السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد الأيام دخلت ولية أمر على مدير مدرسة وعينيها تقدح جمرا وليس شررا ، يا ترى لماذا الأم تبدو على هذه الحال ولم تهجمت على الادارة برفع الصوت والضرب على الطاولة وهي تسأل عن أحد معلمات الصف الأول ؟
أحضروا لي المعلمة فلانة الآن لأعلمها الأدب !
بعد تهدئتها سألها المدير ما القصة ؟
قالت بالأمس المعلمة قالت لطفلي بسبب عدم استجابته لها بأنه إذا كرر سلوكه المخالف ستقوم بخلع ملابسة الداخلية أمام زملائه وزميلاته الفتيات وستجبره على الوقوف على الطاولة أمامهم عاريا ، ليضحكون عليه !!!!
قالت منذ أربعة أيام وهو يرفض الذهاب إلى المدرسة أو الخروج للشارع وأصابته الحمى ، وبعد الضغط عليه حكى لنا ما حصل وهو الآن يصر على أن نقوم بنقله إلى مدرسة أخرى !
...
زوج ينعت زوجته بالبقرة أمام أبنائهما , وآخر يقول لزوجته المرأة كالحذاء ، وهذا أب ينعت أبنه بالأسود القبيح
وغيرها من الكلمات الجارحة التي تقع على مسمع المعنف وكأنها سياط على الجسد تترك ندوبا لا يمكن الشفاء منها !
فهناك العديد من الدراسات التي أكدت أن الكثيرين ممن تعرضوا لهذا النوع من العنف الكلامي مصابين بالاكتئاب ،
وأوضحت أن النتيجة الطبيعية لهذا السلوك إما أن يكون شخصا عدوانيا عنيفا في ألفاظه وسلوكه الحركي أو شخصا انطوائيا فاقدا للثقة بالنفس لا يقدر ذاته ولا يعتد بها !
إلا و أنه بعد تطور العلم واستخدام التكنولوجيا ظهرت حقيقة صادمة ومفجعة ، فقد أثبتت دراسات حديثة أن أدمغة المعنفين لفظيا بها ما يشبه الندوب والجروح التي تظهر على الجسم عند تعرضه للإيذاء جسديا ، وأن المادة الرمادية قليلة مقارنة بالوضع الطبيعي وهي الجزء المسئول عن عمليات التفكير العلياء والذكاء ، وفي دراسة أخرى تم التوصل إلى خلل في الاتصال بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر وهي ذات المجموعة التي تعاني من التوتر والغضب والاكتئاب والادمان بسبب تعرضهم لهذا النوع من العنف في مراحل مبكرة وبشكل مكرر .
إن مثل هذا النوع من العنف المتمثل في السب والشتم والتهكم والسخرية أصبحت متداولة بين أوساط الشباب والمراهقين بشكل مفجع ، وأصبحت ظاهرة تكتسح المجتمعات وتأكل كل شيء تمر عليه من القيم والأخلاق والعادات ,
ولعل من أسبابه سماع الكلمات النابية والخادشة للحياء بكثرة على الشاشات والجوالات إلى جانب وجود القدوة التي يحتذى بها ، فإذا كان رب البيت بالدف طابلا فشيمة أهل البيت الرقص، أو ربما نجد هذه السلوكيات مثال للشخصية القوية والرجل الحازم الذي يسكت الجميع بألفاظه القاضية و صراخه , فيفهم عن الرجولة ويلصق بها ما ليس منها .
استسهال تلفظ الأطفال بهذه الكلمات النابية أو حتى اطلاق الأسماء الساخرة على أخوتهم وزملائهم والطامة أن يسمع الطلاب كلمات العنف من المعلمين داخل المدارس أو حتى من الزملاء!
وتتمثل مظاهره في السخرية والتهكم ، وإطلاق أسماء و ألقاب تحمل في معناها الاستهزاء والاحتقار ، كذلك مقارنة الطفل بغيره والتقليل من شأنه أمام أقرانه ’’ اشعار الطفل بأنه غير مرغوب به مثل قول البعض ( منذ قدومك لم أرى الخير) أو (ليتني لم أنجبك ) أو بالأم التي قالت لابنتها ( حاولت مرارا وتكرار أن أجهض حملي بك لكنك لم تخرجي!)
أيضا اللوم المستمر والتأنيب حتى على السلوكيات والأخطاء غير المقصودة والتحدث عن تلك الاخفاقات أمام الآخرين ،،وعدم الاشادة بإنجازاته ، كذلك التهديد والوعيد و هي أشدها .. فبعض الآباء لا يدرك خطورة التهديدات على الطفل لاعتقاده أنه مجرد تهديد ولن يتم التنفيذ فعليا ! لا يدرك أنه يخلق بيئة مهددة للطفل الذي لا يعي الممكن وغير الممكن ،
ومما لا شك فيه أن الآثار المترتبة على العنف اللفظي لا تقل في خطورتها عن العنف الجسدي ، فنجد أن الطفل يميل إلى إيذاء جسده وتعريض ذاته للخطر ، فهو أصبح يحتقر ذاته ولا يعتد بها ، أيضا الاصابة بالاكتئاب والحزن واستمرار ذلك واستفحاله مع التقدم في المراحل العمرية ، التبول اللا إرادي مؤشرا أكثر شيوعا على عدم الاستقرار النفسي على الطفل ومن ضمن اسباب عدم الاستقرار العنف الكلامي ، عدم التفوق الدراسي كذلك قد يصبح العنف وسيلة للتفاهم لدى المعنف ، العزلة أحيانا تدل أن الطفل يعاني من سوء المعاملات العاطفية !
إذن ما هو الحل ؟!
إن مراعاة الأسرة وتفهمها لمدى خطورة العنف الكلامي واستخدام الألفاظ الجارحة شيء مهم ومقدم على كافة الحلول ، أيضا يجب ان يتعلم الوالدين كيف يحلون خلافاتهم بعيدا عن السب والشتم وتبادل الكلمات النابية بينهما أمام الأبناء ،
غرس القيم الأخلاقية وتعويد الطفل على سماع القرآن والكلام الطيب بقدر الامكان ، فالكلمة الطيبة كاشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، والكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار القاعدة الربانية الأولى والمهمة على الاطلاق!,,
التربية الاسلامية وتبني قيمها والسلوك بها هي أمثل الطرق للتخلص من هذه الآفة بل ويجب على المربين تدريب أنفسهم على ذلك ,, ثم محاولة اشعار الطفل بالحب والحنان وأنه مرغوب به داخل الأسرة ، وتجنب التنابز بالألقاب القاعدة الربانية الثانية ، تجنب رفع الصوت أثناء الحوار مع الأطفال أو فيما بين الوالدين .. فأنكر الأصوات صوت الحمير ، القاعدة الثالثة !
ولا ننسى القاعدة الأساسية المتمثلة في .. ولو كنت غليظ القلب لانفضوا من حولك ..فما أجمل اللين والتلطف والتودد في الكلام
حاول الاشادة بسلوك الطفل الايجابي ، أعتذر منه إذا أخطأت في حقه ، عوده على اللباقة بالطلب منه بذوق ’’ من فضلك ، لو سمحت ’’ , إذا كان ولا بد من الادانة فعليك بإدانة السلوك وليس شخص الطفل ،، ’’ لا أحب كذبك .. لا أحب اهمالك لدروسك ’’ وليس لا أحبك لأنك تكذب ، أو لا أحبك لأنك تهمل دروسك !
وأخيرا أتمنى أن اكون وفقت في اختياري لهذا الموضوع ،،
وأترك لكم مجالا للإضافة والتعقيب ,,
كما أحب أن أوضح أنني اقتصرت في موضوعي هذا على الحديث عن العنف ضد الطفل لأنه رجل الغد وأم الغد وعلى الأطفال تقع مسئولية بناء الغد !
تحياتي,,
,, بقلمي ,,
في أحد الأيام دخلت ولية أمر على مدير مدرسة وعينيها تقدح جمرا وليس شررا ، يا ترى لماذا الأم تبدو على هذه الحال ولم تهجمت على الادارة برفع الصوت والضرب على الطاولة وهي تسأل عن أحد معلمات الصف الأول ؟
أحضروا لي المعلمة فلانة الآن لأعلمها الأدب !
بعد تهدئتها سألها المدير ما القصة ؟
قالت بالأمس المعلمة قالت لطفلي بسبب عدم استجابته لها بأنه إذا كرر سلوكه المخالف ستقوم بخلع ملابسة الداخلية أمام زملائه وزميلاته الفتيات وستجبره على الوقوف على الطاولة أمامهم عاريا ، ليضحكون عليه !!!!
قالت منذ أربعة أيام وهو يرفض الذهاب إلى المدرسة أو الخروج للشارع وأصابته الحمى ، وبعد الضغط عليه حكى لنا ما حصل وهو الآن يصر على أن نقوم بنقله إلى مدرسة أخرى !
...
زوج ينعت زوجته بالبقرة أمام أبنائهما , وآخر يقول لزوجته المرأة كالحذاء ، وهذا أب ينعت أبنه بالأسود القبيح
وغيرها من الكلمات الجارحة التي تقع على مسمع المعنف وكأنها سياط على الجسد تترك ندوبا لا يمكن الشفاء منها !
فهناك العديد من الدراسات التي أكدت أن الكثيرين ممن تعرضوا لهذا النوع من العنف الكلامي مصابين بالاكتئاب ،
وأوضحت أن النتيجة الطبيعية لهذا السلوك إما أن يكون شخصا عدوانيا عنيفا في ألفاظه وسلوكه الحركي أو شخصا انطوائيا فاقدا للثقة بالنفس لا يقدر ذاته ولا يعتد بها !
إلا و أنه بعد تطور العلم واستخدام التكنولوجيا ظهرت حقيقة صادمة ومفجعة ، فقد أثبتت دراسات حديثة أن أدمغة المعنفين لفظيا بها ما يشبه الندوب والجروح التي تظهر على الجسم عند تعرضه للإيذاء جسديا ، وأن المادة الرمادية قليلة مقارنة بالوضع الطبيعي وهي الجزء المسئول عن عمليات التفكير العلياء والذكاء ، وفي دراسة أخرى تم التوصل إلى خلل في الاتصال بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر وهي ذات المجموعة التي تعاني من التوتر والغضب والاكتئاب والادمان بسبب تعرضهم لهذا النوع من العنف في مراحل مبكرة وبشكل مكرر .
إن مثل هذا النوع من العنف المتمثل في السب والشتم والتهكم والسخرية أصبحت متداولة بين أوساط الشباب والمراهقين بشكل مفجع ، وأصبحت ظاهرة تكتسح المجتمعات وتأكل كل شيء تمر عليه من القيم والأخلاق والعادات ,
ولعل من أسبابه سماع الكلمات النابية والخادشة للحياء بكثرة على الشاشات والجوالات إلى جانب وجود القدوة التي يحتذى بها ، فإذا كان رب البيت بالدف طابلا فشيمة أهل البيت الرقص، أو ربما نجد هذه السلوكيات مثال للشخصية القوية والرجل الحازم الذي يسكت الجميع بألفاظه القاضية و صراخه , فيفهم عن الرجولة ويلصق بها ما ليس منها .
استسهال تلفظ الأطفال بهذه الكلمات النابية أو حتى اطلاق الأسماء الساخرة على أخوتهم وزملائهم والطامة أن يسمع الطلاب كلمات العنف من المعلمين داخل المدارس أو حتى من الزملاء!
وتتمثل مظاهره في السخرية والتهكم ، وإطلاق أسماء و ألقاب تحمل في معناها الاستهزاء والاحتقار ، كذلك مقارنة الطفل بغيره والتقليل من شأنه أمام أقرانه ’’ اشعار الطفل بأنه غير مرغوب به مثل قول البعض ( منذ قدومك لم أرى الخير) أو (ليتني لم أنجبك ) أو بالأم التي قالت لابنتها ( حاولت مرارا وتكرار أن أجهض حملي بك لكنك لم تخرجي!)
أيضا اللوم المستمر والتأنيب حتى على السلوكيات والأخطاء غير المقصودة والتحدث عن تلك الاخفاقات أمام الآخرين ،،وعدم الاشادة بإنجازاته ، كذلك التهديد والوعيد و هي أشدها .. فبعض الآباء لا يدرك خطورة التهديدات على الطفل لاعتقاده أنه مجرد تهديد ولن يتم التنفيذ فعليا ! لا يدرك أنه يخلق بيئة مهددة للطفل الذي لا يعي الممكن وغير الممكن ،
ومما لا شك فيه أن الآثار المترتبة على العنف اللفظي لا تقل في خطورتها عن العنف الجسدي ، فنجد أن الطفل يميل إلى إيذاء جسده وتعريض ذاته للخطر ، فهو أصبح يحتقر ذاته ولا يعتد بها ، أيضا الاصابة بالاكتئاب والحزن واستمرار ذلك واستفحاله مع التقدم في المراحل العمرية ، التبول اللا إرادي مؤشرا أكثر شيوعا على عدم الاستقرار النفسي على الطفل ومن ضمن اسباب عدم الاستقرار العنف الكلامي ، عدم التفوق الدراسي كذلك قد يصبح العنف وسيلة للتفاهم لدى المعنف ، العزلة أحيانا تدل أن الطفل يعاني من سوء المعاملات العاطفية !
إذن ما هو الحل ؟!
إن مراعاة الأسرة وتفهمها لمدى خطورة العنف الكلامي واستخدام الألفاظ الجارحة شيء مهم ومقدم على كافة الحلول ، أيضا يجب ان يتعلم الوالدين كيف يحلون خلافاتهم بعيدا عن السب والشتم وتبادل الكلمات النابية بينهما أمام الأبناء ،
غرس القيم الأخلاقية وتعويد الطفل على سماع القرآن والكلام الطيب بقدر الامكان ، فالكلمة الطيبة كاشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، والكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار القاعدة الربانية الأولى والمهمة على الاطلاق!,,
التربية الاسلامية وتبني قيمها والسلوك بها هي أمثل الطرق للتخلص من هذه الآفة بل ويجب على المربين تدريب أنفسهم على ذلك ,, ثم محاولة اشعار الطفل بالحب والحنان وأنه مرغوب به داخل الأسرة ، وتجنب التنابز بالألقاب القاعدة الربانية الثانية ، تجنب رفع الصوت أثناء الحوار مع الأطفال أو فيما بين الوالدين .. فأنكر الأصوات صوت الحمير ، القاعدة الثالثة !
ولا ننسى القاعدة الأساسية المتمثلة في .. ولو كنت غليظ القلب لانفضوا من حولك ..فما أجمل اللين والتلطف والتودد في الكلام
حاول الاشادة بسلوك الطفل الايجابي ، أعتذر منه إذا أخطأت في حقه ، عوده على اللباقة بالطلب منه بذوق ’’ من فضلك ، لو سمحت ’’ , إذا كان ولا بد من الادانة فعليك بإدانة السلوك وليس شخص الطفل ،، ’’ لا أحب كذبك .. لا أحب اهمالك لدروسك ’’ وليس لا أحبك لأنك تكذب ، أو لا أحبك لأنك تهمل دروسك !
وأخيرا أتمنى أن اكون وفقت في اختياري لهذا الموضوع ،،
وأترك لكم مجالا للإضافة والتعقيب ,,
كما أحب أن أوضح أنني اقتصرت في موضوعي هذا على الحديث عن العنف ضد الطفل لأنه رجل الغد وأم الغد وعلى الأطفال تقع مسئولية بناء الغد !
تحياتي,,
,, بقلمي ,,