- إنضم
- 13 أفريل 2013
- المشاركات
- 14,618
- نقاط التفاعل
- 54,537
- النقاط
- 1,756
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- قسنطينة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم وملأها بركة
إلى كلّ محبّي القصص وعالم الأدب والروايات
وكالعادة اليوم أتيتكم بقصّة جديدة من خربشاتي هههه، وهذه المرّة هدفي الرئيسي هو التدرّب على الحوار
لذلك ستلاحظون أن الحوار أكثر من السرد العادي، أتمنى أن أعرف آراءكم فيها بصراحة
وأتقبل الانتقاد بصدر رحب طبعا، فهدفي من هذه القصص التي أطرحها معرفة مستواي وتحسينه وليس إبراز عضلاتي الأدبية
الغير موجودة من الأساس ههههه، المهم أترككم مع القصة والتي عنوانها
{تحت شجرةِ الزيتون}
-أحمد، ما الذي تفعله؟
-أدوّن أحلامِي كالعادة.
-وإلى متى ستظلُّ تستندُ على كتفِي هكذا؟
-إلى أن تَنفذ أحلامي.
-ومتى تنفذ أحلامك؟
-أحلامِي لن تنفذ يا عُمر مادام بداخلي نفس.
ابتسم عمر في سرور ورفع عينيه للسّماء داعيًا الله في قلبه أن يحقِّق تلك الأحلام التي بقلب صديقه عاجلًا، فتسلّلت خيوط الشّمس بمكر إلى وجهه لينعكس نورها الذهبيّ على عينيه العسليتين فكشفَت عن محبّة بحجم الكون لأحمد، رّبما ليسا في نفس السنّ ولا بنفس المستوى الاجتماعيّ ولكنّ ما يجمعهما حطّم كلّ القيود التي تكبّل المجتمع، رفع عمر وهو مبتسم نايه الجديد عاليا فخورا بما صنعه، ليلتفت لصديقه الذي لم تنفذ أحلامه ولن تنفذ.
-انهض أيها الحالم جدتّي في انتظارنا، لقد أعدّت لنا خبزًا شهيّا كما تحبُّه مع جبنٍ طازج لذيذ.
-الجدّة صنعت لنا خبزًا؟ هيا بسرعة.
يقوم أحمد مسرعا بجمع أغراضه ثم يسحب عمر من ذراعه ويذهبان باتجاه بيت الجدّة راكضَينِ وضحكاتهما تملأ المروج والحقول.
~ ~ ~ ~
مرّت السّنواتُ بسرعةِ البرق حاملة معها الذكريات، ناثرة الأحلام على طرقاتِ الحياةِ علّ أحدهم يصادفها وهو يركض خلف أهدافه.أمام مكتبهِ الفخم يجلسُ بغرور، بيده اليمنى يجري اتصالات مهمّة وفي يدهِ اليسرى يحملُ سيجارة مشتعلة الرأس، أنهى اتصالاته لتستقر ابتسامة فخرٍ على ملامحه فها هي صفقة رابحة أخرى يضمها لسلسلة انتصاراته الطويلة، وبينما يشارك نفسه احتفال الفوز إذ بالسكرتيرة تلج المكتب حاملة بين يديها بعض الملفات التي طلبها منها لتضعها بأدب على طاولة مكتبه، يمسك بالملفات بطرف أصابعه يسحبها نحوه قليلا يلقي نظرة سريعة عليها ثم يعيدها لمكانها ويشير للمرأة الواقفة أمامه بالانصراف.
-سيد أحمد نسيت أن أخبرك، أحدهم يريد رؤيتك؛ يقول أن اسمه عمر صديق طفولتك.
يعتدل أحمد في جلسته وقد ظهرت ملامح الانزعاج على وجهه، ينفث دخانا كثيفا من فمه كأنه مصنع إسمنت ثم يدهس رأس سيجارته المشتعل بغضب في مطفأة السجائر الزجاجية على سطح مكتبه وهو يزفّر بضجر.
-تبا لهم، أبناء تلك القرية لا يزالون يتتبّعون أثري أينما ذهبت طمعا في نفوذي ومالي، أحدهم يدّعي أنه صديق طفولتي والآخر زميل دراستي والآخر من كان يشاركني اللعب أمام باب البيت، حقا مزعجون.
ساد الصمت لبعض الوقت داخل المكتب ليعطي أحمد أخيرا إشارة الموافقة على مقابلة هذا الضيف، دقائق قليلة تلي خروج السكرتيرة ليدخل عمر المكتب بملابسه التقليدية القديمة مستندا في سيره على عصاه العجوز وكلاهما لا تناسبان مكتبا فخما كذاك، عُمر ذلك الطفل الذي لا يفارق وجهه خطّ ابتسامته المائل يبدو أن ابتسامته قد أحبّت هذا الوجه فأنجبت تجاعيد كثيرة لتعمّر عليه، صحيح أن وجهه تغيّر كثيرًا وأصبح شاحبا نحيلا ولكن لون العسل بعينيه لم يتغيّر مازال يحملّ محبّة وشوقًا لصديقه لم يغيّرهما الزمن.
-مرّ وقت طويل يا أحمد.
قالها عُمر وصوته ينضح حنينا للماضي.
-حقا لقد مرّ وقت طويل، فقد أصبحت أشيب الشعر.
-وأنت أصبحت أنيق المظهر، كيف حالك؟
-بخير، تفضل بالجلوس.
تأمل عمر يد صديقه التي تشير للكرسي المقابل له، فابتسم كعادته وهو يقلّب عينيه داخل المكتب الفاخر الذي يقف داخله ولتوّه بدأ يكتشفُ خباياه، ليستقر نظرهُ أخيرًا على رفيق عمره الذي اشتاق حقّا لرؤية وجهه.
-كيف حالك يا أحمد؟
أحمد غير مبالٍ بمن يقف أمامه وهو يتفحصّ بعض الملفات المبعثرة على مكتبه.
-أخبرتك أنني بخير، ألا ترى بعينيك الرفاهية التي أعيشها؟ أليس هذا كافيا للإجابة عن سؤالَيك.
يجلس عمر أخيرًا على الكرسي الوثير الذي أشار إليه أحمد سابقًا ويضع عصاه جانبا ثم يحدّق بوجه صديقه من جديد.
-لم أسألك عن حالتك المادية فقد تلقّيت جوابها بمجرد دخولي هذه الشركة العظيمة، بل أنا أسألك عن حال قلبك؟
توقف أحمد عن العبث بملفاته ودفعها بعيدا عنه لتواجه نظراته الصارمة نظرات صديقه، صحيح أنه قد مرّ وقت طويل لم تلتقِ فيه هاتان العينان ولكن النظّرات اليوم مختلفة كأنها نظرات تحدٍّ ومواجهة.
-عمر ما الذي تريده؟ لمَ أتيت؟
-أتيتُ باحثا عن صديقي، وقد تفاجأت حقا بحفاوة ترحيبه بي بعد هذا الغياب الطويل.
-كم تريد من المال؟
تفاجأ عمر من سؤال أحمد المباغت، كيف له أن يظن بأن سبب مجيئه هو الطمع في ماله؟ هل أعمى المال بصيرته؟ أم أنه يمزح؟ امتص دهشته وواصل حديثه.
-أنا لم آتِ من أجل المال يا أحمد، الحمد لله لا أزال قادرا على كسب قوت يومي بعرق جبيني ولا أحتاج صدقة أحد، ولكن ما جئت أبحث عنه في هذه المدينة الغريبة وفي هذا المكتب الغريب هو صديق عمري ورفيق طفولتي الذي تخلّى عن ذكرياتنا منذ زمن ومضى في طريقه غير ملتفت لما وراءه من مشاعر وقيم، لا بأس إن أهملتني أو نسيت حتّى ملامح وجهي ولكن جدتي؟ جدتي التي كانت تحبّك وتصنع لك ما تشتهيه من خبز وجبن لم تكبّد نفسك عناء الحضور لجنازتها؟ أدفنت مشاعرك كلّها يا أحمد؟
صفّق أحمد في شكل مسرحيّ وابتسامة ساخرة تعلو وجهه.
-أصبحت دراميا زيادة عن اللزوم يا عمر، لم أعهدك هكذا، يبدو أنّك تشاهد التلفاز كثيرًا مؤخرا.
حافظ عمر على هدوئه وبادل صديقه نفس الابتسامة الساخرة.
-في قريتنا يا عزيزي لا نحتاج تلفازًا لنحبّ بعضنا، تربّينا في كنف الطبيعة وعلّمتنا الأرض كيف نحبّ عملنا كيف نحبّ غيرنا، كيف نعطف حتى على النبات، فكيف بالبشر؟ فارغو القلوب يا صديقي هم من يبحثون عن الحب والدراما في التلفاز، أما نحن فينمو معنا وبداخلنا كما تنمو النبتة في الأرض.
وقف أحمد عن كرسيّه واستند بيديه على سطح مكتبه.
-اسمعني جيّدا، ليس لديّ وقت فراغٍ لأملأه بمحبّة أهل القرية وسخافات الطفولة تلك، لديّ شركة تحتاج تسييرا مني، لديّ مشاريع ضخمة، ولديّ أسرة تحتاج إليّ، لكن كيف لك أن تفهم كلّ هذا؟ وأنت لم تجرّب حتى تحمّل مسؤولية طفل واحد في حياتك.
انشطر شيءٌ بداخل عُمر، فكثيرا ما كان الناس يسخرون منه كونه عقيما ولم ينجب طفلًا واحدا يشدّ به أزره، ولكن أن يسمع هذه الكلمة من صديقه فكأنه طعن بخنجر من سمّ، أو بسكين من خيانة، تأمل وجه الواقف أمامه الآن وهو غير مصدّق أنه نفس الشخص الذي شاركه طفولته، لا يصدّق أنه نفس الشخص الذي كان يتكبّد من أجله عناء الطريق وبُعده تحت المطر الغزير والشمس الحارقة فقط ليوصل له طعامه في الوقت المحدد قبل أن تغلق المدارس أبوابها، لا يصدّق أنه نفس الشخص الذي كان ينتظره عند باب مدرسته فقط ليحمل عنه كتبه الكثيرة لأنه متعب، لا يزال يتذكر آخر لقاء بينهما حيث كان يركض خلف القطار بقدميه الحافيتين وهو يلوّح لصديقه الراحل للمدينة لإتمام مراحل دراسته ويذكّره بأن لا ينساه، كان يساعده بكل ما يملكه من قوّة وجهد وحب فقط ليراه في مكان مرموق وها هو اليوم في أفضل المراتب وأوّل مكافأة كافأه بها أن نساه ورماه في قمامة الذكريات، قام عمر من مكانه وحمل عصاه مقرّرا الرحيل فلا داعٍ من بقائه هنا، ناداه فجأة أحمد فاستدار إليه.
-إن احتجت شيئا يا عمر فلا بأس؛ يمكنك القدوم إلى هنا مرّة أخرى، لا أمانع في ذلك.
ابتسم عمر وعيناه تلمعان ضعفا وانكسارًا.
-للأسف، ما أبحث عنه لم يعد لديكَ يا صديقي.
بقلمي: لؤلؤة قسنطينة
مارأيكم؟ هل أكملها؟ ^^ ولا نحبسها هنا تغميتو منها ههههه
لأنه لا يزال لدي جزء آخر لكنني لم أكمله فقلت في نفسي أسألكم أولا إذا مالاقت القصة استحسانكم
وإذا لا فلا داعي لإتمام البقيّة
أتمنى من كل قلبي أن تعجبكم
تقديري واحترامي
مارأيكم؟ هل أكملها؟ ^^ ولا نحبسها هنا تغميتو منها ههههه
لأنه لا يزال لدي جزء آخر لكنني لم أكمله فقلت في نفسي أسألكم أولا إذا مالاقت القصة استحسانكم
وإذا لا فلا داعي لإتمام البقيّة
أتمنى من كل قلبي أن تعجبكم
تقديري واحترامي
آخر تعديل بواسطة المشرف: