- إنضم
- 13 أفريل 2013
- المشاركات
- 14,618
- نقاط التفاعل
- 54,537
- النقاط
- 1,756
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- قسنطينة
- الجنس
- أنثى
{تفضّل أيّها اليائس}
مرحبا بك، علمت أنك ستأتي لزيارتي، كلّ اليائسين في هذا الكون الفسيح ومهما كانت أحوالهم وكيفما عاثت المصائب بقلوبهم وجعا وبؤسًا يلجؤون إلي، إذن تفضّل بالدخول يا صديقي، ودعنا نرى ما بك.
حسنٌ، أتشرب الشاي أم القهوة؟ أيّهما تفضل؟ مهلًا قبل أن تجيبني دعني أخبرك بسرٍّ عن محبّي الشاي، يقال عنهم بـأنهم أكثر الناس سعادة، وأكثرهم شاعرية وقربًا من الطبيعة، وقلوبهم طيّبة كالجنّة، ماذا؟ تحبّ القهوة؟! كذلك لديّ سرّ عن محبّي القهوة، يقال عنهم بأنهم مثقفون، يمتازون بالوقار والاتّزان ولديهم طموح كبير في الحياة، وتعلم ماذا أيضا؟ إنّهم أكثر البشر سعادة كذلك، أنت تبتسم، جميل؛ أحبّ أن تبدأ جلستي بابتسامة.
إذن يا صديقي، لن أسألك لما أتيت وعمّا أصابك، فالسبب واضح؛ كلّنا بشر ضعفاء وكلّنا ننضوي تحت لواء اليأس والفشل والقنوط في كثير من الأحيان، لذلك هوّن عليك ولا تبتئس فحلّك عندي، وحتى تكون جلستي هذه مسليّة وممتعة لنلعب لعبة؛ أو لنسمّها رحلة، نعم رحلة لما أنت مستغرب؟ ولتعلم أنّ هذه الرحلة تعتمد على السحر والخيال، سيكون الأمر مشوقًّا ولن تشعر بالضجر، هل ترى ذلك الباب؟ سيأخذنا لعالم عجيب غريب، مفتاح الذهاب إليه عندي أما مفتاح الإياب فهو بيدك؛ أنت وحدك من تملكه، أكيد لن تفهم ما أقصده حاليا ولكن حين تحتاج مفتاحك ستجده وتكتشفه بنفسك، إذن؟ هل نبدأ الرحلة، تشبث بي جيدا إذن، لننطلق.
افتح عينيك الآن ولا تخف، أنظر! أنت الآن في مكان غريب ومجهول عنك، بيت قصديري قديم ورثّ، جدران متهالكة شرخَتها شقوق متفاوتة الأحجام كأنها البرق في سماء ظلماء تنبئ بحدوث عاصفة، امرأة عجوز تنام هناك على فراشٍ بالٍ، إنها تنتظر عودة ولدها الذي يبذل جهدا عظيمًا في امتهان الأعمال الشاقة ليشتري لها أدوية تحارب بها مرضًا مستعصي الشفاء، ها هو ابنها يعود للبيت، لمَ أنت مندهش؟ نعم إنه زميلك، ذاك الشاب الذي لا تغيب عنه ابتسامته والذي يلقب بـ"سلاك المحاين" لأن كلامه ينضح بالنصائح والقيم والكلام العذب الذي يريح النفس، ها هو يعود لكوخه المهترئ يقبّل يد والدته ويبكي، لقد أخفى ابتسامته المعتادة في جيب أوجاعه، أنت متعجّب من ذلك أليس كذلك؟ ألست أنت من كان لا ينام الليالي الطويلة وهو يتمنى فقط أن يرزقه الله تلك الابتسامة الواثقة؟ أمازلت تريد تلك الأمنية؟ أمازلت تريد أن تكون مكانه؟ لا تريد ذلك؟! إذن لنغيّر هذا العالم.
افتح عينيك الآن، تغيّر جذريّ أليس كذلك؟ بيت واسع وفخم وفيه الكثير من الخدم والأثاث الفاخر والحدائق الغناء، رفاهية وعيشٌ رغدٌ يصرخ بها هذا البيت الضخم، أراك مذهولا؛ ربّما أنت لا تعرف البيت ولكنك تعرف صاحبه جيّدا، ها قد أتى صاحبنا، نعم إنه أحد أقربائك، ومن لا يعرفه؟ الجميع يشير إليه بأصابع الإعجاب، رجل غني يغيّر السيارات والمنازل وحتى الزوجات، ومن ترفض زوجا كهذا؟ أكيد ستكون مجنونة، مهلا أتلاحظ ما ألاحظه؟ نعم إنه ينفرد بنفسه داخل غرفته ويبكي بحرقة، كلّ هذا المال وكل تلك الهيبة والوقار والاحترام الذي كسبه من البشر ويبكي في خلوته؟ لمَ؟ لأنه عقيم يا صديقي، يملك كل شيء ولكنه يفتقر لكلمة واحدة "بابا"، حتى زوجاته الأربع يعلم جيّدا أنهن وافقن على الزواج به فقط من أجل ماله، فمن ترضى بعقيم؟ لا أحد يحبه في الكون؛ وكلّ ابتسامة يقابله بها البشر ليست سوى ابتسامات مزيّفة، لم تكن تعلم أن الأغنياء كذلك يبكون أليس كذلك؟ ولهذا كنت تتمنى لو تنال جزءًا بسيطا فقط مما يملكه هذا الرجل، أتريد أن أحقق لك هذه الأمنية وتعيش مكانه؟ لا تريد؟ إذن لنغيّر العالم.
ها قد فتحت عينيك الآن دون أن أخبرك، فقط أودّ إخبارك أن العالم الذي نتواجد فيه الآن لا تعرف فيه أحدا، تسألني لما أتينا إليه إذن؟ تابع فقط بصمت، ألسنا في عطلة؟ لكن ما الذي يفعله أولئك الأطفال هناك؟ إنهم يبيعون بعض الحشائش والمناديل الورقية في الطرقات، لا أحد يعيلهم غير أجسادهم الصغيرة التي تشقى لتنال في آخر اليوم بعض القوت يسكت جوعها، وفي الجانب الآخر من الطريق أطفال يبحثون في القمامة دون كلل؛ إنهم يبتسمون بسعادة لقد عثروا على ملابس هناك، أنت تذكرها جيّدا أليس كذلك؟ إنها ملابسك التي ظهرت عليها بعض الثقوب واختفت منها بعض الأزرار فاعتبرتها قمامة، لكنها عند الآخرين مصدر للفرح ومنبع للثراء، في الجانب الآخر هنالك مستشفى، أحدهم عند بابه يستند على الحائط ويذرف الدموع وبيده ورقة بيضاء ترتعش وتحمل بداخلها خبرا يرعش القلوب كذلك ويحطم سعادة الكثير من العائلات، كيف سيخبر زوجته عن مرضه؟ من سيعيل أطفاله من بعده؟ عاصفة هوجاء عليه مواجهتها، ماذا تريد العودة لبيتك؟ اكتفيت من هذه المشاهد؟ فلتعلم يا صديقي أن لهذا العالم قوانين خاصة، وحتى تعود لبيتك لا تنسى أن المفتاح معك ولا أحد يمكنه مساعدتك وإلا ستُحبس في هذا العالم وتعيش تعاسة كلّ من قابلناهم والكثير من المشاهد الأخرى الأكثر فظاعة، لا تريد ذلك؟ إذن فكّر، ما الذي يجعلك تعود لحياتك السابقة بقلبٍ صافٍ ونفس مطمئنة؟ فكّر يا صديقي، فكّر.
أحسنت! وأخيرًا عُدنا؛ وأخيرًا عدنا لرُشدك، نعم ذاك هو المفتاح يا صديقي؛ إنها "الحمد لله" الكلمة الوحيدة التي تجعلك تقتنع بما تملك مهما كان وكيفما كان، فلتعلم يا صديقي أنّنا في هذه الحياة نبحث دائما عن الكمال ولكننا لن نكتمل، تختلف ممتلكاتنا وأرزاقنا ولكن تبقى هنالك دائما ثغرة شاغرة بداخلنا، فنبحث بين ما يملكه الآخرون لنسد ذلك الاحتياج ونسدّ تلك الثغرة ونحقق الاكتمال التام، ولكنّ سدّ الثغرة لا يكون بمال فلان أو ابتسامة فلان ولا بيت فلان، بل يكون بقناعاتنا، برضانا بما نملكه وبرؤية الحياة من الجانب الذي نعتبره ضيّقا وغير مهمّ، حينها فقط سنكتمل.
أظنك أصبحت أفضل الآن وابتسامة مشرقة تزيّن وجهك الجميل، ماذا؟ تسألني عن اسمي؟ أنا يا صديقي بصيص الأمل القابع بداخلك، ونبضة التفاؤل العالقة بجدران قلبك، فقط لا تهملني.
~لؤلؤة قسنطينة~
افتح عينيك الآن ولا تخف، أنظر! أنت الآن في مكان غريب ومجهول عنك، بيت قصديري قديم ورثّ، جدران متهالكة شرخَتها شقوق متفاوتة الأحجام كأنها البرق في سماء ظلماء تنبئ بحدوث عاصفة، امرأة عجوز تنام هناك على فراشٍ بالٍ، إنها تنتظر عودة ولدها الذي يبذل جهدا عظيمًا في امتهان الأعمال الشاقة ليشتري لها أدوية تحارب بها مرضًا مستعصي الشفاء، ها هو ابنها يعود للبيت، لمَ أنت مندهش؟ نعم إنه زميلك، ذاك الشاب الذي لا تغيب عنه ابتسامته والذي يلقب بـ"سلاك المحاين" لأن كلامه ينضح بالنصائح والقيم والكلام العذب الذي يريح النفس، ها هو يعود لكوخه المهترئ يقبّل يد والدته ويبكي، لقد أخفى ابتسامته المعتادة في جيب أوجاعه، أنت متعجّب من ذلك أليس كذلك؟ ألست أنت من كان لا ينام الليالي الطويلة وهو يتمنى فقط أن يرزقه الله تلك الابتسامة الواثقة؟ أمازلت تريد تلك الأمنية؟ أمازلت تريد أن تكون مكانه؟ لا تريد ذلك؟! إذن لنغيّر هذا العالم.
افتح عينيك الآن، تغيّر جذريّ أليس كذلك؟ بيت واسع وفخم وفيه الكثير من الخدم والأثاث الفاخر والحدائق الغناء، رفاهية وعيشٌ رغدٌ يصرخ بها هذا البيت الضخم، أراك مذهولا؛ ربّما أنت لا تعرف البيت ولكنك تعرف صاحبه جيّدا، ها قد أتى صاحبنا، نعم إنه أحد أقربائك، ومن لا يعرفه؟ الجميع يشير إليه بأصابع الإعجاب، رجل غني يغيّر السيارات والمنازل وحتى الزوجات، ومن ترفض زوجا كهذا؟ أكيد ستكون مجنونة، مهلا أتلاحظ ما ألاحظه؟ نعم إنه ينفرد بنفسه داخل غرفته ويبكي بحرقة، كلّ هذا المال وكل تلك الهيبة والوقار والاحترام الذي كسبه من البشر ويبكي في خلوته؟ لمَ؟ لأنه عقيم يا صديقي، يملك كل شيء ولكنه يفتقر لكلمة واحدة "بابا"، حتى زوجاته الأربع يعلم جيّدا أنهن وافقن على الزواج به فقط من أجل ماله، فمن ترضى بعقيم؟ لا أحد يحبه في الكون؛ وكلّ ابتسامة يقابله بها البشر ليست سوى ابتسامات مزيّفة، لم تكن تعلم أن الأغنياء كذلك يبكون أليس كذلك؟ ولهذا كنت تتمنى لو تنال جزءًا بسيطا فقط مما يملكه هذا الرجل، أتريد أن أحقق لك هذه الأمنية وتعيش مكانه؟ لا تريد؟ إذن لنغيّر العالم.
ها قد فتحت عينيك الآن دون أن أخبرك، فقط أودّ إخبارك أن العالم الذي نتواجد فيه الآن لا تعرف فيه أحدا، تسألني لما أتينا إليه إذن؟ تابع فقط بصمت، ألسنا في عطلة؟ لكن ما الذي يفعله أولئك الأطفال هناك؟ إنهم يبيعون بعض الحشائش والمناديل الورقية في الطرقات، لا أحد يعيلهم غير أجسادهم الصغيرة التي تشقى لتنال في آخر اليوم بعض القوت يسكت جوعها، وفي الجانب الآخر من الطريق أطفال يبحثون في القمامة دون كلل؛ إنهم يبتسمون بسعادة لقد عثروا على ملابس هناك، أنت تذكرها جيّدا أليس كذلك؟ إنها ملابسك التي ظهرت عليها بعض الثقوب واختفت منها بعض الأزرار فاعتبرتها قمامة، لكنها عند الآخرين مصدر للفرح ومنبع للثراء، في الجانب الآخر هنالك مستشفى، أحدهم عند بابه يستند على الحائط ويذرف الدموع وبيده ورقة بيضاء ترتعش وتحمل بداخلها خبرا يرعش القلوب كذلك ويحطم سعادة الكثير من العائلات، كيف سيخبر زوجته عن مرضه؟ من سيعيل أطفاله من بعده؟ عاصفة هوجاء عليه مواجهتها، ماذا تريد العودة لبيتك؟ اكتفيت من هذه المشاهد؟ فلتعلم يا صديقي أن لهذا العالم قوانين خاصة، وحتى تعود لبيتك لا تنسى أن المفتاح معك ولا أحد يمكنه مساعدتك وإلا ستُحبس في هذا العالم وتعيش تعاسة كلّ من قابلناهم والكثير من المشاهد الأخرى الأكثر فظاعة، لا تريد ذلك؟ إذن فكّر، ما الذي يجعلك تعود لحياتك السابقة بقلبٍ صافٍ ونفس مطمئنة؟ فكّر يا صديقي، فكّر.
أحسنت! وأخيرًا عُدنا؛ وأخيرًا عدنا لرُشدك، نعم ذاك هو المفتاح يا صديقي؛ إنها "الحمد لله" الكلمة الوحيدة التي تجعلك تقتنع بما تملك مهما كان وكيفما كان، فلتعلم يا صديقي أنّنا في هذه الحياة نبحث دائما عن الكمال ولكننا لن نكتمل، تختلف ممتلكاتنا وأرزاقنا ولكن تبقى هنالك دائما ثغرة شاغرة بداخلنا، فنبحث بين ما يملكه الآخرون لنسد ذلك الاحتياج ونسدّ تلك الثغرة ونحقق الاكتمال التام، ولكنّ سدّ الثغرة لا يكون بمال فلان أو ابتسامة فلان ولا بيت فلان، بل يكون بقناعاتنا، برضانا بما نملكه وبرؤية الحياة من الجانب الذي نعتبره ضيّقا وغير مهمّ، حينها فقط سنكتمل.
أظنك أصبحت أفضل الآن وابتسامة مشرقة تزيّن وجهك الجميل، ماذا؟ تسألني عن اسمي؟ أنا يا صديقي بصيص الأمل القابع بداخلك، ونبضة التفاؤل العالقة بجدران قلبك، فقط لا تهملني.
~لؤلؤة قسنطينة~
ملاحظة: اعتذر على طول الموضوع، الله غالب لازم نهدر هههه،
ان شاء الله يعجبكم ويدخل الامل لقلوبكم ^^
ان شاء الله يعجبكم ويدخل الامل لقلوبكم ^^