حرف الألف
أريدها راية خفاقة يدها ** فوق الجميع ولم نشرك به أحدا
أريدها العلم والأخلاق ما بقيت ** أريدها العزم والإيمان متقدا
أريدها المغرب الأقصى إلى عدن ** أعز ضادي بها والخالق الصمدا
أسائل عنه الغيب حتى وجدته ** سنا رحمة من غيهب الشرك قد بدا
أرض البطولة في ساحاتها شمخت ** مختالة وازدهى عز وتخليد
أمسي وأصبح والذكرى مجددة ** محمولة في طوايا النفس للأبد
أيفرح الشيخ في سهل وفي جبل ** ويسلب القدس بالتلمود رعديد
أم يوم يافا والعدو يدكها ** أم يوم سلمة والمنايا سود
القدس يا بغداد نادت كابلا ** فلتسرجي في خيل الخلافة من جديد
إذا استباح عدو الله ساحتهم ** كان الملاذ لهم شجب وتنديد
أم رملة الصيد الكرام أمية ** هتكت ولم يحفظ حماها صيد
إخواننا في كل خطم داهم ** ما بيننا في النائبات حدود
أسديتم فوق التي تبغي العلا ** وبذلتم ما يرتضيه الجود
إذا تليت آياته خشعوا تقى ** وخروا لها من روعة الذكر سجدا
أحييك يا ذا العيد عيد محمد ** وما أنت إلا بلبل فيك قد شدا
أخي جاوز الظالمون المدى ** فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة ** مجد الأبوة والسؤددا
أخي أيها العربي الأبي ** أرى اليوم موعدنا لا الغدا
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر ** فتجارة الأوطان من كبري الكبائر
أخي أقبل الشرق في أمة ** ترد الضلال وتحي الهدى
أخي إن في القدس أختا لنا ** أعد لها الذابحون المدى
إلى النور فالنور عذب جميل ** إلى النور فالنور ظل الإله
أتاك الورد محبوبا مصونا ** كمعشوق تكنفه الصدود
أما رأيت ليوث الحي قد برزوا ** حمر المناصل فوق الضمر القود
حرف الباء
بلا فلسطين لا عرس ولا عيد ** بحت على فم قيثارى الأناشيد
بالنصر ترجى عزة وكرامة ** بالدين والإسلام سوف نعود
بنوه فروع زاكيات كأصلها ** وهل عذبات الرند إلا من الرند
بسم الثغر في محيا الوادي ** لك يا ابن الأعز الأجواد
بالعلم ساد الناس في عصرهم ** واخترقوا السبع الطباق الشداد
باكيا شجوه ترن قوافيه ** رنين النبال في الأكباد
بت قريرا بأن ذكراك فينا ** أجدر الذكريات بالإخلاد
بغداد حاشا في الحوادث تنثني ** أبدا وحاشا في الشدائد أن تبيد
بثلاث عشرة من سنين الصبر ** فانهارت حبال العتيد واشتد الصمود
بل أين سعد القادسية كلما ** زحف العدو يلوح بالسيف العنيد
بغداد جاءك كل رواد الخنا ** بوش، بلير، والحقير الرامس فليد
بغداد أول من ترى شمس الصباح ** وأول العربان بدءا بالسجود
بغداد حجاج على أعدائها ** ولأهلها البصير والداعي سعيد
بغداد تبسم رغم كيد عدوها ** شأن الحرائر حين تنظر للعبيد
بغداد من قلب مليء بالأسى ** أهدي إليك الأمنيات مع القصيد
بلادي من أنادي لست أدري ** كأن الكائنات لن أعادي
بيضاء قد لبس الأديم بها ** ءالحسن فهو لجلدها جلد
بياض في جوانبه احمرار ** كما احمرت من الخجل الخدود
حرف التاء
تشكو إلى الله ما تلقاه واندفعت ** تجلو العناء بعزم غير مردود
تقضي النهار بأتراح مبرحة ** و تقطع الليل في هم وتسهيد
تصافحوا بالأيادي والقلوب معا ** إخوان هم وعزم غير مجحود
توارثوه فما ينفك ميزته ** منذ التمائم فانظر أي مولود
تتزاحم الأجيال دايمة ** الخطى حول اللحود
تعبت لكنني ما زلت في تعبي ** أشكو إلى الله لا أشكو لأحد
تلك الرمال بجانبيك بقية ** من نعمة وسماحة ورماد
ترتد بي شوقا إلى وطني ** وتهيم بي للساحل الغردي
تأمل فإن نظام الحياة ** نظام دقيق بديع فريد
تظلهم في العراء الخيام ** وقد أخلدوا في هدوء بليد
تاج أحرارها غلاما وكهلا ** راعها أن تراه في الأصفاد
تلك البقية من شعبي ومن وطني ** ما بين باك ومطرود ومرتعد
ترى الدولار يخفضهم ويعلي ** على قدر المواقف والوعود
حرف الثاء
ثار الرصاص وجن مقتحم الوغى ** وصدى المدافع صيحة ووعيد
ثوروا لقهر الضعف فينا ** ثوروا لنبض الضعف والتشريد
ثوب جديد وألعاب وتعييد ** قد أقبل العيد ما أبهاه من عيد
ثار الكماة وصاحت حناجره ** الله أكبر صوت فيه تخليد
ثم كان الفراق ما من رجاء ** بعده للقاء قبل الميعاد
ثلة ثارت في وجه غاصبها ** في الصدر شوق وفي الأنفاس تنهيد
ثبت الفؤاد على عز ومكرمة وجدت ** بالنفس ما أسماه من جود
حرف الجيم
جاء يسعى إلى الصلاة بوجه ** يخجل البدر في ليالي السعود
جاء في نوبة الزمان إلى الشرق ** وفي طالع أغر سعيد
جر البلاء وأسباب البلاء إلى ** أرض مباركة الأمصار والبيد
جادوا بأيام الشباب وأوشكوا ** يتجاوزون إلى الحياة الجودا
جفت ينابيع المشاعر في الورى ** ما في الحناجر إلا الشجب والتنديب
جاءوا بعربات الصفائح ليسرقوا ** أحلامهم... فاستقبلوهم بالحديد
جاء شجوي من حيث كان سروري ** كيف بدلت قربة ببعاد
جيش خضم صبور طيع شكس ** ناهيك بالجيش إذ يحدوه معتقد
جرح يسيل ولوعة لا تنطفئ ** وجوى على مر الزمان حديد
جثمانه للطير أصبح مطعما ** أو للسباع ولا يعاب شهيد
جميع الناس في البلوى سواء ** بأدنى الثغر أو أعلى الصعيد
حرف الحاء
حيي الشباب وقل سلاما ** إنكم أمل الغد
حرية الإنسان بالدم ** تشترى لا بالوعود
حتى المصاحف والمساجد ونست ** لم يحملها التنديد والتهديد
حيفا ولا أدري يروعك يومها ** أم يوم عكا الأسود المنكود
حتى الحناجر قطعت أونارها ** إن تجترئ لفت بحبل من مسد
حتى أتى القدر العجيب وهاهنا ** دعني فلا أبدي الأسى وأعيد
حاضر الذهن ما دعا الوحي لبى ** من سماء الحجى بمعنى جديد
حبيبي ليتك ترجع ** خليلي ليتك تسمع
حذار حذار من ابن اليهود ** فإنه دائما لا يفي الوعود
حرف الخاء
خجل الشباب من المشيب ** بل السنون من العقود
خير سيبقى وإن طال الزمان به ** والشر أخبث ما أوعيت من زاد
خلق ليس في الضعاف وما يحمل ** أعباءه سوى الأجلاد
خلق عز في الجماعات من فرط ** تكاليفه وفي الآحاد
خرجوا ودخان الهشيم يسوقهم ** طيراتهم تهوي الهبوط بلا صعود
خطب هذا الهمام خطب عميم ** عظم الله فيه أجر العباد
خانوا العهود مع الإله وكذبوا ** رسلا وهم عند الحروب شهود
حرف الدال
دون البلاد وتهويد البلاد كما ** يرون عزم أباة غير مردود
دار التي شيدتها هرما ** في ساحة التاريخ للأبد(والشمس)
دار التي خففت مآذنها ** بالحب والتكبير والجلد(والجرس)
دمنا الفلسطيني يعرفه الثرى ** في خان يونس في جنين وفي صفد(رفح)
دم الخليل بوده ** ما كل يوم ما يدوم
دنيا معاش للورى ** حتى إذا جاء الربيع فإنما هي منظر
دقات قلب المرء قائلة له ** إن الحياة دقائق وثوان
دائب السعي والصرى ** يذرع السهل والحزن
دنوت عيشة التوديع مني ** ولي عينان بالدم تجريان
دع البساتين من آس وتفاح ** كأنها دمعة في جفن سياح
دعيني ألهب الأموال حتى ** أعف الأكرمين عن اللئام
دار أذى لم يزل عليل ** يشكو أذاها إلى عليل
دع عنك رائعة الأغاني ** جفت على شفتي الأماني
حرف الذال
ذادوا وكم ذاق العدو بلاءهم ** مرا وحسبك بالليوث تذود
ذقنا الهوان المر في أصنافه ** إن الهوان على الرجاد شديد
ذلك الشعر من رقيق ومن جذل ** هو السحر في نظام فريد
ذودي عن البيت الحرام فإنهم ** عشقوا الهزيمة ليس منهم من يذود
ذاك عهد ذكراه في النفس أبقى ** من سواها في ذكريات العهود
حرف الراء
روى منه دم غزير ** ولم يبخل بما فيه الوريد
رفعوا لك الريحان كاسمك شامخا ** إن التحية شيمة الأمجاد
رجل مات مخلفا منه جيلا ** رابط الجأش غير سهل المقاد
ردد الناس فيه بيتا قديما ** عاد وهو الخليق بالترديد
رسالة الله لو حلت على جبل ** لاندك منها وأضحى بطن أخدود
رب قول يخافت الصوت فيه ** واقع فوق موقع الإرعاد
رب رأي نال ما لم ينله ** بطش غاز بعسكر وعتاد
روحي ولا تأسي على حالتي ** وانسي مواثيقي خوني العهود
رفيع في مكارمه ** سيرفع راية العرب
ريم على القاع بين البان والعلم ** أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
حرف الزاي
زحمت به في حلبة الشعر فارسا ** يغبر فرسان القريض إذا عدا
زاد التأهب للغمار عفافها ** وبغير ذاك القيد لم تتقيد
زحل أشرف الكواكب دار ** من لقاء الردى على ميعاد
زار الفرزدق أهل الحجاز ** فلم يحظ فيهم ولم يحمد
زد من ثباتك واصمد في مناكبها ** فالأرض أرضك والثرى والبيد
زمان الأنس لا تبخل علينا ** وهات اللحن وارقص في يدينا
زمان الأنس ما أحلى الليالي ** إذا ضحكت ولم تبخل علينا
حرف السين
سرور العيد قد عم النواحي ** وحزني في ازدياد لا يبيد
سألت الندى والجود حران أنتما ** فقالا يقينا إننا لعبيد
سألت الندى هل أنت حر فقال لا ** بل إنني عبد ليحيى بن خالد
سفكوا الدماء وقطعوا أرحامنا ** أو عذبوا حيث التعذيب يبيد
ستبقى بيننا علما ورمزا ** تنكس من مهابته بنود
سعد الذي سمع الفرات نداءه ** فأناخ الفرسان ظهرا لا تميد
سيجرعون الكأس ملء بطونهم ** حتى إذا امتلأت أتينا بالمزيد
سألهب الأرض علي لا أدري أحدا ** إلا ابن يعرب يمشي فوقها أسدا
سيحملهم إلى موت صبي ** له في الأرض ميراث الجدود
سأحمل روحي على راحتي ** وألقي بها في مهاوي الردى
ساروا وهم يتلمسون رسومهم ** يتعثرون ورشدهم مفقود
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
سرقتك في وضح النهار ** يد تطالب بالشهود
ستعود جوهرتي التي ** سرقت إلى العقد النضيد
حرف الشين
شادوا لذكرك بعد طول خموله ** واستنقذوك من الحضيض الأوهد
شاد المهلب ما بنى آباؤه ** وأتى ما بناه فشادوا
شديد عليها أن يزول بناتها ** ولم تتمكن من أسها والقواعد
شيمة لا يطيق كلفتها غير ** أولي العزم والحماة الجعاد
شاعر ينظم القلائد من در ** يتيم ومن جمان نضيد
شوقي نزيل بكل قلب ** في صورة ما بها جمود
شدي حزام النسف وامضي للفدا ** والله يا بغداد يفعل ما يريد
شهدت بأنك حق أحد ** وحكمك عدل وأنت الصمد
حرف الصاد
صبرنا على غيظهم قادرين ** وكنا لهم قدرا مرصدا
صوت المؤذن ما أحلاك في وطني ** مع التواصل إيمان وتوطيد
صحت عزائمكم على ** دفع الأثيم المعتد
صنعوا جبال الثلج من أوهامهم ** فتفجر البركان وانقشع الجليد
صبي الدماء على الدماء وزمجري ** ما عاش في غاب الحياة سوى الأسود
صبوا على المحتل نار جهنم ** واستأصلوا الطاغوت والجلادا
صادق وللزمان غير ذميم ** صدقه وللزمان غير حميد
صادق الوعد صدق حر ولكن ** قد يرى وهو مخلف الميعاد
صديقي من يقاسمني همومي ** ويرمي بالعداوة من رقاني
حرف الضاد
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ** خليفة الله بين الماء والعود
ضربوا عليك حصارهم فتحاصروا ** وإذا بهم "بغرورهم" رهن القيود
ضحكت لي الدنيا فوا ** فرحي بمقدمك السعيد
ضاقت بي الأرض الفسيحة كلها ** لما أتاني الخطب يا بغداد
ضاعت بلادي واستحل بنو العدا ** أرضي وقالوا موطن الأجداد
حرف الطاء
طار الكروز لكي يفجر خيمة ** أو منزلا فأطاح بالخل الودود
طفح الكيل فالتصبر كفر ** وطما السيل فوق هام النجود
طرف أضر بجفنه التسهيد ** وحشا تعاني قرحة وتبيد
طلعنا عليهم طلوع المنون ** فطاروا هباء وصاروا سدى
طال التقاعس والأعوام عاجلة ** والعام ليس إذا ولى بمردود
طويل نجاد السيف يبعث همه ** نيام القطى بالليل في كل مهجد
طائل النجم لا تسل ** عن غثاء وعن زبد
حرف الظاء
ظنوا سيلقون البلاد مضافة ** فإذا بأشواك لها لون الورود
ظنوا سيحترق الجليد بنارهم ** فإذا بريح الحق تجتاح النجود
ظن الجليد بأن الوعد أرجعهم ** إلى عهد يوشع أم أيام داود
ظبيات في نمرق رائعات ** ورياض نضر من السجاد
ظننت أن النوى تخفف من ** وجدي قليلا فزاد ما أجد
ظنوا ابتلاعك لقمة ** ستساغ يوما بالجحود
حرف العين
عبروه ما ابتلت سنابك خيلهم ** إلا لغسل غبار أحذية الجنود
عياش يا بغداد أفنى عمره ** كي يرتوي من دم أبناء القرود
عادوا يحوكون العداء لأمة ** حدبت عليهم وللزمان حميد
عتبي على النشء الجديد ** فهل يعي النشء الجديد
عاشوا على ترف الرشيد ** وليس منهم من رشيد
عليك بالصدق ولو أنه ** أحرقك الصدق بنار الوعيد
عيد يلون صبحه دم الشهيد ** عيد وطوق الذل يلهب كل جيد
عيد يخيم في ثناياه الأسى ** والأنة الخرساء والحلم الشديد
عاثوا فسادا في البلاد وخربوا ** وعتوا كثيرا والقوي مريد
عد للنشيد ويا حناجر رددي ** في يوم ميلاد النبي محمد
عودوا إلي القسام يسلخ من ظلام ** الليل بالأكفان مجداً للأواخر
عودوا إلي المشلول ياسين العلا ** بحماسه دارت علي البغي الدوائر
عودوا إلي يـبـنـا إلي يافا إلي ** بيسان ترقب من يزف لها البشائر
حرف الغين
غادين للموت لا يلوون أو يصلوا ** إلى سبيل من العلياء محمود
غواص فكر في كل بحر ** يصيد للشعر ما يصيد
غير أن الإيمان كان حليفا ** لقلوب الطليعة الأمجاد
غذاها البيان العذب تهمي سحابة ** وتروي النهى أنهاره والسواعد
غدروك يا أبت وتلك سجية ** يزهو بها من أوجدوا الموسادا
غدت حليمة خيرها متدفق ** إذ أحضرتك إلى الجناء الأسعد
غير مجد في ملتي واعتقادي ** نوح باك ولا ترنم شاد
حرف الفاء
فلتشتري سيف ابن زيد والمثنى ** والمهلب أو عبادة أو يزيد
فتيان قومك كم خفوا لنائبة ** في كل يوم من الأيام مشهود
فمن جريح على الراحات مضجعة ** ومن شهيد بجوف القلب ملحود
فالله يشهد والتاريخ مقترب ** فيه الصحائف من بيض ومن سود
فالأرض يعفر بالقذائف وجهها ** والجو فيه لهو لها ترديد
فكفكفي الدمع من عينيك واطرحي ** عنك الأسى لتواسي قلب معمود
فإما حياة تسر الصديق ** وإما ممات يغيظ العدى
فلسطين يفدي حماك الشباب ** وجل الفدائي والمفتدى
فلسطين تحميك منا الصدور ** فإما الحياة وإما الردى
فجرد حسامك من غمده ** فليس له بعد أن يغمدا
ففتش على مهجة حرة ** أبت أن يمر عليها العدى
فالنصر يهدي للتقاة تفضلاً ** والله لا يعلي سنام النصر فاجر
حرف القاف
قالوا حقوق الناس غاية زحفنا ** ووصية الآباء ميراث الجدود
قيل الأساة فأين منهم بلسم ** يشفي وأين المنقذ الموعود
قد حازها أعداؤهم وتجردوا ** منها كما يتجرد العنقود
قد أقسمت هذه الأيادي وما كذبت ** بالشعب لم تنحرف عنه ولم تحد
قسما بقدسك بالدماء ** المهرقات على الوهاد
قد كان نجما في الدنى ثم ارتقى ** نحو العلى حرا يسابق للخلود
قد طال بين فشاخ الصبر في كبدي ** وهزني من أنين الوجد تجديد
قالوا حبست فقلت ليس بضائري ** سجن وأي مهند لا يغمد
قمر أطلع منه المغرب ** شقوة المضنى به وهو سعيد
قد تساوى محسن أو مذنب ** في هواه بين وعد ووعيد
قسما سيجمعنا الزمان ** ونلتقي في يوم عيد
قل للوزارة جاءك الزمن السعيد ** لما أطل على رباك أبو الوليد
حرف الكاف
كثرت حوادثهم وقال كبيرهم ** الأرض عوجاء وملآى بالسدود
كيما يعيشون تحت نعل عدوهم ** ولينعموا ذلا مع العمر المديد
كم من عليل قد تخطاه الردى ** فنجا ومات طبيبه والعود
كم كان وعدك يا بلفور مشأمة ** أعوذ بالله من شؤوم المواعيد
كم بت أرقب فيك هما ينجلي ** فإذا الرزايا والنحوس تزيد
كم مرضع ناءت بجمل رضيعها ** تسعى لتنجو والنجاء بعيد
كم يحزن الحران تبقى مصفدة ** وأن يضربها ذل وتقييد
كيف الشقيقات واشوقي لها مدنا ** كأنها قطع من جنة الخلد
كبر المؤمنون فيها لثأر ** قدسي وهللوا لجهاد
كأن بوجهه لما توافت ** نجوم في مطالعها سعود
حرف اللام
لتظل نخلات العراق عزيزة ** ترنو إلى أفق السماء ولا تحيد
لتمرغ الأوحال أنف ملوكنا ** إذ ليس يحشو رأسهم غير الصديد
لا تركني لمجالس مشبوهة ** إذ ليس في غير المدافع ما يفيد
لولاك لم تحل الحياة ** ولم يطب لي مورد
لا تطلبوا شهدا بجهد بعوضة ** والسم منها في الوريد شهيد
للحق جند وللفساد حشود ** والمجد رغم القهر سوف يعود
لم يرحم الضعفاء فينا إخوة ** أفهل يصون لنا الذمام يهود
حرف الميم
مدي وهدي واستعدي للوغى ** واستنفري طاقات أحفاد الوليد
ما أقرب العودة الكبرى وأروعها ** وفوق يافا لواء النصر معقود
مهد الطفولة والأحلام كل ضحى ** على مرابعها الغناء لي عيد
من عيشك المر يا أمي وهل سنة ** تمر من غير أن ننفى من البلد
من غير أن ينفعوا في القيد كل فم ** أبى يساوم في حق ومعتقد
مشى الطريق ولم يرهب وعورتها ** وليس غير أيادي الشعب من سند
مالي أرى قسمات الوجه شاحبة ** وقد علتها جروح البؤس والوهن
ما أنت إلا درة ** في عقد مغربي العتيد
ماذا تقول إذا رأت ** ولدا لها أم الشهيد
حرف النون
نزلت جنود الله فوق رؤوسهم ** ريح وأمطار وقصف من رعود
نار بنار والهلاك لمن بغى ** والفوز كل الفوز يكتب للشهيد
نعمة أصبغت عليه من الله ** وفضل من السميع الهادئ
نامي على أهداب عيني ** إن نبا بك مرقد
نبدتهم الدنيا فضل سبيلهم ** فيها فسار في الدجى وشريد
نزحوا وخلوا جازعين ديارهم ** ولهم هنالك مطرف وتليد
نجوت من النار لا تحسبي ** أني إلى النار يوما أعود
نظرت إليها واهية العرى ** فيا ليت شعري أي شأن لها غدا
نحن جند نحن قادة ** نحن طلاب الشهادة
نيران حقد في النفوس تأججت ** أطفأتها بقوام شرع الواحد
نبني فتهدمها الرياح ** فلا نضج ولا نثور
نعيش والآلات في حركاتهم ** نقطع آمالا وزهر شباب
حرف الهاء
هولاكو يمتشق الصليب ويرتدي ** زي الفراعن مثل عاد أو ثمود
هذي فلسطين قد جاشت بوادرها ** لما تلاقين من جور وتنكيد
هي معقل دك العدو حصونه ** غدرا وكان لغدره تنهيد
هرعوا لنصرتنا وآسوا جرحنا ** ليت الجراح أزالها التضميد
هذي فلسطين الشهيدة مزقت ** من بعد ما حز الوريد
هنا حطام هنا موت هنا غرق ** هنا الشفاه التي تدعو لثأر غد
هذي فلسطين في الأقياد قابعة ** ففيم يفخر جبار وصنديد
حرف الواو
وإذا بأرحام الخيام مليئة ** بأجنة هي في المعلمات الوقود
وزنود أبناء العراق عتية ** أعتى من الطوفان تلك هي الزنود
وكتائب القسام في الأقصى هنا ** والشوق يحدوها لتقتحم الحدود
وعد علينا أن نصون عهودنا ** والحر يا بغداد لا ينسى العهود
ولترتدي حلل السواد نساؤهم ** لتذوق من كأس المرارة كل عيد
ولترتدي تاج الوقار نساؤنا ** تلك الأولى ضحين بالغالي الوحيد
والحرب محرقة الرجولة دائما ** فرق كبير بين سعد أو سعود
والنصر يا بغداد صبر سويعة ** لتعود بغداد الخلافة والرشيد
وليعلمن بأنه ضحى بهم ** من كان يدفعهم إلى الموت الأكيد
وليطلبن رجوعهم لبلادهم ** وليرجعن على نعوش في البريد
ونادى الحمام وجن الحسام ** وشب الضرام بها موقدا
وقبل شهيد على أرضها ** دعا باسمها الله واستشهدا
وزير العز والحسب ** كريم الأصل والنسب
وليسوا بغير صليل السيوف ** يجيبون صوتا لنا أو صدى
وإني لمعط ما وجدت وقائل ** لموقد ناري ليلة الريح أوقد
وكأنها وسنى إذا نظرت ** أو مدنف لما يفق بعد
وإن تقدم ذو تقوى بصالحة ** قدمت بين يديه عبرة الندم
ويذوب إصرار الغزاة ** بعزمنا ذوب الجليد
وتردد الدنيا لعودة ** سبتتي أحلى قصيد
ويرفرف العلم المخضب ** في سمائك من جديد
حرف الياء
يمضي شهيدا من تهمم للفدا ** ويعيش ميتا من توهم بالخلود
يافا لقد جف دمعي فانتحبت دما ** متى أراك وهل في العمر من أمد
يا رسول الرشاد هاذي أغنينا ** تثير الأشجان في الأعياد
يا رسول الرشاد سال دم المجد ** على حرية الخطوب الشداد
يا من يهتفون بالأمجاد ويحكم ** أيرجع الحر للأوطان تمجيد
يا نازعين إلى عود وفي دمهم ** شوق إلى الوطن المسلوب موءود
يموت الحر فوق الخيل طعنا ** وفي اصطبلها يحيا العبيد
يا من على الجود صاغ الله راحته ** فليس يحسن غير البذل والجود
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا ** أسهرت مضناك في حفظ الهوى
يا لائمي في هواه والهوى قدر ** لو شقك الوجد لم تعذل ولم تلم
يا قدس مالي أرى في العين أسئلة ** على بحار من الأمواج تحملني
يا سبتتي رغم الأنوف ** ورغم عجرفة الحسود
يا قائما في داره قاعدا ** من غير معنى أو فائدة
أريدها راية خفاقة يدها ** فوق الجميع ولم نشرك به أحدا
أريدها العلم والأخلاق ما بقيت ** أريدها العزم والإيمان متقدا
أريدها المغرب الأقصى إلى عدن ** أعز ضادي بها والخالق الصمدا
أسائل عنه الغيب حتى وجدته ** سنا رحمة من غيهب الشرك قد بدا
أرض البطولة في ساحاتها شمخت ** مختالة وازدهى عز وتخليد
أمسي وأصبح والذكرى مجددة ** محمولة في طوايا النفس للأبد
أيفرح الشيخ في سهل وفي جبل ** ويسلب القدس بالتلمود رعديد
أم يوم يافا والعدو يدكها ** أم يوم سلمة والمنايا سود
القدس يا بغداد نادت كابلا ** فلتسرجي في خيل الخلافة من جديد
إذا استباح عدو الله ساحتهم ** كان الملاذ لهم شجب وتنديد
أم رملة الصيد الكرام أمية ** هتكت ولم يحفظ حماها صيد
إخواننا في كل خطم داهم ** ما بيننا في النائبات حدود
أسديتم فوق التي تبغي العلا ** وبذلتم ما يرتضيه الجود
إذا تليت آياته خشعوا تقى ** وخروا لها من روعة الذكر سجدا
أحييك يا ذا العيد عيد محمد ** وما أنت إلا بلبل فيك قد شدا
أخي جاوز الظالمون المدى ** فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة ** مجد الأبوة والسؤددا
أخي أيها العربي الأبي ** أرى اليوم موعدنا لا الغدا
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر ** فتجارة الأوطان من كبري الكبائر
أخي أقبل الشرق في أمة ** ترد الضلال وتحي الهدى
أخي إن في القدس أختا لنا ** أعد لها الذابحون المدى
إلى النور فالنور عذب جميل ** إلى النور فالنور ظل الإله
أتاك الورد محبوبا مصونا ** كمعشوق تكنفه الصدود
أما رأيت ليوث الحي قد برزوا ** حمر المناصل فوق الضمر القود
حرف الباء
بلا فلسطين لا عرس ولا عيد ** بحت على فم قيثارى الأناشيد
بالنصر ترجى عزة وكرامة ** بالدين والإسلام سوف نعود
بنوه فروع زاكيات كأصلها ** وهل عذبات الرند إلا من الرند
بسم الثغر في محيا الوادي ** لك يا ابن الأعز الأجواد
بالعلم ساد الناس في عصرهم ** واخترقوا السبع الطباق الشداد
باكيا شجوه ترن قوافيه ** رنين النبال في الأكباد
بت قريرا بأن ذكراك فينا ** أجدر الذكريات بالإخلاد
بغداد حاشا في الحوادث تنثني ** أبدا وحاشا في الشدائد أن تبيد
بثلاث عشرة من سنين الصبر ** فانهارت حبال العتيد واشتد الصمود
بل أين سعد القادسية كلما ** زحف العدو يلوح بالسيف العنيد
بغداد جاءك كل رواد الخنا ** بوش، بلير، والحقير الرامس فليد
بغداد أول من ترى شمس الصباح ** وأول العربان بدءا بالسجود
بغداد حجاج على أعدائها ** ولأهلها البصير والداعي سعيد
بغداد تبسم رغم كيد عدوها ** شأن الحرائر حين تنظر للعبيد
بغداد من قلب مليء بالأسى ** أهدي إليك الأمنيات مع القصيد
بلادي من أنادي لست أدري ** كأن الكائنات لن أعادي
بيضاء قد لبس الأديم بها ** ءالحسن فهو لجلدها جلد
بياض في جوانبه احمرار ** كما احمرت من الخجل الخدود
حرف التاء
تشكو إلى الله ما تلقاه واندفعت ** تجلو العناء بعزم غير مردود
تقضي النهار بأتراح مبرحة ** و تقطع الليل في هم وتسهيد
تصافحوا بالأيادي والقلوب معا ** إخوان هم وعزم غير مجحود
توارثوه فما ينفك ميزته ** منذ التمائم فانظر أي مولود
تتزاحم الأجيال دايمة ** الخطى حول اللحود
تعبت لكنني ما زلت في تعبي ** أشكو إلى الله لا أشكو لأحد
تلك الرمال بجانبيك بقية ** من نعمة وسماحة ورماد
ترتد بي شوقا إلى وطني ** وتهيم بي للساحل الغردي
تأمل فإن نظام الحياة ** نظام دقيق بديع فريد
تظلهم في العراء الخيام ** وقد أخلدوا في هدوء بليد
تاج أحرارها غلاما وكهلا ** راعها أن تراه في الأصفاد
تلك البقية من شعبي ومن وطني ** ما بين باك ومطرود ومرتعد
ترى الدولار يخفضهم ويعلي ** على قدر المواقف والوعود
حرف الثاء
ثار الرصاص وجن مقتحم الوغى ** وصدى المدافع صيحة ووعيد
ثوروا لقهر الضعف فينا ** ثوروا لنبض الضعف والتشريد
ثوب جديد وألعاب وتعييد ** قد أقبل العيد ما أبهاه من عيد
ثار الكماة وصاحت حناجره ** الله أكبر صوت فيه تخليد
ثم كان الفراق ما من رجاء ** بعده للقاء قبل الميعاد
ثلة ثارت في وجه غاصبها ** في الصدر شوق وفي الأنفاس تنهيد
ثبت الفؤاد على عز ومكرمة وجدت ** بالنفس ما أسماه من جود
حرف الجيم
جاء يسعى إلى الصلاة بوجه ** يخجل البدر في ليالي السعود
جاء في نوبة الزمان إلى الشرق ** وفي طالع أغر سعيد
جر البلاء وأسباب البلاء إلى ** أرض مباركة الأمصار والبيد
جادوا بأيام الشباب وأوشكوا ** يتجاوزون إلى الحياة الجودا
جفت ينابيع المشاعر في الورى ** ما في الحناجر إلا الشجب والتنديب
جاءوا بعربات الصفائح ليسرقوا ** أحلامهم... فاستقبلوهم بالحديد
جاء شجوي من حيث كان سروري ** كيف بدلت قربة ببعاد
جيش خضم صبور طيع شكس ** ناهيك بالجيش إذ يحدوه معتقد
جرح يسيل ولوعة لا تنطفئ ** وجوى على مر الزمان حديد
جثمانه للطير أصبح مطعما ** أو للسباع ولا يعاب شهيد
جميع الناس في البلوى سواء ** بأدنى الثغر أو أعلى الصعيد
حرف الحاء
حيي الشباب وقل سلاما ** إنكم أمل الغد
حرية الإنسان بالدم ** تشترى لا بالوعود
حتى المصاحف والمساجد ونست ** لم يحملها التنديد والتهديد
حيفا ولا أدري يروعك يومها ** أم يوم عكا الأسود المنكود
حتى الحناجر قطعت أونارها ** إن تجترئ لفت بحبل من مسد
حتى أتى القدر العجيب وهاهنا ** دعني فلا أبدي الأسى وأعيد
حاضر الذهن ما دعا الوحي لبى ** من سماء الحجى بمعنى جديد
حبيبي ليتك ترجع ** خليلي ليتك تسمع
حذار حذار من ابن اليهود ** فإنه دائما لا يفي الوعود
حرف الخاء
خجل الشباب من المشيب ** بل السنون من العقود
خير سيبقى وإن طال الزمان به ** والشر أخبث ما أوعيت من زاد
خلق ليس في الضعاف وما يحمل ** أعباءه سوى الأجلاد
خلق عز في الجماعات من فرط ** تكاليفه وفي الآحاد
خرجوا ودخان الهشيم يسوقهم ** طيراتهم تهوي الهبوط بلا صعود
خطب هذا الهمام خطب عميم ** عظم الله فيه أجر العباد
خانوا العهود مع الإله وكذبوا ** رسلا وهم عند الحروب شهود
حرف الدال
دون البلاد وتهويد البلاد كما ** يرون عزم أباة غير مردود
دار التي شيدتها هرما ** في ساحة التاريخ للأبد(والشمس)
دار التي خففت مآذنها ** بالحب والتكبير والجلد(والجرس)
دمنا الفلسطيني يعرفه الثرى ** في خان يونس في جنين وفي صفد(رفح)
دم الخليل بوده ** ما كل يوم ما يدوم
دنيا معاش للورى ** حتى إذا جاء الربيع فإنما هي منظر
دقات قلب المرء قائلة له ** إن الحياة دقائق وثوان
دائب السعي والصرى ** يذرع السهل والحزن
دنوت عيشة التوديع مني ** ولي عينان بالدم تجريان
دع البساتين من آس وتفاح ** كأنها دمعة في جفن سياح
دعيني ألهب الأموال حتى ** أعف الأكرمين عن اللئام
دار أذى لم يزل عليل ** يشكو أذاها إلى عليل
دع عنك رائعة الأغاني ** جفت على شفتي الأماني
حرف الذال
ذادوا وكم ذاق العدو بلاءهم ** مرا وحسبك بالليوث تذود
ذقنا الهوان المر في أصنافه ** إن الهوان على الرجاد شديد
ذلك الشعر من رقيق ومن جذل ** هو السحر في نظام فريد
ذودي عن البيت الحرام فإنهم ** عشقوا الهزيمة ليس منهم من يذود
ذاك عهد ذكراه في النفس أبقى ** من سواها في ذكريات العهود
حرف الراء
روى منه دم غزير ** ولم يبخل بما فيه الوريد
رفعوا لك الريحان كاسمك شامخا ** إن التحية شيمة الأمجاد
رجل مات مخلفا منه جيلا ** رابط الجأش غير سهل المقاد
ردد الناس فيه بيتا قديما ** عاد وهو الخليق بالترديد
رسالة الله لو حلت على جبل ** لاندك منها وأضحى بطن أخدود
رب قول يخافت الصوت فيه ** واقع فوق موقع الإرعاد
رب رأي نال ما لم ينله ** بطش غاز بعسكر وعتاد
روحي ولا تأسي على حالتي ** وانسي مواثيقي خوني العهود
رفيع في مكارمه ** سيرفع راية العرب
ريم على القاع بين البان والعلم ** أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
حرف الزاي
زحمت به في حلبة الشعر فارسا ** يغبر فرسان القريض إذا عدا
زاد التأهب للغمار عفافها ** وبغير ذاك القيد لم تتقيد
زحل أشرف الكواكب دار ** من لقاء الردى على ميعاد
زار الفرزدق أهل الحجاز ** فلم يحظ فيهم ولم يحمد
زد من ثباتك واصمد في مناكبها ** فالأرض أرضك والثرى والبيد
زمان الأنس لا تبخل علينا ** وهات اللحن وارقص في يدينا
زمان الأنس ما أحلى الليالي ** إذا ضحكت ولم تبخل علينا
حرف السين
سرور العيد قد عم النواحي ** وحزني في ازدياد لا يبيد
سألت الندى والجود حران أنتما ** فقالا يقينا إننا لعبيد
سألت الندى هل أنت حر فقال لا ** بل إنني عبد ليحيى بن خالد
سفكوا الدماء وقطعوا أرحامنا ** أو عذبوا حيث التعذيب يبيد
ستبقى بيننا علما ورمزا ** تنكس من مهابته بنود
سعد الذي سمع الفرات نداءه ** فأناخ الفرسان ظهرا لا تميد
سيجرعون الكأس ملء بطونهم ** حتى إذا امتلأت أتينا بالمزيد
سألهب الأرض علي لا أدري أحدا ** إلا ابن يعرب يمشي فوقها أسدا
سيحملهم إلى موت صبي ** له في الأرض ميراث الجدود
سأحمل روحي على راحتي ** وألقي بها في مهاوي الردى
ساروا وهم يتلمسون رسومهم ** يتعثرون ورشدهم مفقود
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
سرقتك في وضح النهار ** يد تطالب بالشهود
ستعود جوهرتي التي ** سرقت إلى العقد النضيد
حرف الشين
شادوا لذكرك بعد طول خموله ** واستنقذوك من الحضيض الأوهد
شاد المهلب ما بنى آباؤه ** وأتى ما بناه فشادوا
شديد عليها أن يزول بناتها ** ولم تتمكن من أسها والقواعد
شيمة لا يطيق كلفتها غير ** أولي العزم والحماة الجعاد
شاعر ينظم القلائد من در ** يتيم ومن جمان نضيد
شوقي نزيل بكل قلب ** في صورة ما بها جمود
شدي حزام النسف وامضي للفدا ** والله يا بغداد يفعل ما يريد
شهدت بأنك حق أحد ** وحكمك عدل وأنت الصمد
حرف الصاد
صبرنا على غيظهم قادرين ** وكنا لهم قدرا مرصدا
صوت المؤذن ما أحلاك في وطني ** مع التواصل إيمان وتوطيد
صحت عزائمكم على ** دفع الأثيم المعتد
صنعوا جبال الثلج من أوهامهم ** فتفجر البركان وانقشع الجليد
صبي الدماء على الدماء وزمجري ** ما عاش في غاب الحياة سوى الأسود
صبوا على المحتل نار جهنم ** واستأصلوا الطاغوت والجلادا
صادق وللزمان غير ذميم ** صدقه وللزمان غير حميد
صادق الوعد صدق حر ولكن ** قد يرى وهو مخلف الميعاد
صديقي من يقاسمني همومي ** ويرمي بالعداوة من رقاني
حرف الضاد
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ** خليفة الله بين الماء والعود
ضربوا عليك حصارهم فتحاصروا ** وإذا بهم "بغرورهم" رهن القيود
ضحكت لي الدنيا فوا ** فرحي بمقدمك السعيد
ضاقت بي الأرض الفسيحة كلها ** لما أتاني الخطب يا بغداد
ضاعت بلادي واستحل بنو العدا ** أرضي وقالوا موطن الأجداد
حرف الطاء
طار الكروز لكي يفجر خيمة ** أو منزلا فأطاح بالخل الودود
طفح الكيل فالتصبر كفر ** وطما السيل فوق هام النجود
طرف أضر بجفنه التسهيد ** وحشا تعاني قرحة وتبيد
طلعنا عليهم طلوع المنون ** فطاروا هباء وصاروا سدى
طال التقاعس والأعوام عاجلة ** والعام ليس إذا ولى بمردود
طويل نجاد السيف يبعث همه ** نيام القطى بالليل في كل مهجد
طائل النجم لا تسل ** عن غثاء وعن زبد
حرف الظاء
ظنوا سيلقون البلاد مضافة ** فإذا بأشواك لها لون الورود
ظنوا سيحترق الجليد بنارهم ** فإذا بريح الحق تجتاح النجود
ظن الجليد بأن الوعد أرجعهم ** إلى عهد يوشع أم أيام داود
ظبيات في نمرق رائعات ** ورياض نضر من السجاد
ظننت أن النوى تخفف من ** وجدي قليلا فزاد ما أجد
ظنوا ابتلاعك لقمة ** ستساغ يوما بالجحود
حرف العين
عبروه ما ابتلت سنابك خيلهم ** إلا لغسل غبار أحذية الجنود
عياش يا بغداد أفنى عمره ** كي يرتوي من دم أبناء القرود
عادوا يحوكون العداء لأمة ** حدبت عليهم وللزمان حميد
عتبي على النشء الجديد ** فهل يعي النشء الجديد
عاشوا على ترف الرشيد ** وليس منهم من رشيد
عليك بالصدق ولو أنه ** أحرقك الصدق بنار الوعيد
عيد يلون صبحه دم الشهيد ** عيد وطوق الذل يلهب كل جيد
عيد يخيم في ثناياه الأسى ** والأنة الخرساء والحلم الشديد
عاثوا فسادا في البلاد وخربوا ** وعتوا كثيرا والقوي مريد
عد للنشيد ويا حناجر رددي ** في يوم ميلاد النبي محمد
عودوا إلي القسام يسلخ من ظلام ** الليل بالأكفان مجداً للأواخر
عودوا إلي المشلول ياسين العلا ** بحماسه دارت علي البغي الدوائر
عودوا إلي يـبـنـا إلي يافا إلي ** بيسان ترقب من يزف لها البشائر
حرف الغين
غادين للموت لا يلوون أو يصلوا ** إلى سبيل من العلياء محمود
غواص فكر في كل بحر ** يصيد للشعر ما يصيد
غير أن الإيمان كان حليفا ** لقلوب الطليعة الأمجاد
غذاها البيان العذب تهمي سحابة ** وتروي النهى أنهاره والسواعد
غدروك يا أبت وتلك سجية ** يزهو بها من أوجدوا الموسادا
غدت حليمة خيرها متدفق ** إذ أحضرتك إلى الجناء الأسعد
غير مجد في ملتي واعتقادي ** نوح باك ولا ترنم شاد
حرف الفاء
فلتشتري سيف ابن زيد والمثنى ** والمهلب أو عبادة أو يزيد
فتيان قومك كم خفوا لنائبة ** في كل يوم من الأيام مشهود
فمن جريح على الراحات مضجعة ** ومن شهيد بجوف القلب ملحود
فالله يشهد والتاريخ مقترب ** فيه الصحائف من بيض ومن سود
فالأرض يعفر بالقذائف وجهها ** والجو فيه لهو لها ترديد
فكفكفي الدمع من عينيك واطرحي ** عنك الأسى لتواسي قلب معمود
فإما حياة تسر الصديق ** وإما ممات يغيظ العدى
فلسطين يفدي حماك الشباب ** وجل الفدائي والمفتدى
فلسطين تحميك منا الصدور ** فإما الحياة وإما الردى
فجرد حسامك من غمده ** فليس له بعد أن يغمدا
ففتش على مهجة حرة ** أبت أن يمر عليها العدى
فالنصر يهدي للتقاة تفضلاً ** والله لا يعلي سنام النصر فاجر
حرف القاف
قالوا حقوق الناس غاية زحفنا ** ووصية الآباء ميراث الجدود
قيل الأساة فأين منهم بلسم ** يشفي وأين المنقذ الموعود
قد حازها أعداؤهم وتجردوا ** منها كما يتجرد العنقود
قد أقسمت هذه الأيادي وما كذبت ** بالشعب لم تنحرف عنه ولم تحد
قسما بقدسك بالدماء ** المهرقات على الوهاد
قد كان نجما في الدنى ثم ارتقى ** نحو العلى حرا يسابق للخلود
قد طال بين فشاخ الصبر في كبدي ** وهزني من أنين الوجد تجديد
قالوا حبست فقلت ليس بضائري ** سجن وأي مهند لا يغمد
قمر أطلع منه المغرب ** شقوة المضنى به وهو سعيد
قد تساوى محسن أو مذنب ** في هواه بين وعد ووعيد
قسما سيجمعنا الزمان ** ونلتقي في يوم عيد
قل للوزارة جاءك الزمن السعيد ** لما أطل على رباك أبو الوليد
حرف الكاف
كثرت حوادثهم وقال كبيرهم ** الأرض عوجاء وملآى بالسدود
كيما يعيشون تحت نعل عدوهم ** ولينعموا ذلا مع العمر المديد
كم من عليل قد تخطاه الردى ** فنجا ومات طبيبه والعود
كم كان وعدك يا بلفور مشأمة ** أعوذ بالله من شؤوم المواعيد
كم بت أرقب فيك هما ينجلي ** فإذا الرزايا والنحوس تزيد
كم مرضع ناءت بجمل رضيعها ** تسعى لتنجو والنجاء بعيد
كم يحزن الحران تبقى مصفدة ** وأن يضربها ذل وتقييد
كيف الشقيقات واشوقي لها مدنا ** كأنها قطع من جنة الخلد
كبر المؤمنون فيها لثأر ** قدسي وهللوا لجهاد
كأن بوجهه لما توافت ** نجوم في مطالعها سعود
حرف اللام
لتظل نخلات العراق عزيزة ** ترنو إلى أفق السماء ولا تحيد
لتمرغ الأوحال أنف ملوكنا ** إذ ليس يحشو رأسهم غير الصديد
لا تركني لمجالس مشبوهة ** إذ ليس في غير المدافع ما يفيد
لولاك لم تحل الحياة ** ولم يطب لي مورد
لا تطلبوا شهدا بجهد بعوضة ** والسم منها في الوريد شهيد
للحق جند وللفساد حشود ** والمجد رغم القهر سوف يعود
لم يرحم الضعفاء فينا إخوة ** أفهل يصون لنا الذمام يهود
حرف الميم
مدي وهدي واستعدي للوغى ** واستنفري طاقات أحفاد الوليد
ما أقرب العودة الكبرى وأروعها ** وفوق يافا لواء النصر معقود
مهد الطفولة والأحلام كل ضحى ** على مرابعها الغناء لي عيد
من عيشك المر يا أمي وهل سنة ** تمر من غير أن ننفى من البلد
من غير أن ينفعوا في القيد كل فم ** أبى يساوم في حق ومعتقد
مشى الطريق ولم يرهب وعورتها ** وليس غير أيادي الشعب من سند
مالي أرى قسمات الوجه شاحبة ** وقد علتها جروح البؤس والوهن
ما أنت إلا درة ** في عقد مغربي العتيد
ماذا تقول إذا رأت ** ولدا لها أم الشهيد
حرف النون
نزلت جنود الله فوق رؤوسهم ** ريح وأمطار وقصف من رعود
نار بنار والهلاك لمن بغى ** والفوز كل الفوز يكتب للشهيد
نعمة أصبغت عليه من الله ** وفضل من السميع الهادئ
نامي على أهداب عيني ** إن نبا بك مرقد
نبدتهم الدنيا فضل سبيلهم ** فيها فسار في الدجى وشريد
نزحوا وخلوا جازعين ديارهم ** ولهم هنالك مطرف وتليد
نجوت من النار لا تحسبي ** أني إلى النار يوما أعود
نظرت إليها واهية العرى ** فيا ليت شعري أي شأن لها غدا
نحن جند نحن قادة ** نحن طلاب الشهادة
نيران حقد في النفوس تأججت ** أطفأتها بقوام شرع الواحد
نبني فتهدمها الرياح ** فلا نضج ولا نثور
نعيش والآلات في حركاتهم ** نقطع آمالا وزهر شباب
حرف الهاء
هولاكو يمتشق الصليب ويرتدي ** زي الفراعن مثل عاد أو ثمود
هذي فلسطين قد جاشت بوادرها ** لما تلاقين من جور وتنكيد
هي معقل دك العدو حصونه ** غدرا وكان لغدره تنهيد
هرعوا لنصرتنا وآسوا جرحنا ** ليت الجراح أزالها التضميد
هذي فلسطين الشهيدة مزقت ** من بعد ما حز الوريد
هنا حطام هنا موت هنا غرق ** هنا الشفاه التي تدعو لثأر غد
هذي فلسطين في الأقياد قابعة ** ففيم يفخر جبار وصنديد
حرف الواو
وإذا بأرحام الخيام مليئة ** بأجنة هي في المعلمات الوقود
وزنود أبناء العراق عتية ** أعتى من الطوفان تلك هي الزنود
وكتائب القسام في الأقصى هنا ** والشوق يحدوها لتقتحم الحدود
وعد علينا أن نصون عهودنا ** والحر يا بغداد لا ينسى العهود
ولترتدي حلل السواد نساؤهم ** لتذوق من كأس المرارة كل عيد
ولترتدي تاج الوقار نساؤنا ** تلك الأولى ضحين بالغالي الوحيد
والحرب محرقة الرجولة دائما ** فرق كبير بين سعد أو سعود
والنصر يا بغداد صبر سويعة ** لتعود بغداد الخلافة والرشيد
وليعلمن بأنه ضحى بهم ** من كان يدفعهم إلى الموت الأكيد
وليطلبن رجوعهم لبلادهم ** وليرجعن على نعوش في البريد
ونادى الحمام وجن الحسام ** وشب الضرام بها موقدا
وقبل شهيد على أرضها ** دعا باسمها الله واستشهدا
وزير العز والحسب ** كريم الأصل والنسب
وليسوا بغير صليل السيوف ** يجيبون صوتا لنا أو صدى
وإني لمعط ما وجدت وقائل ** لموقد ناري ليلة الريح أوقد
وكأنها وسنى إذا نظرت ** أو مدنف لما يفق بعد
وإن تقدم ذو تقوى بصالحة ** قدمت بين يديه عبرة الندم
ويذوب إصرار الغزاة ** بعزمنا ذوب الجليد
وتردد الدنيا لعودة ** سبتتي أحلى قصيد
ويرفرف العلم المخضب ** في سمائك من جديد
حرف الياء
يمضي شهيدا من تهمم للفدا ** ويعيش ميتا من توهم بالخلود
يافا لقد جف دمعي فانتحبت دما ** متى أراك وهل في العمر من أمد
يا رسول الرشاد هاذي أغنينا ** تثير الأشجان في الأعياد
يا رسول الرشاد سال دم المجد ** على حرية الخطوب الشداد
يا من يهتفون بالأمجاد ويحكم ** أيرجع الحر للأوطان تمجيد
يا نازعين إلى عود وفي دمهم ** شوق إلى الوطن المسلوب موءود
يموت الحر فوق الخيل طعنا ** وفي اصطبلها يحيا العبيد
يا من على الجود صاغ الله راحته ** فليس يحسن غير البذل والجود
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا ** أسهرت مضناك في حفظ الهوى
يا لائمي في هواه والهوى قدر ** لو شقك الوجد لم تعذل ولم تلم
يا قدس مالي أرى في العين أسئلة ** على بحار من الأمواج تحملني
يا سبتتي رغم الأنوف ** ورغم عجرفة الحسود
يا قائما في داره قاعدا ** من غير معنى أو فائدة
(منقول)