جمعياتنا والرياء الالكتروني

sami44

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 ديسمبر 2009
المشاركات
13,111
نقاط التفاعل
26,591
النقاط
956
محل الإقامة
فالفيراج
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمة الله

اردت ان ارى رأيكم في ضاهرة انتشرت في المجتمع من سنوات قليلة وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ضاهرة الرياء الالكتروني

اتسع مجال الأعمال الخيرة في كل المجالات وساهمت بشكل كبير في مساعدة الضعفاء والمحتاجين وأصبحت بمثابة باب يطرقه كثير ممن هزمهم الفقر والعوز ويزيد اتساعها خاصة في المواسم والأعياد الدينية.. والحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان أن هذه الجمعيات ساهمت بشكل كبير في إعادة التكاتف الاجتماعي، في ظل الظروف الاقتصادية الشحيحة، والقدرة الشرائية التي تتآكل من سنة إلى أخرى، غير أن كثيرا من هذه الجمعيات أوقعت العديد من الأفراد في حرج، حين أصبحت تنشر مساعداتها لهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وتوثق الأحداث بالصور والتعليقات.. لذا، وقع بعضها في ما يسمى بالرياء الإلكتروني اليوم.

من مبادى العمل الخيري وكما هو متعارف الكتمان وعدم الافصاح عن هوية الشخص اللذي قام بعمل الخير حتى لا ترى اليد اليسرى ما قدمت اليد اليمنى
حتى لا يقع الفرد في الرياء والعياذ بالله مادام الهدف الاسمى من هذه الاعمال هي مساعدة الفقراء ورسم البسمة على افواه ابنائهم خاصة في المناسبات التي يفرق فيها الغني من الفقير مثل الاعياد والدخول المدرسي وغيرها
لكن، للأسف، فقد أصبح بعض من يقدمون مساعدات لأخوانهم سواء مادية أم معنوية، يذهب مهرولا وينشرها على صفحات التواصل الاجتماعي.

كلنا نعلم ان الكثير من الجمعيات تقوم باعمال جبارة من جمع المساعدات وتوزيعها والبحث عن الفقراء والمعوزين وتكتم اسرارهم حتى لا تحرجهم
لكن هناك منه من تقوم بنفس العمل لكن في نهاية الامر تنشر صور المحتاجين وفديوهات لعملية التوزيع وهذا ما يحرج الفقير و يصيبه في كرامته

سؤالي لكم

--كيف ترون العمل الجمعوي في بلادنا او بالاحرى في مدينتكم

--هل حقا ان الجمعيات تقع في الرياء الالكتروني
--ما السبيل لجعل هذه الجمعيات تقوم بعمل الخير دون تشهير



 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي سامي على طرح هذا الموضوع، صراحة الصدقة أمر عظيم في حياة المسلم بالأخص إن كانت لوجه الله
ولما تحدّثت عن الرياء في الصدقة تذكرت البرنامج التلفزيوني الترفيهي سابقا تاع الفهامة، لما صوّرو مشهدا في أحد الحلقات عن شخص
غنيّ يهدي تلاميذ فقراء محافظ ويطلب من الصحافة تصويره ثم بعد انتهاء التصوير يستعيد المحافظ ههههه، إذن كل هذه الأمور متعلّقة بنيات
البشر، هناك من يحب أن يتنشر خبره وهو يساعد ويدعم الناس وهناك من يقوم بعمله في الخفاء، وهناك من يكون مضطرا لطرح عمله
على الناس، كالجمعيات التي توصل احتياجات الناس وحين يتصدّق أصحاب المال تقوم الجمعية بإثبات وصول الصدقات لأهاليها
كلّ شخص ونيّته، وأنا أحيانا عندما ارتاب من نية جمعية معيّنة أو شخص معيّن أقول في نفسي المهم أنه هنالك محتاج ينال مايريده
أما عن نيّة المتصدّق فلا تهمّني وبينو وبين مولاه كيما نقولو، على الاقل هنالك طفل يلبس ملابس دافئة ويأكل طعام يسدّ جوعه
وهناك أناس تستفيد من أفرشة وأجهزة كهرومنزلية، أما نيّة صاحب المبادرة بينه وبين خالقه، فقط ما يضرّ في الوضع هو كما قلت
إحراج العائلات المعوزّة، والله ينفطر قلبي حينما أرى ربّ عائلة يبكي وهو يطلب المساعدة، أشعر حينها وكأنه مجبور على ذلك الفعل
فقط من أجل أبنائه، ولهذا الصدقة يجب أن تكون في الخفاء حتى لا نؤذي مشاعر أحد وننال الثواب العظيم، وتذكرت قصة عائلة
فقيرة كلّ عيد اضحى يصلهم كبش العيد لباب البيت، وهذا لأعوام عديدة ولحدّ الآن لا يعلمون صاحب المبادرة ولا صاحب
هذه الصدقة، أما عن عمل الجمعيات بصراحة لا أعلم عن عملهم الكثير ومعرفتي بهم ضئيلة ولهذا لا استطيع إثراء الموضوع
بشكل أوسع، ان شاء الله بقية الأعضاء يفيدوننا بآرائهم
تحياتي


 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي سامي على طرح هذا الموضوع، صراحة الصدقة أمر عظيم في حياة المسلم بالأخص إن كانت لوجه الله
ولما تحدّثت عن الرياء في الصدقة تذكرت البرنامج التلفزيوني الترفيهي سابقا تاع الفهامة، لما صوّرو مشهدا في أحد الحلقات عن شخص
غنيّ يهدي تلاميذ فقراء محافظ ويطلب من الصحافة تصويره ثم بعد انتهاء التصوير يستعيد المحافظ ههههه، إذن كل هذه الأمور متعلّقة بنيات
البشر، هناك من يحب أن يتنشر خبره وهو يساعد ويدعم الناس وهناك من يقوم بعمله في الخفاء، وهناك من يكون مضطرا لطرح عمله
على الناس، كالجمعيات التي توصل احتياجات الناس وحين يتصدّق أصحاب المال تقوم الجمعية بإثبات وصول الصدقات لأهاليها
كلّ شخص ونيّته، وأنا أحيانا عندما ارتاب من نية جمعية معيّنة أو شخص معيّن أقول في نفسي المهم أنه هنالك محتاج ينال مايريده
أما عن نيّة المتصدّق فلا تهمّني وبينو وبين مولاه كيما نقولو، على الاقل هنالك طفل يلبس ملابس دافئة ويأكل طعام يسدّ جوعه
وهناك أناس تستفيد من أفرشة وأجهزة كهرومنزلية، أما نيّة صاحب المبادرة بينه وبين خالقه، فقط ما يضرّ في الوضع هو كما قلت
إحراج العائلات المعوزّة، والله ينفطر قلبي حينما أرى ربّ عائلة يبكي وهو يطلب المساعدة، أشعر حينها وكأنه مجبور على ذلك الفعل
فقط من أجل أبنائه، ولهذا الصدقة يجب أن تكون في الخفاء حتى لا نؤذي مشاعر أحد وننال الثواب العظيم، وتذكرت قصة عائلة
فقيرة كلّ عيد اضحى يصلهم كبش العيد لباب البيت، وهذا لأعوام عديدة ولحدّ الآن لا يعلمون صاحب المبادرة ولا صاحب
هذه الصدقة، أما عن عمل الجمعيات بصراحة لا أعلم عن عملهم الكثير ومعرفتي بهم ضئيلة ولهذا لا استطيع إثراء الموضوع
بشكل أوسع، ان شاء الله بقية الأعضاء يفيدوننا بآرائهم
تحياتي


كل الشكر لكي مريم على الاعتماد وعلى الاضافة القيمة
انا كل مقصودي من الموضوع كان في الرياء والامر الثاني ما احراج الفقير
انا هذ الامر صادفته كثيرا خاصة في توزيع قفةرمضان تعرفين ان في شهر رمضان يقل العمل بسبب الصيام مرات لما يكونو يوزعو فيها لو تشوفي المنضر لانفطر قلبك حقا اهانة ما بعدها اهانة والفقير المغلوب على امره لا يستطيع التفريط فيها رغم ما يحصل له

احترامي وتقديري لك
 
صباح الخير اخي سامي
انا ناشط في جمعيات خيرية راح احكي عن واقع حال
الفضاء الازرق سلاح دو حدين
قد يستعمل في السلب او الايجاب
ففي بداية عملنا كانت هناك عدة جمعيات متنافسة و من بينها الجمعية التي اعمل فيها

اتدكر جيدا اننا اجتمعنا عدة مرات حول هته المسألة بالتحديد
و كان النقاش على اشده حول اخد صور مع المحتاجين و الفقراء و الايتام
و كنت اعارض هته الفكرة لعدة اسباب اهمها احراج الاطفال و المحتاجين
و تصويرهم مع السلع او الإعانات و مدى تأثير دالك على نفسيتهم

بينما جمعيات اخرى انتهجت مسار التصوير و التوثيق الالكتروني لعملهم
فنالت من الشهرة بمكان و كانت جمعيتنا تعاني بعض التهميش
لكن سبحان الله ففي بعض الاعمال بركة و لو قل فدارة الدوائر
و وقعة تلك الجمعيات في حرج و نزاع و مشاكل و اصبح الفقير لا يتعامل معاهم

اما جمعيتنا فبقية بل و تقدمت و نالت الثقة من المجتمع

لأن استعمالنا للفضاء الازرق يقتصر على الاعلان عن امر او تصوير التبرعات
دون تصوير المحتاجين او حتى دكر اسمائهم إلا في حالات اين تستدعي العملية دالك
كترميم مسكن و تكون العملية تستدعي هبة كل المجتمع
 
سلام
أنا رأيي الشخصي لازم هاذ الجمعيات يظهرو في الفضاء الالكتروني باش يشجعوا الشباب و يمدولهم قدوة حسنة و كذلك ديما نشوفو قتل فحش مجون فهذه البرامج حاجة تفرح القلب ولكن بشرط
يغطو وجوه الفقراء اللي يساعدوهم باه يحفظو ليهم كرامتهم
تحياتي
 
سلام
أنا رأيي الشخصي لازم هاذ الجمعيات يظهرو في الفضاء الالكتروني باش يشجعوا الشباب و يمدولهم قدوة حسنة و كذلك ديما نشوفو قتل فحش مجون فهذه البرامج حاجة تفرح القلب ولكن بشرط
يغطو وجوه الفقراء اللي يساعدوهم باه يحفظو ليهم كرامتهم
تحياتي
فكرتك طيبه مريم
حفض كرامة الفقير واجبة علينا كمسلمين
لانو التشهير بالعمل الخيري كالمن بعد الصدقة وهذا يدخل في باب الرياء والعياذ بالله
مشكوره جدتي على تنوير موضوعي
كل الاحترام والتقدير لك
 
صباح الخير اخي سامي
انا ناشط في جمعيات خيرية راح احكي عن واقع حال
الفضاء الازرق سلاح دو حدين
قد يستعمل في السلب او الايجاب
ففي بداية عملنا كانت هناك عدة جمعيات متنافسة و من بينها الجمعية التي اعمل فيها

اتدكر جيدا اننا اجتمعنا عدة مرات حول هته المسألة بالتحديد
و كان النقاش على اشده حول اخد صور مع المحتاجين و الفقراء و الايتام
و كنت اعارض هته الفكرة لعدة اسباب اهمها احراج الاطفال و المحتاجين
و تصويرهم مع السلع او الإعانات و مدى تأثير دالك على نفسيتهم

بينما جمعيات اخرى انتهجت مسار التصوير و التوثيق الالكتروني لعملهم
فنالت من الشهرة بمكان و كانت جمعيتنا تعاني بعض التهميش
لكن سبحان الله ففي بعض الاعمال بركة و لو قل فدارة الدوائر
و وقعة تلك الجمعيات في حرج و نزاع و مشاكل و اصبح الفقير لا يتعامل معاهم

اما جمعيتنا فبقية بل و تقدمت و نالت الثقة من المجتمع

لأن استعمالنا للفضاء الازرق يقتصر على الاعلان عن امر او تصوير التبرعات
دون تصوير المحتاجين او حتى دكر اسمائهم إلا في حالات اين تستدعي العملية دالك
كترميم مسكن و تكون العملية تستدعي هبة كل المجتمع
وانا هذا ما تطرقت اليه اخي العمل الجمعوي على مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين منه السلب ومنه الايجاب
فهنيئا لكم انكم مشيتم على الطريق الصواب
والرياء افة تنخر المجتمع وما تقدم شيئ فيه شيئ من الرياء
كل الشكر لمرورك من هنا اخي محمد واثرائك لموضوعي
لا تحرمنا من طلتك البهية

احترامي وتقديري لك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي عودة باذن الله
انتضر عودتك شيماء
ادلي بدلوك في موضوعي عسى ان نستفيد مما تقولين
البيت بيتك والموضوع لك اضيفي ما شئتي
كل الاحترام والتقدير لك
 
السلام عليكم اخي الكريم شكرا على الموضوع الحساس والمهم جدا والذي مسني في فترة من الفترات
بالنسبة لي من يفعل خيرا ويشهر به كأنه لم يفعل وهذا لبس كلامي بل كلام الله الخير ان يكون بين نفسك وبين الفقير والله وفقط
اليوم للأسف باتت الصور والنشر والإذلال لصحاب الحاجة فقط لكسب الشهرة سأقص عليك ما حدث لي في الماضي وكما يعلم الجميع إحتجت لعملية مقدرة ب 400 مليون سنتيم لليوم لم اقم بها لكن الحمد لله عالجت على الأقل الفك بسبب ما فعله أهل المنتدى معي جزاهم الله كل خير لكن في فترة ما ولظروف عائلية قاهرة لا يمكنني التوجه للجمعيات وغير لأنني جربت قبل هذا تخيل اول أمر اخذ صور لا يهم إن كنت إمرأة او لا مرضي في مكان حساس حتى انني اضطر لزيارة طبيبة حتى لا اكشف عند رجل لكن للضرورة أحكام واعالج عند رجال المهم طلبو مني تصوير منطقة الإلتهاب كيف اقبل جزء من جسمي يظهر امام العلن وامام كل الناس فقط ليجمعوا لي مال العملية والأمر من هذا انهم لا يساعدوني بالمال في احدى المرات منذ حوالي 4 سنوات جمعية توجهت لها وشرحت لهم كل ظروفي واعطيتهم كل الأدلة تركت لهم رقم هاتفي وحتى اني لا اريد المال في يدي بل يتواصلوا هم مع المستشفى ويحولو المال انا فقط أذهب واعالج تخيل بعد اسبوع اتصلوا بي انا فرحت جدا وقلت صبري ل 20 سنة ربي راح يعوضني ونعالج لما رحت دخلتني واحد البيت فوحة فيها تقتل داخل الجمعية وقاتلي هذي ملابس جبوهمنا المحسنين خيري منهم انا فبالي غلطت قتلها انا مش محتاجة ملابس غلطت الأخت جبدتلي ملفي وقاتلي انت مريضة وكذا قتلها نعم انا هي قاتلي ايه الله غالب مال عمليتك كبير جدا مازال ما لقيناش قاعل خير قتلها وعلاه عيطتيلي عيطتلي ندي حوايج قدم ومسخين وزيد قاتلي نصورك انو سلمناك مناك محال نزيد ندخل جمعية لو نموت
انا ضد هذي دير الخير وصورو وافضح الناس لانو نحس بالفقير والمضرار واش يحس في ذيك الدقيقة

شكرا لك على الموضوع المهم جدا
 
السلام عليكم ....
ويبقى عمل الخير أحب الأعمال إلى الله نسال الله ان يقربنا إليه وإياكم رأي الشخصي ان و لازم تنشط هذا الجمعيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف جذب المتبرعين وإثبات جهة تقديمها هذه من جهة من جهة أخرى أنا ضد تصويرالعائلات المحتاجة لما فيها مش احراج بالنسبة لمدينتى هناا امين جمعية واحدة ووحيدة بالفعل نشيطة اعانهم الله وفق الله كل محبي فعل الخير
بوركت على الموضوع القيم
تحياتي لك :geek:
 
السلام عليكم اخي الكريم شكرا على الموضوع الحساس والمهم جدا والذي مسني في فترة من الفترات
بالنسبة لي من يفعل خيرا ويشهر به كأنه لم يفعل وهذا لبس كلامي بل كلام الله الخير ان يكون بين نفسك وبين الفقير والله وفقط
اليوم للأسف باتت الصور والنشر والإذلال لصحاب الحاجة فقط لكسب الشهرة سأقص عليك ما حدث لي في الماضي وكما يعلم الجميع إحتجت لعملية مقدرة ب 400 مليون سنتيم لليوم لم اقم بها لكن الحمد لله عالجت على الأقل الفك بسبب ما فعله أهل المنتدى معي جزاهم الله كل خير لكن في فترة ما ولظروف عائلية قاهرة لا يمكنني التوجه للجمعيات وغير لأنني جربت قبل هذا تخيل اول أمر اخذ صور لا يهم إن كنت إمرأة او لا مرضي في مكان حساس حتى انني اضطر لزيارة طبيبة حتى لا اكشف عند رجل لكن للضرورة أحكام واعالج عند رجال المهم طلبو مني تصوير منطقة الإلتهاب كيف اقبل جزء من جسمي يظهر امام العلن وامام كل الناس فقط ليجمعوا لي مال العملية والأمر من هذا انهم لا يساعدوني بالمال في احدى المرات منذ حوالي 4 سنوات جمعية توجهت لها وشرحت لهم كل ظروفي واعطيتهم كل الأدلة تركت لهم رقم هاتفي وحتى اني لا اريد المال في يدي بل يتواصلوا هم مع المستشفى ويحولو المال انا فقط أذهب واعالج تخيل بعد اسبوع اتصلوا بي انا فرحت جدا وقلت صبري ل 20 سنة ربي راح يعوضني ونعالج لما رحت دخلتني واحد البيت فوحة فيها تقتل داخل الجمعية وقاتلي هذي ملابس جبوهمنا المحسنين خيري منهم انا فبالي غلطت قتلها انا مش محتاجة ملابس غلطت الأخت جبدتلي ملفي وقاتلي انت مريضة وكذا قتلها نعم انا هي قاتلي ايه الله غالب مال عمليتك كبير جدا مازال ما لقيناش قاعل خير قتلها وعلاه عيطتيلي عيطتلي ندي حوايج قدم ومسخين وزيد قاتلي نصورك انو سلمناك مناك محال نزيد ندخل جمعية لو نموت
انا ضد هذي دير الخير وصورو وافضح الناس لانو نحس بالفقير والمضرار واش يحس في ذيك الدقيقة

شكرا لك على الموضوع المهم جدا
السلام عليكم اخي الكريم شكرا على الموضوع الحساس والمهم جدا والذي مسني في فترة من الفترات
بالنسبة لي من يفعل خيرا ويشهر به كأنه لم يفعل وهذا لبس كلامي بل كلام الله الخير ان يكون بين نفسك وبين الفقير والله وفقط
اليوم للأسف باتت الصور والنشر والإذلال لصحاب الحاجة فقط لكسب الشهرة سأقص عليك ما حدث لي في الماضي وكما يعلم الجميع إحتجت لعملية مقدرة ب 400 مليون سنتيم لليوم لم اقم بها لكن الحمد لله عالجت على الأقل الفك بسبب ما فعله أهل المنتدى معي جزاهم الله كل خير لكن في فترة ما ولظروف عائلية قاهرة لا يمكنني التوجه للجمعيات وغير لأنني جربت قبل هذا تخيل اول أمر اخذ صور لا يهم إن كنت إمرأة او لا مرضي في مكان حساس حتى انني اضطر لزيارة طبيبة حتى لا اكشف عند رجل لكن للضرورة أحكام واعالج عند رجال المهم طلبو مني تصوير منطقة الإلتهاب كيف اقبل جزء من جسمي يظهر امام العلن وامام كل الناس فقط ليجمعوا لي مال العملية والأمر من هذا انهم لا يساعدوني بالمال في احدى المرات منذ حوالي 4 سنوات جمعية توجهت لها وشرحت لهم كل ظروفي واعطيتهم كل الأدلة تركت لهم رقم هاتفي وحتى اني لا اريد المال في يدي بل يتواصلوا هم مع المستشفى ويحولو المال انا فقط أذهب واعالج تخيل بعد اسبوع اتصلوا بي انا فرحت جدا وقلت صبري ل 20 سنة ربي راح يعوضني ونعالج لما رحت دخلتني واحد البيت فوحة فيها تقتل داخل الجمعية وقاتلي هذي ملابس جبوهمنا المحسنين خيري منهم انا فبالي غلطت قتلها انا مش محتاجة ملابس غلطت الأخت جبدتلي ملفي وقاتلي انت مريضة وكذا قتلها نعم انا هي قاتلي ايه الله غالب مال عمليتك كبير جدا مازال ما لقيناش قاعل خير قتلها وعلاه عيطتيلي عيطتلي ندي حوايج قدم ومسخين وزيد قاتلي نصورك انو سلمناك مناك محال نزيد ندخل جمعية لو نموت
انا ضد هذي دير الخير وصورو وافضح الناس لانو نحس بالفقير والمضرار واش يحس في ذيك الدقيقة

شكرا لك على الموضوع المهم جدا
والله ما وقع لكي يقع للكثيرين وانا اعي ما اقول
لكن يجب ان لا نضع كل الجمعيات في سلة واحدة فيهم الي يديرو الخير لوجه الله
من ايام كنت اعمل عند شخص متقاعد وهو في السابق كان نائب بالبرلمان ةبعدها اربع عهدات في المجلس الولائي كنت اقوم بتركيب الفايونص والدالدوصول والطلاء في احد اايام قاللي انا رئيس جمعية خيرية واي ما تحتاج تعال انا جمعت عدد من الفقراء وابعثتهم عنده للمكتب ولما اتلاقيتهم قالولي ما امناش بلي هده جمعية اعطاونا كل المستلزمات من ملابس ومؤنة ولم يرنا احد دخلنا من باب وحرجنا من اخر وبعدين عرفت بلي يستقبلو الفقراء الي عندهم راديو سكانير او ايارام وما قدروش يديروه تخيلي هما يروحو ليهم للبيت ويدوهم بالسيارة الخاصة بالجمعية يديرو الراديو ويرجعوهم لديارهم وكذالك هناك مساعدات لاصحاب الادوية النادرة والغالية جدا واكتشفت بأن اغلب المساعدات تأتي من عند هذا الشخص
الي هو رئيس الجمعية تسمى الاحسان على ما اضن
معناه ليس كل الجمعيات تشهر بمرتاديها

اما حالتك والله اثرت فيا كثيرا احس بمعاناتك اعانك الله وشافاك و ابعد عنك الهم والغم والحزن يا رب
 
السلام عليكم ....
ويبقى عمل الخير أحب الأعمال إلى الله نسال الله ان يقربنا إليه وإياكم رأي الشخصي ان و لازم تنشط هذا الجمعيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف جذب المتبرعين وإثبات جهة تقديمها هذه من جهة من جهة أخرى أنا ضد تصويرالعائلات المحتاجة لما فيها مش احراج بالنسبة لمدينتى هناا امين جمعية واحدة ووحيدة بالفعل نشيطة اعانهم الله وفق الله كل محبي فعل الخير
بوركت على الموضوع القيم
تحياتي لك :geek:
كلامك صواب يجب الاستفادة من مواقع التواصل لجلب المتبرعين فقط
بالنسبة لمدينتكم جمعيةواحدة قليل جدا كلنا نعلم ان الفقراء اصبحو اكبر طبقة من طبقات الشعب الجزائري
على كل مرورك طيب جدا سررت بتواجدك

احترامي وتقديري لك
 
السلام عليكم
هذه الآفة منتشرة عندنا بكثرة ،
وأعرف أرامل وفقراء رفضوا الذهاب للجمعيات لهذا السبب ،، التشهير بهم في كل مكان ،،
في جمعية كفالة ايتام تضع صور للأيتام المنتسبين لها في بنرات كبيرة وتعلقها عند المدخل ،،
لم لا تكون هذه الصور في أرشيف الجمعية .. ما الداعي لتعليق الصور بالبنط العريض على مداخل الجمعيات..
..
بعض الجمعيات تتلقى الدعم من الخارج فيطلب الطرف المتبرع صورا لتوزيع الاعانات والمستحقات المالية للتأكد من أنه يتم صرفها فعليا للفئات المستهدفة ..
و مع ذلك لم يتم نشرها ،، يكفي ان تصل للمتبرع وحسب ..
فكرة الأخت مريم سليمة وصائبة لحل هذه الاشكالية
..
البعض تكون نيته الشهرة والرياء ، وبعض الوسطاء او الجمعيات يضطرون لفعل ذلك بسبب رغبة المتبرع لكن لا مبرر لنشرها على عيون الخلائق ومسامعهم ..
...
أفضل الصدقات هي التي يتم انفاقها سرا ايا كان السبب ،،
فالمتصدق سرا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..
وهي الضمانة الوحيدة لحماية أنفسنا من الرياء والأعجاب بالنفس ..
نسأل الله صلاح البلاد والعباد ..

..
تحياتي ..
 
سررت بردك كثير
السلام عليكم
هذه الآفة منتشرة عندنا بكثرة ،
وأعرف أرامل وفقراء رفضوا الذهاب للجمعيات لهذا السبب ،، التشهير بهم في كل مكان ،،
في جمعية كفالة ايتام تضع صور للأيتام المنتسبين لها في بنرات كبيرة وتعلقها عند المدخل ،،
لم لا تكون هذه الصور في أرشيف الجمعية .. ما الداعي لتعليق الصور بالبنط العريض على مداخل الجمعيات..
..
بعض الجمعيات تتلقى الدعم من الخارج فيطلب الطرف المتبرع صورا لتوزيع الاعانات والمستحقات المالية للتأكد من أنه يتم صرفها فعليا للفئات المستهدفة ..
و مع ذلك لم يتم نشرها ،، يكفي ان تصل للمتبرع وحسب ..
فكرة الأخت مريم سليمة وصائبة لحل هذه الاشكالية
..
البعض تكون نيته الشهرة والرياء ، وبعض الوسطاء او الجمعيات يضطرون لفعل ذلك بسبب رغبة المتبرع لكن لا مبرر لنشرها على عيون الخلائق ومسامعهم ..
...
أفضل الصدقات هي التي يتم انفاقها سرا ايا كان السبب ،،
فالمتصدق سرا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..
وهي الضمانة الوحيدة لحماية أنفسنا من الرياء والأعجاب بالنفس ..
نسأل الله صلاح البلاد والعباد ..

..
تحياتي ..
سررت بردك كثيرا
صدقا ما قلتي ويقال في الصدقة على اليد الشمال ان لا ترى ما تمده اليد اليمين فما بالك بصدقة يراها القاصي والداني
هدانا الله اياهم
احترامي وتقديري لك
 
والله ما وقع لكي يقع للكثيرين وانا اعي ما اقول
لكن يجب ان لا نضع كل الجمعيات في سلة واحدة فيهم الي يديرو الخير لوجه الله
من ايام كنت اعمل عند شخص متقاعد وهو في السابق كان نائب بالبرلمان ةبعدها اربع عهدات في المجلس الولائي كنت اقوم بتركيب الفايونص والدالدوصول والطلاء في احد اايام قاللي انا رئيس جمعية خيرية واي ما تحتاج تعال انا جمعت عدد من الفقراء وابعثتهم عنده للمكتب ولما اتلاقيتهم قالولي ما امناش بلي هده جمعية اعطاونا كل المستلزمات من ملابس ومؤنة ولم يرنا احد دخلنا من باب وحرجنا من اخر وبعدين عرفت بلي يستقبلو الفقراء الي عندهم راديو سكانير او ايارام وما قدروش يديروه تخيلي هما يروحو ليهم للبيت ويدوهم بالسيارة الخاصة بالجمعية يديرو الراديو ويرجعوهم لديارهم وكذالك هناك مساعدات لاصحاب الادوية النادرة والغالية جدا واكتشفت بأن اغلب المساعدات تأتي من عند هذا الشخص
الي هو رئيس الجمعية تسمى الاحسان على ما اضن
معناه ليس كل الجمعيات تشهر بمرتاديها

اما حالتك والله اثرت فيا كثيرا احس بمعاناتك اعانك الله وشافاك و ابعد عنك الهم والغم والحزن يا رب
السلام عليكم اخي الكريم
والله يا اخي ليست كل الجمعيات لكن والله أغلبها يتصرفو بهذا الشكل غايتهم التشهير وفقط صور واعلان واشهار والمساعدة لو تراها يندى لها الجبين للأسف
من يمها لم أتوجه لأي جمعية ظروفي العائلية نظرا للتشهير لا تسمح لي بقبول الإشهار على الفايس وغيره الشفاء من الله
شكرا لك اخي الكريم وجزاك الله كل خير الله يشفي كل المرضى يا رب
آمين يا رب واسعد قلبك شكرا لك
 
انتضر عودتك شيماء
ادلي بدلوك في موضوعي عسى ان نستفيد مما تقولين
البيت بيتك والموضوع لك اضيفي ما شئتي
كل الاحترام والتقدير لك

عدنا والعود احمد ان شاء الله
اسال الله ان يكون ما اقوله مفيذا لي ولكم ولكل مار من هنا
هذا من كرم ونبل اخلاقك اخي الكريم الطيب
رفع الله قدركم وحرم جسدكم وجسد اهليكم عن النار

اولا بارك الله فيك وجزاك كل خير للموضوع المميز والمهم وجعل كل حرف خطته يمناك في ميزان حسناتك ان شاء الله يارب

بارك الله لك في دينك ومالك وعرضك ورزقك بما تحب في ما يحب ويرضى لك

ثم اجابة على اسئلتك :
--كيف ترون العمل الجمعوي في بلادنا او بالاحرى في مدينتكم

والله كي لا اكذب عليك لست اتابع الاعمال الخاصة بالجمعيات ولا اعرف حتى ان كانت توجد جمعيات خيرية في ولايتي او مدينتي
افكر دائما يجعل جمعية خاصة لتعليم الناس تعاليم الدين اولا وعمل خطبات وتعريف الله عز وجل لهم ليعبدوه حبا وطوعا وليس كرها وخوفا وبعدها حين يعرف الناس دينهم وربهم ويطبقوه فعلا لا اسما ولا قولا حينها برايي سنتحل الكثير من المشاكل التي يواجهها المجتمع ومن بينها الرياء


--هل حقا ان الجمعيات تقع في الرياء الالكتروني

بعضها اجل، فلا يجوز ان تفضح من تقوم بمساعدتهم فانت بذلك تهينهم ويمكن يقبلون ذلك رغما عنهم ويتحملون الاهانة من اجل عائلاتهم

لما يتصرف الانسان يجب ان يضع نفسه مكان ذلك الانسان الذي سيحاوره ويكلمه وان يكلمه ويتعامل معه كما يحب ان يعاملوه ويكلموه
لكن للاسف اغلبهم يتعالون عليك ويدوسون على كرامتك فقط لانك محتاجهم
في الواقع من يحب الله والرسول يجب ان يسارع لفعل الخيرات وان يقضي حوائج الناس، فقضاء حوائج الناس هو فضل من الله على فئة قليلة من المسلمين خصهم بها ليرفع درجتهم فقط اااااه لو يعلمون معنى ان تقضي حاجة من حاجات الناس وفقط لوجه الله ولتسعد لسعادتهم سيربحون سعادة وفرحا في الدنيا ويوم القيامة يفرج الله كربة من كربهم مع انه في الواقع يكفي ان يكون ذلك اشارة من اشارات حب الله لك


--ما السبيل لجعل هذه الجمعيات تقوم بعمل الخير دون تشهير

كما قلت لك في ردي على اول سؤالك، ان يعودوا للدين وليس هم فقط بل كل الناس

فالدين وتعالميه حياة وليس فقط صلاة وعبادات فالعبادات بينك وبين خالقك وماذا عن حق الناس عليك ؟؟
لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه
ليعلم الناس ان معرفة حقوقك وواجباتك في الاسلام واجب عليك كي لا تظلم الاخرين ولا تظلم نفسك
فحين اظلم انا احد ما فقد ظلمت نفسي وليس هو لان له الله وسينصره عاجلا او اجلا وساكون انا التي تنضر في الدنيا والاخرة

الرياء اصبح حتى في العلاقات وليس في الصدقة فقط نسال الله العفو والعافية والهداية والثبات لنا ولكل المسلمين

ذلك اجابة على اسئلتك

واخيرا يجب ان يعرف الناس اصول واسس الصدقة وكيف تكون ليتجنبوا الوقوع في الرياء

الصدقة فضائل وآداب

عباد الله.. للصدقة والإنفاق آداب:
فمن أهمِّها الإخلاص لله تعالى فيها، فعدم الإخلاص يُبطلها ويُحبط أجرها، والبعض يتصدق قاصداً للرياء والسُّمعة، والمباهاة والتفاخر، فهذا يُعاقب بأشد العقوبة يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ... فيقولُ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ... فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ. وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ. وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ» صحيح - رواه الترمذي.

ومن آداب الصدقة المفروضة:
تقديمُها على الصدقة المستحبة، وعدم تأخيرها عن وقتها، فإذا وجبت عليه زكاةٌ في ماله، أو زرعه، أو تجارته؛ وجب عليه أن يُخرجها في وقتها، وهي من أركان الإسلام، وأحبُّ ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى أداءُ الفرائض، فلا يؤخرها لغير عذر؛ لكي لا يتعرض لسخط الله تعالى.

ومن الآداب: عدم إبطال الصدقة بالمَنِّ والأذى،
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [البقرة: 264]. بل يرى أنَّ المِنَّة لله تعالى أولاً، إذْ أعطاه المالَ، وأنعم عليه، وخلَّصه من شُحِّ النفس، ثم إنَّ المؤمن العاقل؛ يرى أن المحتاج هو صاحب المِنة عليه، إذْ قَبِلَ منه صدقته، وأتاح له فرصة اكتساب الأجر والثواب من الله تعالى، وكان بعض الصالحين يقول: (واللهِ، إني لأرى الفقيرَ صاحب مِنةٍ عليَّ، ولولا أن الله عز وجل جعله يقبل صدقتي؛ لَحُرِمت الأجر والثواب من الله تعالى).

وعلى المُتصدِّق أن يُسِرَّ بصدقته ما استطاع، إلاَّ إذا كان في إعلانها مصلحة راجحة،
قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم - أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاَّ ظله: «رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا؛ حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» رواه البخاري ومسلم.

ومن الآداب: أن تكون الصدقة من كسب طيب،
أي: من مال حلال؛ فإن ذلك سبب في قبولها، ونماءِ أجرها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ - وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ؛ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ» رواه مسلم.

ومن الآداب: أن يتحرَّى بصدقته المحتاجين حقًّا، ولا يُعطيها لِمَنْ لا يعرف،
فالزكاة الواجبة لا تصح إلاَّ لأهلها، وقد بيَّن الله تعالى أصناف المستحقين للزكاة: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].

ومن آداب الصدقة: تقديم ذوي الرحم
إن كانوا من ذوي الحاجة، ولا يوجد مَنْ يصلهم بالمال، فحقُّهم أعظم من حق غيرهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» صحيح - رواه الترمذي والنسائي. وكلما زادت درجة القرابة؛ كلما زاد أجر المتصدق على صدقته.

ومن آداب الصدقة: عدم الرجوع فيها،
فلا يجوز استردادها مِمَّنْ أخذها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ؛ كَمَثَلِ الْكَلْبِ، يَقِيءُ ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْأَهُ».

ومن الآداب: أن يُقدِّم الجيد من المال في الصدقة، ولا يُقدِّم الرديء من الطعام، أو الخبيث من المال في الصدقة،
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: 267]. وإن استطاع أن يتصدق بشيء مما يحبه؛ من مالٍ، وطعام، ولباس، ونحوه، فله أعظم الأجر من الله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].

ومن الآداب: أن يرى المُتصدِّقُ - حال صدقته - نِعمةَ الله عليه؛
إذ أغناه، ولم يحوجه إلى أخذ الصدقة؛ بل جعل يدَه هي العليا، وجعله هو المعطي، لا الآخذ، وهي نعمة عظيمة تستوجب الاجتهادَ في شكرها بطاعة الله تعالى، والإكثارَ من الصدقة، والعطف على الفقراء والمساكين، وذوي الحاجات.

ومن آداب الصدقة: أن يُخرج المال طيِّبةً به نفسه،
فلا يكون كارهاً لذلك، فمن صفات المنافقين أنهم: ﴿ لا يُنفِقُونَ إِلاَّ َوَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54]. وأما المؤمنون فقد أثنى الله عز وجل عليهم بأن أعينهم تفيض دمعاً؛ حَزَناً ألاَّ يجدوا ما يُنفقون ﴿ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92].

ومن آداب الصدقة: أن تكون في وقت السعة، والصحة والعافية، والشباب، والحاجة، والخوف من الفقر،
فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ؛ قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ» رواه البخاري ومسلم.


رابط الموضوع: الصدقة فضائل وآداب (خطبة)

ارجو تقبل مروري
ولي عودة للاتمام الباقي ان شاء الله
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم الطيب
في امان الله وحفظه
 
الصدقة.. فضائلها وأنواعها
الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة».

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الله تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} [سورة إبراهيم: 31].
ويقول جل وعلا: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ...} [سورة البقرة: 195].
وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم} [سورة البقرة: 254].
وقال سبحانه: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [سورة البقرة: 267].
وقال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة التغابن: 16].

ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [في الصحيحين].
والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: "ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم" [صحيح الترغيب].

فضائل وفوائد الصدقة:
أولًا: أنّها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى» [صحيح الترغيب].

ثانيًا: أنّها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار» [صحيح الترغيب].

ثالثًا: أنّها وقاية من النار
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا النّار، ولو بشق تمرة».

رابعًا: أنّ المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة
كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس». قال يزيد: "فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة"، قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» [في الصحيحين].

خامسًا: أنّ في الصدقة دواء للأمراض البدنية
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة».
يقول ابن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ". [صحيح الترغيب].

سادسًا: إنّ فيها دواء للأمراض القلبية
كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: «إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم» [رواه أحمد].

سابعًا: أنّ الله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء
كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: "وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم". [صحيح الجامع]
فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإنّ الله تعالى يدفع بها أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند النّاس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنّهم قد جربوه.

ثامنًا: أنّ العبد إنّما يصل حقيقة البر بالصدقة
كما جاء في قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92].

تاسعًا: أنّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك
وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا» [في الصحيحين].

عاشرًا: أنّ صاحب الصدقة يبارك له في ماله
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «ما نقصت صدقة من مال» [في صحيح مسلم].

الحادي عشر: أنّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاّ ما تصدق به
كما في قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ} [سورة البقرة: 272].
ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلاّ كتفها. قال: «بقي كلها غير كتفها» [في صحيح مسلم].

الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره
كما في قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [سورة الحديد: 18].
وقوله سبحانه: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة البقرة: 245].

الثالث عشر: أنّ صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان». قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم» [في الصحيحين].

الرابع عشر: أنّها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاّ أوجب ذلك لصاحبه الجنة
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟». قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضا؟». قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعت في امرىء إلاّ دخل الجنة» [رواه مسلم].

الخامس عشر: أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع. [في الصحيحين] "
فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلاّ هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقيا بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [سورة الحشر: 9].

السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًا فهذا بأفضل المنازل..».

السابع عشر: أنَّ النبَّي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به،
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلاّ في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل والنهار»، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله
يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ} [سورة التوبة: 111].

التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة برهان» [رواه مسلم].

العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة
فقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يوصي التَّجار بقوله: «يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة» [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].

أفضل الصدقات:
الأول: الصدقة الخفية؛
لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ} [سورة البقرة: 271]، "
فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى النّاس أنّ يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من النّاس. وكان إخفاؤها للفقير خيرا من إظهارها بين النّاس، ومن هذا مدح النبي صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيرا للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته". [طريق الهجرتين].

الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة
أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا» [في الصحيحين].

الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب
كما في قوله عز وجل: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ} [سورة البقرة: 219]،
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا صدقة إلاّ عن ظهر غنى... »، وفي رواية: «وخير الصدقة ظهر غنى» [كلا الروايتين في البخاري].

الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول» [رواه أبو داود]،
وقال صلى الله عليه وسلم: «سبق درهم مائة ألف درهم»، قالوا: وكيف؟! قال: «كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها» [رواه النسائي، صحيح الجامع]،
قال البغوي رحمه الله: "والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتا لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على النّاس، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أمّا من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفا بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [سورة الحشر: 9] وهي الحاجة والفقر". [شرح السنة].

الخامسة: الإنفاق على الأولاد
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة» [في الصحيحين،
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينا، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك» [رواه مسلم].

السادسة: الصدقة على القريب،
كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: "فلما أنزلت هذه الآية: {لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه {لن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} إن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنّها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين». فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه". [في الصحيحين].
وقال صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة» [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]،
وأخصُّ الأقارب ـ بعد من تلزمه نفقتهم ـ اثنان:
الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: {فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ * وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ * أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ} [سورة البلد:11-16]. والمسبغة: الجوع والشِّدة.
الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].

السابعة: الصَّدقة على الجار؛
فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ} [سورة النساء: 36] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بقوله: «وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها» [رواه مسلم].

الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل» [رواه مسلم].

التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهادا للكفار أو المنافقين،
فإنّه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: {انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة التوبة:41]،
وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق {إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [سورة الحجرات: 15]،
وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله: {لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ} [سورة التوبة: 89،88]،
ويقول عليه الصلاة والسلام: «أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله» [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]،
وقال صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا» [في الصحيحين]،
ولكن ليُعلم أنّ أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيرا ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [سورة الحديد: 11،10].

"إنّ الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجردا كاملا لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعوانا إلاّ ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين". [في ظلال القرآن].

العاشرة: الصدقة الجارية:
وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم].

وإليك بعضا من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:
مجالات الصدقة الجارية:

1- سقي الماء وحفر الآبار؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء» [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].

2- إطعام الطعام؛
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [في الصحيحين].

3- بناء المساجد؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتا في الجنة» [في الصحيحين]،
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة» [صحيح الترغيب].

4- الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته» [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب].

ولتعلم أخي أنّ الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة". [في الصحيحين]،
وكذلك الصدقة في أيّام العشر من ذي الحجة، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيّام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء» [رواه البخاري]،
وقد علمت أنّ الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.

ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون النّاس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [سورة البلد: 11-14].

فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عونا له على طاعة الله «فنعم المال الصالح للمرء الصالح» [رواه البخاري].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


رابط المادة: الصدقة.. فضائلها وأنواعها - دار القاسم - طريق الإسلام
 
وكثير من الناس يتصدق وينفق ماله إنطلاقا من الفضل والأجر وليست المشكلة في هذه فالناس في الجملة والحمد لله لا يخفى عليهم فضل الصدقة وثوابها وإن كانوا يحتاجون للتذكير في المناسبات المهمة لكن المشكلة تكمن في الممارسات الخاطئة في هذا الباب وهي كثيرة الوقوع وقد يخفى بعضها على الناس مع الجهل وقلة الورع والبعد عن اتباع الشرع وغلبة العادة وغير ذلك من الأسباب التي توقع المتصدق في المخالفات مما قد ينقص ثواب صدقته في بعض الأحيان ويفسدها بالكلية والعياذ بالله في أحيان أخرى.

وبيان هذه الممارسات الخاطئة:
1- أن يرائي المتصدق في صدقته ويقصد بها السمعة والثناء الحسن
وهذا في الغالب مخفي لا يطلع عليه أحد لكن هناك أمارات وقرائن قد تدل على أن المتصدق في قلبه مرض فمثلا إذا أراد أن ينفق في مشروع أقام مؤتمر صحفي ودعاية لعمله. وبعضهم لا يفعل أي مشروع خيري إلا يعلن عنه في الصحف ويسمع به كل أحد أما المشاريع التي لا يطلع عليها أحد لا يشارك فيها أبدا.
وبعضهم تجده من أكرم الناس في لقاءات قومه ومجامع الناس ولكن إذا قصده فقير أو احتاجه قريب له في السر امتنع من العطاء. والرياء يبطل ثواب الصدقة. قال تعالى: (كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
أما إذا اقتضت المصلحة الجهر بالصدقة وترتب على جهره آثار حسنة كالإقتداء به أو إبلاغ الناس بأهمية المشروع أو إخبارهم بمأساة طائفة أو نحو ذلك من المصالح فلا حرج عليه في ذلك وليس ذلك من الرياء لأن قصده حسن رخص به الشرع.

2- ومن الممارسات الخاطئة أن بعض الناس ينفق في مجال معين ليتوصل بذلك إلى منصب أو مركز أو رئاسة
ولا يمكن أن يساهم في عمل أو مجال آخر لا يحقق له مصالح فهذا قد تعجل ثوابه في الدنيا وقد يحصل له وقد لا يحصل له. قال تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).

3- ومن الممارسات أيضا أن بعض الناس قد يتصدق على شخص أو أسرة أو قبيلة لينال من وراء ذلك منفعة معينة
فالناس غالبا عبيد لمن أحسن إليهم ويكون هذا المتصدق قاصدا لذلك. فهذا إن كانت المنفعة التي يروم الوصول إليها محرمة كالزنا والرشوة فهو آثم في تصرفه وإن كانت المنفعة مباحة كزواج وبيع وتبادل مصالح فعمله مباح لكن لا ثواب له في الآخرة لأنه فعل ذلك لأجل الحصول على عرض من الدنيا لم يقرض الله قرضا حسنا.
لكن لو كان قصده لله ثم عرض عليه قصد دنيوي فشرك في نيته فهذا صدقته لا تبطل لكن ينقص من ثوابها لأنه لم يخلصها لله.

4- والأخطر من ذلك أن يحابي في زكاته فلا يتحرى المستحق فيها
فيبذلها لقريبه غير المستحق لها لينال ثنائهم ورضاهم أو يبذلها في أناس يرجو منهم منفعة ومصلحة والعياذ بالله. أو يكون له دين على فقير فيسقط الزكاة منه فهذا آثم في تصرفه والزكاة لم تسقط عنه وذمته لم تبرأ بذلك.

5- ومن الممارسات الشائعة أن يمن المتصدق على من أعطاه بإظهار المنة عليه
كأن يعدد له مواقفه أعطيتك وأعطيتك وهكذا. وسواء كان هذا التصرف منه في مجلس خاص أو عام.
وتعظم المنة إذا أشاع ذلك وأخبر الناس بفعله.
والمنة تبطل الصدقة لأنه لم يقصد بذلك ثواب الله وإنما الانتصار لنفسه. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى).
ولقد كثرت المنة في هذا الزمن لضعف الوازع الديني والله المستعان.

6- ومنها أيضا أن يؤذي المنفق الفقير بأي لفظ أو تصرف
مما يهين كرامة هذا الانسان الحر الذي قد يكون أكرم عند الله منه وأحسن رجولة منه لكن نزلت به مصائب الزمان وضاقت عليه الأحوال.
فيأتي هذا الغني فيهين كرامته ويشعره بالحرج والضيق فيقول له إلى متى تأخذ مني أو آخر مرة أعطيك أو أنت ما تشبع ونحوه أو بالفعل كأن يشير إليه بلسانه أو عينه أو هيئته.
فهذا يبطل صدقته أيضا لقوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ).
قال ابن زيد: (لئن ظننت أن سلامك يثقل على من أنفقت عليه تريد وجه الله فلا تسلم عليه).
أما إذا تباحث معه برفق وأدب ومراعاة لمشاعره في إصلاح حاله وفعل الأنسب له فلا حرج في ذلك لأنه يريد الإصلاح بذلك لا يقصد الإساءة إليه.

7- ومن الممارسات الخاطئة أنه إذا تصدق الغني على إنسان أو أحسن إليه بوجه من الوجوه قصد منه الثناء والمدح والمكافئة
وكانت نيته منطوية على هذا المقصد وقلبه متشوف له فإذا جفاه هذا الإنسان أو ابتعد عنه لظرف من الظروف غضب لذلك وعاتبه بشدة وعاداه وعامله معاملة الدائن لغريمه
وهذه نية خطيرة وعمل محرم لأن الواجب عليه حينما تصدق أن تكون نيته لله لا يرجوا جزاء ولا شكورا من أحد.
قال تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
قال القرطبي: (ومتى أنفق ليريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه فهذا لم يرد وجه الله فهذا إذا أخلف ظنه فيه من بإنفاقه وآذى).
وكذلك من اشترط من الفقير عند إعطائه الدعاء له فهذا طلب شيئا من المعاوضة ولم يخلص لله والواجب عليه أن يتجرد قصده لله ولا يلتفت قلبه إلى نفع مخلوق وهذا مسلك دقيق قل من يفطن له من المتصدقين.

8- ومن الممارسات المؤلمة في هذا الباب أن تجد المتصدق كثير الإنفاق والعطاء لماله في وجوه الخير في الوقت الذي هو مقصر جدا في الإنفاق على أهل بيته من زوجة وولد في النفقة الواجبة
فتجد مسكنهم قديم متهالك وأثاثهم يرثى له وملابسهم رثة فهو بخيل في نفقتهم مقتر عليهم.
أو تجد ولده المتزوج الخارج من البيت وظيفته متواضعة وحالته صعبة فلا يقدم له مساعدة على ظروف الحياة الصعبة.
أو تجد ابن أخيه وأقاربه الأقربين فقراء وفي شدة عيش وربما سألوا الناس فلا يمد لهم يد المساعدة مع كونه كريما في الإنفاق على الغرباء الأباعد.
وهذا من قلة البصيرة وضعف الفقه لروح الشريعة وغلبة العوائد البالية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك‏). رواه مسلم.

9- ومن الممارسات المؤلمة التي تدل على قلة اليقين أن يكون للإنسان عادة حسنة في الإنفاق على أسرة أو شخص منذ مدة طويلة ثم يكون بينه وبينهم خصومة أو موقف شخصي فيوسوس له الشيطان وينتصر لنفسه ويقطع هذا الخير عنهم ويحرم نفسه من الثواب الذي قد يكون سببا لمغفرة ذنبه ودخوله الجنة.
وهذا التصرف خاطئ لأنه ناشئ عن قلة الإخلاص وحظوظ النفس.
ولما كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق على مسطح بن أثاثة فآذاه في ابنته وشارك في قصة الإفك فغضب أبوبكر وحلف أن يقطع النفقة عنه فأنزل الله تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
فقال أبوبكر: (بلى والله إنا نحب أن تغفر لنا يا ربنا ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة).

10- ومن الممارسات الخاطئة أن تجد بعض الأغنياء يتصرفون في زكواتهم بمجرد التشهي والرأي المرتجل
دون النظر إلى الأصلح شرعا واتباع الشروط والضوابط التي تتبع في توزيع الزكاة والرجوع إلى العلماء العارفين لأحكام الزكاة والتطوع.
فتجده يختار المشروع ويحدد المستحقين ويلزمهم بأمور وغير ذلك كأنه يتصرف بماله الخاص في شركته وتجارته.
والمشروع للتجار مشاورة الفقهاء في المشاريع النافعة ومصالح الأمة المتجددة وتعيين المستحقين وغيره من تفاصيل الصدقات والزكوات والوصايا.

11- ومن الممارسات الخاطئة في هذا الباب أن تجد بعض المتصدقين يشترط شروطا صعبة وصفات عسيرة فيمن يعطى الصدقة يندر وجودها في واقع الناس
فيشق ذلك على من وكله في قسمة الصدقة من المؤسسات الخيرية والمتطوعين ويوقعهم في حرج شديد ويستفرغ منهم وقتا طويلا في البحث عمن تتحقق فيه هذه الصفات.
وهذا التصرف فيه تكلف ظاهر واعتداء في الصدقة وقلة فقه وتشديد لم يرد في الشرع ومن شدد شدد الله عليه.
وإنما يشرع للمتصدق أن يعتني بتحقيق شرط الاستحقاق من فقر ومسكنة ولا حرج عليه في اشتراط أوصافا عامة معتبرة في الشرع يسهل تحققها كأن يكون الفقير معاقا أو مريضا أو يتيما أو منقطعا للعلم ونحو ذلك مما يقتضي التخصيص لفضله أو قلة العناية به أو شدة الحاجة إليه.
وينبغي للمتصدق أن يراعي أحوال الناس وما يطرأ عليهم من النوازل فيتوخى في صدقته تلكم الأحوال فيسد خلتهم ويقضي حوائجهم ويرفع الضر عنهم وهذا من الفقه العظيم الذي يخفى على كثير من المتصدقين.

والمتأمل في أحوال الناس اليوم يجد أن كثيرا من الناس واقعين في شيء من هذه الممارسات الخاطئة خاصة بعض الأغنياء الذين يكثرون من المن على الفقراء حتى في الصدقة الواجبة والله المستعان.

إن أعظم شرط وركيزة في هذه العبادة العظيمة أن يخرج المرء ماله خالصا لوجه الله والدار الآخرة لا يخطر بباله أبدا شيء من عرض الدنيا من سمعة أو منصب أو جاه أو منفعة ولا ينتظر جزاء أو مكافأة من الآخرين على عمله. كما جاء في الصحيحين من حديث سعد: (وانك لن تنفق تبغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك‏).‏
وقال القرطبي: (وإنما على المرء أن يريد وجه الله تعالى وثوابه بإنفاقه على المنفق عليه ولا يرجو منه شيئا ولا ينظر من أحواله في حال سوى أن يراعي استحقاقه).
وكل قول أو فعل أو تصرف ينافي هذا الشرط أو يضعفه يجعل هذه الصدقة تخرج من مسارها الشرعي إلى عمل إنساني حاله كحال تصرفات غير المسلمين التي يثاب عليها في الدنيا فقط.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى به). رواه مسلم.

إن أعظم ما يعين المرء الصالح على التخلص من تلكم الممارسات الخاطئة في باب الصدقة أن يستحضر أن هذا المال الذي في يده مال الله حقيقة وهبه الله له ليمتحنه ويختبره فيه وأن بذله إياه للفقير عبادة يتقرب بها لله ويحقق مصلحته في الدرجة الأولى من نيل رضا الله والعتق من ناره والفوز بجنته ولذلك ثبت في الصحيح: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
وأما نفع الفقير فهذا أمر تابع ليس المقصد الأكبر في هذه العبادة الجليلة وأن يوقن أن المنة والفضل والعطية لله وحده ليس له شيء من ذلك إلا أن الله وفقه واستعمله في الخير. وأن الله الذي منحه قادر في لحظة على أن يسلبه هذه النعمة ويجرده منها.

فأسأل الله أن يفتح علينا في بصائرنا ويرزقنا الشكر في السراء والصبر في الضراء وأن يملأ قلوبنا زهدا ويقينا وحكمة ويجرد نفوسنا من حظوظها ونزغات الشيطان وفتنة الدنيا.

المصدر: ããÇÑÓÇÊ ÎÇØÆÉ Ýí ÈÐá ÇáÕÏÞÉ
 
كل الشكر لكي شيماء
اضافتك قيمة جدا
من طولها لم اتمم قراءتها
انار الله طريقك وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك

لا تحرمينا من ردودك الطيبة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top