السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك عزيزتي على الموضوع القيّم، وشكرا لمشاركاتكِ القيّمة داخل اللمة، إن شاء الله مزيد من التوفيق ومرحبا بيك بيننا
أما بالعودة للموضوع، أولا علينا التفرقة بين المرأة المتعلمة والمثقفة والعاملة، فكثيرا ما لا تصبّ هذه الصفات في جسدٍ واحدٍ وإن كان كذلك
واضطررنا لاختيار شخص يحمل إحدى هذه الصفات فسأختار المرأة المثقفة، ثم المتعلمة ثم العاملة، طبعا مع التحفّظ على الظروف والأسباب
فليست كلّ متعلمة مثقفة وليست كل عاملة متعلمة وليست كل عاملة مثقفة، هنالك فرق وفرق عظيم يجب النظر فيه، لأن المتعلمة بدون ثقافة
كالكأس الفارغ، لديها شهادة ملموسة بينما عقلها لا يحمل ماهو مفيد وملموس، والعاملة غير المثقفة والواعية لا يكون هدفها كسب لقمة العيش
ولا العمل لإحداث تغيير في المجتمع، بل الهدف هو الخروج للتجوّل وفقط ولا يهمّ نوع العمل ولا مكانه ولا كيفيته، وهذا ماتفعله كل امرأة غير واعية
فلا يمكن أن نغطي الشمس بالغربال، عمل المرأة في المجتمع وخاصة في وقتنا أصبح له معايير وليست معايير شهادة وكفاءة إلا من رحم ربي، بل معايير
أخرى تذل المرأة ولا ترفع مكانتها بتاتا، اليوم مظهر وشكل وحجم تبرج المرأة هو من يضمن لها عملًا، وهذا واقع أعيشه وكذلك بدون تعميم حتى لا نظلم أحد
وهنا نسينا فئة جد مهمة وهي فئة ربات البيوت، فالمتعلمة ليس شرطا أن ترتبط بالعمل، يمكن للمرأة أن تكون عاملة ومثقفة وتستخدم ثقافتها
وعلمها في تنشئة ابنائها وتنشئة جيل صالح، هذه كذلك لا تقل أهمية عن العاملة، فالهدف الرئيسي للمرأة في المجتمع هو تنشئة جيل سليم بدءًا بأبنائها
وتفوق المرأة في عملها ورسوبها في بيتها قد يجعلها ناجحة ولكن نجاحا جزئيا وفقط، فالمرأة اليوم كما قلتِ اثبتت جدارتها وإخلاصها في عملها بين رسبت
بشكل فاضح في تسيير أسرة وتربية ابناء صالحين وعلى أكمل وجه، لذلك علينا قبل أن ننشىء نساءً تبحثن عن إثبات ذواتهن بالعمل
في مجالات عدّة، لنقم أولا بتنشئة نساء قادرات على فهم معنى المسؤولية وترويض كفاءتهم في تربية الابناء، لأنه أعظم هدف ورغم ذلك نستهين بيه،
لا بأس أن تصنعي ذاتك وأن تحققي طموحاتك ولكن لا تنسي أهم هدف لكِ في الحياة، فبكِ يصلح المجتمع وبكِ يفسد، وهذا الصلاح لا يقتصر
على العمل خارجا وفي مجال معين فقط، ولا يقتصر على حملك شهادة وفقط، كثيرات هن ربات البيوت واللواتي توقفن عن الدراسة في سن مبكر بينما
لو تحدثت لما تمكنت العاملة ولا حتى التي تحمل شهادات عليا مجاراتها، لذلك في الختام أنا لست ضد المرأة العاملة ولا حتى المتعلمة، بالعكس طلب العلم
أمر واجب، ولكن يجب أن نصنع كفتي ميزان ونوافق فيما بينها ونحدد أهدافنا ومسؤولياتنا بدقة
شكرا عزيزتي على الموضوع احترامي وتقديري