أزاح رياض محرز سهرة الثلاثاء كل غيوم الشك التي حامت حول إمكانيات النجم الجزائري مقارنة بالترسانة العالمية التي يزخر بها مانشستر سيتي، الذي يعتبر حاليا أحد أحسن الأندية في العالم، إن لم يكن الأحسن على الإطلاق.
رياض في مواجهة واتفورد وفي الملعب الذي سجل فيه دائما، أعلن صراحة عن نجوميته، فقد كان ينطلق مباشرة نحو المرمى، فصنع لنفسه ثلاث فرص كانت أهم ما في المباراة، اثنتان منها أنقذها الحارس بأعجوبة، ومنعت يد مدافع، المهاجم الجزائري من هدف، ومع ذلك سجل وقدم كرة هدف وكان المساهم الأول في الفوز الذي عاد به مانشستر سيتي من لندن أمام واتفورد، وحصل على لقب نجم المباراة، بعد أن قدّم ما يجب أن يعمله كبار لاعبي المعمورة من تمريرات ساحرة لزملائه ومن تكيّف وتكييف تكتيكي ومراوغات بما فيها لقطة الغراف ولارولات وأيضا قذفات، ولمس الكرة 84 مرة في 90 دقيقة، وهو رقم عالمي لا يصله إلا نجوم نادرون، لو يكرّرها رياض في المباريات القادمة فسيعلن نفسه كواحد من أحسن لاعبي العالم، خاصة إذا حافظ مانشستر سيتي على لقبه المحلي، وانتزع لقب رابطة أبطال أوربا.
يلعب في شهر ديسمبر مانشستر سيتي ثماني مباريات كاملة، وهي فترة الحصول على اللقب في إنجلترا للفريق الذي يحسن استغلال هذا الشهر، بجمع النقاط مهما كان الأداء.
لعب رياض محرز إلى حد الآن في الدوري الإنجليزي 72 دقيقة وسجل خمسة أهداف، أربعة منها خارج القواعد. وفي كل المنافسات ومنها رابطة الأبطال وكأس إنجلترا بلغ رقم تسجيله سبعة أهداف، وقدّم ست تمريرات سانحة للتهديف في منافستي الدوري ورابطة الأبطال، ما يعني أن رياض الذي يتنافس على المركز الأساسي مع نجوم ينتمون إلى قوى كروية عالمية من إسبانيا والبرتغال وإنجلترا والأرجنتين وألمانيا، ساهم في ثلاثة عشر هدفا، أبهج بها مانشستر سيتي الذي قد يكون بطلا من نوع خاص، بقيادة المدرب الداهية الإسباني غوارديولا.
أثارت الجولات الـ 14 الأولى في الدوري الإنجليزي الكثير من الجدل وأسالت براميل من الحبر واللعاب بخصوص رياض محرز، وكان الجزائريون هم أكبر المجادلين، فما حدث لرياض مع زميله البرازيلي فيرناندينيو الذي قام بلقطة غير رياضية تجاهه أمام أنظار الجميع عندما لامه بطريقة غير لائقة بمسك قميصه على مستوى الكتف بعنف، وما حدث له مع النجم الإنجليزي ستيرلينغ الذي صار يتحاشى تبادل الكرة معه، جعل الشك يسكن قلوب الكثير من الذي راهنوا دائما على رياض، ولكن الجولة الـ 15، بددت الغيوم وقدّمت نجومية رياض محرز في ناديه الجديد الذي يسير بخطى ثابتة نحو الاحتفاظ بلقبه الإنجليزي، حيث لعب 15 مباراة لم يفقد منها سوى أربع نقاط من تعادلين، ولعب خمس مباريات في رابطة أبطال أوربا، خسر واحدة منها على أرضه أمام ليون وتعادل في أخرى مع نفس المنافس، وهو رقم من النادر أن ينجزه أي فريق إنجليزي.
رياض محرز تحت قيادة مدرب نادر، يريد أن يكون هو النجم الأول للفريق وليس لاعبيه، بالرغم من أن جميع المتابعين يقولون بأن غوارديولا يفضل الجماعة على اللاعب الفردي، فقد أفقده ميسي عندما درّب برشلونة نجوميته، فكانت كل الألقاب تُحسب لميسي وليس للمدرب غواديولا، فغادر النادي الكتالاني وقرّر أن يمحي من قاموسه النجم الكبير في الفريق الذي يدربه بدليل أنه يريح لاعبين كبارا حتى يكاد الناس ينسونهم، فقد سجل خيسوس في رابطة الأبطال في مباراة شاختار، ثلاثية، فوضعه على مقعد الاحتياط في المباراة الموالية، وأبدع الإنجليزي ستيرلينغ في مباراة بورنموث فأقعده مع الاحتياطيين من دون الزج به في مباراة واتفورد الموالية، وجعل من كل أهداف الفريق عمل جماعي وصل في لقاء الغريم مانشستر يونايتد عبر الهدف الثالث إلى 32 تمريرة، كما يعتبر مانشستر سيتي الفريق الوحيد الذي لم يسجل إلى حد الآن من مخالفة مباشرة، ولا يوجد في الفريق اختصاصي في تنفيذ الضربات الحرة، لأن غوارديولا يريد أن يكون لأي هدف يسجل، صانعون ومبدعون.