وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)
سورة الأنبياء - الايتين : 89-90
{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا } : أي واذكر يا محمّد خبر رسولنا زكرياء حين دعا ربه مخلص منيب قائلاً : ربّ لا تتــركني وحيدا بلا ولد ولا وارث ، قال ابن عباس : كان سنّه مائة و سن زوجته
تسعاً وتسعين (1)
{ وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ } أي وأنت يارب خير من يبقى بعد كل من يموت ، قال الألوسي : وفيه مدحٌ له تعالى بالبقاء ، وإشارة إلى فناء من سواه من الأحياء ، واستمطارُ لسحائب لطفه عز و جل(2) .
{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ } أي أجبنا دعاءه.
{ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى } أي رزقناه ولداً اسمه يحي على شيخوخته .
{ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ }أي جعلناها ولوداً بعد أن كانت عاقراً ، وقال ابن عباس : كانت سيئة الخُلُق طويلة اللسان فأصلحها الله تعالى فجعلها حسنة الخُلُق (3)
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ }أي إنما استجبنا دعاء من ذكر من الأنبياء لأنهم كانوا صالحين يجدّون في طاعة الله ويتسابقون في فعل الطاعات وعمل الصالحات .
{ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا }أي طمعاً وورجاءً في رحمتنا وخوفاً وفزعاً من عذابنا .
{ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } أي كانوا متذللين خاضعين لله يخافونه في السر والعلن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الرازي 217/22
2 القول الأول قول قتادة وسعيد بن جبير وأكثر المفسرين كذا في القرطبي 336/11
3 المختصر 219/22
من كتاب صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني
المجلد الثاني
المجلد الثاني