- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
قصة
※※※قمر※※※
( الجزء الثاني )
رابط الجزء الاول من القصة
قصة : ※※...قمر ...※※
كان يا سادة يا كرام قصر الملك قمر يتوسط البنيان وليس له أسوار والشيء الذي يفصله عن الشعب هو أشجار حديقته الجميلة التي انتشرت في كل مكان ،ويمر خلال الحديقة نهر صغير صفت على جانبيه جميع انواع الورود وكأنها اتفقت ان تتبع ذلك النهر وترافقه طوال رحلته من أعالي الجبال إلى غاية نهايته في غابة الموت ،وكانت تلك هي نهايته بالنسبة لهم جميعا لأنهم لا يجرؤون على التقدم أكثر من ذلك ،كان قصر قمر تحفة فنان تفنن وابدع صنعه فقد بني في وقت جده الأول وصمم على أساس أنه يتوسط الشعب كأن قمر كان نسخة كاملة عن جده الأول في حبه لشعبه ،كان يملك حديقة خلفية يستمتع بمنظرها دائما من خلال شرفته عندما يُقرع الطبل صباحا فيغتبط برؤية شوارع مملكته من مكانه ورؤية البيوت وقد بدأت الأضواء تشعل فيها واحدة تلوى الأخرى.
ويحكى يا سادة يا كرام أنه في ذلك الوقت وفي ذلك المكان نُشرت الشائعات أن الملك قد عاد غير الملك الذي ذهب وأنه تغير كليا ،وأكثرو في خصوصه الأقاويل حتى وصلت الشائعات الى أذني الكهنة والعرافين في الجبال فقررو أن يجربو حظهم بكتابة مخطوط للملك طالبين فيه العودة الى الاسواق والى بيوتهم ،لعل في تغيره عفو عنهم لأنهم لم يفوتو مناسبة لم يكتبو فيها للملك ،لكن الملك زاد في مهلة عقابهم وقرر أنهم ممنوعين من المملكة الى الأبد.
كان غريب في دكان الخباز يستمع الى أحد المواطنين يتحدث الى صاحبه عن الملك والكهنة والامور التي ساءت كثيرا بعد تلك الحادثة ، وقد كان هذا الأخير يغمز له أن لا يتحدث أمام المستشار ،لم يعد غريب يخرج برفقة الملك ولم يعد الملك يحب أكل كعكة القرفة والليمون وصار ينام طوال النهار ويتذمر من كل شيء يفعله غريب والوزراء حتى تراكمت القضايا فوق بعضها وبدأت الرعية في فقدان الثقة في ملكهم شيئا فشيئا ،
كان جالسا على تلك الطاولة ويحمل وردة حمراء كالتي كان يحملها قمر كل صباح وغاص في تفكير عميق بعد الذي سمعه من المواطنين في المخبزة،حتى قاطعه صوت الخباز الطيب
- أيمكنني أن أسألك يا سيد غريب ؟
- تفضل سيد "عارف" اسأل ...
- ذلك اليوم الذي اختفى فيه الملك ! هل عاد فعلا وكان يرتدي ملابس عادية جدا؟ وهل كان يحمل قفص العصفور ذهب فارغا؟ . هل ما قالوه صحيح ؟ ألم يحك لك شيئا بما أنك مقرب إليه ؟
-أتعلم اليوم الذي لم أجد فيه الملك لم أتمالك نفسي وظننت أنني سأفقد عقلي ،وحينما كنا نبحث كلنا كما تعلم رأيناه قادم من بعيد على حافة نهر الورد ولم أكد أعرفه لولا قفص العصفور ذهب ،سندته حتى وصل الى غرفته واقترحت أن أساعده كي يستحم لكنه رفض مساعدتي على غير عادته ووجدت الامر غريبا جدا لكنني قلت في نفسي لابد أن نفسيته قد تعبت لفقدانه الطائر ذهب .
-أمر غريب حقا حتى إنه أصبح يحبس نفسه في غرفته طوال النهار وينام كل الليل ،الا يبالغ في الحزن على طائر زوجته الذي فقده ؟
- لا أظن... فزوجته التي أحبها أكثر من نفسه لم يحبس نفسه من أجلها وسارع الى شعبه ومصالحهم ،الملك قمر يحب شعبه حبا لا يوصف أبدا يا عارف وكما تعلم وتعرف أكثر مني شدة تواضعه وحِلمه ،أنا أجد أن الامر غريب حقا ،حتى أنه قال لي أنه هو من أطلق سراح ذهب عند غابة الموت ليعود لموطنه !!!
- ماذا ؟ ذهب الى غابة الظلام !!! هل أنت متأكد من الامر ؟
-أجل لقد قال لي أنه ذهب الى حدودها ولبس هذه الملابس كي لا يتعرف عليه العامة فيكثرو عليه الاسئلة ولا يتركو له حرية التنقل،مع انه لم يخبرني يوما أن له نية بإطلاقه في البرية.
- ولكن ألم تسأل نفسك أين ذهبت ملابس الملك الفاخرة تلك والمرصعة بالذهب والجواهر ؟
- لابد انه قايضها مع تلك الملابس لأنه كريم جدا كما تعلم ويحب مساعدة الغير ...
- لم أره في حياتي تبرع لفقير بملابسه دائما كان يساعد بقطع الفضة او الأكل ،مهما قلت أجد أن القصة ناقصة ،لما لا تحاول التحدث اليه وتسأله مرة ثانية علك تفهم شيئا ،لعله يحتاج الى مساعدة ولا يجرؤ على التحدث ،سنساعده جميعا ليعود إلينا اذهب واعرف السبب واذا احتجت الي ستجدني جاهزا للمساعدة .
- نعم معك حق ،سأذهب اليه الليلة وأرى ما يمكنني المساعدة به وسآخذ معي صديقنا "شديد" ههه فهو يحبه ويسر بلقائه ولأن عنده من البشاشة ما عنده فقد يخرجه من حالته .
كان شديد إبن أحد الوزراء في القصر ،كان له من البشاشة ما يغطي به على عيبه الكبير وهو الخوف والجبن فقد كان أجبن اصدقاء الملك ،وكانو عندما يأخذوه معهم الى الصيد يُرغم الملك على وضع حراسة خاصة له ،كان خوفه من الجوع والمرض هاجسا يتبعه دائما فكان يذهب إلى طبيب الأعشاب مرتين أسبوعيا ويطلب من صديقهم الخباز أن يصنع له الدواء مع الخبز لكي لا يشعر بمرارته ،كان أقل ما يقال عنه جبان لدرجة أنه لا يخرج ليلا إلا مضطرا ،
ومع ذلك كان أصدقاؤه يحبونه لأن صحبته تجعلهم يمرون بأوقات ممتعة مع كلامه المخلوط بين الجد والهزل وكثرة حرصه ،يعني لا يملك من الشدة سوى اسمه ...
انتظر غريب غروب الشمس وعرّج على صديقه شديد ليأخذه ويذهبان عند الملك ،ولأن شديد حريص جدا فإنه طلب من غريب أن ينتظر حتى يتناول وجبة العشاء ويتناول دواءه ويلبس عليه من الثياب ما يقيه برد الليل ،كان غريب مستاءا جدا من الانتظار فكلما أطال شديد ترتيباته جن الليل أكثر وخاف أن يخلد الملك للنوم وتضيع فرصة أن يسأله ،فكان يستعجله تارة ويساعده تارة أخرى حتى أنه ساعده في لبس ملابسه .
ترافق الصديقان في طريقهما إلى القصر وكانت المملكة قد غطت في نوم عميق ولم يبق منها سوى حيواناتها وأصواتهم التي تملأ المكان ،لكن غريب وبما أن الوقت قد تأخر طلب من شديد أن يذهبا جهة حديقة القصر ليرى إن كان ضوء غرفته مضاء فإذا كان مطفأ فسيعرف أنه قد خلد الى النوم فلا داعي عندئذ للدخول ويعيد صديقه الخوف الى منزله،وصلا إلى الحديقة الخلفية وألقيا نظرة على شرفة الملك وإذا بهما يري الملك واقف على شرفته عندئذ همّ "شديد" بالعودة والدخول للقصر لأنه كان في حالة ذعر من الظلام الدامس المحيط بهما،لكن غريب أمسك يده وأجلسه خلف شجيرة حيث يريا الملك ولا يراهما
-إجلس يا شديد واصمت ! (همس غريب في أذن شديد )
-ممم ما الذي يجري لما نجلس هيا نذهب للقاء قمر يا غريب !!!
- منذ نعومة أظافري لم أرى قمر في مثل هذه الساعة على شرفته ،أي نعم يؤخره العمل لكنه يحب مراقبة الحديقة نهارا ولا يستهويه منظرها ليلا لذلك اِصبر قليلا أريد أن أرى الى أي مدى تغير صديقي قمر !!!
كان كلاهما يهمس للآخر عندما قاطعهما ضوء قوي أتى من شرفة الملك ولم يصدقا ما رأته عيونهما في تلك اللحظة،الملك يقف على حافة الشرفة وقد ظهرت له جناحين كتلك التي كان يملكها ذهب وفجأة تحول كليا الى ذلك الطائر بصورة أكبر واختفى في الاجواء مخلفا صديقيه في ظلام الحديقة مصعوقين, صُدما صدمة كبيرة لما رأياه معا وغرس شديد رأسه في صدر غريب وهو يرتعب ويحضنه بقوة ،لدرجة أن غريب سقط أرضا وباءت جميع محاولات إبعاده بالفشل فقد بقي ملتصقا بثيابه ،وبعد مرور حوالي نصف الساعة حاول غريب ابعاده وأخبره أن لا شيء في الأرجاء ويمكنه أن يفلته .أفلت شديد صديقه وهو يرتجف من هول ما رآه
- ق ققق قممممر كان ذلك قمر أليس كذلك ما الذي يجري هنا أخبرني ما الذي فاتني... أخبرني !!!!!؟؟؟؟
قالها شديد وهو يمسك غريب من قميصه ويرتجف كورقة خريف أخذتها الرياح هنا وهناك .
-أتركني أيها الأحمق ،لما تحدث أمور غريبة عندما تكون حاضرا معي دائما ،إن كنت أعلم لأخبرتك تعال معي لنذهب إلى غرفة قمر لابد أن ذلك الشيء قد فعل له شيئا وهو بحاجتنا .
-لابد وأنك لم ترى جيدا آه لقد كان قمر قمر من حلق في السماء آه أم أنك ستكذب عيني أم أنني أحلم آه !!!
أمسك غريب صديقه من ذراعه وركض الى داخل القصر في عجلة الملهوف ،ودق باب غرفة الملك فلم يجبه أحد عندئذ فتح الباب راكضا إلى الداخل وهو يرتجف كان خائفا مسبقا مما سيراه ،كان خوفه الأكبر أن يفقد صديقه وأخاه ويجده جثة على سريره ،متناسيا تماما صورة الملك التي كانت على الشرفة قبل نصف ساعة ،لم يجد أحد ووجد سريره فارغا ونافذة شرفته مفتوحة على مصراعيها ،هناك عادت صورة قمر على الشرفة وكيف تحول من قمر الى ذهب في ثواني ،وضع يده على رأسه وكأنه الآن فقط استوعب تغيُّّر قمر ،وكأنه كان يعيد كل الاحداث في رأسه منذ اختفاء قمر وبعد عودته.
-كيف كنت أحمق ولم اتفقده ليلا طيلة الستة اشهر الماضية منذ خروجه تلك الليلة وعودته دون "ذهب"؟ ،كيف لم أنتبه أن قمر أصبح غريبا ،ولا يريدني أن أقترب منه ،إنه ليس قمر....لاااا ليس قمر !!!! هل أنا صديق مقرب ؟ تبا لي تبا لي من صديق لم يعرف صديقه حق المعرفة !!
قالها وهو ينظر الى شديد ودموعه تنزل بغزارة ،كأنه سمع للتو خبر موت قمر ،كأن غشاوة أزيحت عن عينيه ليرى جيدا
- إإإن كان هذا ليس قمر ! ....أأين قمر يا غريب ؟؟؟
- لما تسألني ؟ لست أدري لم أعد أفهم شيئا !!!
غضب غريب جعله يصرخ في وجه شديد ويدفعه إلى الخلف وهو يتساءل ويحاول أن يفهم ولم يجد مجيبا لتساؤلاته .
-تعال لنخرج من هنا قد يعود في إي لحظة ،"ذهب" أو "قمر" او كائنا من كان ،المهم أنه يبدو خطير ولا يجب أن يعود ويجدنا هنا هيا أرجوك أنا خائف !
- فالتذهب إلى الجحيم أنت وخوفك وجبنك أيها الجبان لن أخرج سأنتظره هنا لأفهم منه ما يحصل !
- لن أرد عليك لأنك غاضب ،لكن لا تفقد عقلك أرجوك دعنا نراقبه من بعيد لا تكشف أوراقك مبكرا ،أعرف أنك خائف على قمر لكن هل تظن أن هذا الشيء سيتركك هكذا بعد أن يعلم أنك كشفت أمره؟ وهل سيجيبك بكل بساطة ؟ ألم ترى كيف أنه تحول الى كومة نار واختفى في الاجواء ؟ ،لا تدع الغضب يعمي عقلك هيا ...
- حسنا .... رغم أنك دائما تتفوه بالترهات لكن لأول مرة تتحدث بعقلانية في موقف كبير مثل هذا ،يجب أن أعرف عدوي قبل أن أواجهه .
قالها غريب وهو يضع يديه على كتفي شديد وينظر في عينيه مباشرة ودموعه لا تفارقه .
ترك شديد وغريب الغرفة وتوجها مباشرة الى الخباز "عارف" لأنه كان أقرب شخص لهما وشخص حكيم وكتوم وصديقهم الأكبر سنا .
- لكن ما الذي أحضركما الى هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟!!!
كان الاثنين يرتجفان من هول ما رأياه وكأنهما يقولان في نفسيهما لعله مجرد حلم ،لم ينطقا بكلمة ولمدة طويلة ضلا حول تلك الطاولة الخشبية صامتين حينها صرخ عارف في وجهيهما
- إما أن تخبراني أو تدعاني إلى حال سبيلي ولأعمالي في مخبزتي ،وأيضا أريد أن أرتاح قليلا قبل البدء في طهي الخبز صباحا .
شديد : الملك....قمر .... طار !!!
عارف : ماذا ؟ ما تقصد ب طار الملك ؟
غريب في ذعر : ما قاله بالحرف الواحد الملك قمر طار في الاجواء وأمام عيني هاتين !!
عارف : لااااااا أظن أنكما شربتما شيئا أو أصابتكما صاعقة في رأسيكما !
غريب يقف ويقترب من عارف وينظر في عينيه مباشرة : ذهبنا لرؤية إن كانت غرفته مضاءة من جهة الحديقة لكي لا نزعجه ،فتحول فجأة الى الطائر "ذهب" وطار في الاجواء ،وذهبنا للتأكد من غرفته فوجدناها فارغة ،بما تفسر ذلك ؟ آه أخبرني ، أكاد أجن !
عارف يضع يده على فمه وتتوسع مقلتا عينيه : هل أنت جاد يا غريب؟ ، لم أعرفك صاحب نكاتٍ ولا قوالا للأكاذيب .
شديد في امتعاض : شكرا للسماء .... لم أكن وحيدا وإلا لما صدقني أحد .
غريب : لقد كنت قلقا كثيرا كيف أن الملك دائما لا يأكل ما يحضره طباخه المعتاد،ولا يخرج نهارا كما هي عادته ،واكتشفت أنه ليس هو ! ما الذي علي أن أفعله ؟ وأين هو الملك قمر في هذه الساعة ؟ وماذا يفعل ؟
كان غريب قريبا للجنون بخصوص صديقه لأنه لم يكشف الامر باكرا فقد حمل نفسه المسؤولية كاملة ،وبعد أخذ ورد بينهم يا سادة يا كرام قرر الثلاثة أن يعودو إلى الحديقة في نفس الساعة التي رأو فيها الملك ليُريا لعارف أنهما صادقين وليتأكدا مما رأياه ،وفعلا كان ثلاثتهم هناك في الليلة التالية ينظرون إلى الملك قمر وهو يفرد جناحيه كألسنة اللهب التي تلتهم ما حولها ولم يكن وجهه واضحا فقد كان مزيجا بين البشر وطائر غريب لم يرى أحد في مثل هوله وغرابته ،استجمع الثلاثة قواهم بعد أن رأو هذا المنظر لعدة مرات متتالية ففي كل ليلة يأتون الى ذلك المكان ويرو ملكهم يختفي في منتصف الليل ويعود قبيل الفجر مباشرة لكي يعود كما كان يزداد يقينهم أن هناك خطب جلل قد حدث لقمر .
إقترح عارف على غريب أن يذهب عنده خلال النهار ويستفسر ويرى ردة فعله ،وطلب منه أن يستفزه ليرى ماذا يكون من خبره ،وفعلا اختار غريب يوم جميل وذهب عنده عند العصر ليتأكد انه مستيقظ فمنذ ان عاد يطلب أن لا يزعجه أحد .
دق غريب الباب على الملك قمر ودخل عليه فوجده مستلقيا على السرير
غريب : مساؤك سعيد يا ملكنا قمر
يضحك قمر ضحكة صفراء : هههه مساء النور غريب .
غريب يحاول أن يتخيل أن الذي أمامه قمر : لقد اشتقت إليك يا صاحبي أخذتك مني هذه الغرفة .
قمر يتكلم بين أسنانه : وما بال اشتياقك وحبك اللذان لا ينتهيان ،انهما يزعجاني عندما تذكرني بهما كل مرة .
غريب يتكلم في خبث بعد أن سقطت كلمات قمر كالسوط على قلبه : ألن تخرج اليوم أيضا يا قمر الناس اشتاقو اليك .أنت تعلم أنهم يحبونك .
قمر يحاول التهرب من عيني غريب : أنا متعب حقا فلم أنم طوال الليل من كثرة الأعمال والمشاغل ...
غريب يسترسل بخبث : هل يمكنني مساعدتك في شيء فأنت تعرف أني مستشارك ويمكنك أن تعتمد علي .
قمر ينتفض وتتغير لهجته: غريبة نبرة الحب هذه... لا أحبها... ولا تقنعني أنك خائف على مصلحة المملكة ،أصبحت أشك أنك تريد أخذ مكاني لأنك تتدخل في كل شيء!
غريب يتراجع الى الخلف : هل هذه الكلمات تخرج منك يا قمر لقد جرحتني بكلامك حقا !!!
قمر يستدير خلفه : أخرج يا غريب أريد البقاء وحدي ولا تحضر عندي حتى أطلبك ،وأرجوك أبقي مسافة بيني وبينك فلست أنا من ينخدع بك .
غريب : أنت الذي ينخدع بي ؟ لكن هل تغير شيء سيدي قمر ؟
قمر يرتبك ويعرف انه ارتكب خطأ : أجل كنت دائما أشك في ولائك واليوم تأكدت أنك تريد خداعي ،أخرج قبل أن أغضب وألقي بك في زنزانة القصر .
خرج غريب وهو متأكد أن هذا الذي بالداخل ليس قمر ،لقد نفذ الثلاثة الجزء الاول من الخطة وتأكدو أن قمر ليس هو بل هو شيء آخر لم يعرفو بعد ماهيته ،بقي لهم تنفيذ الجزء الثاني من الخطة وهو تتبع ذلك الطائر لمعرفة أين يذهب كل ليلة لكن قبل هذا قرر غريب الذهاب عند العرافين والكهنة ليعقد معهم صفقة وهي أن يتوسط لهم للعودة في أقرب وقت على شرط أن يخبروه كل ما يعرفوه عن الطائر "ذهب"، ومن هو الذي أهداه للملكة في ذلك الوقت ،وكل ما يتعلق به بأدق التفاصيل ،تشاور الكهنة والعرافون وقررو أن يدلوه على عراف عرف بحكمته واتساع معارفه وكان هو أكبرهم سنا وأعرفهم وكان طوق نجاتهم للعودة الى المملكة وقرر الكهنة أن يبعثو معه أحد العرافين لكي يدله إلى مكان هذا الكاهن.
.........
يتبع
........
كيف ستكون رحلة غريب إلى هذا الكاهن ؟ هل سيجد عنده إجابة لتساؤلاته ؟
هل سيجد طريقة لمعرفة الحقيقة كاملة ؟
تابعوني في الجزء الثالث من قصة
※※※ قمر ※※※
جميع الحقوق محفوظة
حلم كبير ?
※※※قمر※※※
( الجزء الثاني )
رابط الجزء الاول من القصة
قصة : ※※...قمر ...※※
كان يا سادة يا كرام قصر الملك قمر يتوسط البنيان وليس له أسوار والشيء الذي يفصله عن الشعب هو أشجار حديقته الجميلة التي انتشرت في كل مكان ،ويمر خلال الحديقة نهر صغير صفت على جانبيه جميع انواع الورود وكأنها اتفقت ان تتبع ذلك النهر وترافقه طوال رحلته من أعالي الجبال إلى غاية نهايته في غابة الموت ،وكانت تلك هي نهايته بالنسبة لهم جميعا لأنهم لا يجرؤون على التقدم أكثر من ذلك ،كان قصر قمر تحفة فنان تفنن وابدع صنعه فقد بني في وقت جده الأول وصمم على أساس أنه يتوسط الشعب كأن قمر كان نسخة كاملة عن جده الأول في حبه لشعبه ،كان يملك حديقة خلفية يستمتع بمنظرها دائما من خلال شرفته عندما يُقرع الطبل صباحا فيغتبط برؤية شوارع مملكته من مكانه ورؤية البيوت وقد بدأت الأضواء تشعل فيها واحدة تلوى الأخرى.
ويحكى يا سادة يا كرام أنه في ذلك الوقت وفي ذلك المكان نُشرت الشائعات أن الملك قد عاد غير الملك الذي ذهب وأنه تغير كليا ،وأكثرو في خصوصه الأقاويل حتى وصلت الشائعات الى أذني الكهنة والعرافين في الجبال فقررو أن يجربو حظهم بكتابة مخطوط للملك طالبين فيه العودة الى الاسواق والى بيوتهم ،لعل في تغيره عفو عنهم لأنهم لم يفوتو مناسبة لم يكتبو فيها للملك ،لكن الملك زاد في مهلة عقابهم وقرر أنهم ممنوعين من المملكة الى الأبد.
كان غريب في دكان الخباز يستمع الى أحد المواطنين يتحدث الى صاحبه عن الملك والكهنة والامور التي ساءت كثيرا بعد تلك الحادثة ، وقد كان هذا الأخير يغمز له أن لا يتحدث أمام المستشار ،لم يعد غريب يخرج برفقة الملك ولم يعد الملك يحب أكل كعكة القرفة والليمون وصار ينام طوال النهار ويتذمر من كل شيء يفعله غريب والوزراء حتى تراكمت القضايا فوق بعضها وبدأت الرعية في فقدان الثقة في ملكهم شيئا فشيئا ،
كان جالسا على تلك الطاولة ويحمل وردة حمراء كالتي كان يحملها قمر كل صباح وغاص في تفكير عميق بعد الذي سمعه من المواطنين في المخبزة،حتى قاطعه صوت الخباز الطيب
- أيمكنني أن أسألك يا سيد غريب ؟
- تفضل سيد "عارف" اسأل ...
- ذلك اليوم الذي اختفى فيه الملك ! هل عاد فعلا وكان يرتدي ملابس عادية جدا؟ وهل كان يحمل قفص العصفور ذهب فارغا؟ . هل ما قالوه صحيح ؟ ألم يحك لك شيئا بما أنك مقرب إليه ؟
-أتعلم اليوم الذي لم أجد فيه الملك لم أتمالك نفسي وظننت أنني سأفقد عقلي ،وحينما كنا نبحث كلنا كما تعلم رأيناه قادم من بعيد على حافة نهر الورد ولم أكد أعرفه لولا قفص العصفور ذهب ،سندته حتى وصل الى غرفته واقترحت أن أساعده كي يستحم لكنه رفض مساعدتي على غير عادته ووجدت الامر غريبا جدا لكنني قلت في نفسي لابد أن نفسيته قد تعبت لفقدانه الطائر ذهب .
-أمر غريب حقا حتى إنه أصبح يحبس نفسه في غرفته طوال النهار وينام كل الليل ،الا يبالغ في الحزن على طائر زوجته الذي فقده ؟
- لا أظن... فزوجته التي أحبها أكثر من نفسه لم يحبس نفسه من أجلها وسارع الى شعبه ومصالحهم ،الملك قمر يحب شعبه حبا لا يوصف أبدا يا عارف وكما تعلم وتعرف أكثر مني شدة تواضعه وحِلمه ،أنا أجد أن الامر غريب حقا ،حتى أنه قال لي أنه هو من أطلق سراح ذهب عند غابة الموت ليعود لموطنه !!!
- ماذا ؟ ذهب الى غابة الظلام !!! هل أنت متأكد من الامر ؟
-أجل لقد قال لي أنه ذهب الى حدودها ولبس هذه الملابس كي لا يتعرف عليه العامة فيكثرو عليه الاسئلة ولا يتركو له حرية التنقل،مع انه لم يخبرني يوما أن له نية بإطلاقه في البرية.
- ولكن ألم تسأل نفسك أين ذهبت ملابس الملك الفاخرة تلك والمرصعة بالذهب والجواهر ؟
- لابد انه قايضها مع تلك الملابس لأنه كريم جدا كما تعلم ويحب مساعدة الغير ...
- لم أره في حياتي تبرع لفقير بملابسه دائما كان يساعد بقطع الفضة او الأكل ،مهما قلت أجد أن القصة ناقصة ،لما لا تحاول التحدث اليه وتسأله مرة ثانية علك تفهم شيئا ،لعله يحتاج الى مساعدة ولا يجرؤ على التحدث ،سنساعده جميعا ليعود إلينا اذهب واعرف السبب واذا احتجت الي ستجدني جاهزا للمساعدة .
- نعم معك حق ،سأذهب اليه الليلة وأرى ما يمكنني المساعدة به وسآخذ معي صديقنا "شديد" ههه فهو يحبه ويسر بلقائه ولأن عنده من البشاشة ما عنده فقد يخرجه من حالته .
كان شديد إبن أحد الوزراء في القصر ،كان له من البشاشة ما يغطي به على عيبه الكبير وهو الخوف والجبن فقد كان أجبن اصدقاء الملك ،وكانو عندما يأخذوه معهم الى الصيد يُرغم الملك على وضع حراسة خاصة له ،كان خوفه من الجوع والمرض هاجسا يتبعه دائما فكان يذهب إلى طبيب الأعشاب مرتين أسبوعيا ويطلب من صديقهم الخباز أن يصنع له الدواء مع الخبز لكي لا يشعر بمرارته ،كان أقل ما يقال عنه جبان لدرجة أنه لا يخرج ليلا إلا مضطرا ،
ومع ذلك كان أصدقاؤه يحبونه لأن صحبته تجعلهم يمرون بأوقات ممتعة مع كلامه المخلوط بين الجد والهزل وكثرة حرصه ،يعني لا يملك من الشدة سوى اسمه ...
انتظر غريب غروب الشمس وعرّج على صديقه شديد ليأخذه ويذهبان عند الملك ،ولأن شديد حريص جدا فإنه طلب من غريب أن ينتظر حتى يتناول وجبة العشاء ويتناول دواءه ويلبس عليه من الثياب ما يقيه برد الليل ،كان غريب مستاءا جدا من الانتظار فكلما أطال شديد ترتيباته جن الليل أكثر وخاف أن يخلد الملك للنوم وتضيع فرصة أن يسأله ،فكان يستعجله تارة ويساعده تارة أخرى حتى أنه ساعده في لبس ملابسه .
ترافق الصديقان في طريقهما إلى القصر وكانت المملكة قد غطت في نوم عميق ولم يبق منها سوى حيواناتها وأصواتهم التي تملأ المكان ،لكن غريب وبما أن الوقت قد تأخر طلب من شديد أن يذهبا جهة حديقة القصر ليرى إن كان ضوء غرفته مضاء فإذا كان مطفأ فسيعرف أنه قد خلد الى النوم فلا داعي عندئذ للدخول ويعيد صديقه الخوف الى منزله،وصلا إلى الحديقة الخلفية وألقيا نظرة على شرفة الملك وإذا بهما يري الملك واقف على شرفته عندئذ همّ "شديد" بالعودة والدخول للقصر لأنه كان في حالة ذعر من الظلام الدامس المحيط بهما،لكن غريب أمسك يده وأجلسه خلف شجيرة حيث يريا الملك ولا يراهما
-إجلس يا شديد واصمت ! (همس غريب في أذن شديد )
-ممم ما الذي يجري لما نجلس هيا نذهب للقاء قمر يا غريب !!!
- منذ نعومة أظافري لم أرى قمر في مثل هذه الساعة على شرفته ،أي نعم يؤخره العمل لكنه يحب مراقبة الحديقة نهارا ولا يستهويه منظرها ليلا لذلك اِصبر قليلا أريد أن أرى الى أي مدى تغير صديقي قمر !!!
كان كلاهما يهمس للآخر عندما قاطعهما ضوء قوي أتى من شرفة الملك ولم يصدقا ما رأته عيونهما في تلك اللحظة،الملك يقف على حافة الشرفة وقد ظهرت له جناحين كتلك التي كان يملكها ذهب وفجأة تحول كليا الى ذلك الطائر بصورة أكبر واختفى في الاجواء مخلفا صديقيه في ظلام الحديقة مصعوقين, صُدما صدمة كبيرة لما رأياه معا وغرس شديد رأسه في صدر غريب وهو يرتعب ويحضنه بقوة ،لدرجة أن غريب سقط أرضا وباءت جميع محاولات إبعاده بالفشل فقد بقي ملتصقا بثيابه ،وبعد مرور حوالي نصف الساعة حاول غريب ابعاده وأخبره أن لا شيء في الأرجاء ويمكنه أن يفلته .أفلت شديد صديقه وهو يرتجف من هول ما رآه
- ق ققق قممممر كان ذلك قمر أليس كذلك ما الذي يجري هنا أخبرني ما الذي فاتني... أخبرني !!!!!؟؟؟؟
قالها شديد وهو يمسك غريب من قميصه ويرتجف كورقة خريف أخذتها الرياح هنا وهناك .
-أتركني أيها الأحمق ،لما تحدث أمور غريبة عندما تكون حاضرا معي دائما ،إن كنت أعلم لأخبرتك تعال معي لنذهب إلى غرفة قمر لابد أن ذلك الشيء قد فعل له شيئا وهو بحاجتنا .
-لابد وأنك لم ترى جيدا آه لقد كان قمر قمر من حلق في السماء آه أم أنك ستكذب عيني أم أنني أحلم آه !!!
أمسك غريب صديقه من ذراعه وركض الى داخل القصر في عجلة الملهوف ،ودق باب غرفة الملك فلم يجبه أحد عندئذ فتح الباب راكضا إلى الداخل وهو يرتجف كان خائفا مسبقا مما سيراه ،كان خوفه الأكبر أن يفقد صديقه وأخاه ويجده جثة على سريره ،متناسيا تماما صورة الملك التي كانت على الشرفة قبل نصف ساعة ،لم يجد أحد ووجد سريره فارغا ونافذة شرفته مفتوحة على مصراعيها ،هناك عادت صورة قمر على الشرفة وكيف تحول من قمر الى ذهب في ثواني ،وضع يده على رأسه وكأنه الآن فقط استوعب تغيُّّر قمر ،وكأنه كان يعيد كل الاحداث في رأسه منذ اختفاء قمر وبعد عودته.
-كيف كنت أحمق ولم اتفقده ليلا طيلة الستة اشهر الماضية منذ خروجه تلك الليلة وعودته دون "ذهب"؟ ،كيف لم أنتبه أن قمر أصبح غريبا ،ولا يريدني أن أقترب منه ،إنه ليس قمر....لاااا ليس قمر !!!! هل أنا صديق مقرب ؟ تبا لي تبا لي من صديق لم يعرف صديقه حق المعرفة !!
قالها وهو ينظر الى شديد ودموعه تنزل بغزارة ،كأنه سمع للتو خبر موت قمر ،كأن غشاوة أزيحت عن عينيه ليرى جيدا
- إإإن كان هذا ليس قمر ! ....أأين قمر يا غريب ؟؟؟
- لما تسألني ؟ لست أدري لم أعد أفهم شيئا !!!
غضب غريب جعله يصرخ في وجه شديد ويدفعه إلى الخلف وهو يتساءل ويحاول أن يفهم ولم يجد مجيبا لتساؤلاته .
-تعال لنخرج من هنا قد يعود في إي لحظة ،"ذهب" أو "قمر" او كائنا من كان ،المهم أنه يبدو خطير ولا يجب أن يعود ويجدنا هنا هيا أرجوك أنا خائف !
- فالتذهب إلى الجحيم أنت وخوفك وجبنك أيها الجبان لن أخرج سأنتظره هنا لأفهم منه ما يحصل !
- لن أرد عليك لأنك غاضب ،لكن لا تفقد عقلك أرجوك دعنا نراقبه من بعيد لا تكشف أوراقك مبكرا ،أعرف أنك خائف على قمر لكن هل تظن أن هذا الشيء سيتركك هكذا بعد أن يعلم أنك كشفت أمره؟ وهل سيجيبك بكل بساطة ؟ ألم ترى كيف أنه تحول الى كومة نار واختفى في الاجواء ؟ ،لا تدع الغضب يعمي عقلك هيا ...
- حسنا .... رغم أنك دائما تتفوه بالترهات لكن لأول مرة تتحدث بعقلانية في موقف كبير مثل هذا ،يجب أن أعرف عدوي قبل أن أواجهه .
قالها غريب وهو يضع يديه على كتفي شديد وينظر في عينيه مباشرة ودموعه لا تفارقه .
ترك شديد وغريب الغرفة وتوجها مباشرة الى الخباز "عارف" لأنه كان أقرب شخص لهما وشخص حكيم وكتوم وصديقهم الأكبر سنا .
- لكن ما الذي أحضركما الى هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟!!!
كان الاثنين يرتجفان من هول ما رأياه وكأنهما يقولان في نفسيهما لعله مجرد حلم ،لم ينطقا بكلمة ولمدة طويلة ضلا حول تلك الطاولة الخشبية صامتين حينها صرخ عارف في وجهيهما
- إما أن تخبراني أو تدعاني إلى حال سبيلي ولأعمالي في مخبزتي ،وأيضا أريد أن أرتاح قليلا قبل البدء في طهي الخبز صباحا .
شديد : الملك....قمر .... طار !!!
عارف : ماذا ؟ ما تقصد ب طار الملك ؟
غريب في ذعر : ما قاله بالحرف الواحد الملك قمر طار في الاجواء وأمام عيني هاتين !!
عارف : لااااااا أظن أنكما شربتما شيئا أو أصابتكما صاعقة في رأسيكما !
غريب يقف ويقترب من عارف وينظر في عينيه مباشرة : ذهبنا لرؤية إن كانت غرفته مضاءة من جهة الحديقة لكي لا نزعجه ،فتحول فجأة الى الطائر "ذهب" وطار في الاجواء ،وذهبنا للتأكد من غرفته فوجدناها فارغة ،بما تفسر ذلك ؟ آه أخبرني ، أكاد أجن !
عارف يضع يده على فمه وتتوسع مقلتا عينيه : هل أنت جاد يا غريب؟ ، لم أعرفك صاحب نكاتٍ ولا قوالا للأكاذيب .
شديد في امتعاض : شكرا للسماء .... لم أكن وحيدا وإلا لما صدقني أحد .
غريب : لقد كنت قلقا كثيرا كيف أن الملك دائما لا يأكل ما يحضره طباخه المعتاد،ولا يخرج نهارا كما هي عادته ،واكتشفت أنه ليس هو ! ما الذي علي أن أفعله ؟ وأين هو الملك قمر في هذه الساعة ؟ وماذا يفعل ؟
كان غريب قريبا للجنون بخصوص صديقه لأنه لم يكشف الامر باكرا فقد حمل نفسه المسؤولية كاملة ،وبعد أخذ ورد بينهم يا سادة يا كرام قرر الثلاثة أن يعودو إلى الحديقة في نفس الساعة التي رأو فيها الملك ليُريا لعارف أنهما صادقين وليتأكدا مما رأياه ،وفعلا كان ثلاثتهم هناك في الليلة التالية ينظرون إلى الملك قمر وهو يفرد جناحيه كألسنة اللهب التي تلتهم ما حولها ولم يكن وجهه واضحا فقد كان مزيجا بين البشر وطائر غريب لم يرى أحد في مثل هوله وغرابته ،استجمع الثلاثة قواهم بعد أن رأو هذا المنظر لعدة مرات متتالية ففي كل ليلة يأتون الى ذلك المكان ويرو ملكهم يختفي في منتصف الليل ويعود قبيل الفجر مباشرة لكي يعود كما كان يزداد يقينهم أن هناك خطب جلل قد حدث لقمر .
إقترح عارف على غريب أن يذهب عنده خلال النهار ويستفسر ويرى ردة فعله ،وطلب منه أن يستفزه ليرى ماذا يكون من خبره ،وفعلا اختار غريب يوم جميل وذهب عنده عند العصر ليتأكد انه مستيقظ فمنذ ان عاد يطلب أن لا يزعجه أحد .
دق غريب الباب على الملك قمر ودخل عليه فوجده مستلقيا على السرير
غريب : مساؤك سعيد يا ملكنا قمر
يضحك قمر ضحكة صفراء : هههه مساء النور غريب .
غريب يحاول أن يتخيل أن الذي أمامه قمر : لقد اشتقت إليك يا صاحبي أخذتك مني هذه الغرفة .
قمر يتكلم بين أسنانه : وما بال اشتياقك وحبك اللذان لا ينتهيان ،انهما يزعجاني عندما تذكرني بهما كل مرة .
غريب يتكلم في خبث بعد أن سقطت كلمات قمر كالسوط على قلبه : ألن تخرج اليوم أيضا يا قمر الناس اشتاقو اليك .أنت تعلم أنهم يحبونك .
قمر يحاول التهرب من عيني غريب : أنا متعب حقا فلم أنم طوال الليل من كثرة الأعمال والمشاغل ...
غريب يسترسل بخبث : هل يمكنني مساعدتك في شيء فأنت تعرف أني مستشارك ويمكنك أن تعتمد علي .
قمر ينتفض وتتغير لهجته: غريبة نبرة الحب هذه... لا أحبها... ولا تقنعني أنك خائف على مصلحة المملكة ،أصبحت أشك أنك تريد أخذ مكاني لأنك تتدخل في كل شيء!
غريب يتراجع الى الخلف : هل هذه الكلمات تخرج منك يا قمر لقد جرحتني بكلامك حقا !!!
قمر يستدير خلفه : أخرج يا غريب أريد البقاء وحدي ولا تحضر عندي حتى أطلبك ،وأرجوك أبقي مسافة بيني وبينك فلست أنا من ينخدع بك .
غريب : أنت الذي ينخدع بي ؟ لكن هل تغير شيء سيدي قمر ؟
قمر يرتبك ويعرف انه ارتكب خطأ : أجل كنت دائما أشك في ولائك واليوم تأكدت أنك تريد خداعي ،أخرج قبل أن أغضب وألقي بك في زنزانة القصر .
خرج غريب وهو متأكد أن هذا الذي بالداخل ليس قمر ،لقد نفذ الثلاثة الجزء الاول من الخطة وتأكدو أن قمر ليس هو بل هو شيء آخر لم يعرفو بعد ماهيته ،بقي لهم تنفيذ الجزء الثاني من الخطة وهو تتبع ذلك الطائر لمعرفة أين يذهب كل ليلة لكن قبل هذا قرر غريب الذهاب عند العرافين والكهنة ليعقد معهم صفقة وهي أن يتوسط لهم للعودة في أقرب وقت على شرط أن يخبروه كل ما يعرفوه عن الطائر "ذهب"، ومن هو الذي أهداه للملكة في ذلك الوقت ،وكل ما يتعلق به بأدق التفاصيل ،تشاور الكهنة والعرافون وقررو أن يدلوه على عراف عرف بحكمته واتساع معارفه وكان هو أكبرهم سنا وأعرفهم وكان طوق نجاتهم للعودة الى المملكة وقرر الكهنة أن يبعثو معه أحد العرافين لكي يدله إلى مكان هذا الكاهن.
.........
يتبع
........
كيف ستكون رحلة غريب إلى هذا الكاهن ؟ هل سيجد عنده إجابة لتساؤلاته ؟
هل سيجد طريقة لمعرفة الحقيقة كاملة ؟
تابعوني في الجزء الثالث من قصة
※※※ قمر ※※※
جميع الحقوق محفوظة
حلم كبير ?