- إنضم
- 13 أفريل 2013
- المشاركات
- 14,618
- نقاط التفاعل
- 54,537
- النقاط
- 1,756
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- قسنطينة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم وملأها بركة
اليوم أضع بين أيديكم قصّة جديدة تراءت لي أحداثها البارحة ليلا فخربشت قليلا فيها هههه
بالمناسبة فإنني حين أكتب القصص أكتبها بطريقتين، الطريقة الأولى وهي التي كتبت بها هذه القصّة بحيث أكتب بحريّة دون قيود
تتبادر فكرة معيّنة إلى عقلي فأبدأ بسردها بشكل عشوائي دون الاهتمام بالاستعارات والتشبيهات ودون تنسيق الكلمات أكتب فقط لأكتب
ولاستمتع بما اكتب
أما الطريقة الثانية فهي تجعلني أشعر كأنني أحمل مسؤولية عظيمة على كتفيّ، بحيث أحاول من خلالها إبراز التطور التي أحاول جاهدة الوصول إليه
فأنسق الحروف والكلمات وأستعين ببعض الاستعارات التي أبذل جهدا كبيرا في خلقها، فاشعر بهذه الطريقة كأنني أنافس نفسي
خلاصة القول (خففوا يديكم شوي كي تجيو تنتاقدو ههههه) أترككم مع القصة إذن
أتمنى أن تنال إعجابكم وتروقكم ^^
- أين أُمّي؟ -
بعد انتهاء اليوم الدّراسي الذي بدا لها كأنّ دقائقه تجالس رجلا عجوز، عادت للبيت راكضة تسابق خطواتها الريّاح ونسمات المساء المنعشة تداعب خصلاتها الذهبية الناعمة، لم تأبه لنداء رفيقاتها عند باب المدرسة وهن يلوّحن لها مودّعات ولا لأبواق السيارات المرتفعة التي تكاد تدهس جسدها الصغير؛ حتى نصائح والدها رمتها خلف ظهرها وراحت تعبر الطّرقات بتهوّر دون الالتفات يمينا وشمالا، وصلَت إلى البيت أخيرا؛ أخرجت المفتاح كعادتها من جيب حقيبتها الخارجيّ بتوتّر وهي تحاول وضعه بطريقة صحيحة في ثقب الباب ليُفتح الباب أخيرا بعد محاولات كثيرة وتلج البيت راكضة تبحث يمينا ويسارا، وقفت تلتقط أنفاسها بعض الوقت ثم اتّجهت نحو غرفة الاستقبال لتجدها جالسة هناك تقرأ إحدى مجلات الموضة في خشوع، فتحت محفظتها الوردية بهدوء وأخرجت صورة منها وفاجأت بها المرأة الجالسة هناك.
-أمّي، هذه الصورة الجماعية التي التُقطت لنا في المدرسة، ما رأيكِ؟ كيف أبدو؟
كم تبدو جميلة صغيرتي، أهذه هي الصورة التي حدّثتني عنها طويلا؟ ثم تضع قبلةً دافئة على وجنتيها المحمرّتين من كثرة الرّكض وتمسح على شعرها بلطفِ وحنان الأمهات، هذا ما كانت تنتظره منها بشوق ولكنّها تلقّت ما هو أحرّ من قبلة دافئة، صفعة قويّة اصطدمت على إثرها الصغيرة بخزانة الأواني خلفها فارتجّ ما بجوفها تأثرا وحزنا من قساوة المشهد.
-أيتها الغبيّة ألم أعلّمكِ نزع حذائكِ عند الباب؟ ألم أخبركِ أن لا تزعجيني وقت راحتي؟ إلى متى سأظلّ أعلّمك القواعد الصحيحة؟ يبدو أنّني سأضطر لإعادة تربيتك من جديد، اغربي عن وجهي.
رمقتها بنظراتٍ غاضبة ثم رمت الصورة على وجهها وعادت لتواصل مطالعة مجلّتها، ظلّت الصغيرة ساكنة مكانها تتسارع أنفاسها وجسدها يرتعشُ خوفًا وقد تحجّرت الدّموع بعينيها، لا تدري ما الذي حدث قبل لحظات؛ ألم يخبرها والدها قبل أشهر من الآن أنّ هذه المرأة ستكون أمّها؟ أليست أمّهات العالم كلّهن يمتلكن نفس الصّفات؟ نفس الابتسامة ونفس القبلات الدافئة والصدر الحنون؟ هل يعقل أن يكون في العالم نوع آخر من الأمهات؟، حملت صورتها بيأس وسحبت حقيبتها الملقاة أرضا تجرّها وتجرّ معها رماد أحلامها ثم اختبأت في غرفتها تواسي نفسها مع أن سنّها ليس كافيا لاستيعاب مصطلح المواساة فكيف الشعور به.
على سريرها تحتضن دميتها المفضّلة بيمينها وصورة على يسارها، تمسح بظهر كفّها بين الحين والآخر حبات اللؤلؤ المتناثرة على خدّيها والذي توشّح أحدهما بحمرة شديدة بسبب كثرة البكاء والخدّ الآخر طُبعت عليه بصمات متمرّدة نتيجة تلك الصفعة القاسية، تحاول تمييز ملامح أصحاب الصّورة التي أمامها ولكن سيل الدّموع يشوّش رؤيتها والحزن الذي بقلبها يحجب عنها كلّ ما هو جميل في هذه الحياة، تتمنى لو تبكي بأعلى صوتها وتضرب الأرض بقدميها تعبيرا عن غضبها كبقية الأطفال المدلّلين ولكنها تكتم شهقاتها كأنها أنثى بالغة في جسد طفلة، غادرت سريرها فجأة وفتحت درج خزانتها برفق لتخرج منه إطار صورة يحتضن بداخله ملامح امرأة تشبهها؛ تبتسم للمصور في رقّةٍ لا يمكن أن تُنسب لعالم الأحياء، احتضنت إطار الصورة بكلّ ما أوتيت من قوّة تحاول من خلاله استرجاع حضن والدتها اللذيذ الذي لطالما عشقته والاستماع لصوتها العذب الذي لطالما حسبته من تغاريد العصافير، تريد رائحة والدتها الزكية وكفّها الحنون الدافئ تريد أن تريها الصورة كما اعتادت كلّ عام لتسمع منها عبارات المدح والإعجاب ولكن أين هي؟ هل أغضبتها لتلك الدرجة حتى تتخلّى عنها وترحل إلى الله؟ أسئلة كثيرة تدور بعقلها وتتمنى لو ترى والدتها مجددا وتسألها إياها ولكن ما من حلّ، تبادر إلى عقلها الصغير فكرة مفاجأة حملت حقيبتها ودسّت بداخلها أغلى ممتلكاتها "دميتها وصورة والدتها وصورة المدرسة" وخرجت من البيت دون أن ينتبه لها أحد.
أسعد الله أوقاتكم وملأها بركة
اليوم أضع بين أيديكم قصّة جديدة تراءت لي أحداثها البارحة ليلا فخربشت قليلا فيها هههه
بالمناسبة فإنني حين أكتب القصص أكتبها بطريقتين، الطريقة الأولى وهي التي كتبت بها هذه القصّة بحيث أكتب بحريّة دون قيود
تتبادر فكرة معيّنة إلى عقلي فأبدأ بسردها بشكل عشوائي دون الاهتمام بالاستعارات والتشبيهات ودون تنسيق الكلمات أكتب فقط لأكتب
ولاستمتع بما اكتب
أما الطريقة الثانية فهي تجعلني أشعر كأنني أحمل مسؤولية عظيمة على كتفيّ، بحيث أحاول من خلالها إبراز التطور التي أحاول جاهدة الوصول إليه
فأنسق الحروف والكلمات وأستعين ببعض الاستعارات التي أبذل جهدا كبيرا في خلقها، فاشعر بهذه الطريقة كأنني أنافس نفسي
خلاصة القول (خففوا يديكم شوي كي تجيو تنتاقدو ههههه) أترككم مع القصة إذن
أتمنى أن تنال إعجابكم وتروقكم ^^
- أين أُمّي؟ -
بعد انتهاء اليوم الدّراسي الذي بدا لها كأنّ دقائقه تجالس رجلا عجوز، عادت للبيت راكضة تسابق خطواتها الريّاح ونسمات المساء المنعشة تداعب خصلاتها الذهبية الناعمة، لم تأبه لنداء رفيقاتها عند باب المدرسة وهن يلوّحن لها مودّعات ولا لأبواق السيارات المرتفعة التي تكاد تدهس جسدها الصغير؛ حتى نصائح والدها رمتها خلف ظهرها وراحت تعبر الطّرقات بتهوّر دون الالتفات يمينا وشمالا، وصلَت إلى البيت أخيرا؛ أخرجت المفتاح كعادتها من جيب حقيبتها الخارجيّ بتوتّر وهي تحاول وضعه بطريقة صحيحة في ثقب الباب ليُفتح الباب أخيرا بعد محاولات كثيرة وتلج البيت راكضة تبحث يمينا ويسارا، وقفت تلتقط أنفاسها بعض الوقت ثم اتّجهت نحو غرفة الاستقبال لتجدها جالسة هناك تقرأ إحدى مجلات الموضة في خشوع، فتحت محفظتها الوردية بهدوء وأخرجت صورة منها وفاجأت بها المرأة الجالسة هناك.
-أمّي، هذه الصورة الجماعية التي التُقطت لنا في المدرسة، ما رأيكِ؟ كيف أبدو؟
كم تبدو جميلة صغيرتي، أهذه هي الصورة التي حدّثتني عنها طويلا؟ ثم تضع قبلةً دافئة على وجنتيها المحمرّتين من كثرة الرّكض وتمسح على شعرها بلطفِ وحنان الأمهات، هذا ما كانت تنتظره منها بشوق ولكنّها تلقّت ما هو أحرّ من قبلة دافئة، صفعة قويّة اصطدمت على إثرها الصغيرة بخزانة الأواني خلفها فارتجّ ما بجوفها تأثرا وحزنا من قساوة المشهد.
-أيتها الغبيّة ألم أعلّمكِ نزع حذائكِ عند الباب؟ ألم أخبركِ أن لا تزعجيني وقت راحتي؟ إلى متى سأظلّ أعلّمك القواعد الصحيحة؟ يبدو أنّني سأضطر لإعادة تربيتك من جديد، اغربي عن وجهي.
رمقتها بنظراتٍ غاضبة ثم رمت الصورة على وجهها وعادت لتواصل مطالعة مجلّتها، ظلّت الصغيرة ساكنة مكانها تتسارع أنفاسها وجسدها يرتعشُ خوفًا وقد تحجّرت الدّموع بعينيها، لا تدري ما الذي حدث قبل لحظات؛ ألم يخبرها والدها قبل أشهر من الآن أنّ هذه المرأة ستكون أمّها؟ أليست أمّهات العالم كلّهن يمتلكن نفس الصّفات؟ نفس الابتسامة ونفس القبلات الدافئة والصدر الحنون؟ هل يعقل أن يكون في العالم نوع آخر من الأمهات؟، حملت صورتها بيأس وسحبت حقيبتها الملقاة أرضا تجرّها وتجرّ معها رماد أحلامها ثم اختبأت في غرفتها تواسي نفسها مع أن سنّها ليس كافيا لاستيعاب مصطلح المواساة فكيف الشعور به.
على سريرها تحتضن دميتها المفضّلة بيمينها وصورة على يسارها، تمسح بظهر كفّها بين الحين والآخر حبات اللؤلؤ المتناثرة على خدّيها والذي توشّح أحدهما بحمرة شديدة بسبب كثرة البكاء والخدّ الآخر طُبعت عليه بصمات متمرّدة نتيجة تلك الصفعة القاسية، تحاول تمييز ملامح أصحاب الصّورة التي أمامها ولكن سيل الدّموع يشوّش رؤيتها والحزن الذي بقلبها يحجب عنها كلّ ما هو جميل في هذه الحياة، تتمنى لو تبكي بأعلى صوتها وتضرب الأرض بقدميها تعبيرا عن غضبها كبقية الأطفال المدلّلين ولكنها تكتم شهقاتها كأنها أنثى بالغة في جسد طفلة، غادرت سريرها فجأة وفتحت درج خزانتها برفق لتخرج منه إطار صورة يحتضن بداخله ملامح امرأة تشبهها؛ تبتسم للمصور في رقّةٍ لا يمكن أن تُنسب لعالم الأحياء، احتضنت إطار الصورة بكلّ ما أوتيت من قوّة تحاول من خلاله استرجاع حضن والدتها اللذيذ الذي لطالما عشقته والاستماع لصوتها العذب الذي لطالما حسبته من تغاريد العصافير، تريد رائحة والدتها الزكية وكفّها الحنون الدافئ تريد أن تريها الصورة كما اعتادت كلّ عام لتسمع منها عبارات المدح والإعجاب ولكن أين هي؟ هل أغضبتها لتلك الدرجة حتى تتخلّى عنها وترحل إلى الله؟ أسئلة كثيرة تدور بعقلها وتتمنى لو ترى والدتها مجددا وتسألها إياها ولكن ما من حلّ، تبادر إلى عقلها الصغير فكرة مفاجأة حملت حقيبتها ودسّت بداخلها أغلى ممتلكاتها "دميتها وصورة والدتها وصورة المدرسة" وخرجت من البيت دون أن ينتبه لها أحد.
بقلمي~لؤلؤة قسنطينة~
يتبع في أوّل ردّ