- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
ﺃﻋﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻻ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﺑﻴﺎﻥ تفاهتها.
ﻣﻌﺎً ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻧﺘﺼﻔﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ؛ ﻟﻨﺘﻌﺮﻑ ـ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻧﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻛﻼّ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ..
ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺠﻼﻝ ﻭﺟـﻬــــــﻪ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ، ﻭﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻨﺘﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً، ﺗﺤﻒ ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﻳﺤﻔَﻞُ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﻳﺰﺩﺍﻥ ﺑﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻳﻘﻮﺩ ﺷِﻘّﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ـ ﺍﻟﺮﺟــﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ـ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻓـﻜــﺎﻥ ﻣـــﻦ ﺫﻟــﻚ : ﺃﻥ ﺃﻭﺟـﺐ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ؛ ﺻﻮﻧﺎً ﻟﻌﻔﺎﻓﻬﺎ، ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻬﺎ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﺎ .
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟـــﺬﻱ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻨﻜّﺐُ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ : ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻣﺮﻳﻀﺎً ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺘـﻌــﺎﺩ ﺍﻟﻤﺠـﺘـﻤــﻊ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺗﻮﺿﺢ ـ ﺑﺪﻗﺔ ـ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﻪ ﻭﺗﺤﻠﻠﻪ : ﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺴّﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﻣـﻦ ﺳﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠـﺘـﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ؟ .
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔـﺘـﻴﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ : ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﺬﺍﺭ ﺭﺋﻴﺴﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﺑﺪﺍ ﻟﻨﺎ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﺗـﻠـﻚ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ .
ﻣﻌﺎً ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻧﺘﺼﻔﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ؛ ﻟﻨﺘﻌﺮﻑ ـ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻧﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻛﻼّ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ :
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻷﻭﻝ : ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ( ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﺘﻨﻊ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ) .
ﻧﺴﺄﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﺳﺆﺍﻟﻴﻦ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺃﺻﻼً ﺑﺼﺤﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ .
ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ : ﻧﻌﻢ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ( ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﻘـﺘـﻨـﻌــــﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺷﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ؟ .
ﻟﻮ ﺃﺧﻠﺼﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﺚ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻘﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ .
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟــــﺬﻱ ﺗـﺆﻣــﻦ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺍﺕ .
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﻤﻲ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؟، ﻫﻮ ﻋـﻠـﻰ ﺃﻱ ﺣـــﺎﻝ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ : } ﺇﻧَّﻤَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻗَﻮْﻝَ ﺍﻟﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺇﺫَﺍ ﺩُﻋُﻮﺍ ﺇﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻟِﻴَﺤْﻜُﻢَ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺃَﻥ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﺍ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻭَﺃَﻃَﻌْﻨَﺎ ﻭَﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟﻤُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﻨﻮﺭ 51: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺗﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮﻩ ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ( ﺃﻧــﺎ ﻣـﻘـﺘـﻨـﻌـﺔ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻟﺒﺴﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺼﻴﺘﻬﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ) .
ﻳﺠـﻴـﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺬﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﺃﻛﺮﻡ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﺑﻘﻮﻝ ﻭﺟﻴﺰ ﺣﻜﻴﻢ : ( ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ) ( 1 ) .
ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟــﻮﺍﻟــﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ـ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻷﻡ ـ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ، ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ـ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ـ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻻ ﺗُﺸْﺮِﻛُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇﺣْﺴَﺎﻧﺎً { [ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 36: ] .
ﻓﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ : ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺇﻥ ﺟَﺎﻫَﺪَﺍﻙَ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥ ﺗُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﻲ ﻣَﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻚَ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﻓَﻼ ﺗُﻄِﻌْﻬُﻤَﺎ { [ ﻟﻘﻤﺎﻥ 15: ] .
ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﺪﻡ ﻃﺎﻋﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻭﺑﺮﻫﻤﺎ؛ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﺻَﺎﺣِﺒْﻬُﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻣَﻌْﺮُﻭﻓﺎً { .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻴﻌﻴﻦ ﺃﻣﻚ ﻭﺗﻌﺼﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﺧﻠﻖ ﺃﻣﻚ ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﻘﻮﻝ : ( ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺷﺮﻋﻴﺔ ) .
ﺃﺧﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ : ﺇﻣﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻣﺨﻠﺼﺔ ، ﻭﺇﻣﺎ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻣﺘﻤﻠﺼﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺣﺠﺎﺑﺎً ﻣﺘﺒﺮﺟﺎً ﺻﺎﺭﺥ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ، ﻳﺠﺎﺭﻱ ﻣﻮﺿﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ .
ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺄﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ : ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻓﻲ ﻟـﺒـﺎﺳـﻬـــــﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻏﻀﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ؟ ! ، ﺃﻟﻢ ﻳـﻘـﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻓَﺎﺳْﺄََﻟُﻮﺍ ﺃََﻫْﻞَ ﺍﻟﺬِّﻛْﺮِ ﺇﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻻ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 43: ] ، ﻓﺘﻌﻠﻤﻲ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻓــﻼ ﺗﺨﺮﺟﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ؛ ﺇﺭﺿﺎﺀً ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ، ﻭﺇﺫﻻﻻً ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ .
ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﻟﻮ ﺻَﺪَﻗَﺖْ ﻧﻴّﺘُﻚ ﻭﺻـﺤّـــﺖْ ﻋـﺰﻳـﻤـﺘُـﻚ ﻻﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻟﻒ ﻳﺪٍ ﺧﻴِّﺮﺓ، ﻭﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ! ، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ : } ﻭَﻣَﻦ ﻳـَـﺘَّـﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞ ﻟَّﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟﺎً . ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻻ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ { [ ﺍﻟﻄﻼﻕ 3-2: ] ؟ .
ﺃﻣﺎ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﻠﺼﺔ، ﻓﻠﻬﺎ ﻧﻘﻮﻝ :
ـ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺳﻤﻮ ﺍﻟـﻘـﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺰﺭﻛﺸﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺑﻬﺮﺟﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻣﺠﺎﺭﺍﺓ ﺃﻫــﻞ ﺍﻟـﻌـﺼـــــــﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﺍﺳﻤﻌﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇﻥَّ ﺃَﻛْﺮَﻣَﻜُﻢْ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﺗْﻘَﺎﻛُﻢْ { [ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ 13: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻓﻲ ﺳـﺒـﻴــﻞ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺟﻨﺘﻪ : ﻳﻬﻮﻥ ﻛﻞ ﻏﺎﻝٍ ﻭﻧﻔﻴﺲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺟــــﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟــﺮﺍﺑـﻌــﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ( ﺍﻟﺠﻮ ﺣﺎﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﺤﻤﻠﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ؟ ) ..
ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟـﻰ : } ﻗُﻞْ ﻧَﺎﺭُ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺃَﺷَﺪُّ ﺣَﺮّﺍً ﻟَّﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻔْﻘَﻬُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 81: ] .
ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﺭﻧﻴﻦ ﺣﺮّ ﺑﻼﺩﻙ ﺑﺤﺮ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ .
ﺍﻋﻠﻤﻲ ـ ﺃﺧﺘﻲ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺻﻄﺎﺩﻙ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺣﺒﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ، ﻟﻴﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ، ﻓﺄﻧﻘﺬﻱ ﻧـﻔـﺴــﻚ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻛﻪ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﻌﻤﺔً ﻻ ﻧﻘﻤﺔ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮﻙ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻓﺘﺮﺟﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻀﺤﻲ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ : } ﻻ ﻳَﺬُﻭﻗُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑَﺮْﺩﺍً ﻭَﻻ ﺷَﺮَﺍﺑﺎً . ﺇﻻَّ ﺣَﻤِﻴﻤﺎً ﻭَﻏَﺴَّﺎﻗﺎً { [ ﺍﻟﻨﺒﺄ 25-24: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﺣﻔﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﺭﻩ، ﻭﺣﻔﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﻟﻨﺴﺘﻤﻊ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺬﺭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺧﺎﻑ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺃﻥ ﺃﺧﻠﻌﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ؛ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻳﻔﻌﻠﻦ ﺫﻟﻚ !!
ﻭﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﺑﻤﻨﻄﻘﻚ ﻫﺬﺍ ﻟﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً، ﻭﻟﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ؛ ﻷﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺨﺎﻑ ﺗﺮﻛﻬﺎ، ﻭﻟﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ؛ ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ .. ﺇﻟﺦ .. ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﻧﺼَﺐَ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺒﺎﺋﻠﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺼﺪﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ؟ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺐ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻣﻔﺮﻭﺿﺎً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ؟ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺒﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺘﻨﺒﻴﻬﺎ ﻭﺗﻌﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ؟ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺒﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﺘﺰﻣﻴﻬﺎ؟ .
ﻓﻤﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ : ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ
ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﻛﺬﻟﻚ : ﺍﻟـﺼـــﻼﺓ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﺍﺳْﺘَﻌِﻴﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﺼَّﺒْﺮِ ﻭَﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻭَﺇﻧَّﻬَﺎ ﻟَﻜَﺒِﻴﺮَﺓٌ ﺇﻻَّ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺨَﺎﺷِﻌِﻴﻦَ { [ ﺍﻟـﺒـﻘـﺮﺓ 45: ] ، ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻜﻞ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ـ ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ـ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬـُـــــﻢْ ﻓَﻌَﻠُﻮﺍ ﻣَﺎ ﻳُﻮﻋَﻈُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻟَﻜَﺎﻥَ ﺧَﻴْﺮﺍً ﻟَّﻬُﻢْ ﻭَﺃَﺷَﺪَّ ﺗَﺜْﺒِﻴﺘﺎً { [ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 66: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻟﻮ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺫُﻗـﺖِ ﺣـــــﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻛﺖِ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻣﻴﻬﺎ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺍﻵﻥ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻓﻤﺎ ﻗﻮﻟﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﻗﻴﻞ ﻟﻲ : ( ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺰﻭﺟﻚ ﺃﺣﺪ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺰﻭﺝ )
ﺇﻥ ﺯﻭﺟﺎً ﻳﺮﻳﺪﻙ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﻋﺎﺻﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺯﻭﺝ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﻚ، ﻫﻮ ﺯﻭﺝ ﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻻ ﻳﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﺇﻥ ﺑﻴﺘﺎً ﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻏﻀﺎﺑﻪ ﺣَﻖّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻋْﺮَﺽَ ﻋَﻦ ﺫِﻛْﺮِﻱ ﻓَﺈﻥَّ ﻟَﻪُ ﻣَﻌِﻴﺸَﺔً ﺿَﻨﻜﺎً ﻭَﻧَﺤْﺸُﺮُﻩُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺃَﻋْﻤَﻰ { [ ﻃﻪ 124: ] .
ﻭﺑﻌﺪُ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺤﺠﺒﺔ ﺗﺰﻭﺟﺖ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ : ﺇﻥ ﺗﺒﺮﺟﻲ ﻭﺳﻔﻮﺭﻱ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻃﺎﻫﺮﺓ، ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻻ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺮﻓﺖ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ؛ ﻷﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ) .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻻ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﻭﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ( ﻻ ﺃﺗﺤﺠﺐ؛ ﻋﻤﻼً ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺑِﻨِﻌْﻤَﺔِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺤَﺪِّﺙْ { [ ﺍﻟﻀﺤﻰ 11: ] ، ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺧﻔﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻧﺎﻋﻢ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻓﺎﺗﻦ؟ )
ﺃﺧﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ! ، ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ، ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭﻻ ﻳُﺒْﺪِﻳﻦَ ﺯِﻳﻨَﺘَﻬُﻦَّ ﺇﻻَّ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ { [ ﺍﻟﻨﻮﺭ : 31 ] ، ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ( ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ) : }
ﻳُﺪْﻧِﻴﻦَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﻣِﻦ ﺟَﻼﺑِﻴﺒِﻬِﻦَّ { [ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ 59: ] .
ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﺷﺮﻋﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ : ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ .
ﺇﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ : ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮﻱ ﻭﺗﺘﺤﺪﺛﻲ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻚ؟ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : ﻧﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﺍﺟﺐ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻟﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ) .
ﻧﺴﺄﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ؟ .
ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﺒﺒﺎً، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻛﻲ ﻳﺸﻔﻰ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﻏﺎﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ .
ﻓﻬﻞ ﺳﻌﺖ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺟﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺑﺬﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ : ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺍﻫْﺪِﻧَﺎ ﺍﻟﺼِّﺮَﺍﻁَ ﺍﻟﻤُﺴْﺘَﻘِﻴﻢَ { [ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ 6: ] ، ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ؛ ﻓﺈﻧﻬﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻳﺰﻳﺪﻫﺎ ﻫﺪﻯ، ﻭﻳﻠﻬﻤﻬﺎ ﺭﺷﺪﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ، ﻓﺘﻠﺘﺰﻡ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻠﺒﺲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ؟ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﺟﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻟﺒﺬﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻨﺎﻟﺘﻬﺎ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﻭﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ؟، ﻗﺎﻟﺖ : ( ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺤـﻦ ﺑﻌﺪ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﺳﺄﻟﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺞ .(!
ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﺖ، ﺯﺍﺋﺮ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻚ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﻤﺮﻙ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻓَﺈﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﺃَﺟَﻠُﻬُﻢْ ﻻ ﻳَﺴْﺘَﺎًﺧِﺮُﻭﻥَ ﺳَﺎﻋَﺔً ﻭَﻻ ﻳَﺴْﺘَﻘْﺪِﻣُﻮﻥَ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ 34: ] ، ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﺴﻔﻮﺭﻙ ﻭﺗﺒﺮﺟﻚ .
ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺳَﺎﺑﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﻴﻦ، ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺳَﺎﺑِﻘُﻮﺍ ﺇﻟَﻰ ﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٍ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﺟَﻨَّﺔٍ ﻋَﺮْﺿُﻬَﺎ ﻛَﻌَﺮْﺽِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻷَﺭْﺽِ { [ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ 21: ] .
ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ : ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻨﺴﺎﻙ ، ﺑﺄﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﻚ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻳﻨﺴﻴﻚ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﻼ ﺗﻌﻄﻴﻨﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ : } ﻧَﺴُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﻨَﺴِﻴَﻬُﻢْ { [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 67 ] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﻻ ﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻛَﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻧَﺴُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﺄَﻧﺴَﺎﻫُﻢْ ﺃَﻧﻔُﺴَﻬُﻢْ { [ ﺍﻟﺤﺸﺮ 19: ] .
ﺃﺧﺘﺎﻩ : ﺗﺤﺠﺒﻲ ﻓﻲ ﺻﻐﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺳﺎﺋﻠﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻭﻛﻞ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﻤﺮﻙ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻣﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ !! ، ﻛﻴﻒ ﺗﻀﻤﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪ ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ : ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ : ( ﺃﺧﺸﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺰﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﺤﺰﺏ ) .
ﺃﺧﺘﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺰﺑﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﻫﻮ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺎﺻﻴــﻪ، ﻭﺍﻟـﺤــــــﺰﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻮ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺼﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺃﻧـﺖ ﺣـﻴـــﻦ ﺗﻠﺘﺰﻣﻴﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ـ ﺗﺼﻴﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻴﻦ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗـﺘـﺒـﺮﺟـﻴـﻦ ﻭﺗُﺒْﺪﻳﻦ ﻣﻔﺎﺗﻨﻚ ﺗﺮﻛﺒﻴﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺑﺌﺲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺭﻓﻴﻘﺎً .
ﺃﺭﺃﻳﺖِ ﻛﻴﻒ ﺗﻔﺮِّﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟـﺸـﻴـﻄﺎﻥ، ﻭﺗﺴﺘﺒﺪﻟﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ، ﻓﻔﺮﻱ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻃﺒﻘﻲ ﺷﺮﺍﺋﻌﻪ } ﻓَﻔِﺮُّﻭﺍ ﺇﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّـــــﻪِ ﺇﻧِّﻲ ﻟَـﻜُــــﻢ ﻣِّـﻨْـﻪُ ﻧَﺬِﻳﺮٌ ﻣُّﺒِﻴﻦٌ { [ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ 50: ]، ﻓﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗـﻬــﻢ ﻭﺍﺧـﺘـﻴــــﺎﺭﺍﺗﻬﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺠﻨﺘﻪ : ﺍﺿــــﺮﺑﻲ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ، ﻭﻋﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ، ﻭﺍﻗﺘﺪﻱ ﺑﺄﻣــﻬـــــﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺍﺕ .
ﺧﺎﺗﻤﺔ : ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ :
ﺟﺴﺪﻙ ﻣﻌﺮﻭﺽ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻳﻐﻮﻱ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ : ﺧﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﺩﻳﺔ، ﻣﻼﺑﺲ ﺿﻴﻘﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺟﺴﻤﻚ، ﻣﻼﺑﺲ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺗﺒﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻚ ﻭﻗﺪﻣﻴﻚ، ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺒﻬﺮﺟﺔ ﻣﺰﺭﻛﺸﺔ ﻣﻌﻄﺮﺓ ﺗﻐﻀﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﺸﻴـﻄـﺎﻥ .. ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﺍً ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺮﺑﺎً، ﻛﻞ ﻳـــﻮﻡ ﺗﻨﺼﺐّ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻌﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻏﻀﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﺑﻲ ، ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻘﺘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻳﺴﺘﻌﺪ ﻣـﻠـﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻚ : }
ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﺫَﺍﺋِﻘَﺔُ ﺍﻟﻤَﻮْﺕِ ﻭَﺇﻧَّﻤَﺎ ﺗُﻮَﻓَّﻮْﻥَ ﺃُﺟُﻮﺭَﻛُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓَﻤَﻦ ﺯُﺣْﺰِﺡَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻭَﺃُﺩْﺧِﻞَ ﺍﻟﺠَﻨَّﺔَ ﻓَﻘَﺪْ ﻓَﺎﺯَ ﻭَﻣَﺎ ﺍﻟﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇﻻَّ ﻣَﺘَﺎﻉُ ﺍﻟﻐُﺮُﻭﺭِ { [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 185: ] .
ﺍﺭﻛﺒﻲ ـ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ـ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﻋﻦ ﻣﺤﻄﺘﻚ .
ﺗﺄﻣﻠﻲ ـ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ـ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺪ .
ﻓﻜِّﺮﻱ ﻓﻴﻪ ـ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ـ ﺍﻵﻥ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻌﺎً ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻧﺘﺼﻔﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ؛ ﻟﻨﺘﻌﺮﻑ ـ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻧﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻛﻼّ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ..
ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺠﻼﻝ ﻭﺟـﻬــــــﻪ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ، ﻭﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻨﺘﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً، ﺗﺤﻒ ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﻳﺤﻔَﻞُ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﻳﺰﺩﺍﻥ ﺑﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻳﻘﻮﺩ ﺷِﻘّﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ـ ﺍﻟﺮﺟــﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ـ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻓـﻜــﺎﻥ ﻣـــﻦ ﺫﻟــﻚ : ﺃﻥ ﺃﻭﺟـﺐ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ؛ ﺻﻮﻧﺎً ﻟﻌﻔﺎﻓﻬﺎ، ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻬﺎ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﺎ .
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟـــﺬﻱ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻨﻜّﺐُ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ : ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻣﺮﻳﻀﺎً ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺘـﻌــﺎﺩ ﺍﻟﻤﺠـﺘـﻤــﻊ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺗﻮﺿﺢ ـ ﺑﺪﻗﺔ ـ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﻪ ﻭﺗﺤﻠﻠﻪ : ﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺴّﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﻣـﻦ ﺳﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠـﺘـﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ؟ .
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔـﺘـﻴﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ : ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﺬﺍﺭ ﺭﺋﻴﺴﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﺑﺪﺍ ﻟﻨﺎ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﺗـﻠـﻚ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ .
ﻣﻌﺎً ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻧﺘﺼﻔﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ؛ ﻟﻨﺘﻌﺮﻑ ـ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻧﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻛﻼّ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ :
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻷﻭﻝ : ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ( ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﺘﻨﻊ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ) .
ﻧﺴﺄﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﺳﺆﺍﻟﻴﻦ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺃﺻﻼً ﺑﺼﺤﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ .
ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ : ﻧﻌﻢ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ( ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﻘـﺘـﻨـﻌــــﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺷﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ؟ .
ﻟﻮ ﺃﺧﻠﺼﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﺚ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻘﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ .
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟــــﺬﻱ ﺗـﺆﻣــﻦ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺍﺕ .
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﻤﻲ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؟، ﻫﻮ ﻋـﻠـﻰ ﺃﻱ ﺣـــﺎﻝ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ : } ﺇﻧَّﻤَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻗَﻮْﻝَ ﺍﻟﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺇﺫَﺍ ﺩُﻋُﻮﺍ ﺇﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻟِﻴَﺤْﻜُﻢَ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺃَﻥ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﺍ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻭَﺃَﻃَﻌْﻨَﺎ ﻭَﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟﻤُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﻨﻮﺭ 51: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺗﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮﻩ ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ( ﺃﻧــﺎ ﻣـﻘـﺘـﻨـﻌـﺔ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻟﺒﺴﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺼﻴﺘﻬﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ) .
ﻳﺠـﻴـﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺬﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﺃﻛﺮﻡ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﺑﻘﻮﻝ ﻭﺟﻴﺰ ﺣﻜﻴﻢ : ( ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ) ( 1 ) .
ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟــﻮﺍﻟــﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ـ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻷﻡ ـ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ، ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ـ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ـ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻻ ﺗُﺸْﺮِﻛُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇﺣْﺴَﺎﻧﺎً { [ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 36: ] .
ﻓﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ : ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺇﻥ ﺟَﺎﻫَﺪَﺍﻙَ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥ ﺗُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﻲ ﻣَﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻚَ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﻓَﻼ ﺗُﻄِﻌْﻬُﻤَﺎ { [ ﻟﻘﻤﺎﻥ 15: ] .
ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﺪﻡ ﻃﺎﻋﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻭﺑﺮﻫﻤﺎ؛ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﺻَﺎﺣِﺒْﻬُﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻣَﻌْﺮُﻭﻓﺎً { .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻴﻌﻴﻦ ﺃﻣﻚ ﻭﺗﻌﺼﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﺧﻠﻖ ﺃﻣﻚ ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﻘﻮﻝ : ( ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺷﺮﻋﻴﺔ ) .
ﺃﺧﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ : ﺇﻣﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻣﺨﻠﺼﺔ ، ﻭﺇﻣﺎ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻣﺘﻤﻠﺼﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺣﺠﺎﺑﺎً ﻣﺘﺒﺮﺟﺎً ﺻﺎﺭﺥ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ، ﻳﺠﺎﺭﻱ ﻣﻮﺿﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ .
ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺄﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ : ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻓﻲ ﻟـﺒـﺎﺳـﻬـــــﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻏﻀﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ؟ ! ، ﺃﻟﻢ ﻳـﻘـﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻓَﺎﺳْﺄََﻟُﻮﺍ ﺃََﻫْﻞَ ﺍﻟﺬِّﻛْﺮِ ﺇﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻻ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 43: ] ، ﻓﺘﻌﻠﻤﻲ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻓــﻼ ﺗﺨﺮﺟﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ؛ ﺇﺭﺿﺎﺀً ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ، ﻭﺇﺫﻻﻻً ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ .
ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﻟﻮ ﺻَﺪَﻗَﺖْ ﻧﻴّﺘُﻚ ﻭﺻـﺤّـــﺖْ ﻋـﺰﻳـﻤـﺘُـﻚ ﻻﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻟﻒ ﻳﺪٍ ﺧﻴِّﺮﺓ، ﻭﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ! ، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ : } ﻭَﻣَﻦ ﻳـَـﺘَّـﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞ ﻟَّﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟﺎً . ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻻ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ { [ ﺍﻟﻄﻼﻕ 3-2: ] ؟ .
ﺃﻣﺎ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﻠﺼﺔ، ﻓﻠﻬﺎ ﻧﻘﻮﻝ :
ـ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺳﻤﻮ ﺍﻟـﻘـﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺰﺭﻛﺸﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺑﻬﺮﺟﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻣﺠﺎﺭﺍﺓ ﺃﻫــﻞ ﺍﻟـﻌـﺼـــــــﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﺍﺳﻤﻌﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇﻥَّ ﺃَﻛْﺮَﻣَﻜُﻢْ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﺗْﻘَﺎﻛُﻢْ { [ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ 13: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻓﻲ ﺳـﺒـﻴــﻞ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺟﻨﺘﻪ : ﻳﻬﻮﻥ ﻛﻞ ﻏﺎﻝٍ ﻭﻧﻔﻴﺲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺟــــﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟــﺮﺍﺑـﻌــﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ( ﺍﻟﺠﻮ ﺣﺎﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﺤﻤﻠﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ؟ ) ..
ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟـﻰ : } ﻗُﻞْ ﻧَﺎﺭُ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺃَﺷَﺪُّ ﺣَﺮّﺍً ﻟَّﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻔْﻘَﻬُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 81: ] .
ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﺭﻧﻴﻦ ﺣﺮّ ﺑﻼﺩﻙ ﺑﺤﺮ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ .
ﺍﻋﻠﻤﻲ ـ ﺃﺧﺘﻲ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺻﻄﺎﺩﻙ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺣﺒﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ، ﻟﻴﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ، ﻓﺄﻧﻘﺬﻱ ﻧـﻔـﺴــﻚ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻛﻪ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﻌﻤﺔً ﻻ ﻧﻘﻤﺔ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮﻙ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻓﺘﺮﺟﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻀﺤﻲ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ : } ﻻ ﻳَﺬُﻭﻗُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑَﺮْﺩﺍً ﻭَﻻ ﺷَﺮَﺍﺑﺎً . ﺇﻻَّ ﺣَﻤِﻴﻤﺎً ﻭَﻏَﺴَّﺎﻗﺎً { [ ﺍﻟﻨﺒﺄ 25-24: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﺣﻔﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﺭﻩ، ﻭﺣﻔﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﻟﻨﺴﺘﻤﻊ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺬﺭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺧﺎﻑ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺃﻥ ﺃﺧﻠﻌﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ؛ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻳﻔﻌﻠﻦ ﺫﻟﻚ !!
ﻭﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﺑﻤﻨﻄﻘﻚ ﻫﺬﺍ ﻟﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً، ﻭﻟﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ؛ ﻷﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺨﺎﻑ ﺗﺮﻛﻬﺎ، ﻭﻟﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ؛ ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ .. ﺇﻟﺦ .. ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﻧﺼَﺐَ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺒﺎﺋﻠﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺼﺪﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ؟ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺐ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻣﻔﺮﻭﺿﺎً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ؟ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺒﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺘﻨﺒﻴﻬﺎ ﻭﺗﻌﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ؟ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺒﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﺘﺰﻣﻴﻬﺎ؟ .
ﻓﻤﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ : ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ
ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﻛﺬﻟﻚ : ﺍﻟـﺼـــﻼﺓ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﺍﺳْﺘَﻌِﻴﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﺼَّﺒْﺮِ ﻭَﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻭَﺇﻧَّﻬَﺎ ﻟَﻜَﺒِﻴﺮَﺓٌ ﺇﻻَّ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺨَﺎﺷِﻌِﻴﻦَ { [ ﺍﻟـﺒـﻘـﺮﺓ 45: ] ، ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻜﻞ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ـ ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ـ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬـُـــــﻢْ ﻓَﻌَﻠُﻮﺍ ﻣَﺎ ﻳُﻮﻋَﻈُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻟَﻜَﺎﻥَ ﺧَﻴْﺮﺍً ﻟَّﻬُﻢْ ﻭَﺃَﺷَﺪَّ ﺗَﺜْﺒِﻴﺘﺎً { [ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 66: ] .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻟﻮ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺫُﻗـﺖِ ﺣـــــﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻛﺖِ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻣﻴﻬﺎ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺍﻵﻥ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻓﻤﺎ ﻗﻮﻟﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﻗﻴﻞ ﻟﻲ : ( ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺰﻭﺟﻚ ﺃﺣﺪ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺰﻭﺝ )
ﺇﻥ ﺯﻭﺟﺎً ﻳﺮﻳﺪﻙ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﻋﺎﺻﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺯﻭﺝ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﻚ، ﻫﻮ ﺯﻭﺝ ﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻻ ﻳﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﺇﻥ ﺑﻴﺘﺎً ﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻏﻀﺎﺑﻪ ﺣَﻖّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻋْﺮَﺽَ ﻋَﻦ ﺫِﻛْﺮِﻱ ﻓَﺈﻥَّ ﻟَﻪُ ﻣَﻌِﻴﺸَﺔً ﺿَﻨﻜﺎً ﻭَﻧَﺤْﺸُﺮُﻩُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺃَﻋْﻤَﻰ { [ ﻃﻪ 124: ] .
ﻭﺑﻌﺪُ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺤﺠﺒﺔ ﺗﺰﻭﺟﺖ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ : ﺇﻥ ﺗﺒﺮﺟﻲ ﻭﺳﻔﻮﺭﻱ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻃﺎﻫﺮﺓ، ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻻ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺮﻓﺖ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ؛ ﻷﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ) .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻻ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﻭﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ( ﻻ ﺃﺗﺤﺠﺐ؛ ﻋﻤﻼً ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺑِﻨِﻌْﻤَﺔِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺤَﺪِّﺙْ { [ ﺍﻟﻀﺤﻰ 11: ] ، ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺧﻔﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻧﺎﻋﻢ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻓﺎﺗﻦ؟ )
ﺃﺧﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ! ، ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ، ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭﻻ ﻳُﺒْﺪِﻳﻦَ ﺯِﻳﻨَﺘَﻬُﻦَّ ﺇﻻَّ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ { [ ﺍﻟﻨﻮﺭ : 31 ] ، ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ( ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ) : }
ﻳُﺪْﻧِﻴﻦَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﻣِﻦ ﺟَﻼﺑِﻴﺒِﻬِﻦَّ { [ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ 59: ] .
ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﺷﺮﻋﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ : ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ .
ﺇﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ : ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮﻱ ﻭﺗﺘﺤﺪﺛﻲ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻚ؟ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : ﻧﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﺍﺟﺐ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻟﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ) .
ﻧﺴﺄﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ؟ .
ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﺒﺒﺎً، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻛﻲ ﻳﺸﻔﻰ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﻏﺎﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ .
ﻓﻬﻞ ﺳﻌﺖ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺟﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺑﺬﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ : ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺍﻫْﺪِﻧَﺎ ﺍﻟﺼِّﺮَﺍﻁَ ﺍﻟﻤُﺴْﺘَﻘِﻴﻢَ { [ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ 6: ] ، ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ؛ ﻓﺈﻧﻬﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻳﺰﻳﺪﻫﺎ ﻫﺪﻯ، ﻭﻳﻠﻬﻤﻬﺎ ﺭﺷﺪﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ، ﻓﺘﻠﺘﺰﻡ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻠﺒﺲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ؟ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺖ ﺟﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻟﺒﺬﻟﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻨﺎﻟﺘﻬﺎ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﻭﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺃﺧﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ؟، ﻗﺎﻟﺖ : ( ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺤـﻦ ﺑﻌﺪ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﺳﺄﻟﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺞ .(!
ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﺖ، ﺯﺍﺋﺮ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻚ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﻤﺮﻙ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻓَﺈﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﺃَﺟَﻠُﻬُﻢْ ﻻ ﻳَﺴْﺘَﺎًﺧِﺮُﻭﻥَ ﺳَﺎﻋَﺔً ﻭَﻻ ﻳَﺴْﺘَﻘْﺪِﻣُﻮﻥَ { [ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ 34: ] ، ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﺴﻔﻮﺭﻙ ﻭﺗﺒﺮﺟﻚ .
ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺳَﺎﺑﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﻴﻦ، ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺳَﺎﺑِﻘُﻮﺍ ﺇﻟَﻰ ﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٍ ﻣِّﻦ ﺭَّﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﺟَﻨَّﺔٍ ﻋَﺮْﺿُﻬَﺎ ﻛَﻌَﺮْﺽِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻷَﺭْﺽِ { [ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ 21: ] .
ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ : ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻨﺴﺎﻙ ، ﺑﺄﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﻚ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻳﻨﺴﻴﻚ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﻼ ﺗﻌﻄﻴﻨﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ : } ﻧَﺴُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﻨَﺴِﻴَﻬُﻢْ { [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 67 ] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻭَﻻ ﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻛَﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻧَﺴُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﺄَﻧﺴَﺎﻫُﻢْ ﺃَﻧﻔُﺴَﻬُﻢْ { [ ﺍﻟﺤﺸﺮ 19: ] .
ﺃﺧﺘﺎﻩ : ﺗﺤﺠﺒﻲ ﻓﻲ ﺻﻐﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺳﺎﺋﻠﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻭﻛﻞ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﻤﺮﻙ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻣﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ !! ، ﻛﻴﻒ ﺗﻀﻤﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪ ؟ .
ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ : ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ : ( ﺃﺧﺸﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺰﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﺤﺰﺏ ) .
ﺃﺧﺘﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺰﺑﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﻫﻮ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻌﺎﺻﻴــﻪ، ﻭﺍﻟـﺤــــــﺰﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻮ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺼﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺃﻧـﺖ ﺣـﻴـــﻦ ﺗﻠﺘﺰﻣﻴﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ـ ﺗﺼﻴﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻴﻦ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗـﺘـﺒـﺮﺟـﻴـﻦ ﻭﺗُﺒْﺪﻳﻦ ﻣﻔﺎﺗﻨﻚ ﺗﺮﻛﺒﻴﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺑﺌﺲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺭﻓﻴﻘﺎً .
ﺃﺭﺃﻳﺖِ ﻛﻴﻒ ﺗﻔﺮِّﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟـﺸـﻴـﻄﺎﻥ، ﻭﺗﺴﺘﺒﺪﻟﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ، ﻓﻔﺮﻱ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻃﺒﻘﻲ ﺷﺮﺍﺋﻌﻪ } ﻓَﻔِﺮُّﻭﺍ ﺇﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّـــــﻪِ ﺇﻧِّﻲ ﻟَـﻜُــــﻢ ﻣِّـﻨْـﻪُ ﻧَﺬِﻳﺮٌ ﻣُّﺒِﻴﻦٌ { [ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ 50: ]، ﻓﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗـﻬــﻢ ﻭﺍﺧـﺘـﻴــــﺎﺭﺍﺗﻬﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ : ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺠﻨﺘﻪ : ﺍﺿــــﺮﺑﻲ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ، ﻭﻋﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ، ﻭﺍﻗﺘﺪﻱ ﺑﺄﻣــﻬـــــﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺍﺕ .
ﺧﺎﺗﻤﺔ : ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ :
ﺟﺴﺪﻙ ﻣﻌﺮﻭﺽ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻳﻐﻮﻱ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ : ﺧﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﺩﻳﺔ، ﻣﻼﺑﺲ ﺿﻴﻘﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺟﺴﻤﻚ، ﻣﻼﺑﺲ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺗﺒﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻚ ﻭﻗﺪﻣﻴﻚ، ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺒﻬﺮﺟﺔ ﻣﺰﺭﻛﺸﺔ ﻣﻌﻄﺮﺓ ﺗﻐﻀﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﺸﻴـﻄـﺎﻥ .. ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﺍً ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺮﺑﺎً، ﻛﻞ ﻳـــﻮﻡ ﺗﻨﺼﺐّ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻌﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻏﻀﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﺑﻲ ، ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻘﺘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻳﺴﺘﻌﺪ ﻣـﻠـﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻚ : }
ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﺫَﺍﺋِﻘَﺔُ ﺍﻟﻤَﻮْﺕِ ﻭَﺇﻧَّﻤَﺎ ﺗُﻮَﻓَّﻮْﻥَ ﺃُﺟُﻮﺭَﻛُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓَﻤَﻦ ﺯُﺣْﺰِﺡَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻭَﺃُﺩْﺧِﻞَ ﺍﻟﺠَﻨَّﺔَ ﻓَﻘَﺪْ ﻓَﺎﺯَ ﻭَﻣَﺎ ﺍﻟﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇﻻَّ ﻣَﺘَﺎﻉُ ﺍﻟﻐُﺮُﻭﺭِ { [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 185: ] .
ﺍﺭﻛﺒﻲ ـ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ـ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﻋﻦ ﻣﺤﻄﺘﻚ .
ﺗﺄﻣﻠﻲ ـ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ـ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺪ .
ﻓﻜِّﺮﻱ ﻓﻴﻪ ـ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ـ ﺍﻵﻥ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ