متهجئ الحرف
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 17 أوت 2016
- المشاركات
- 328
- نقاط التفاعل
- 1,131
- النقاط
- 141
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- الأردن - عمّان
- الجنس
- ذكر
حُبّ وسعادة وأصدقاء - الجزء الثاني والأخير
.
.
ياسين
مرّت شُهورٌ طويلة وأنا حبيس غرفتي الكئيبة ، كان قلبي ينكسر مراراً وتكراراً شعرت أنني أموت ببطء شديد بسبب خيانة سندس لي ، سندس الفتاة التي أحببتها ورأيت فيها جمال العالمين ، وليس بعيداً عن خيانة صديقي خالد ، ثم أهناك خيانة أكثر من أن يتزوج صديقك الفتاة التي تُحبّها ، كيف اجتمع شرهما عليّ ، كنتُ أسأل نفسي أسئلة عديدة وليس من يُجيب إلاّ وجه الخيانة اللعين يتراءى أمامي بكل شروره ، بدأت أحاول نسيان ما جرى ، وهكذا حتّى نسيت فعلاً كل الذي جرى ، نهضت من جديد وباشرت عملي بعد فترة استنكاف طويلة في الجريدة وتذكرت روايتي التي أهملتها حتّى استكملتها وتقدمت بها لدار نشر حتّى يتم نشرها على مستوى البلاد ، وبعد فترة قصيرة خاطبني صاحب دار النشر وقال لي أن روايتي مرشحة ضمن مجموعة روايات للحصول على جائزة الدولة التقديرية في مجال الرواية ، كانت هذه أول البشارات المفرحة في حياتي الثانية والحقيقية ، وبهذا الخبر تغيرت حياتي تماماً ، تملكني التوتر والقلق ، هل أفوز بهذا الشرف!
.
.
.
.
سندس
أصبحتُ أحمل لقب " مُطلقة " وحمل هذا اللقب في بلادنا متعب ومجهد ويجلب السمعة السيئة بسبب طريقة التفكير الظالمة من قبل المجتمع ، لم ينفعني صحو ضميري المتأخر وبماذا يُفيد الندم ، كنت مشتتة الذهن لا أستطيع التفكير بشيءٍ واحد ، إلاّ ياسين لم يغب عن ذاكرتي ، ومرةً حين جاءت زميلتي بالدراسة لزيارتي أخبرتني مالم أكن أتوقعه وما صدمني لاحقاً ، أخبرتني أن ياسين أصبح يعمل في جريدة مشهورة ويرأس القسم الثقافي فيها وقد أنجز مؤخرا رواية أدبية وتم ترشيحها لنيل جائزة الدولة التقديرية وزادت على ذلك أن اسمه بات له شأٌن كبير في الوسط الثقافي ، شعرتُ بغصة تملأ قلبي هل كنت غبية لهذا الحد كي أضيّعه من يدي لأجل المال ، وها هو المال أصبح بيد ياسين والشهرة أيضاً وأنا مطلقة ومدمرة وبلا قلب ولا فائدة من جمالي الذي كان يهز أركان الجامعة إذ يتوارى خلف الدمع والآهات ، فكرت أن أذهب لياسين في موعد الحفل المخصص لنتائج جائزة الدولة التقديرية في وزارة الثقافة وأطلب مسامحته ، تراه يسامحني وينسى ما كان منّي!!!
.
.
.
.
خالد
بعد طلاقي لسندس أخذت نفساً عميقاً وقررت التصالح مع ذاتي ، ذهبت لطبيب نفسي وتابعت علاجي معه حتّى شفيت من تلك العقد التي حولتني لشيطانٍ وضيع لا يآبه لمشاعر الناس ، تزوجت مرة ثانية وبدأت حياتي تسير على نحوٍ جيد وفي تلك الأثناء عملت في شركات أبي بكل اجتهاد وكثر المال من حولي ، أصبحت أرعى العديد من النشاطات الحكومية بفعل كوني رجل أعمال حتّى جاءني ذات يوم خطابٌ من وزارة الثقافة لرعاية حفلها السنوي في حقل الرواية - جائزة الدولة التقديرية _ وكان في الخطاب أسماء الأدباء المرشحين لنيل الجائزة والصدمة أن من بين الأسماء ياسين صديقي في الجامعة الذي غدرت به وتزوجت حبيبته ، وقلتُ في نفسي إنها فرصة مواتية كي أطلب منه السماح وأهنيه على هذا النجاح الغير متوقع بسبب أحواله التي أعرفها من فقر وترك سندس له ، أجبت خطاب الوزارة بالقبول لرعاية الحفل وتجهزت لموعد الحضور وكنت انتظره بشغف!
.
.
.
.
ياسين
إنّهُ أسعد يوم في حياتي ، يوم نتائج جائزة الدولة التقديرية في حقل الرواية ، القاعة ممتلئة عن بكرة أبيها ، على المسرح يقف عريف الحفل وبيده اسم الفائز ، الكل متأهب والأبصار شاخصة نحوه ، حتّى نطقها وصعق من كان بالحفل ، فزت بالجائزة والمركز الأول وطُلبت للصعود على المسرح لاستلام الجائزة ، كنتُ مزهوًا بنفسي لحظة استلام الجائزة من وزير الثقافة وفي حضور عدد كبير من الأدباء الذين لهم باعٌ طويل في هذا المجال ، لقد جنيت ثمار تعبي في تلك الليالي السوداء ، وقبل مغادرتي المكان اقترب منّي شخصٌ ربت على كتفي وقال لا أحد خيرٌ منك يستحق هذه الجائزة أنا سعيدٌ من أجلك ولي عندك دين ، قلتُ أي دين قال أن تسامحني على ما فعلت بك أنا خالد صديقك الغدار وانهار على صدري باكياً كطفلٍ صغير فأخذته في عناق طويل وسامحته على كل ما فعل ، وفي الجهة المقابلة كانت سندس تنظر لكلانا ، رأيتها وعرفتها فتقدمت نحوي بخطواتٍ متثاقلة وقالت ألا تسامحني أنا أيضاً فقلتُ أسامحكِ ولكن لا أريد رؤيتكِ مرةً أخرى ، لكِ شأنكِ ولي شأني ، وشأني اليوم على هيئة درسٌ عظيم.
......
آخر تعديل بواسطة المشرف: