ننطلق من السؤال التالي:
- ما هي العلاقة الموجودة بين التاريخ وعلم الاجتماع ؟
- بمعنى آخر ما هي المساحة التي يلتقي فيها كل من علم الاجتماع وعلم التاريخ وكيف لنا أن نستفيد من دراستنا لتاريخ المجتمع الجزائري؟
1. أول نقطة ننطلق منها هي أن التاريخ يقيم علاقات معقدة مع علم الاجتماع، مكونة من الفروق والمشابهات، والتي يصعب في الكثير من الأحيان اتخاذ القرار بشأنها إذا كانت تخص دراسة هذا العلم أو ذاك.
2. وأنه من المغالاة أن نعتبر علم الاجتماع علم يهدف إلى الوصول إلى قوانين عامة في حين أن التاريخ وصفي.
3. ومن المغالاة أيضا أن نعتبر علم التاريخ علم مفرد وعلم الاجتماع علم عام.
· ولهذه المتناقضات كلها الفضيلة العلمية والتمايز والوظيفية العلمية وفي أحيان أخرى جدالية وأخرى للنزاع.
· إذا كان من الصعب التفريق بين العلمين بواسطة بعض العناصر فإنه من وجهة النظر المثالية النموذجية أن العلمين يميلان إلى التمايز أو الاختلاف من حيث الأغراض والطرق.
التاريخانية والخيال:
· يعتبر هذا المبدأ منهج يستخدم في دراسة المجتمعات المغلقة ومجتمعات العالم الثالث.
· لتوضيح الرؤيا لبد لنا أن نطرح أفكار المؤيدين والمعارضين في إستخدام المنهج التاريخي لدراسة الظواهر الاجتماعية.
إذا ما هو التاريخ؟:
يعتبره الكثير ارتجال متعدد ودائم يعطي لنا المؤرخون من خلاله مظهر منظما وهو عبارة عن أحداث متناقضة متعددة غير متناهية.
كارل بوبر: فيلسوف بريطاني من أصل نمساوي يعتبر من الوضعين المحدثين.
· يقول في دراسته للمدخل التاريخي:
v إذا كنت تظن أن تاريخ البشرية كان مكتوبا من قبل وجودها ومن قبل الطبيعة وعن طريق التطور العقلي أو عن طريق صراع الطبقات وعلاقات الإنتاج.
v وإذا كنت تظن أن التوجه أو المسار الإنساني عبر الزمان هو منسجم ومعقول وبتالي يمكننا التنبؤ به.
v وإذا كنت تظن أن للتاريخ معنى شيء يعطى له بصفة كلية انسجام منطقي ينظمه بحيث تكون فيه كل الكلمات منسجمة، وحيث تأخذ كل كلمة مكانها المناسب.
إذن
فإنك شخص تاريخي
ــــــــــــــــ
v وإذا كنت تظن أنك أفلاطوني أو هيغلي أو كونتي أو ميكيافلي ...
إذن
فإنك عابد للتاريخ وخائفا من الحقيقة سواء كان هذا عن علم أو جهل وإنسان يخفي قلقه من تحمل المسؤولية التي تعني فهم وتصور الحياة كإبداع دائم فهي كالفخار الذي يمكن تشكيله حسبما يريد كل مجتمع أو ثقافة أو جيل وبتالي الاعتماد على ما تحققه أو تفقده البشرية.
· يضيف لنا فكرة أخرى مفادها أن التاريخ ليس له نظام ولا منطق ولا معنى وبعيدا عن هذا الاتجاه عقليا يمكن أن يكشف مسبقا علماء الاجتماع والاقتصاد وحتى الأيديولوجيون بطريقة علمية.
إن التاريخ ينظمه المؤرخون حتى يعلوه منسجما ومعقولا وذلك عن طريق وجهات النظر والتفسيرات الموصوفة بالجزئية والمؤقتة.
و إن اللذين يظنون أن إحدى وظائف العلوم الاجتماعية هي التنبؤ بالمستقبل وبمعنى آخر التنبؤ بالتاريخ فهم ضحايا الأوهام وهو هدف لا يمكن بلوغه إطلاقا.
· إن كارل بوبر لا يرفض الكتب التاريخية ولا يذكر أن ما حدث في الماضي يمكن له أن يثري المعرفة الإنسانية ويساعدها على مواجهة المستقبل.
· ولكن ينصحنا أن نأخذ بعين الاعتبار أن كل تاريخ مكتوب هو جزئي وتحكمي بمعنى تعسفي.
· لأنه يعكس جزء مصغر من المجتمع صنع من طرف بشر بمعنى احتمال النجاح واحتمال الفشل في صنع التاريخ.
· لأنه يشمل كل المظاهر الحقيقية البشرية مهما كان نوعها دون استثناء أي ظاهرة ما، وهذا هو التاريخ الحقيقي الشامل والوحيد وهو غير محاط أو مدرك.
· إن ما نفهمه عن التاريخ في المجتمعات المفتوحة على حد قول كارل بوبر:
v هو أن تاريخ المجتمع هو تاريخ سياسي وهو منحصر في تاريخ الجرائم العالمية والقتيل الجماعي وليس شيء آخر.
v وهو تاريخ لبعض المحاولات لمحو هذه الجرائم من طرف أبطال مجدتهم الكتب.
v وهو ما ينتظر من كل ثقافة مجتمع أو حضارة والمظاهر المأخوذة من الحضارات المعاصرة، لأن كل ما هو موجود في المجتمع في الوقت الحاضر مأخوذ من ثقافات سابقة.
v إذا كان تاريخ الإنسانية هو تاريخ للتطور والتقدم بمنعرجات وتقهقرات وهذا يرفضه مطلقا، فهو في كل الحالات لا يمكن إدراكها، بسبب تنوع الأحداث وتعقدها اللامتناهية لأن الذين حاولوا كشف القوانين الثابتة التي تحكم تعاقب الأحداث قد ارتكبوا خطئ كبير ويمكن اعتبارها جريمة وبتالي اعتباره بناء وهمي أو وجود مصطنع الذي يتطلع لعرضه كحقيقة علمية.
· يؤكد على هذا الأساس عدم وجود قوانين تاريخية:
v إن الأحداث الحالية على المستوى العالمي وكيفية حدوثها لا دليل قاطع على عدم إمكانية التوقع التاريخي.
v إن عدم وجود قوانين تاريخية في هذه الحالة لا يعني إطلاقا عدم وجود اتجاهات ثابتة خلال مسار التاريخ البشري.
v عدم إمكانية التنبؤ بالمستقبل إن كل تنبؤ اجتماعي مستحيل، لأنه في بعض مجالات العلوم الاجتماعية وتحت شرط معينة يمكن لبعض الظواهر الحدوث.
v النتيجة لكل هذا أن البشرية يمكن لها أن تتقهقر عن كل تقدم يمكن تحققه، إن التقتيل الجماعي الذي حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية والعراق لم يكن قد حدث في الماضي، والحرق ولإبادة لليهود من طرف النازية هي أكبر حجة على ذلك.
عدي الهوا ري:
· يعتبر تحليله انتقاد لأطروحة مراد بودية .
· مراد بودية يهتم كثيرا بالتحليل الماركسي في دراسة المجتمع الجزائري.
· يرى عدي الهواري أن التحليل النظري للمجتمع الجزائري يجب أن يخضع إلى صرامة منهجية في البناء.
· كما أنه يجب أن يكون لموضوع الدراسة لهذه الظواهر في تتابعها حيث يستند الهواري إلى عدم التحكم في المراحل التاريخية.
· مراد بودية نبه إلى مراحل الاختلاف الاجتماعي التي كانت موجودة في الحقبة الاستعمارية ((الدوار، الراعي، في مرحلة ما قبل الاحتلال الفرنسي)).
· يرى عدي الهواري في ذلك أن الخلل يعود إلى استعمال موراد بودية مراجع وكتب ألفت أثناء الاحتلال الفرنسي، وأن عدم حذره أوقعه في الخطاء حيث يرى أن:
v الدوار على سبيل المثال هو من إنشاء الاحتلال الفرنسي بقانون 22 أفريل 1963م وهو ناتج عن تحطيم البنيات الاجتماعية خلال القرن 19.
v كذلك الشأن لمصطلح الـقربي، هذا المسكن الذي انتشر بعد 1830م.
v وأوجد الراعي المحترف في منطقة الهضاب العليا.
· هذه المفاهيم كلها ترجعنا إلى جزائر ما بعد الاحتلال.
· لأن الحديث عن هذه الظواهر يقتضي الوصول إلى الحديث عن الفرد، هذا الذي لم يكن موجود أثناء هذه الفترة.
· وإنما كان موجود هو القبيلة والعرش، والانتماء إلى فرقة أو عائلة معينة.
· وإذا كنا نجهل معنى القبيلة فإننا لا نستطيع أن نفهم نوع المجتمع الذي كان يسود في الفترة ما قبل الاستعمار.
· بالإضافة إلى أن مراد بودية لم يتطرق إلى السكان الذين كانوا نصف بدو ونصف مقيمين.
· يمكن القول أن مراد بودية لم يستطع فهم التطور الاجتماعي والسياسي في العلاقات الناشئة بين المدينة والريف.
· وتجاهله لهذا الأمر أدى به إلى عدم فهمه لمغرب ما قبل الاستعمار وتطوراته اللاحقة بعد الاحتلال لأن التنظيم في القبائل هو الذي يحتم استعمال الأراضي ونوعية الملكية وكذلك نوعية السكن.
· بمعنى أسلوب حياة هذا النمط الحياتي الذي فرضته البيئة الطبيعية القاهرة التي لا تسمح بممارسة الفلاحة والإقامة بالنسبة للبدو وبتالي غياب المردود العقاري.
· وهنا يلخص لنا عدي الهواري ملاحظة منهجية مفادها:
أنه كلما انطلقنا من النظرية في اتجاه الأفعال والوقائع فإننا نفسد النظرية ونتجاهل الحقائق، لذلك يفترض أن نقول أو بإمكاننا أن ننطلق من الوقائع الملاحظة إلى الاتجاه المجرد المفكر فيه وذلك من أجل بناء يكون فيه الانطلاق من الواقع لأنه دون ذلك لا يمكننا تفسير الظواهر بصفة موضوعية.
· ويلاحظ أيضا:
أن النظريات المعتمدة على مختلف العوامل المعزولة عن التطور الكلي للمجتمعات
الإنسانية والاعتماد الكلي عليها يمنع الفهم الكلي للتطور الجدلي الذي ينشىء من
خلال الضغط الناتج عن المتناقضات.
وهو يرى أن الدراسات الاجتماعية التي تفضل عامل واحد في البحث وكأن
العوامل يمكنها هي لوحدها أن تعطينا الفهم الصحيح دون الرجوع إلى التاريخ
وإلى الحركة الكلية.
· التكوين الاجتماعي ما قبل الاحتلال الفرنسي (الأساس الاجتماعي والتاريخي للتكوين الاجتماعي:
· في الانطلاق يمكن تسجيل أن الاقتصاد الجزائري يعتمد على نشاطين هما:
1. النشاط البدوي الذي يعتمد على الزراعة وتربية المواشي التي تعتمد على الترحال.
2. ونصف بدوي كان يتلاءم مع تربية المواشي وفي الاتجاه الآخر الزراعة التي تعتمد على الاستقرار.
· ويبدوا أن الطابع القانوني للعقار كان يستجيب لأحد هذه المطالب.
· ولكن ثلثي سكان الجزائر كانوا يعتمدون على الترحال بالدرجة الأولى، وما ستفيدون منه في حياتهم المعاشية.
· أما بالنسبة للمسكن فكان لا يخرج عن إطار هذه الماشية، إضافة إلى ممارسة الترحال الموسمي.
· بالإضافة إلى عدم امتلاك الأراضي التي كانت مشاعة.
· وبذلك نفهم أن البنية الاجتماعية هنا تستمد منطقها من أسلوب الحياة ونمط البنية في حد ذاتها.
· يشير عدي الهواري:
إلى عدم وجود الدولة على المستويات الاقتصادية والتشريعية والايديلوجية وبتالي فإن القبيلة كيان اجتماعي مكتمل بحد ذاته اقتصاديا وكذلك استقلالية سياسية، وأن سلطة الدولة هي في وضعية جانبية.
· بمعنى في بنيتها الداخلية وليس على المستوى الخارجي، وكأنها مجتمع مصغر له تقسيم عمل اجتماعي غير متطور، كما تتميز باختلاف اجتماعي كبير أين نجد الصراع الطبقي غير موجود إطلاقا لأنه لا وجود للطبقات في حد ذاتها ولكن المستعمر الفرنسي هو أول من استهدف تحطيم البنية الأساسية وهي القبيلة والعمل على تفكيكها ولكن اصطدمت هذه التدابير بالعائلة، حيث قاومت إلى حد كبير هذه الظاهرة الاستعمارية وحاولت الحفاظ على القيم الأخلاقية والدينية معززة الطابع الدفاعي ولكن عن طريق الجماعة = ثاجمعة، حيث كان مجالها إما القبيلة وإما الفرقة وإما العائلة، وفي حقيقة الأمر فإن العائلة كانت الوحيدة التي استطاعة أن تصون القيم الجماعية التقليدية وآخر حصن لها هم الأفراد في المجتمع في مكوناتهم الخلقية والدينية.
تطور النظام المرابطين في المجتمع الجزائري كما حلله عدي الهواري:
· كان هذا النظام موجد قبل دخول فرنسا إلى الجزائر.
· تعزز أكثر في فترة وجدد فرنسا في الجزائر.
· كان ذلك ناتج عن إرادة جماعية لإعادة بنائه في المخيلة الجماعية من طرف الفرق والدواوير، حيث كان هؤلاء مرتبطين بشخصية تدعى المرابط، وكانت لقاءاتهم تتم في حفلات موسمية تدعى الزردات يلتقي فيها الأهل حتى ولو كانوا لا ينتمون بالضرورة إلى شجرة العائلة الواحدة.
· وهذه الممارسة ناتجة عن حالة نفسية لوجود الفراغ الاجتماعي لكل فرد، ويعبر أيضا على الإرادة للعودة إلى النظام الاجتماعي المبني على التعاون والتضامن.
· وفي الأخير يتوصل عدي الهواري إلى طرح سؤال عن كيفية نشوء ظاهرة التخلف في المجتمع الجزائري.
· حيث يصرح أن تحطيم الاقتصاد التقليدي الجزائري لم يكن نتيجة تحديد للتغير الداخلي أي لم يكن تحولا نوعيا ناجما عن ضغوط وتناقضات داخلية.
· ووصل عدي الهواري إلى الاستنتاج التالي:
إن سيرورة التكديس الأول لرأس المال كان قد جمد. هذا الذي أدى إلى حركية أدت حتما إلى التخلف وهو قد أجاب بذلك على الفرضية التي انطلقت منها في البداية.
مفهوم المرابط في المجتمع الجزائري:
· المرابط رجل الرابط الذي يعني في منطقة شمال إفريقيا شخصية مقدسة يضحى بتقديس في حياته وبعد مماته.
· ضريح المرابط هو محل تكريم.
· وهو ذلك المسلم الذي يتمتع بسلطات سحرية وكرماة إلهية، ويأتي على يده الشفاء.
· أما في المفهوم الفقهي والديني يعني ذلك الشخص الذي يربط نفسه عن الشهوات.
· الرباط: هو المكان الذي يسكن فيه المتطوعون للدفاع عن الإسلام ويقسمون حياتهم بين ممارسة العبادة والعمليات العسكرية.
· وقد انطلقت بدأت حركة المرابطين مع عبد الله ابن ياسين الذي أساس حركة الجنود النساك كرد فعل اتجاه الدعاة الشعيين.
· وقد قام بجمع فئة من أتباعه من بربر سنهاج. حيث اعتزل معهم في جزيرة السنغال وبني له قاعدة، يرابطون فيها للجهاد ضد الكفار.
· وقد انتشر الاعتقاد بهذه الظاهر (المرابطين) في القرن 19 بصورة مكثفة إلى حد الإفراط.
الدور ألتعلمي للمرابطين:
· بدأت بالتنظيم الشكلي الذي ترجع أصوله إلى الشرق القديم، حيث كان الطلاب يجتمعون حول الشيخ بمعنى المعلم، ليصبح فيما بعد هؤلاء الطلاب يقدمون دروس التي تلقونها، في مراكز أخرى تدعى الزوايا.
· ويمكن القول أنها اتجهت إلى اللامركزية التعليم الديني هذا الذي يسمى عقد أخلاقي يربط بين الشيخ وتلاميذه.
· لهذه الحركة وظائف متعددة (دينية، اجتماعية، سياسية، عسكرية).
· كانت معتدلة مكملة للتعليم الديني، وشكلت مركز اتصال من خلال الهداية والزيارات... الخ.
· يمكن القول أن الزاجولي كان الأب الروحي لكل الزوايا اللاحقة (من أعماله التحريض على التعاون التجاري والسياسي مع البرتغاليين).
· يمكن اعتبار كذلك محمد السعدي من أشراف الحجاز الذي ظهر في القرن 7هـ، قطن بسوس، وقد حارب البرتغاليين بالجنوب، لقب نفسه بالقائم بأمر الله الشيعي.
الدور الثقافي والديني للحركة:
· حاول المرابطين توحيد المغرب ثقافيا.
· وقد قام عبد الله بن ياسين بنشر المذهب المالكي بالمغرب خاصة في عهد دولة المرابطين.
· انطلقت من موريتانيا الحالية ثم توسعت نحو الشمال وأنشئوا دولتان في "سجلماس" سنة 757م وفي مراكش عام 1062م أسسها يوسف ابن تشفين امتدت إلى جزائر بني مزغنة.
التاريخ الاجتماعي للجزائر:
الأصول والاحتلالات:
أصل البربر:
· يرى بعض المؤرخين أنهم أبناء عمومة العرب والفينيقيين.
· قدموا من آسيا عبر مصر وليبيا.
· هم من مازيغ ابن كنعان ابن نوح عليه السلام.
· وذهبت بعض المحولات إلى اعتبارهم من اليمن، والبعض الآخر أنهم مزيج من أجناس مختلفة.
· وهناك من يرجعهم أنهم في النسب سامون من نسل نقشان ابن إبراهيم عليه السلام كما ورد عن الطبري.
· والبعض ينسبهم إلى ولد النعمان ابن حمير ابن سبأ.
· وفريق آخر اعتبرهم حامون.
· وتدل بعض التحليلات أن اللغة الأمازيغية (الشحلية) منحدرة من كتلة اللغات العروبية.
· هي فروع من اللغة العربية.
· وذهب البعض إلى إرجاع نسب البربر إلى بحر إيجي وإلى العرق الجرماني، وهذا لتبرير الاحتلالات التي توالت على هذه المنطقة.
· أما بالنسبة للتفسيرات حول أللفض :
1. يعتبره اليونانيون، الألشغ، بمعنى كل من يتكلم لغتهم.
2. يعتبره الايطاليون، ليبار بار.
· أما المؤرخ اليوناني هيرودوست أطلق على هذه الأرض "لوبيا" بمعنى ليبيا، ويدعى أهلها بـ: اللوبيين.
· أما المؤرخ الجزائري عبد الرحمان الجيلالي فيرى أنه لبد أن يطلق عليها بالجنس المغربي نظرا لموقعه، وأنها أمة لها حضارتها ومدنيتها.
· انتقل البربر من آسيا إلى إفريقيا حوالي سنة 1300ق.م، تصدى لهم الفراعنة في مصر ثم واصلوا سيرهم إلى المغرب.
· يضع لنا يوسف ابن عبد البر ما يلي: اليقشانيون العماليق (جذمان يلتقي عندهم كل ما تفرق من الفروع البربرية).
1 - مدغيس الملقب بالأبتر 2 - البرنيس بن بر
البتر إخوان من أب واحد البرانيس
بر من ولد مازيغ بن كنعان
أما من حيث النشاط الاقتصادي فينقسمون إلى:
1. طائفة البربر الحضر: في الشمال والسفوح المزروعة.
2. البربر الرحل في الصحراء والواحات.
تسمية الجزائر: عرفت بعدت تسميات عبر التاريخ منها:
1. إكوزيم: بمعنى جزيرة الشوك، أو جيرة الطيور الغير طاهرة.
2.إكوزيوم: عدلت إلى هذا الاسم مع الرومان.
3. مازغنان أو مزغني: وهي تسمية لقبيلة بربرية وهي بطن من بطون سنهاجة. وتعني هذه الكلمة ما يلي: مز: بمعنى بنو وهي الآن مس.
4. واشتهرت هذه المدينة بقلعة بني مزغنة.
· يقال أنه في أواخر القرن 10 هـ مصرها الأمير بلكين بأمر من والده عاهل صنهاجة، زيري بن مناد الصنهاجي.
· ويرى الدكتور محمد بن شنب أن تسميتها تعود إلى موقعها الطبيعي بمعنى اتجاه المدينة نحو المرسى القديم على شكل صخور تشبه الجزر، منها الكبيرة والصغيرة.
· وورد رئي آخر أن الجزائر اسم عربي لعاصمة الوطن وأم القطر. ولم يطلق على القطر كله إلا في القرن 10 هـ.
· ووردت بعض الروايات أنها كانت قرية حقيرة لا شأن لها تسمى باللسان البربري "آرغل" بمعنى المكان المستور.
· ووردت في بعض الأساطير اليونانية أن هرقل استقر فيها مع أصحابه العشرين ففرقت بهم.
· وتدل بعض الأبحاث الأثرية على أن المغرب كانت مقر للسكان قبل ملايين السنين.
الفتوحات الإسلامية والدويلات المستقلة في المغرب العربي والجزائر:
· لقد اصطدم الفتح العربي في منطقة شمال إفريقيا سنة 646م بمقاومة طالت مدتها من طرف القبائل البربرية منها من كانت تدين بالمسيحية وأخرى باليهودية، وجزء آخر بآلهة لها علاقة بظاهر الطبيعة.
· لقد اكتسح الإسلام هذه المنطقة من الشرق إلى الغرب واتخذت الزحفات التاريخية كطريقة للفتح.
· أما الاستقرار لم يتم إلا مع الموحدين في القرن 12م، مع هذا لم يسمح للمذاهب السنية أن تبسط نفوذها، إلا بعد صياغتها وفق الطبيعة الخاصة للمجتمع.
· والملاحظ أن حتى الزحفات التي توالت لم تستطع أيضا أن تغيره كليا، حيث حافظة اللغة على كيانها حتى مع دخول العرب لها، رغم أصولها المجهولة.
· لقد اعترض الحكم العربي في هذه المنطقة ما كان قد اعترض الحكم الروماني، والسبب يعود إلى الأنظمة التي أقامها الولاة وتميز بها الحكام من جباروت وما حدث في القرن الثامن والتاسع هو الانشقاق من جديد خلقيا والذي كان الهدف منه المساومة.
· الخوارج: الذين طالبوا بمبدأ اختيار الخليفة، واعتباره رئيس الديانة، ولقد دامت الثورة لمدة قرنين ولم يتسنى التغلب عليها إلا بعد 375 واقعة ومجازر مما أدى إلى تشتت البقية الباقية من الخوارج في صحراء الجزائر وتونس وبعد ذلك انقرض ملك تاهرت الخارجي سنة 809م. وما تبقى من أحفاد يعيشون حاليا في جزيرة جرجى وورﭭلة ومزاب، وذلك على شكل جماعات.
· ونجد أن الموحدين قد حققوا انتصارات خلال القرن 18 بحيث حاول الإسلام استرجاع صبغته الأولى التي وجد عليها في الجزيرة العربية، خصوصا في المراكز الكبرى التي كانت تتبع المذهب المالكي. مثل: تونس، بجاية، الأوراس، والأطلس الأكبر. ولقد أسلم هؤلاء ولم يهتموا بالفقه والتوحيد واكتفوا ببعض المظاهر الخارجية للدين، التي تتفق مع الجن والأرواح والعقائد السحرية كمثال على ذلك: تعليق اليد تحمل خمس أصابع على أبواب المنازل، والتي مازالت إلى يومنا هذا.
· ولقد انتشر كذلك الإسلام الصوفي، حيث أقام أصحاب هذا المذهب الخلوات، في أواخر القرن الثامن الميلادي محاولين الوصول إلى الحقيقة الربانية.
· لقد انتشرت الصوفية في المغرب وبلغت أوجها في القرن 15 ميلادي وذلك لمواجهة الزحف المسيحي وذلك عن طريق تجهيز الطرق الصوفية والتي من بينها:
1. القادرية.
2. الجاذلية.
3. الجازولية.
4. الرحماني.
5. التجانية.
6. الدرقاوية.
7. السنوسية.
· ولقد أصبحت الزوايا تحتل مقام مهم لكل المريدين، حيث تعتبر معابد ومدارس وفنادق يأتي إليها عابر السبيل ويقيم فيها كذلك كبير الطريقة، وهو الشيخ المتلقي من الله البركة التي تمكنه بالإتيان بالكرامات، وينطلق المقدمون إلى كل المناطق البلاد لحمل هذه التعاليم إلى الجماهير المتحمسين لها، والذين يطلق عليهم "الأخوان"، حيث كانوا يتلقون الأوراد التي تذكر من أجل الارتقاء إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
· ولقد عرفت الزوايا كيف تستغل نفوذها ضد السلاطين، ويمكن القول أن عملها كان متواصل إلى غاية الاحتلال الفرنسي.
·ملاحظة: يمكن القول أن الصوفية هي التي نشرت ظاهرة تقديس الأولياء رغم أن القرآن الكريم كان صريحا في هذا. إلا أن بوادرها ظهرت في عهد الرسول r.
· كان للوجود التركي في الجزائر آثار إيجابية وسلبية على المستوى الداخلي والخارجي.
· أهم ما ميز هذه الفترة هو عدم الاستقرار السياسي من عهد إلى آخر.
· ويلاحظ أن عدم الاستقرار شهده أكثر عهد الأغوات وهذا أدى إلى التدهور بداية سقوط الدولة في هذه المنطقة. حيث تميزت هذه الفترة بالاغتيالات في وسط الأغوات كما ساهم الجيش الانكشاري بقسط كبير في هذه الثورة.
· حتى الأهالي لم يكونوا راضين على تصرفات الانكشاريين مما سمح بانتشار السخط والفتن وتهميش الأهالي.
· أما ما ميز عهد البليات هو انتشار الفقر وإرهاق الأهالي بالإتاوات مما زاد من حدة التذمر والعصيان، ولقد سجل التاريخ في هذه الفترة محاولات عديدة للتخلص من الحكم التركي أهمها في العاصمة وبلاد القبائل ونفس الشيء في مدينة تلمسان من طرف الكراغلة الذين سيطروا على المدينة وبالتالي تم طرد الحامية التركية.
· وحركة أخرى للعصيان بمنطقة "ليسة" في القبائل الكبرى سنة 1767م.
· ثم حركة أخرى للتمرد في قسنطينة وبعض الواحات في الجنوب.
· ولقد استمر عدم الأمن والاستقرار طيلة الوجود التركي في الجزائر.
· أشهر المقاومات في المنطقة كانت مقاومة بلحرش 1804م وكان الهدف منها القضاء على سلطة البيلك وتأسيس حكومة على المبادئ الإسلامية، وقد أجبرت هذه المقاومة على الانسحاب من القحل وعنابه.
· من نتائج التمرد:
1. اضطراب كلي على المستوى الاقتصادي.
2. انتشار ظاهرة الجفاف لمدة سنوات وانتشار للأوبئة ذهب ضحيتها الكثير.
3. كما ساهمت الكوارث الطبيعية في إحداث خسائر مادية، كزلزال مدينة الجزائر والمدية وبليدة وغيرها وهذا ما دفع بالأسبان من الانسحاب من المدينة.
· ومن ناحية أخرى نشأة في المجتمع الجزائري طبقة من الدخلاء أغلبهم من اليهود ويعتبر ذلك عامل رئيسي للإلقاء القبضة على الجزائر من طرف الاستعمار الفرنسي.
· ومن هؤلاء اليهود بوخريص وبوشناق اللذان سيطرا على التجارة الخارجية، وهما من ساعدا على سوء العلاقة ما بين الجزائر وفرنسا.
· أما على مستوى العلاقات الخارجية: لقد اتسمت العلاقات المغاربية بالتوتر بحيث نادرا ما سادا الود بينهما إلا في الحالات التي تشعر بها هذه البلدان بالخطر الأجنبي.
· لقد كانت تعتبر الجزائر تونس إقليم تابع لها، ومن جهة أخرى كانت تونس تعتبر قسنطينة الوارث الشعري لها، أما المغرب الأقصى ينظر إلى الجزائر كخطر يجب تفاديه بكل الوسائل.
· أما عالميا وعلى المستوى الأوربي حظيت الجزائر في عهد البايات من مكانة رفيعة، حيث فرضت الضرائب على الولايات المتحدة، حيث كانت تدفع 10 آلاف دولار وهدايا أخرى قدرة بـ: 4000 دولار، أما بريطانيا فقد كانت تقدم هدايا بمقدار 600 جنيه، وفرنسا 600 ليرى، وصقلية 6000 ريال وكذلك الشأن بالنسبة للسويد ونرويج.
· أما الأسبان فقد استمرت حملاته الصليبية في الجزائر الأولى كانت سنة 1770م انهزمت إسبانيا في مدينة الحراش، وحملة أورلي سنة 1773م باءت بالفشل وحملة أخرى سنة 1787م، ولكن بقائه في مدينة وهران قد شكل عائق أمام وحدة البلاد، وتم تخليص وهران من وجودهم سنة 1792م بعد بقاء دام قرنين.
· وتوالت الضربات على المجتمع الجزائري كالاتفاق الذي تم في فينا سنة 1815م والذي جاء للقضاء على دار الجهاد.
· ومن ناحية أخرى شنت إنجلترا حملة تحت قيادة إكسموث اللورد 1816م انتهت بالفشل.
· ثم تحالف آخر غربي في مؤتمر لاشانيل عام 1818م تقدمته بحرية مشتركة بين فرنسا وإنجلترا، ثم عرضت قرارات أوربا على الداي حسين الذي رفضه بإصرار وهذه القرارات جاء فيها ((منع ما تدعيه بممارسة اللصوصية وتجارة العبيد)).
أهمية الجزائر اقتصاديا وإستراتيجيا في ظل الحكم التركي:
· نظرا لأهميتها توجهت الأطماع إليها منذ بداية القرن 19م حيث كان القائد دفال من الدعاة الأساسيين لاحتلال الجزائر وهو ما ساهم أكثر إلى مسألة تعقيد الديون وتمثيل مشهد حادثة المروحة.
· بالاظافة إلى تعفن الوضع على المستوى الداخلي وفقدان الجزائر لقوتها البحرية، وعدم تحصين مناء سيدي فرج.
· بالاظافة إلى انغماس الحكام في الترف والملذات هذا أدى إلى سيطرة اليهود على الاقتصاد ثم غياب الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله.
· أما بالنسبة للريف في ظل الأتراك، كانت الحياة فيه قاسية وتعرض للغارات التركية بسبب رفض الأهالي دفع الضرائب.
· وظلت القبائل في هذه الفترة تعيش وسط الصراعات الدموية، هذا الذي منع إنصهار المجتمع في بوتقة واحدة مع الأتراك.
· إذا عدنا إلى الجزائر نجدها لم تستطع تقديم قواعد زراعية، والسبب يعود في ذلك إلى عدم ملائمة البيئة.
· والحقيقة أن هناك ظاهرة لم يهتم بها الدارسون في المغرب ولم يقدموا لها التفسيرات الكافية، ألا وهي ظاهرة القرصنة التي ظهرت مع انحطاط تجارة القوافل وانقطاع طريق الذهب. إذ كان لابد البحث عن موارد جديدة لمجالات أخرى وكان السبيل في ذلك الدولة.
· وهذا ما يؤكد على أن الجزائر قد استندت على القرصنة من القرن 7 إلى 18 . دون الاعتماد على الإنتاج الفلاحي.
· اما عند دخول الاستعمار الفرنسي فكان الوضع الاقتصادي يسير في إطار القبيلة.
· يعني هذا أنه كان ذا طابع استهلاكي وأن بعض المعاملات والمبادلات الخارجية كانت تتم بواسطة المقايضة.
· لكن مع الاحتكاك بالاستعمار الفرنسي تم إدخال النقد، وتحول دفع الضرائب إلى الفرنسيين إلى النقد.
· فأصبح الفلاح غير قادر على الدفع، مع غلاء أسعار المواد الزراعية، وبتالي تحول الفلاح من النمط المغلق إلى النمط المفتوح دون أن يكون مستعد لهذا التغير.
· ورغم هذا بقية القبيلة ملاذا للفلاح هروبا من عدوا النقد، ولكن بعد 1863م لم يستطع الآلاف الاستمرار مع عملية التجزئة للأرض وبالتالي الاضطرار للدخول في الدائرة النقدية بإمكانيات محدودة.
· هذا ما أدى إلى ظهور عملية التبادل غير المتكافئ ما بين الفلاحين والقطاع الاستعماري أثناء عملية البيع والشراء
· أصبح بعد ذلك النقد يشكل علاقة احتياج اجتماعي، وخضع الفلاح الجزائري للتاجر الفرنسي والأوربي.
· وبهذا خلق الاستعمار مجموعة من النشاطات المكملة للاقتصاد الفرنسي.
· إن العلاقة التي أصبحت تجمع المستعمر بالمستعمر هي شبيهة بعلاقة السيد بالعبد وبين كذلك المبادر الرأسمالي والبروليتاري.
· هذا الذي أدى إلى تشكيل عوارض التخلف الاقتصادي، وتتطبع بلا توازن.
ـــــــــــ
· يمكن تسجيل ثلاث محطات تاريخية في تاريخ الكفاح الجزائري من (1912 – 1954).
· حاول الاستعمار التوسع على حساب كل المناطق، ولكن رد فعل الجزائريين أخمدت محاولاته. وأكبر ضربة وجهة للاستعمار الفرنسي هي قطع رأس أحد أبناء"أميدي بورمون" ، بالإضافة إلى حالة السخط التي كانت تعيشها فرنسا اتجاه "شارل العاشر" الذي أراد استرضاء خصومه بالتوسع في الجزائر، بالاظافة إلى فرقة المشاة التي كانت تحت يد القائد "كلوزال" والهدف منها، الاقتصاد في المال من حيث التكاليف، والهدف الخفي هو تعزيز العداء بين الجزائريين.
أما الجزائريين فقد واجهوا هذا عن طريق القلم وتأسيس الأحزاب والحركات. وقد حدثت تناقضات بين الجزائريين في أسلوب نيل الاستقلال إلى أن اندلعت الثورة.
لقد ظل الجزائري يبحث عن السند المادي والمعنوي، وبالتالي فقد الثقة في كل ما يقدم لديه، وليس غريبا أن نرث بعد الاستقلال صورة الدولة كمفهوم التصق بمفهوم البايلك.
فساد الاعتقاد بتسمية كل المؤسسات بالبايلك الذي كان يحتل في الشعور الفردي والجماعي،تلك المساحة من المرافق التابعة للدولة.
لقد كسرة هذه الثقافة القهرية في النفوس حس الدولة، واقترنت بعد ذلك صورة الدولة بالبطش والخوف والعقاب، فورث معها الشعب الجزائري كل ما يعزز مشاعر الكره والبغض نحو الاستعمار، فتحولت هذه المشاعر إلى عنوان للوطنية عبر عنها الشعب الجزائري بالكفاح.
· وهنا شهد الفرد بعض المكاسب التي تحولت إلى غير أصحابها، وأحس معظم المجتمع أن تلك الأجهزة التي خلفها المستعمر، تتحالف ضد الفئات التي دفعت ضريبة كبيرة أثناء الثورة، حيث أصبحي هذه الأجهزة في نظر المجتمع هي وجه من أوجه المستعمر، وأصبحت قائمة على المصلحة التي كرست روح الانتهازية والسرقة والتبذير والتحطيم، وتدن الوضع إلى أدنى حد من التماسك وذلك خلال العقود الأربع الماضية، بالإضافة إلى تقلد بعض العناصر ذات النزوع الفرنسي خلال عهد الأحادية لبعض المناصب السامية وبتالي انحدار مستوى الوطنية وعليه أصبح كل شيء يدور بـ:
القبيلة والفئة والمحسوبية
وانتشرت ثقافة التمتع بمكاسب الدولة، مما سهم في انحدار سلم القيم.
· إلا أننا نلحظ تراجعا عن بعض المواقف خلال التعددية الحزبية وخاصة في نهاية التسعينات، ومن حيث النتائج المترتبة عنها كعملية تاريخية معقدة ذات إفرازات طويلة المدة أعيد إنتاجها في الكثير من الأحيان بعد الاستقلال مباشرة، وأهم هذه الظواهر ما أصبح يسمى اليوم بـ: "الفقر الثقافي" والذي سببه انعدام المؤسسات التي تهتم بعملية الإنتاج العلمي. وبعدما أصبحت كذلك فاعلية القاعدة الأحادية غير مجدية ظهرت مفاهيم جديدة مثل: (حقوق الإنسان، الديمقراطية، التعددية)، التعددية التي سمحت بتجنيد قوى اجتماعية جديدة لتحل محل القوى التقليدية، المرتبطة بجبهة التحرير الوطني.
خلاصة:
إذا حركة التاريخ وواقع الاجتماع ظلت في الجزائر عرضت التخلفات، هذا ما انعكس سلبا على التراكم الحضاري باسترسال الروح القبلية، وطبعت المجتمع الجزائري. وحتى على مستوى المدينة وطرق المعاش، وخير دليل على ذلك أنه حتى في مجال العمران كل المدن والقرى التي أنشأت، مازالت كذلك إلى يومنا هذا تتشكل وفق انتماءات قبلية.
· لنناقش المدخل التاريخي لبد أن ننطلق من السؤال التالي:
- ما هي العلاقة الموجودة بين التاريخ وعلم الاجتماع ؟
- بمعنى آخر ما هي المساحة التي يلتقي فيها كل من علم الاجتماع وعلم التاريخ وكيف لنا أن نستفيد من دراستنا لتاريخ المجتمع الجزائري؟
1. أول نقطة ننطلق منها هي أن التاريخ يقيم علاقات معقدة مع علم الاجتماع، مكونة من الفروق والمشابهات، والتي يصعب في الكثير من الأحيان اتخاذ القرار بشأنها إذا كانت تخص دراسة هذا العلم أو ذاك.
2. وأنه من المغالاة أن نعتبر علم الاجتماع علم يهدف إلى الوصول إلى قوانين عامة في حين أن التاريخ وصفي.
3. ومن المغالاة أيضا أن نعتبر علم التاريخ علم مفرد وعلم الاجتماع علم عام.
· ولهذه المتناقضات كلها الفضيلة العلمية والتمايز والوظيفية العلمية وفي أحيان أخرى جدالية وأخرى للنزاع.
· إذا كان من الصعب التفريق بين العلمين بواسطة بعض العناصر فإنه من وجهة النظر المثالية النموذجية أن العلمين يميلان إلى التمايز أو الاختلاف من حيث الأغراض والطرق.
التاريخانية والخيال:
· يعتبر هذا المبدأ منهج يستخدم في دراسة المجتمعات المغلقة ومجتمعات العالم الثالث.
· لتوضيح الرؤيا لبد لنا أن نطرح أفكار المؤيدين والمعارضين في إستخدام المنهج التاريخي لدراسة الظواهر الاجتماعية.
إذا ما هو التاريخ؟:
يعتبره الكثير ارتجال متعدد ودائم يعطي لنا المؤرخون من خلاله مظهر منظما وهو عبارة عن أحداث متناقضة متعددة غير متناهية.
كارل بوبر: فيلسوف بريطاني من أصل نمساوي يعتبر من الوضعين المحدثين.
· يقول في دراسته للمدخل التاريخي:
v إذا كنت تظن أن تاريخ البشرية كان مكتوبا من قبل وجودها ومن قبل الطبيعة وعن طريق التطور العقلي أو عن طريق صراع الطبقات وعلاقات الإنتاج.
v وإذا كنت تظن أن التوجه أو المسار الإنساني عبر الزمان هو منسجم ومعقول وبتالي يمكننا التنبؤ به.
v وإذا كنت تظن أن للتاريخ معنى شيء يعطى له بصفة كلية انسجام منطقي ينظمه بحيث تكون فيه كل الكلمات منسجمة، وحيث تأخذ كل كلمة مكانها المناسب.
إذن
فإنك شخص تاريخي
ــــــــــــــــ
v وإذا كنت تظن أنك أفلاطوني أو هيغلي أو كونتي أو ميكيافلي ...
إذن
فإنك عابد للتاريخ وخائفا من الحقيقة سواء كان هذا عن علم أو جهل وإنسان يخفي قلقه من تحمل المسؤولية التي تعني فهم وتصور الحياة كإبداع دائم فهي كالفخار الذي يمكن تشكيله حسبما يريد كل مجتمع أو ثقافة أو جيل وبتالي الاعتماد على ما تحققه أو تفقده البشرية.
· يضيف لنا فكرة أخرى مفادها أن التاريخ ليس له نظام ولا منطق ولا معنى وبعيدا عن هذا الاتجاه عقليا يمكن أن يكشف مسبقا علماء الاجتماع والاقتصاد وحتى الأيديولوجيون بطريقة علمية.
إن التاريخ ينظمه المؤرخون حتى يعلوه منسجما ومعقولا وذلك عن طريق وجهات النظر والتفسيرات الموصوفة بالجزئية والمؤقتة.
و إن اللذين يظنون أن إحدى وظائف العلوم الاجتماعية هي التنبؤ بالمستقبل وبمعنى آخر التنبؤ بالتاريخ فهم ضحايا الأوهام وهو هدف لا يمكن بلوغه إطلاقا.
· إن كارل بوبر لا يرفض الكتب التاريخية ولا يذكر أن ما حدث في الماضي يمكن له أن يثري المعرفة الإنسانية ويساعدها على مواجهة المستقبل.
· ولكن ينصحنا أن نأخذ بعين الاعتبار أن كل تاريخ مكتوب هو جزئي وتحكمي بمعنى تعسفي.
· لأنه يعكس جزء مصغر من المجتمع صنع من طرف بشر بمعنى احتمال النجاح واحتمال الفشل في صنع التاريخ.
· لأنه يشمل كل المظاهر الحقيقية البشرية مهما كان نوعها دون استثناء أي ظاهرة ما، وهذا هو التاريخ الحقيقي الشامل والوحيد وهو غير محاط أو مدرك.
· إن ما نفهمه عن التاريخ في المجتمعات المفتوحة على حد قول كارل بوبر:
v هو أن تاريخ المجتمع هو تاريخ سياسي وهو منحصر في تاريخ الجرائم العالمية والقتيل الجماعي وليس شيء آخر.
v وهو تاريخ لبعض المحاولات لمحو هذه الجرائم من طرف أبطال مجدتهم الكتب.
v وهو ما ينتظر من كل ثقافة مجتمع أو حضارة والمظاهر المأخوذة من الحضارات المعاصرة، لأن كل ما هو موجود في المجتمع في الوقت الحاضر مأخوذ من ثقافات سابقة.
v إذا كان تاريخ الإنسانية هو تاريخ للتطور والتقدم بمنعرجات وتقهقرات وهذا يرفضه مطلقا، فهو في كل الحالات لا يمكن إدراكها، بسبب تنوع الأحداث وتعقدها اللامتناهية لأن الذين حاولوا كشف القوانين الثابتة التي تحكم تعاقب الأحداث قد ارتكبوا خطئ كبير ويمكن اعتبارها جريمة وبتالي اعتباره بناء وهمي أو وجود مصطنع الذي يتطلع لعرضه كحقيقة علمية.
· يؤكد على هذا الأساس عدم وجود قوانين تاريخية:
v إن الأحداث الحالية على المستوى العالمي وكيفية حدوثها لا دليل قاطع على عدم إمكانية التوقع التاريخي.
v إن عدم وجود قوانين تاريخية في هذه الحالة لا يعني إطلاقا عدم وجود اتجاهات ثابتة خلال مسار التاريخ البشري.
v عدم إمكانية التنبؤ بالمستقبل إن كل تنبؤ اجتماعي مستحيل، لأنه في بعض مجالات العلوم الاجتماعية وتحت شرط معينة يمكن لبعض الظواهر الحدوث.
v النتيجة لكل هذا أن البشرية يمكن لها أن تتقهقر عن كل تقدم يمكن تحققه، إن التقتيل الجماعي الذي حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية والعراق لم يكن قد حدث في الماضي، والحرق ولإبادة لليهود من طرف النازية هي أكبر حجة على ذلك.
عدي الهوا ري:
· يعتبر تحليله انتقاد لأطروحة مراد بودية .
· مراد بودية يهتم كثيرا بالتحليل الماركسي في دراسة المجتمع الجزائري.
· يرى عدي الهواري أن التحليل النظري للمجتمع الجزائري يجب أن يخضع إلى صرامة منهجية في البناء.
· كما أنه يجب أن يكون لموضوع الدراسة لهذه الظواهر في تتابعها حيث يستند الهواري إلى عدم التحكم في المراحل التاريخية.
· مراد بودية نبه إلى مراحل الاختلاف الاجتماعي التي كانت موجودة في الحقبة الاستعمارية ((الدوار، الراعي، في مرحلة ما قبل الاحتلال الفرنسي)).
· يرى عدي الهواري في ذلك أن الخلل يعود إلى استعمال موراد بودية مراجع وكتب ألفت أثناء الاحتلال الفرنسي، وأن عدم حذره أوقعه في الخطاء حيث يرى أن:
v الدوار على سبيل المثال هو من إنشاء الاحتلال الفرنسي بقانون 22 أفريل 1963م وهو ناتج عن تحطيم البنيات الاجتماعية خلال القرن 19.
v كذلك الشأن لمصطلح الـقربي، هذا المسكن الذي انتشر بعد 1830م.
v وأوجد الراعي المحترف في منطقة الهضاب العليا.
· هذه المفاهيم كلها ترجعنا إلى جزائر ما بعد الاحتلال.
· لأن الحديث عن هذه الظواهر يقتضي الوصول إلى الحديث عن الفرد، هذا الذي لم يكن موجود أثناء هذه الفترة.
· وإنما كان موجود هو القبيلة والعرش، والانتماء إلى فرقة أو عائلة معينة.
· وإذا كنا نجهل معنى القبيلة فإننا لا نستطيع أن نفهم نوع المجتمع الذي كان يسود في الفترة ما قبل الاستعمار.
· بالإضافة إلى أن مراد بودية لم يتطرق إلى السكان الذين كانوا نصف بدو ونصف مقيمين.
· يمكن القول أن مراد بودية لم يستطع فهم التطور الاجتماعي والسياسي في العلاقات الناشئة بين المدينة والريف.
· وتجاهله لهذا الأمر أدى به إلى عدم فهمه لمغرب ما قبل الاستعمار وتطوراته اللاحقة بعد الاحتلال لأن التنظيم في القبائل هو الذي يحتم استعمال الأراضي ونوعية الملكية وكذلك نوعية السكن.
· بمعنى أسلوب حياة هذا النمط الحياتي الذي فرضته البيئة الطبيعية القاهرة التي لا تسمح بممارسة الفلاحة والإقامة بالنسبة للبدو وبتالي غياب المردود العقاري.
· وهنا يلخص لنا عدي الهواري ملاحظة منهجية مفادها:
أنه كلما انطلقنا من النظرية في اتجاه الأفعال والوقائع فإننا نفسد النظرية ونتجاهل الحقائق، لذلك يفترض أن نقول أو بإمكاننا أن ننطلق من الوقائع الملاحظة إلى الاتجاه المجرد المفكر فيه وذلك من أجل بناء يكون فيه الانطلاق من الواقع لأنه دون ذلك لا يمكننا تفسير الظواهر بصفة موضوعية.
· ويلاحظ أيضا:
أن النظريات المعتمدة على مختلف العوامل المعزولة عن التطور الكلي للمجتمعات
الإنسانية والاعتماد الكلي عليها يمنع الفهم الكلي للتطور الجدلي الذي ينشىء من
خلال الضغط الناتج عن المتناقضات.
وهو يرى أن الدراسات الاجتماعية التي تفضل عامل واحد في البحث وكأن
العوامل يمكنها هي لوحدها أن تعطينا الفهم الصحيح دون الرجوع إلى التاريخ
وإلى الحركة الكلية.
· التكوين الاجتماعي ما قبل الاحتلال الفرنسي (الأساس الاجتماعي والتاريخي للتكوين الاجتماعي:
· في الانطلاق يمكن تسجيل أن الاقتصاد الجزائري يعتمد على نشاطين هما:
1. النشاط البدوي الذي يعتمد على الزراعة وتربية المواشي التي تعتمد على الترحال.
2. ونصف بدوي كان يتلاءم مع تربية المواشي وفي الاتجاه الآخر الزراعة التي تعتمد على الاستقرار.
· ويبدوا أن الطابع القانوني للعقار كان يستجيب لأحد هذه المطالب.
· ولكن ثلثي سكان الجزائر كانوا يعتمدون على الترحال بالدرجة الأولى، وما ستفيدون منه في حياتهم المعاشية.
· أما بالنسبة للمسكن فكان لا يخرج عن إطار هذه الماشية، إضافة إلى ممارسة الترحال الموسمي.
· بالإضافة إلى عدم امتلاك الأراضي التي كانت مشاعة.
· وبذلك نفهم أن البنية الاجتماعية هنا تستمد منطقها من أسلوب الحياة ونمط البنية في حد ذاتها.
· يشير عدي الهواري:
إلى عدم وجود الدولة على المستويات الاقتصادية والتشريعية والايديلوجية وبتالي فإن القبيلة كيان اجتماعي مكتمل بحد ذاته اقتصاديا وكذلك استقلالية سياسية، وأن سلطة الدولة هي في وضعية جانبية.
· بمعنى في بنيتها الداخلية وليس على المستوى الخارجي، وكأنها مجتمع مصغر له تقسيم عمل اجتماعي غير متطور، كما تتميز باختلاف اجتماعي كبير أين نجد الصراع الطبقي غير موجود إطلاقا لأنه لا وجود للطبقات في حد ذاتها ولكن المستعمر الفرنسي هو أول من استهدف تحطيم البنية الأساسية وهي القبيلة والعمل على تفكيكها ولكن اصطدمت هذه التدابير بالعائلة، حيث قاومت إلى حد كبير هذه الظاهرة الاستعمارية وحاولت الحفاظ على القيم الأخلاقية والدينية معززة الطابع الدفاعي ولكن عن طريق الجماعة = ثاجمعة، حيث كان مجالها إما القبيلة وإما الفرقة وإما العائلة، وفي حقيقة الأمر فإن العائلة كانت الوحيدة التي استطاعة أن تصون القيم الجماعية التقليدية وآخر حصن لها هم الأفراد في المجتمع في مكوناتهم الخلقية والدينية.
تطور النظام المرابطين في المجتمع الجزائري كما حلله عدي الهواري:
· كان هذا النظام موجد قبل دخول فرنسا إلى الجزائر.
· تعزز أكثر في فترة وجدد فرنسا في الجزائر.
· كان ذلك ناتج عن إرادة جماعية لإعادة بنائه في المخيلة الجماعية من طرف الفرق والدواوير، حيث كان هؤلاء مرتبطين بشخصية تدعى المرابط، وكانت لقاءاتهم تتم في حفلات موسمية تدعى الزردات يلتقي فيها الأهل حتى ولو كانوا لا ينتمون بالضرورة إلى شجرة العائلة الواحدة.
· وهذه الممارسة ناتجة عن حالة نفسية لوجود الفراغ الاجتماعي لكل فرد، ويعبر أيضا على الإرادة للعودة إلى النظام الاجتماعي المبني على التعاون والتضامن.
· وفي الأخير يتوصل عدي الهواري إلى طرح سؤال عن كيفية نشوء ظاهرة التخلف في المجتمع الجزائري.
· حيث يصرح أن تحطيم الاقتصاد التقليدي الجزائري لم يكن نتيجة تحديد للتغير الداخلي أي لم يكن تحولا نوعيا ناجما عن ضغوط وتناقضات داخلية.
· ووصل عدي الهواري إلى الاستنتاج التالي:
إن سيرورة التكديس الأول لرأس المال كان قد جمد. هذا الذي أدى إلى حركية أدت حتما إلى التخلف وهو قد أجاب بذلك على الفرضية التي انطلقت منها في البداية.
مفهوم المرابط في المجتمع الجزائري:
· المرابط رجل الرابط الذي يعني في منطقة شمال إفريقيا شخصية مقدسة يضحى بتقديس في حياته وبعد مماته.
· ضريح المرابط هو محل تكريم.
· وهو ذلك المسلم الذي يتمتع بسلطات سحرية وكرماة إلهية، ويأتي على يده الشفاء.
· أما في المفهوم الفقهي والديني يعني ذلك الشخص الذي يربط نفسه عن الشهوات.
· الرباط: هو المكان الذي يسكن فيه المتطوعون للدفاع عن الإسلام ويقسمون حياتهم بين ممارسة العبادة والعمليات العسكرية.
· وقد انطلقت بدأت حركة المرابطين مع عبد الله ابن ياسين الذي أساس حركة الجنود النساك كرد فعل اتجاه الدعاة الشعيين.
· وقد قام بجمع فئة من أتباعه من بربر سنهاج. حيث اعتزل معهم في جزيرة السنغال وبني له قاعدة، يرابطون فيها للجهاد ضد الكفار.
· وقد انتشر الاعتقاد بهذه الظاهر (المرابطين) في القرن 19 بصورة مكثفة إلى حد الإفراط.
الدور ألتعلمي للمرابطين:
· بدأت بالتنظيم الشكلي الذي ترجع أصوله إلى الشرق القديم، حيث كان الطلاب يجتمعون حول الشيخ بمعنى المعلم، ليصبح فيما بعد هؤلاء الطلاب يقدمون دروس التي تلقونها، في مراكز أخرى تدعى الزوايا.
· ويمكن القول أنها اتجهت إلى اللامركزية التعليم الديني هذا الذي يسمى عقد أخلاقي يربط بين الشيخ وتلاميذه.
· لهذه الحركة وظائف متعددة (دينية، اجتماعية، سياسية، عسكرية).
· كانت معتدلة مكملة للتعليم الديني، وشكلت مركز اتصال من خلال الهداية والزيارات... الخ.
· يمكن القول أن الزاجولي كان الأب الروحي لكل الزوايا اللاحقة (من أعماله التحريض على التعاون التجاري والسياسي مع البرتغاليين).
· يمكن اعتبار كذلك محمد السعدي من أشراف الحجاز الذي ظهر في القرن 7هـ، قطن بسوس، وقد حارب البرتغاليين بالجنوب، لقب نفسه بالقائم بأمر الله الشيعي.
الدور الثقافي والديني للحركة:
· حاول المرابطين توحيد المغرب ثقافيا.
· وقد قام عبد الله بن ياسين بنشر المذهب المالكي بالمغرب خاصة في عهد دولة المرابطين.
· انطلقت من موريتانيا الحالية ثم توسعت نحو الشمال وأنشئوا دولتان في "سجلماس" سنة 757م وفي مراكش عام 1062م أسسها يوسف ابن تشفين امتدت إلى جزائر بني مزغنة.
التاريخ الاجتماعي للجزائر:
الأصول والاحتلالات:
أصل البربر:
· يرى بعض المؤرخين أنهم أبناء عمومة العرب والفينيقيين.
· قدموا من آسيا عبر مصر وليبيا.
· هم من مازيغ ابن كنعان ابن نوح عليه السلام.
· وذهبت بعض المحولات إلى اعتبارهم من اليمن، والبعض الآخر أنهم مزيج من أجناس مختلفة.
· وهناك من يرجعهم أنهم في النسب سامون من نسل نقشان ابن إبراهيم عليه السلام كما ورد عن الطبري.
· والبعض ينسبهم إلى ولد النعمان ابن حمير ابن سبأ.
· وفريق آخر اعتبرهم حامون.
· وتدل بعض التحليلات أن اللغة الأمازيغية (الشحلية) منحدرة من كتلة اللغات العروبية.
· هي فروع من اللغة العربية.
· وذهب البعض إلى إرجاع نسب البربر إلى بحر إيجي وإلى العرق الجرماني، وهذا لتبرير الاحتلالات التي توالت على هذه المنطقة.
· أما بالنسبة للتفسيرات حول أللفض :
1. يعتبره اليونانيون، الألشغ، بمعنى كل من يتكلم لغتهم.
2. يعتبره الايطاليون، ليبار بار.
· أما المؤرخ اليوناني هيرودوست أطلق على هذه الأرض "لوبيا" بمعنى ليبيا، ويدعى أهلها بـ: اللوبيين.
· أما المؤرخ الجزائري عبد الرحمان الجيلالي فيرى أنه لبد أن يطلق عليها بالجنس المغربي نظرا لموقعه، وأنها أمة لها حضارتها ومدنيتها.
· انتقل البربر من آسيا إلى إفريقيا حوالي سنة 1300ق.م، تصدى لهم الفراعنة في مصر ثم واصلوا سيرهم إلى المغرب.
· يضع لنا يوسف ابن عبد البر ما يلي: اليقشانيون العماليق (جذمان يلتقي عندهم كل ما تفرق من الفروع البربرية).
1 - مدغيس الملقب بالأبتر 2 - البرنيس بن بر
البتر إخوان من أب واحد البرانيس
بر من ولد مازيغ بن كنعان
أما من حيث النشاط الاقتصادي فينقسمون إلى:
1. طائفة البربر الحضر: في الشمال والسفوح المزروعة.
2. البربر الرحل في الصحراء والواحات.
تسمية الجزائر: عرفت بعدت تسميات عبر التاريخ منها:
1. إكوزيم: بمعنى جزيرة الشوك، أو جيرة الطيور الغير طاهرة.
2.إكوزيوم: عدلت إلى هذا الاسم مع الرومان.
3. مازغنان أو مزغني: وهي تسمية لقبيلة بربرية وهي بطن من بطون سنهاجة. وتعني هذه الكلمة ما يلي: مز: بمعنى بنو وهي الآن مس.
4. واشتهرت هذه المدينة بقلعة بني مزغنة.
· يقال أنه في أواخر القرن 10 هـ مصرها الأمير بلكين بأمر من والده عاهل صنهاجة، زيري بن مناد الصنهاجي.
· ويرى الدكتور محمد بن شنب أن تسميتها تعود إلى موقعها الطبيعي بمعنى اتجاه المدينة نحو المرسى القديم على شكل صخور تشبه الجزر، منها الكبيرة والصغيرة.
· وورد رئي آخر أن الجزائر اسم عربي لعاصمة الوطن وأم القطر. ولم يطلق على القطر كله إلا في القرن 10 هـ.
· ووردت بعض الروايات أنها كانت قرية حقيرة لا شأن لها تسمى باللسان البربري "آرغل" بمعنى المكان المستور.
· ووردت في بعض الأساطير اليونانية أن هرقل استقر فيها مع أصحابه العشرين ففرقت بهم.
· وتدل بعض الأبحاث الأثرية على أن المغرب كانت مقر للسكان قبل ملايين السنين.
الفتوحات الإسلامية والدويلات المستقلة في المغرب العربي والجزائر:
· لقد اصطدم الفتح العربي في منطقة شمال إفريقيا سنة 646م بمقاومة طالت مدتها من طرف القبائل البربرية منها من كانت تدين بالمسيحية وأخرى باليهودية، وجزء آخر بآلهة لها علاقة بظاهر الطبيعة.
· لقد اكتسح الإسلام هذه المنطقة من الشرق إلى الغرب واتخذت الزحفات التاريخية كطريقة للفتح.
· أما الاستقرار لم يتم إلا مع الموحدين في القرن 12م، مع هذا لم يسمح للمذاهب السنية أن تبسط نفوذها، إلا بعد صياغتها وفق الطبيعة الخاصة للمجتمع.
· والملاحظ أن حتى الزحفات التي توالت لم تستطع أيضا أن تغيره كليا، حيث حافظة اللغة على كيانها حتى مع دخول العرب لها، رغم أصولها المجهولة.
· لقد اعترض الحكم العربي في هذه المنطقة ما كان قد اعترض الحكم الروماني، والسبب يعود إلى الأنظمة التي أقامها الولاة وتميز بها الحكام من جباروت وما حدث في القرن الثامن والتاسع هو الانشقاق من جديد خلقيا والذي كان الهدف منه المساومة.
· الخوارج: الذين طالبوا بمبدأ اختيار الخليفة، واعتباره رئيس الديانة، ولقد دامت الثورة لمدة قرنين ولم يتسنى التغلب عليها إلا بعد 375 واقعة ومجازر مما أدى إلى تشتت البقية الباقية من الخوارج في صحراء الجزائر وتونس وبعد ذلك انقرض ملك تاهرت الخارجي سنة 809م. وما تبقى من أحفاد يعيشون حاليا في جزيرة جرجى وورﭭلة ومزاب، وذلك على شكل جماعات.
· ونجد أن الموحدين قد حققوا انتصارات خلال القرن 18 بحيث حاول الإسلام استرجاع صبغته الأولى التي وجد عليها في الجزيرة العربية، خصوصا في المراكز الكبرى التي كانت تتبع المذهب المالكي. مثل: تونس، بجاية، الأوراس، والأطلس الأكبر. ولقد أسلم هؤلاء ولم يهتموا بالفقه والتوحيد واكتفوا ببعض المظاهر الخارجية للدين، التي تتفق مع الجن والأرواح والعقائد السحرية كمثال على ذلك: تعليق اليد تحمل خمس أصابع على أبواب المنازل، والتي مازالت إلى يومنا هذا.
· ولقد انتشر كذلك الإسلام الصوفي، حيث أقام أصحاب هذا المذهب الخلوات، في أواخر القرن الثامن الميلادي محاولين الوصول إلى الحقيقة الربانية.
· لقد انتشرت الصوفية في المغرب وبلغت أوجها في القرن 15 ميلادي وذلك لمواجهة الزحف المسيحي وذلك عن طريق تجهيز الطرق الصوفية والتي من بينها:
1. القادرية.
2. الجاذلية.
3. الجازولية.
4. الرحماني.
5. التجانية.
6. الدرقاوية.
7. السنوسية.
· ولقد أصبحت الزوايا تحتل مقام مهم لكل المريدين، حيث تعتبر معابد ومدارس وفنادق يأتي إليها عابر السبيل ويقيم فيها كذلك كبير الطريقة، وهو الشيخ المتلقي من الله البركة التي تمكنه بالإتيان بالكرامات، وينطلق المقدمون إلى كل المناطق البلاد لحمل هذه التعاليم إلى الجماهير المتحمسين لها، والذين يطلق عليهم "الأخوان"، حيث كانوا يتلقون الأوراد التي تذكر من أجل الارتقاء إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
· ولقد عرفت الزوايا كيف تستغل نفوذها ضد السلاطين، ويمكن القول أن عملها كان متواصل إلى غاية الاحتلال الفرنسي.
·ملاحظة: يمكن القول أن الصوفية هي التي نشرت ظاهرة تقديس الأولياء رغم أن القرآن الكريم كان صريحا في هذا. إلا أن بوادرها ظهرت في عهد الرسول r.
· كان للوجود التركي في الجزائر آثار إيجابية وسلبية على المستوى الداخلي والخارجي.
· أهم ما ميز هذه الفترة هو عدم الاستقرار السياسي من عهد إلى آخر.
· ويلاحظ أن عدم الاستقرار شهده أكثر عهد الأغوات وهذا أدى إلى التدهور بداية سقوط الدولة في هذه المنطقة. حيث تميزت هذه الفترة بالاغتيالات في وسط الأغوات كما ساهم الجيش الانكشاري بقسط كبير في هذه الثورة.
· حتى الأهالي لم يكونوا راضين على تصرفات الانكشاريين مما سمح بانتشار السخط والفتن وتهميش الأهالي.
· أما ما ميز عهد البليات هو انتشار الفقر وإرهاق الأهالي بالإتاوات مما زاد من حدة التذمر والعصيان، ولقد سجل التاريخ في هذه الفترة محاولات عديدة للتخلص من الحكم التركي أهمها في العاصمة وبلاد القبائل ونفس الشيء في مدينة تلمسان من طرف الكراغلة الذين سيطروا على المدينة وبالتالي تم طرد الحامية التركية.
· وحركة أخرى للعصيان بمنطقة "ليسة" في القبائل الكبرى سنة 1767م.
· ثم حركة أخرى للتمرد في قسنطينة وبعض الواحات في الجنوب.
· ولقد استمر عدم الأمن والاستقرار طيلة الوجود التركي في الجزائر.
· أشهر المقاومات في المنطقة كانت مقاومة بلحرش 1804م وكان الهدف منها القضاء على سلطة البيلك وتأسيس حكومة على المبادئ الإسلامية، وقد أجبرت هذه المقاومة على الانسحاب من القحل وعنابه.
· من نتائج التمرد:
1. اضطراب كلي على المستوى الاقتصادي.
2. انتشار ظاهرة الجفاف لمدة سنوات وانتشار للأوبئة ذهب ضحيتها الكثير.
3. كما ساهمت الكوارث الطبيعية في إحداث خسائر مادية، كزلزال مدينة الجزائر والمدية وبليدة وغيرها وهذا ما دفع بالأسبان من الانسحاب من المدينة.
· ومن ناحية أخرى نشأة في المجتمع الجزائري طبقة من الدخلاء أغلبهم من اليهود ويعتبر ذلك عامل رئيسي للإلقاء القبضة على الجزائر من طرف الاستعمار الفرنسي.
· ومن هؤلاء اليهود بوخريص وبوشناق اللذان سيطرا على التجارة الخارجية، وهما من ساعدا على سوء العلاقة ما بين الجزائر وفرنسا.
· أما على مستوى العلاقات الخارجية: لقد اتسمت العلاقات المغاربية بالتوتر بحيث نادرا ما سادا الود بينهما إلا في الحالات التي تشعر بها هذه البلدان بالخطر الأجنبي.
· لقد كانت تعتبر الجزائر تونس إقليم تابع لها، ومن جهة أخرى كانت تونس تعتبر قسنطينة الوارث الشعري لها، أما المغرب الأقصى ينظر إلى الجزائر كخطر يجب تفاديه بكل الوسائل.
· أما عالميا وعلى المستوى الأوربي حظيت الجزائر في عهد البايات من مكانة رفيعة، حيث فرضت الضرائب على الولايات المتحدة، حيث كانت تدفع 10 آلاف دولار وهدايا أخرى قدرة بـ: 4000 دولار، أما بريطانيا فقد كانت تقدم هدايا بمقدار 600 جنيه، وفرنسا 600 ليرى، وصقلية 6000 ريال وكذلك الشأن بالنسبة للسويد ونرويج.
· أما الأسبان فقد استمرت حملاته الصليبية في الجزائر الأولى كانت سنة 1770م انهزمت إسبانيا في مدينة الحراش، وحملة أورلي سنة 1773م باءت بالفشل وحملة أخرى سنة 1787م، ولكن بقائه في مدينة وهران قد شكل عائق أمام وحدة البلاد، وتم تخليص وهران من وجودهم سنة 1792م بعد بقاء دام قرنين.
· وتوالت الضربات على المجتمع الجزائري كالاتفاق الذي تم في فينا سنة 1815م والذي جاء للقضاء على دار الجهاد.
· ومن ناحية أخرى شنت إنجلترا حملة تحت قيادة إكسموث اللورد 1816م انتهت بالفشل.
· ثم تحالف آخر غربي في مؤتمر لاشانيل عام 1818م تقدمته بحرية مشتركة بين فرنسا وإنجلترا، ثم عرضت قرارات أوربا على الداي حسين الذي رفضه بإصرار وهذه القرارات جاء فيها ((منع ما تدعيه بممارسة اللصوصية وتجارة العبيد)).
أهمية الجزائر اقتصاديا وإستراتيجيا في ظل الحكم التركي:
· نظرا لأهميتها توجهت الأطماع إليها منذ بداية القرن 19م حيث كان القائد دفال من الدعاة الأساسيين لاحتلال الجزائر وهو ما ساهم أكثر إلى مسألة تعقيد الديون وتمثيل مشهد حادثة المروحة.
· بالاظافة إلى تعفن الوضع على المستوى الداخلي وفقدان الجزائر لقوتها البحرية، وعدم تحصين مناء سيدي فرج.
· بالاظافة إلى انغماس الحكام في الترف والملذات هذا أدى إلى سيطرة اليهود على الاقتصاد ثم غياب الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله.
· أما بالنسبة للريف في ظل الأتراك، كانت الحياة فيه قاسية وتعرض للغارات التركية بسبب رفض الأهالي دفع الضرائب.
· وظلت القبائل في هذه الفترة تعيش وسط الصراعات الدموية، هذا الذي منع إنصهار المجتمع في بوتقة واحدة مع الأتراك.
· إذا عدنا إلى الجزائر نجدها لم تستطع تقديم قواعد زراعية، والسبب يعود في ذلك إلى عدم ملائمة البيئة.
· والحقيقة أن هناك ظاهرة لم يهتم بها الدارسون في المغرب ولم يقدموا لها التفسيرات الكافية، ألا وهي ظاهرة القرصنة التي ظهرت مع انحطاط تجارة القوافل وانقطاع طريق الذهب. إذ كان لابد البحث عن موارد جديدة لمجالات أخرى وكان السبيل في ذلك الدولة.
· وهذا ما يؤكد على أن الجزائر قد استندت على القرصنة من القرن 7 إلى 18 . دون الاعتماد على الإنتاج الفلاحي.
· اما عند دخول الاستعمار الفرنسي فكان الوضع الاقتصادي يسير في إطار القبيلة.
· يعني هذا أنه كان ذا طابع استهلاكي وأن بعض المعاملات والمبادلات الخارجية كانت تتم بواسطة المقايضة.
· لكن مع الاحتكاك بالاستعمار الفرنسي تم إدخال النقد، وتحول دفع الضرائب إلى الفرنسيين إلى النقد.
· فأصبح الفلاح غير قادر على الدفع، مع غلاء أسعار المواد الزراعية، وبتالي تحول الفلاح من النمط المغلق إلى النمط المفتوح دون أن يكون مستعد لهذا التغير.
· ورغم هذا بقية القبيلة ملاذا للفلاح هروبا من عدوا النقد، ولكن بعد 1863م لم يستطع الآلاف الاستمرار مع عملية التجزئة للأرض وبالتالي الاضطرار للدخول في الدائرة النقدية بإمكانيات محدودة.
· هذا ما أدى إلى ظهور عملية التبادل غير المتكافئ ما بين الفلاحين والقطاع الاستعماري أثناء عملية البيع والشراء
· أصبح بعد ذلك النقد يشكل علاقة احتياج اجتماعي، وخضع الفلاح الجزائري للتاجر الفرنسي والأوربي.
· وبهذا خلق الاستعمار مجموعة من النشاطات المكملة للاقتصاد الفرنسي.
· إن العلاقة التي أصبحت تجمع المستعمر بالمستعمر هي شبيهة بعلاقة السيد بالعبد وبين كذلك المبادر الرأسمالي والبروليتاري.
· هذا الذي أدى إلى تشكيل عوارض التخلف الاقتصادي، وتتطبع بلا توازن.
ـــــــــــ
· يمكن تسجيل ثلاث محطات تاريخية في تاريخ الكفاح الجزائري من (1912 – 1954).
· حاول الاستعمار التوسع على حساب كل المناطق، ولكن رد فعل الجزائريين أخمدت محاولاته. وأكبر ضربة وجهة للاستعمار الفرنسي هي قطع رأس أحد أبناء"أميدي بورمون" ، بالإضافة إلى حالة السخط التي كانت تعيشها فرنسا اتجاه "شارل العاشر" الذي أراد استرضاء خصومه بالتوسع في الجزائر، بالاظافة إلى فرقة المشاة التي كانت تحت يد القائد "كلوزال" والهدف منها، الاقتصاد في المال من حيث التكاليف، والهدف الخفي هو تعزيز العداء بين الجزائريين.
أما الجزائريين فقد واجهوا هذا عن طريق القلم وتأسيس الأحزاب والحركات. وقد حدثت تناقضات بين الجزائريين في أسلوب نيل الاستقلال إلى أن اندلعت الثورة.
لقد ظل الجزائري يبحث عن السند المادي والمعنوي، وبالتالي فقد الثقة في كل ما يقدم لديه، وليس غريبا أن نرث بعد الاستقلال صورة الدولة كمفهوم التصق بمفهوم البايلك.
فساد الاعتقاد بتسمية كل المؤسسات بالبايلك الذي كان يحتل في الشعور الفردي والجماعي،تلك المساحة من المرافق التابعة للدولة.
لقد كسرة هذه الثقافة القهرية في النفوس حس الدولة، واقترنت بعد ذلك صورة الدولة بالبطش والخوف والعقاب، فورث معها الشعب الجزائري كل ما يعزز مشاعر الكره والبغض نحو الاستعمار، فتحولت هذه المشاعر إلى عنوان للوطنية عبر عنها الشعب الجزائري بالكفاح.
· وهنا شهد الفرد بعض المكاسب التي تحولت إلى غير أصحابها، وأحس معظم المجتمع أن تلك الأجهزة التي خلفها المستعمر، تتحالف ضد الفئات التي دفعت ضريبة كبيرة أثناء الثورة، حيث أصبحي هذه الأجهزة في نظر المجتمع هي وجه من أوجه المستعمر، وأصبحت قائمة على المصلحة التي كرست روح الانتهازية والسرقة والتبذير والتحطيم، وتدن الوضع إلى أدنى حد من التماسك وذلك خلال العقود الأربع الماضية، بالإضافة إلى تقلد بعض العناصر ذات النزوع الفرنسي خلال عهد الأحادية لبعض المناصب السامية وبتالي انحدار مستوى الوطنية وعليه أصبح كل شيء يدور بـ:
القبيلة والفئة والمحسوبية
وانتشرت ثقافة التمتع بمكاسب الدولة، مما سهم في انحدار سلم القيم.
· إلا أننا نلحظ تراجعا عن بعض المواقف خلال التعددية الحزبية وخاصة في نهاية التسعينات، ومن حيث النتائج المترتبة عنها كعملية تاريخية معقدة ذات إفرازات طويلة المدة أعيد إنتاجها في الكثير من الأحيان بعد الاستقلال مباشرة، وأهم هذه الظواهر ما أصبح يسمى اليوم بـ: "الفقر الثقافي" والذي سببه انعدام المؤسسات التي تهتم بعملية الإنتاج العلمي. وبعدما أصبحت كذلك فاعلية القاعدة الأحادية غير مجدية ظهرت مفاهيم جديدة مثل: (حقوق الإنسان، الديمقراطية، التعددية)، التعددية التي سمحت بتجنيد قوى اجتماعية جديدة لتحل محل القوى التقليدية، المرتبطة بجبهة التحرير الوطني.
خلاصة:
إذا حركة التاريخ وواقع الاجتماع ظلت في الجزائر عرضت التخلفات، هذا ما انعكس سلبا على التراكم الحضاري باسترسال الروح القبلية، وطبعت المجتمع الجزائري. وحتى على مستوى المدينة وطرق المعاش، وخير دليل على ذلك أنه حتى في مجال العمران كل المدن والقرى التي أنشأت، مازالت كذلك إلى يومنا هذا تتشكل وفق انتماءات قبلية.