أظنك لم تقرأ ردّي جيّدا يا أخي الكريم
ألم تقرأ المثال الذي ذكرته عن صديقتي التي تهذي ليلا عند نومها بإسم رجل
لا تعرفه لا من قريب ولا من بعيد، وليست مريضة وليس بها شيء
وما حدث معها ليس تفريغا لما تم تخزينه عقلها لأن الاسم الذي ذكرته غير موجود
في عقلها الباطني من الأساس، وكذلك ذكرت في ردّي أن الزوج عليه أن يحدّث زوجته مباشرة ولم أنكر ذلك
ما انكرته هو سؤال الآخرين، وكلمة مجتمع شرقي والإذعان لبعض العادات التافهة فيه
ظلمت الكثير من النساء وحتى الرجال ظُلموا، لأن الكثير من العادات أنجبت فينا فعلا دون تفكير
احترامي وتقديري
طيّب معك حقّ أخي الكريم، كان عليّ أن أعيب الفعل لا الشخص وكلمة مريض نفسي خرجت مني سهوًا لذلك أعتذر،
ليس منك فقط وإنما حتى من صاحب المشكلة لأنني قلت فيه هذا الكلام، أخطأت وعليّ الاعتذار لكن فكرتي نحو الموضوع لن تتغيّر،
وأوافقك أنّ الزوج عليه الاستفسار ولكن ممن؟ من الشخص الذي بدر منه الخطأ أو من هو محل الشكّ، وليس المدير ولا حتى المعلّم الوسيم، هو سمع هذيانا من زوجته وهي
المسؤولة عن عما بدر منها من كلمات أليس الأجدر به سؤالها هي؟ كأنّه يترك القاتل ويذهب للمقبرة لسؤال الضحية، إذا سمع أمرًا غريبا من زوجته فليضعها أمام الأمر الواقع
وليسألها مباشرة عن صاحب الإسم، فربما هذا الشخص المقصود هو المذنب وربما يضايقها في العمل؟ علينا طرح كلّ الافكار والاحتمالات حتى نتجنب سوء الظن
فكثيرة هي العلاقات الزوجية التي تهدّمت بسبب سوء ظن نتج عن صدفة غريبة، وقد قلت بنفسك أنّ الرجل استفسر ولم يتّهم الزوجة ولكن أليس ذهابه لمكان معيّن
والسؤال عن الأمر في حدّ ذاته شكّ واتهام لزوجته؟ طيب لنقل أن فعله حكيم وأنه لم يتهمها إذن ماذا جنى من سؤاله للمدير؟ فضح زوجته أمام الناس واكتشف
أن هنالك رجلا وسيما يعمل في المدرسة وزاد من فوهة الشكّ لتلتهمه أكثر والنتيجة؟ أتعلم ما النتيجة؟ هي أرض خصبة للشيطان كي يمرح فيها ويسرح ويوسوس
كما يشتهي، أما كان لك قطع الشك مباشرة وسؤالها؟ وذلك أقصر الطرق، هل تعلم يا أخي الكريم لما جلّ البيوت تهدّم بسهولة؟ لأننا نفتقد للحوار والصراحة فيما بيننا
لا تصارح الزوجة زوجها ولا تحاوره بعقلانية ولا يفعل الزوج ذلك فينتهي بهما المطاف بالتجسس على بعضهما البعض واختلاق أفكار سلبية تؤدي أحيانا لجرائم قتل
(هنا أتحدّث على المشاكل على العموم وليس على هذه المشكلة بالذات)، وأنت بنفسك قلتها أخي الكريم، قلت أعتزم الزواج وأجهز مسكنا وتتكبد عناءً كبيرا وأكيد
ستختار زوجة تستحق هذا العناء وتكون أهلا لهذا البيت وأهلا لتكون أم أبنائك، فتبحث فيها عن الأخلاق والحياء والعفّة، فهل كل ما سمعته عنها وما شهدته منها خلال فترة
زواجكما يهدّمه اسم رجل هذت به ليلا؟ لا أقول أن على الرجل تقبل الامر ولكن على الأقل يصارحها ويستفسر منها لأنه يعلم مع من يتحدّث، هذه ليست امرأة عرفها
اليوم حتى يشك من أول لحظة إنما هي شريكة حياته، إلا إذا كان اختياره من الأساس غير سليم إذن عليه تحمّل العواقب، ولنقل أنّ الزوجة هذت باسم زميلها
لأنها معجبة به، ترى فيه ربما ما لاتراه في زوجها وهذا ذنب أكيد ولكنها لا تزال زوجة مطيعة وأما صالحة، ذنبها الوحيد أنها قلبها مال لزميلها وهذا أكيد خطأ ولكنه ليس
ذنبا ملموسا، أنا لا أبرر الموقف ولا أدافع عن المرأة بالعكس ولكن سأعطيك مثالا لفهم وجهة نظري، لنفترض أن هذه الزوجة معجبة بأحد مشاهير التلفاز ولن أقول
مسلسل سأقول ربّما داعية ومقدّم لحصة تلفزيونية دينية، لا يزال شابا وحسن الهيئة وكلامك لطيف وطيّب مما يجعل الزوجة تعجب به وتتابع حصته يوميا دون أن تضيّع ثانية
منها لدرجة أنها تهذي باسمه يوميا اثناء نومها، هي فعلا مذنبة باهتمامها برجل غير زوجها ولكنها لم تذنب ذنبا ملموسا، تماما كرجل يميل قلبه لحسنوات الشوارع ولزميلات
عمله ولكنه يظل وفيا لزوجته رغم هذيانه ببعض أسمائهن أثناء نومه، أحيانا حين نخاف الوقوع في الخطأ ونجابهه نضطر للتفكير فيه والهذيان به، لذلك أكدت على أهمية
الحوار في حياتنا، ربّما أنتِ كزوجة فيك ما يزعج زوجك أو أنت كزوج فيك ما يزعج زوجتك كمظهر أو كمعاملة، وبالتالي ذلك الحوار وجلسة المصارحة بينكما
توضّح الكثير من الأمور وتجنّب الطرف الآخر من النظر للغير أو الوقوع في الخطأ، هذا رأيي الشخصي وهذا تفكيري على العموم وقد يحمل الخطأ والصّواب
لذلك لا أرى مانعا في المناقشة، ونسأل الله أن يجنّبنا الفتن والوقوع في الخطأ
تحياتي