لا تغرنكم الابتسامة، و لا يغرنكم المظهر، فلعل قلوب الذين نحسدهم تتحمل ما لا يمكن لنا تحمله .
كم من الناس يبدون أقوياء من الخارج ، و هم من الداخل أضعف مما يمكن أن نتصور ،و كم من أولائك الذين يملئون الأجواء صخبا و ضجيجا ، و هم من الداخل ينزفون و لا أحد قد تبين أمرهم .
فلا يغرنكم ظاهر الأمور ، فلعل باطنها أجوف.
كنت ليلتها عند جدي و أصريت على أحد قريباتي أن تحضر و يوصلها زوجي بعد السهرة .
و بالفعل حضرت ، و عندما انتهت السهرة اتصلت بزوجي و رافقتها إلى السيارة ، فطلب مني أن أقوم بالقيادة و أوصلها بنفسي لأتمرن على القيادة أكثر ، علما أنني اجتزت امتحانين في سياقة الصنف ب و بقي لي الامتحان الأخير.......
جلست جنبي و هي تنظر إلي بإعجاب شديد ، حتى أنها استفزتني بنظراتها و كلمات الإعجاب الشديد بي ، و أنا في أرض الواقع لست من نوع الأشخاص الذين يكثرون الشكوى و البكاء ، بل كنت أدع كل مشاكلي لنفسي و لا أبدو أمام غيري إلا قوية بشوشة و كأنه لا هم يؤرقني ، و كانت تلك الصورة تغري الكثير من قريباتي ، فيعتقدن أنني أعيش في جنة الله بأرضه.
غير أن الذي تعلمته من خلال تجربة قاسية ، أن تدع مشاكلك بينك و بين ربك ، ولو حدث و أن شكوت فاشك همك لغريب.
فالغريب و لو سمعك و شد على ساعدك سيرحل ، و لن تلاحقك أسئلته الغبية و لا نظرات الشفقة ، أما القريب فسيبقى لا يلاحقك طوال أيامك يسأل و يسأل....
قطعت الصمت قائلة :
- جميل أن زوجي قد خرج من البيت ليحمل ابنتي و هذا سيشجعه ليقبل تسجيلي في Auto ecole و أنا في الواقع لم أفكر بالرخصة إلا بسبب حاجتي الماسة إليها مؤخرا .
سألتها و قد استفزتني نظراتها و إعجابها :
- أنت..... هل جربت أن تعيشي مع حماة تضيق الخناق على زوجك حتى يتخلى عنك .
- هل جربت أن تعيشي طوال عمرك مع أكثر انسانة تكرهك ، تؤذيك بلسانها السليط و تلفق عنك الأكاذيب ووووو و كل هدفها أن تتخلي عن خاتم زواجك..
- هل جربت أن تبقي بعيدة عن زوجك لمدة طويلة؟
- هل جربت ذلك الشعور أن يسافر زوجك و يستقيل ثلاث طائرات للوصول لعمله و يبقى عشر ساعات كاملة بالجو و أنت لا تعلمين مع كل سفر يا عزيزتي إن كان سيعود سالما أم لا؟؟؟؟؟
كان حوارا بيني و بين نفسي أما هي فكانت قد غادرت منذ مدة ......
لا تنبهري بحياة غيرك فأنت لا تعلمين مالذي بداخلها ، فلعلهم تحملوا مالا تقوين أنت على تحمله ، بل انظري لحياتك أنت بإعجاب .
فالذي أملكه لا تمليكنه ، و الذي تملكينه لا أملكه ، و تلك حكمة الله.
لا سعادة مطلقة في الدنيا و من قال ذلك فهو كاذب...
سعادة الحياة هي جوفاء و تلك سنة الله في الأرض و الخلق ......
تصبر على أمر فيكافئك الله من جهة مثلما اختبرك من جهة ، لذلك لا تتمنى ماليس لديك ولو حدث فيجب قبل التمني أن ترى لحياتك بإعجاب و تدرك أن آلافا من البشر يتمنونها ....
فالسعادة لم توجد على الأرض إلا لتكون جوفاء .......
و السعادة المطلقة هي في القرب و معية الله و ما سواها سراب.....
خربشات??
آخر تعديل بواسطة المشرف: