- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
السلاﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ : ﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺎﻓﻬﺎ ﻭﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺤﺠﺎﺏ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﻭﺗﺤﺪﺩ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺨﻠﻒ ﺷﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺷﺮﻋﻴﺎً ﺑﻞ ﻫﻮ ﺗﺒﺮﺝ ﻭﺳﻔﻮﺭ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ
ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻫﻢ :
ﺍﻟﺸﺮﻁ 1
--------------
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﺗﺮﺍً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺪﻥ :
ﻭﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﻗُﻞ ﻟِّﺄَﺯْﻭَﺍﺟِﻚَ ﻭَﺑَﻨَﺎﺗِﻚَ ﻭَﻧِﺴَﺎﺀ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳُﺪْﻧِﻴﻦَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﻣِﻦ ﺟَﻠَﺎﺑِﻴﺒِﻬِﻦَّ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺩْﻧَﻰ ﺃَﻥ ﻳُﻌْﺮَﻓْﻦَ ﻓَﻠَﺎ ﻳُﺆْﺫَﻳْﻦَ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ { ( 59 ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺬﻝ، ﻭﻛﻦ ﻳﻜﺸﻔﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻹﻣﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﻦ، ﻭﺗﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﻦ، ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻫﻦ ﺑﺈﺭﺧﺎﺀ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻥ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻦ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻣِﻦ ﺟَﻠَﺎﺑِﻴﺒِﻬِﻦَّ :{ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺪﻥ .
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ : ﺑﺎﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺠﺎﺑﻚ ﺳﺎﺗﺮﺍً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻧﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﺼﻮﻥ ﺑﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺮﻁ 2
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺯﻳﻨﺔ :
ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻫﻮ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺯﻳﻨﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ : } ﻭَﻟَﺎ ﻳُﺒْﺪِﻳﻦَ ﺯِﻳﻨَﺘَﻬُﻦَّ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ { ( ﺍﻟﻨﻮﺭ 31: )
ﻓﺈﺑﺪﺍﺀ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺷﺮﻋﺎً، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻗَﺮْﻥَ ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺗِﻜُﻦَّ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺒَﺮَّﺟْﻦَ ﺗَﺒَﺮُّﺝَ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِ ﺍﻟْﺄُﻭﻟَﻰ { ( ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ : 33 ) ـ
ﺍﻟﺸﺮﻁ 3
-----------
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻏﻴﺮ ﺿﻴﻖ :
ﻷﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺎً ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻮﺻﻮﻓﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﻓﺨﺎﺫ ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺰﺓ ﻇﻬﻮﺭﺍً ﻛﺎﻣﻼً ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻔﺼﻼً ﻣﻔﺼﻼً ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻗﺎﻝ : ﻛﺴﺎﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻄﻴﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺎ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺩﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ، ﻓﻜﺴﻮﺗﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ، ﻓﻔﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ( ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ؟ " ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﺴﻮﺗﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ( ﻣﺮﻫﺎ ﻓﻠﺘﺠﻌﻞ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻏﻼﻟﺔ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﺼﻒ ﺣﺠﻢ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ."
ﻭﻋﻦ ﺃﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻨﺖ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﺖ :
( ( ﻳﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺤﺖ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻓﻴﺼﻔﻬﺎ ) )
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀ : ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻻ ﺃﺭﻳﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺒﺸﺔ؟ ﻓﺪﻋﺖ ﺑﺠﺮﺍﺋﺪ ﺭﻃﺒﺔ، ﻓﺤﻨﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮﺑﺎً، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : " ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺟﻤﻠﻪ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈﻥ ﻣﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻏﺴﻠﻴﻨﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ " ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ) ) .
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﻠﻴﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻀﻌﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻘﺒﺤﺖ ﺃﻥ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﻣﻴﺘﺔ، ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺣﻴﺔ ﺃﻗﺒﺢ ﻭﺃﻗﺒﺢ، ﻓﻠﻴﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻤﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻴﺘﺒﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺬﻛﺮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﺮﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻵﺧﺮ ."
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺑﺎﻗﺘﻔﺎﺀ ﺃﺛﺮ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ .
ﻓﻜﻞ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﻭﻛﻞ ﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﺸﺮﻁ 4
-----------
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻔﻴﻘﺎً ﻻ ﻳﺸﻒ :
ﻓﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻔﻴﻘﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺴﺪ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻔﺎﻓﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺯ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻭﻋﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻱ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﺃﺷﺪ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻨﻔﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻢ ﺃﺭﻫﻤﺎ، ﻗﻮﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻴﺎﻁ ﻛﺄﺫﻧﺎﺏ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻛﺎﺳﻴﺎﺕ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ﻣﺎﺋﻼﺕ ﻣﻤﻴﻼﺕ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻛﺄﺳﻨﻤﺔ ﺍﻟﺒﺨﺖ ﺍﻟﻤﺎﺋﻠﺔ، ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺠﺪﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻟﻴﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ " [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ] .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺃﺭﺍﺩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻒ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺮ، ﻓﻬﻦ ﻛﺎﺳﻴﺎﺕ ﺑﺎﻻﺳﻢ، ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ " .
ﺍﻟﺸﺮﻁ 5
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺨﺮﺍً ﻭﻻ ﻣﻄﻴﺒﺎً :
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺘﻌﻄﺮﺓ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺳﺘﻌﻄﺮﺕ ﻓﻤﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻟﻴﺠﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺯﺍﻧﻴﺔ " .
ﻭﻋﻦ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﺜﻘﻔﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻛﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻦ ﻃﻴﺒﺎً " [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ] .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺴﺘﻌﻄﺮﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮﻙ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﻌﺎً ﻟﺪﺍﺑﺮ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻜﺎﻥ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﻣﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﺍﻟﺸﺮﻁ 6
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ :
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ " .
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : " ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻠﺒﺲ ﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻠﺒﺲ ﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ " .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺺ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ، ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺟﻤﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺠﺒﺎﺕ، ﻓﺼﺮﻥ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺍﺗﻬﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻘﻄﻬﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﺍﻟﺸﺮﻁ 7
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺍﺕ :
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ ﺗﻔﺼﻴﻼً ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻫﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ ﻣﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻮﺩﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺊ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ،
ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺭﻓﻊ ﻗﺪﺭﻫﺎ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ، ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻱ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ : ﺃﻥ ﺗﺘﺸﺒﻬﻲ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ( ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ ) ) . ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : " ﺭﺃﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺛﻮﺑﻴﻦ ﻣﻌﺼﻔﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻼ ﺗﻠﺒﺴﻬﺎ ."
ﺍﻟﺸﺮﻁ 8
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺒﺎﺱ ﺷﻬﺮﺓ :
ﻭﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻹﻟﻔﺎﺕ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﺃﻭ ﻭﺿﻴﻌﺎ، ﻷﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻫﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻮﺏ ﻣﺬﻟﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺛﻢ ﺃﻟﻬﺐ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺭﺍ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻱ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺇﺫ ﻳﻈﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺑﻮﺻﻒ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺸﺘﻬﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻔﺸﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﺃﺧﺘﺎﻩ : ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻣﺖ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ، ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﻤﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺎﺑﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺠﺎﺑﺎً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ
ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ : ﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺎﻓﻬﺎ ﻭﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺤﺠﺎﺏ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﻭﺗﺤﺪﺩ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺨﻠﻒ ﺷﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺷﺮﻋﻴﺎً ﺑﻞ ﻫﻮ ﺗﺒﺮﺝ ﻭﺳﻔﻮﺭ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ
ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻫﻢ :
ﺍﻟﺸﺮﻁ 1
--------------
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﺗﺮﺍً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺪﻥ :
ﻭﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﻗُﻞ ﻟِّﺄَﺯْﻭَﺍﺟِﻚَ ﻭَﺑَﻨَﺎﺗِﻚَ ﻭَﻧِﺴَﺎﺀ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳُﺪْﻧِﻴﻦَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﻣِﻦ ﺟَﻠَﺎﺑِﻴﺒِﻬِﻦَّ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺩْﻧَﻰ ﺃَﻥ ﻳُﻌْﺮَﻓْﻦَ ﻓَﻠَﺎ ﻳُﺆْﺫَﻳْﻦَ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ { ( 59 ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺬﻝ، ﻭﻛﻦ ﻳﻜﺸﻔﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻹﻣﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﻦ، ﻭﺗﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﻦ، ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻫﻦ ﺑﺈﺭﺧﺎﺀ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻥ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻦ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻣِﻦ ﺟَﻠَﺎﺑِﻴﺒِﻬِﻦَّ :{ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺪﻥ .
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ : ﺑﺎﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺠﺎﺑﻚ ﺳﺎﺗﺮﺍً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻧﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﺼﻮﻥ ﺑﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺮﻁ 2
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺯﻳﻨﺔ :
ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻫﻮ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺯﻳﻨﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ : } ﻭَﻟَﺎ ﻳُﺒْﺪِﻳﻦَ ﺯِﻳﻨَﺘَﻬُﻦَّ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ { ( ﺍﻟﻨﻮﺭ 31: )
ﻓﺈﺑﺪﺍﺀ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺷﺮﻋﺎً، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻗَﺮْﻥَ ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺗِﻜُﻦَّ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺒَﺮَّﺟْﻦَ ﺗَﺒَﺮُّﺝَ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِ ﺍﻟْﺄُﻭﻟَﻰ { ( ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ : 33 ) ـ
ﺍﻟﺸﺮﻁ 3
-----------
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻏﻴﺮ ﺿﻴﻖ :
ﻷﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺎً ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻮﺻﻮﻓﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﻓﺨﺎﺫ ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺰﺓ ﻇﻬﻮﺭﺍً ﻛﺎﻣﻼً ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻔﺼﻼً ﻣﻔﺼﻼً ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻗﺎﻝ : ﻛﺴﺎﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻄﻴﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺎ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺩﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ، ﻓﻜﺴﻮﺗﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ، ﻓﻔﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ( ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ؟ " ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﺴﻮﺗﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ( ﻣﺮﻫﺎ ﻓﻠﺘﺠﻌﻞ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻏﻼﻟﺔ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﺼﻒ ﺣﺠﻢ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ."
ﻭﻋﻦ ﺃﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻨﺖ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﺖ :
( ( ﻳﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺤﺖ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻓﻴﺼﻔﻬﺎ ) )
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀ : ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻻ ﺃﺭﻳﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺒﺸﺔ؟ ﻓﺪﻋﺖ ﺑﺠﺮﺍﺋﺪ ﺭﻃﺒﺔ، ﻓﺤﻨﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮﺑﺎً، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : " ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺟﻤﻠﻪ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈﻥ ﻣﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻏﺴﻠﻴﻨﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ " ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ) ) .
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﻠﻴﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻀﻌﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻘﺒﺤﺖ ﺃﻥ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﻣﻴﺘﺔ، ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺣﻴﺔ ﺃﻗﺒﺢ ﻭﺃﻗﺒﺢ، ﻓﻠﻴﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻤﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻴﺘﺒﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺬﻛﺮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﺮﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻵﺧﺮ ."
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺑﺎﻗﺘﻔﺎﺀ ﺃﺛﺮ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ .
ﻓﻜﻞ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﻭﻛﻞ ﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﺸﺮﻁ 4
-----------
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻔﻴﻘﺎً ﻻ ﻳﺸﻒ :
ﻓﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻔﻴﻘﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺴﺪ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻔﺎﻓﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺯ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻭﻋﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻱ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﺃﺷﺪ .
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻨﻔﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻢ ﺃﺭﻫﻤﺎ، ﻗﻮﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻴﺎﻁ ﻛﺄﺫﻧﺎﺏ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻛﺎﺳﻴﺎﺕ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ﻣﺎﺋﻼﺕ ﻣﻤﻴﻼﺕ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻛﺄﺳﻨﻤﺔ ﺍﻟﺒﺨﺖ ﺍﻟﻤﺎﺋﻠﺔ، ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺠﺪﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻟﻴﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ " [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ] .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺃﺭﺍﺩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻒ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺮ، ﻓﻬﻦ ﻛﺎﺳﻴﺎﺕ ﺑﺎﻻﺳﻢ، ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ " .
ﺍﻟﺸﺮﻁ 5
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺨﺮﺍً ﻭﻻ ﻣﻄﻴﺒﺎً :
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺘﻌﻄﺮﺓ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺳﺘﻌﻄﺮﺕ ﻓﻤﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻟﻴﺠﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺯﺍﻧﻴﺔ " .
ﻭﻋﻦ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﺜﻘﻔﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻛﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻦ ﻃﻴﺒﺎً " [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ] .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺴﺘﻌﻄﺮﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮﻙ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﻌﺎً ﻟﺪﺍﺑﺮ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻜﺎﻥ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﻣﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﺍﻟﺸﺮﻁ 6
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ :
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ " .
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : " ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻠﺒﺲ ﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻠﺒﺲ ﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ " .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺺ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ، ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺟﻤﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺠﺒﺎﺕ، ﻓﺼﺮﻥ ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺍﺗﻬﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻘﻄﻬﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﺍﻟﺸﺮﻁ 7
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺍﺕ :
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ ﺗﻔﺼﻴﻼً ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻫﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ ﻣﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻮﺩﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺊ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ،
ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺭﻓﻊ ﻗﺪﺭﻫﺎ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ، ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻱ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ : ﺃﻥ ﺗﺘﺸﺒﻬﻲ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ( ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ ) ) . ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : " ﺭﺃﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺛﻮﺑﻴﻦ ﻣﻌﺼﻔﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻼ ﺗﻠﺒﺴﻬﺎ ."
ﺍﻟﺸﺮﻁ 8
-----------
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺒﺎﺱ ﺷﻬﺮﺓ :
ﻭﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻹﻟﻔﺎﺕ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﺃﻭ ﻭﺿﻴﻌﺎ، ﻷﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻫﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻮﺏ ﻣﺬﻟﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺛﻢ ﺃﻟﻬﺐ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺭﺍ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻱ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺇﺫ ﻳﻈﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺑﻮﺻﻒ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺸﺘﻬﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻔﺸﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﺃﺧﺘﺎﻩ : ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻣﺖ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ، ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﻤﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺎﺑﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺠﺎﺑﺎً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ