- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ : " ﻗﻮﻟﻪ ﻭﺻﻔﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﻔﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﺘﻤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﻴﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺼﻔﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻟﺒﺮﻛﺘﻪ ﻭﺛﻮﺍﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﻤﺼﻔﺪﺓ، ﻷﻥ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ، ﻭﺇﻏﻮﺍﺀﻫﺎ ﻻ ﻳﻀﺮ ... ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺻﻨﻔﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺟﻤﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﺃﺣﻜﻢ ." ﺍﻧﺘﻬﻰ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﻮﻟﻪ : " « ﻭﺳﻠﺴﻠﺖ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ » ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻠﻴﻤﻲ : ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﺴﺘﺮﻗﻮ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻠﺴﻠﻬﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻳﺎﻣﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻓﺰﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻻ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻻﺷﺘﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺮﺟﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ : « ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻﻔﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ » . ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﻗﻼﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ : « ﻭﺗﻐﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ » . ﺯﺍﺩ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ : « ﻭﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ، ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩٍ : ﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻗﺼﺮ، ﻭﻟﻠﻪ ﻋﺘﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ » ﻟﻔﻆ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ . ﻭﻗﻮﻟﻪ « ﺻﻔﺪﺕ » ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﺎﺀ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ، ﺃﻱ ﺷﺪﺕ ﺑﺎﻷﺻﻔﺎﺩ، ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻏﻼﻝ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺳﻠﺴﻠﺖ، ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻟﻠﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ : « ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﻠﻪ » . ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺎﺽ : ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺣﺮﻣﺘﻪ، ﻭﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻳﻘﻞ ﺇﻏﻮﺍﺅﻫﻢ ﻓﻴﺼﻴﺮﻭﻥ ﻛﺎﻟﻤﺼﻔﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ : « ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ » ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻏﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻵﻳﻠﺔ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺗﺼﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻌﺠﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ : ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﻭﺟﻪ ﻭﻻ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺟﺢ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ : ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ : ﻛﻴﻒ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻠﻮ ﺻﻔﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺫﻟﻚ : ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗُﻐَﻞُّ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻭﺭﻭﻋﻴﺖ ﺁﺩﺍﺑﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻔﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻻ ﻛﻠﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺴﻮﺱ، ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺗﺼﻔﻴﺪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺷﺮ ﻭﻻ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻷﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎً ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ." ﺍﻧﺘﻬﻰ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﻮﻟﻪ : " « ﻭﺳﻠﺴﻠﺖ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ » ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻠﻴﻤﻲ : ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﺴﺘﺮﻗﻮ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻠﺴﻠﻬﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻳﺎﻣﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻓﺰﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻻ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻻﺷﺘﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺮﺟﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ : « ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻﻔﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ » . ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﻗﻼﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ : « ﻭﺗﻐﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ » . ﺯﺍﺩ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ : « ﻭﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ، ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩٍ : ﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻗﺼﺮ، ﻭﻟﻠﻪ ﻋﺘﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ » ﻟﻔﻆ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ . ﻭﻗﻮﻟﻪ « ﺻﻔﺪﺕ » ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﺎﺀ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ، ﺃﻱ ﺷﺪﺕ ﺑﺎﻷﺻﻔﺎﺩ، ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻏﻼﻝ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺳﻠﺴﻠﺖ، ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻟﻠﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ : « ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﻠﻪ » . ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺎﺽ : ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺣﺮﻣﺘﻪ، ﻭﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻳﻘﻞ ﺇﻏﻮﺍﺅﻫﻢ ﻓﻴﺼﻴﺮﻭﻥ ﻛﺎﻟﻤﺼﻔﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ : « ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ » ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻏﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻵﻳﻠﺔ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺗﺼﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻌﺠﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ ﻭﺗﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ : ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﻭﺟﻪ ﻭﻻ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺟﺢ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ : ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ : ﻛﻴﻒ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻠﻮ ﺻﻔﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺫﻟﻚ : ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗُﻐَﻞُّ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻭﺭﻭﻋﻴﺖ ﺁﺩﺍﺑﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻔﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻻ ﻛﻠﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺴﻮﺱ، ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺗﺼﻔﻴﺪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺷﺮ ﻭﻻ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻷﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎً ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ." ﺍﻧﺘﻬﻰ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .