استنوق الجمل.

عبدالرؤوف

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
22 ديسمبر 2018
المشاركات
1,338
نقاط التفاعل
3,708
النقاط
76
العمر
31
محل الإقامة
بسكرة
الجنس
ذكر
حوار مستخرج من كتاب وحي القلم
للأديب الرافعي رحمه الله
وصدق وصفا وبيانا كعادته


ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻻ ﻗِﺒَﻞَ ﻟﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻤُﻌﻨِّﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ : " ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ " ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺑﻴﺖ ﺛِﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺌﻴﻦ : ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﻫﻤُّﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻴﻦ : ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻫﺎ، ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻳُﻠﺰِﻣﻮﻧﻨﻲ ﻋﻤﻞَ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺃﻣﻠِﻚُ ﺇﻻ ﻳﺪﻳﻦِ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ، ﻭﺃﺗﺤﻤَّﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﻫﻘًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺃﺑﻨِﻴﻬﻢ ﺑﺄﻳﺎﻣﻲ، ﻭﺃﺟﻤﻊ ﻫﻤﻮﻡ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﺱٍ ﻭﺍﺣﺪ، ﻫﻮ ﺭﺃﺳﻲ ﺃﻧﺎ، ﻳُﻮﻟَﺪ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﻌﺪﺓ ﺗﻬﻀﻢ ﻟﺘﻮِّﻫﺎ ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺃﻭ ﺭِﺟﻞ ﺃﻭ ﻋﻘﻞ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻋﺎﺟﺰ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞٌّ، ﻣﺘﺨﺎﺫﻝ ﻻ ﻳُﻄﻴﻖ ﻭﻻ ﻳﻘﺪِﺭ .
ﻗﺎﻝ : ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ؛ ﺃﻱ : ﻋﺴﻠﻪ ﻭﺣﻠﻮﺍﻩ، ﺃﻧﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗُﺬﻫﺐ ﻋﺰﻭﺑﺘﻲ، ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﻧﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻋﺴَﻞ ﻭﺣﻠﻮﻯ، ﻭﻟﻜﻞ ﻭﻗﺖٍ ﺯﻭﺍﺝ، ﻭﻟﻜﻞ ﻋﺼﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺨﻒَ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲَ ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﺗﺮﺍﺩَﻓَﺖْ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺏٍ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺣُﻜﻤًﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﺎﻋﺎﺕ !
ﻗﺎﻝ : ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕَ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒَ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ - ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺰَّﺍﺏ - ﻗﻮﻡ ﻛﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﻦ؛ ﺭﺫﻳﻠﺘُﻬﻢ ﻓﻨِّﻴﺔ، ﻭﻓﻀﻴﻠﺘﻬﻢ ﻓﻨﻴﺔ، ﻓﺘﻠﻚ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺴﺒﻴﻞ، ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻫﻮ ﻟﻤﻮﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻦ ﻻ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﺖَ : ﻫﺬﺍ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻋﺎﺭٍ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ، ﻭﻋِﺒْﺖَ ﺍﻟﻔﻦ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻛﻌَﻴْﺒِﻚ ﻭﺟﻪَ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﻟﺤﻴﺔ !
ﻫﺎﺕ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺳﻮﺍﺩﻩ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮﻥٌ ﻛﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﻪ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ؛ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻨﻲُّ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻳﺪ ﺍﻟﻔﻨِّﻲ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻐﻨِﻲ؛ ﻫﺬﻩ ﻻ ﻳﻘﻊُ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺇﻻ ﻟﻴﺘﻌﺪَّﺩ ﺛﻢ ﻳﺘﻌﺪﺩ، ﻭﺗﻠﻚ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﻟﺘﺘﻌﺪﺩ ﺛﻢ ﺗﺘﻌﺪﺩ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﻮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻦٌّ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺬﻫﺒُﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺿﺮﻭﺑًﺎ ﻭﺃﻓﺎﻧﻴﻦ؛ ﻣَﻦ ﺃﻃﺎﻕ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻗﺪَﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻟﻢ ﻳَﺮْﺽَ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔً ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻯ، ﻟﺜﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗِﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺜﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺼَّﻮَّﺍﻥ؛ ﺇﺫ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻠِﺪُ ﺃﺷﻌﺔ ﻛﻮﺍﻛﺐ، ﻭﻻ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻧﺪﻯ، ﻭﺣَﺴْﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﺮﺃﺱٍ ﻭﺍﺣﺪ ﺣِﻤْﻼً .
ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﻌﺮَﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺳﻼﻣﻬﺎ ﻭﺗﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺷﻮﺍﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞِ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻏﺮﺍﻡ، ﺛﻢ ﻳﺪﻉ ﻫﺬﺍ ﻭﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻭﺧﺼﺎﻣَﻬﺎ ﻭﻟَﺠَﺎﺟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻗﻀﻴﺔٍ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻛﻞ ﻭﺭﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠِﺪُ ﻭﺭﻗﺔ؟
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻻ ﺗﺤﺴَﺒَﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﻜﻢَ ﺍﻟﺸﺮﻉ ! ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺤﺎﻡٍ ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ : ﻣﺎ ﺃﺣﻜﻢَ ﺍﻟﺸﺮﻉَ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺮﺧِّﺺْ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊَ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻨﻘْﺐ ﺍﻟﻠﺺِّ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺐ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛُﺴﺮ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘُﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮ، ﻓﺎﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﻠﻪ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﻫُﺰُﺅ ﻣﻦ ﺑﻌﺪُ !
ﻫﺬﻩ ﻋﻘﻠﻴَّﺔُ ﺷﺎﺏٍّ ﻣﺤﺎﻡٍ ﻃُﻮﻱ ﻋﻘﻠُﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻭﻃﻮﻱ ﻗﻠﺒُﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻤﺘﺮﻱ ﺃﺣﺪٌ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩِ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘَّﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺠِﻠﺪ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺑﺮﺡ ﻳﻨﺎﻫﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤِﺮﻳﻦ ﻭﻳﻮﺍﺛِﺒﻬﻢ، ﻏﺎﻓﻼً ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻫﻀﻪ ﻭﺗﻮﺍﺛﺒﻪ، ﺟﺎﻫﻼً ﺃﻥ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﺮُ ﺑﺎﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﺮُ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺴُﻮﻕ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ، ﻭﺍﻟﻜِﺘﺎﺏ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ، ﻭﺍﻟﻠﺬَّﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺤُﺐ .
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻋﺪﻭًّﺍ ﺭﻣﺎﻙ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑِﻚ ﺃﻭ ﻣﺘﺎﻋﻚ، ﻟَﻤَﺎ ﺩﺧَﻠﻚ ﺍﻟﺸﻚ ﺃﻥ ﻋﺪﻭﻙ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺭُ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺮُﻍَ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ، ﻓﻜﻴﻒ - ﻟَﻌﻤﺮﻱ - ﻏﻔَﻞ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴُّﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺧﻼﻕٍ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻳﺄﻛﻠﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻭﻥ ﺃﻛﻼً، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻨﻀﺠﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﺴﺎﻏًﺎ، ﻭﺃﻟﻴَﻦ ﺃَﺧْﺬًﺍ، ﻭﺃﺳﺮﻉَ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻀﻢ !
ﻟَﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﺼﺎﺑِﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺼﺮُ ﻭﻧﺴﺎﺅﻫﺎ ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ، ﻓﻌﻠﻰ ﻃﺮَﻑِ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺻﻴﺤﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻤﻞٌ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻟﺬﺗِﻪ ﺑﻬﺎ، ﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ .
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺸﺘﻖ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﻣﺮﺟﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻞٍ ﻭﺍﺣﺪ؛ ﻛﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻠﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻳُﻤﻬﺪ ﺷﻲﺀٌ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺸﻲﺀ، ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺯﺍﺋﻐﺔً ﺃﻭ ﻣﺨﺘﻠَّﺔ، ﺃﻭ ﻣﺘﺮﺍﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀَّﻌﻒ، ﺃﻭ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﺷﺒﺎﻥ ﻭﻗَﻒ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏُ ﻣﻮﻗﻒ ﺑَﻼَﺩَﺓ، ﻓﻼ ﻳﺨﻄﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ، ﻭﻻ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻨﻤﻮﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞُ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻓﻤﻦ ﺛَﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺧَﻮَّﺍﺭًﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻤِﻞَ ﺃﺛﻘﺎﻻً ﻣﻊ ﺃﺛﻘﺎﻟﻪ، ﻭﻳﺴﺘﻮﻃﺊ ﺍﻟﻌَﺠْﺰ ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﻝ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻗﺎﻋﺪ ﺍﻟﻬﻤﺔ، ﺭﺧﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ، ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏِ ﻋﺠﺰِﻩ ﻭﺗﺨﺎﺫُﻟِﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻻ ﻛﺎﻟﻤﺮﻳﺾِ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻤﺮَﺿِﻪ ﺣَﻤِﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻳﻪ، ﺿُﺠَﻌﺔً ﻻ ﻳﻤﺸﻲ، ﻧُﻮَﻣﺔً ﻻ ﻳﻨﺘﻬﺾ، ﻣﺴﺘﺮﻳﺤًﺎ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ .
ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺴﻠﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﺘﺤﻮَّﻝ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ، ﻓﻴﻨﺼﺮِﻑ ﻋﻦ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ، ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻀﺎﺋﻞَ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ، ﻳﻘﻠِّﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻣًﺎ ﻏﻴﺮَ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻳﺠﻠﺒﻬﺎ ﻟﺒﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺌﺘﻪ، ﻭﻳﻘﺴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻠُﺢَ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﻓﺴﺎﺩ، ﻭﻳُﻜﺮﻫﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻔَﻌَﻪ ﻭﻫﻲ ﺿﺮﺭ، ﻭﺗﻠﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻐﺎﻣﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐُ ﺑﻜﻴﺎﻧﻪ، ﻓﻼ ﺗﻠﺒَﺚُ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﻋَﻪ ﻭﺗﻔﺮﻗَﻪ .
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻣﻄﺮًﺍ ﻭﻏﻴﺜًﺎ، ﻟَﻤَﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻮﻥٌ ﻣﺼﺒﻮﻍ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺩِﻳﻨًﺎ، ﻟَﻤَﺎ ﺻﺒﻐﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻼﻕُ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭﻣﺎ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱِ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥٍ ﺇﻻ ﺩﻋﻮﺓٌ ﻟﻠﺼﻮﺹ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺇﻻ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕٍ ﻭﺗﺒِﻌﺎﺕ ﻭﻗﻴﻮﺩًﺍ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺇﻋﺪﺍﺩُ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻷﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﺣﺘﻰ ﻳﻘَﺮَّ ﻓﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮِ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﻣﻨﻔﺮﺩًﺍ، ﻭﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌًﺎ؟
ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺴﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺏَّ، ﺑﻞ ﺧﺴﺮﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦُ ﻭﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺟﻤﻴﻌًﺎ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻭَﺿْﻌُﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﻮﺟَﺐ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻪ ﺃﻥ ﺗﺴﺨَّﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻫﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻜﺲِ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺪ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥُ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺣﻘُّﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﺪِّﻡَ ﻟﻬﻢ ﺑﻐﺎﻳﺎ ﻻ ﺯﻭﺟﺎﺕ، ﺑﻐﺎﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ !
ﻗَﺒَّﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺼﺮًﺍ ﻳﺠﻬﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏُّ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﻠﻤﺘﺎﻥِ ﺗﻔﺴِّﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ ﺗﻔﺴﻴﺮًﺍ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴًّﺎ ﺩﻳﻨﻴًّﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺍﻷﺣﻤﺎﻝ، ﻻ ﺑﺎﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﺴﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔُ ﺍﻟﺬَّﻛَﺮَ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ .
ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺤﻄَّﺔ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﺯﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺗﻜﻮﻥُ ﺇﻻ ﺩﻧﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺤﻄﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ ﻭﺃﺧﻴﻠﺘِﻬﺎ ﺍﻟﺮُّﻭﺣﻴﺔ، ﺩﻧﻴﺌﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻬﺎ ﺇﻥ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓُ ﺑﻤﻮﺿِﻊِ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ، ﺩﻧﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺣُﻜﻤﻬﺎ ﺇﻥ ﻗﻀﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭﻟﻮ ﺗﻨﺒﻬﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻄﺮَﺩَﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻛﻞَّ ﻣﻮﻇﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺄﻫﻞ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺷﺮًّﺍ ﻻ ﺭﺟﻼً ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﻛﻞ ﺷﺎﺏ ﺗﻠﻚ ﺣﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﺣﺎﺩﺛﺔٌ ﺗﺮﺗﺪﻑ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙَ ﻭﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺀُ ﺇﻻ ﺑﻤﺜﻠِﻪ ﺃﻭ ﺑﺄﺳﻮﺃَ ﻣﻨﻪ .
ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻣﻌﻨًﻰ ﺇﻻ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻻﺛﻨﺘﻴﻦِ ﻣﻌًﺎ، ﻭﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔُ ﺍﻟﺸﻌﺐ؛ ﻓﻤﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺲِ ﻭﻟﺆﻣﻬﺎ ﻭﺩﻧﺎﺀﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﺮَّ ﺍﻟﺸﺎﺏُّ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻣﻦ ﺗَﺒِﻌﺔ ﺍﻟﺮُّﺟﻮﻟﺔ، ﻓﻼ ﻳﺤﻤِﻞ ﻣﺎ ﺣﻤَﻞ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺯﻭﺟِﻪ ﻭﻭﻟَﺪِﻩ، ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ ﻳﺠﻌَﻞُ ﺣﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮﻕ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﻼﺗَﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺇﺿﻌﺎﻑٌ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ، ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﺐ، ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﻱِّ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻋَﺮَﺿَﺖْ .
ﻭﻣﻦ ﻓُﺴُﻮﻟﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﻟﺆﻣِﻪ ﻭﺩﻧﺎﺀﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻣﻴﺪﺍﻧِﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮَﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻫﺪَ ﻓﻴﻪ ﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﻣﺘﻌﻠﻼً ﻟﻔﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﻤﺨﺰﻱ ﺑﻤﺸﻘَّﺔِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﻣﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲَ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﺞُّ ﺍﻟﺠﺒَﺎﻥُ ﺑﺨﻮﻑ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻋﻨﺎﺀِ ﺍﻟﺤﺮﺏ .
ﻭﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥُ ﻛﺴﺎﺩَ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، ﻭﺑَﻮَﺍﺭَﻫﻦَّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﻃَﺆﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺬِ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻤﺎﻝ، ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻤﻘﺎﺩﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ، ﻛﺄﻧﻬﻢ - ﺃﺻﻠﺤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ - ﻻ ﻳﻌﻠَﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻀﻴﻊ ﺑﺄﺧﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، ﻭﻳﻀﻴﻊ ﺑﻮﻃﻨِﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ، ﻭﻳﻀﻴﻊ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺣﻤﺎﻳﺘَﻬﺎ ﻭﺗﺨﻠﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺣﻤﻞِ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞَ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘَﻨْﻮَﻕَ ﺗﺨﻨَّﺚ، ﻭﻻﻥَ، ﻭﺧﻀَﻊ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﻤِﻞ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻨﻮﻗﻮﺍ ﺗﺨﻨَّﺜﻮﺍ، ﻭﻻﻧﻮﺍ، ﻭﺧﻀَﻌﻮﺍ، ﻭﺃﺑَﻮْﺍ ﺃﻥ ﻳﺤﻤِﻠﻮﺍ .
ﻭﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻜﺲ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﺍﻟﻤﻘﺼِّﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺞَّ ﻟﻌﺰﻭﺑﺘﻪ ﺑﻌِﻠﻤﻪ ﻭﺟﻬﻞ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺗﻤﺪُّﻧﻪ ﻭﺯﻋﻤﻪ ﺃﻧﻬﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠُﻐْﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺤﻂُّ ﺍﻟﻨﻔﺲِ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻼﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻭﺍﺟﺐ ﺣﺘﻢ ﻻ ﻳُﻌﺘﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﺄﻋﺬﺍﺭ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﻓﺠُﺒﻦ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﻭﺍﻧﺨﺬﺍﻝ ﻭﻟﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﻳَﻐْﻨَﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏُّ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻔﺠﻮﺭﻩ ﻓﻴُﻘﺮَّﻩ، ﻭﻳُﻤﻜِّﻦ ﻟﻪ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺤﻄﻢ ﻧﻔﺴﻴﻦِ، ﻭﻳُﺤﺪِﺙ ﺟﺮﻳﻤﺘﻴﻦ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻌﻨﺘﻴﻦ .
ﻭﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏُّ ﻓﺘﺎﺓً ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻖ ﻏِﺮَّﺗﻬﺎ ﻣﻜَﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳُﻠﺒِﺴﻬﺎ ﻋﺎﺭَﻫﺎ ﺍﻷﺑﺪﻱ، ﻓﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻻ ﻧﻔﺲ ﻟﺺ ﺧﺒﻴﺚ ﻓﺎﺗﻚ، ﻫﻮ ﺃﺑﺪًﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ، ﻻ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮِّﺑﺢ ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﺐ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺸﺮ، ﻻ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻻ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺸَّﺮَﻑ .
ﻓﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻧﺤﻄﺎﻃﻬﺎ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻧﻜﺒﺔُ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤُﻐﺎﻻﺓ ﻭﺍﻟﺸَّﻄﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺑﺤﺚُ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ، ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻔﻘﺮﻫﺎ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀُ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺭﺟﻼً ﺫﺍ ﺟﺎﻩٍ ﺃﻭ ﺛﺮﺍﺀ، ﻭﻋﺰﻭﻓُﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻜَﻔَﺎﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻏِﻨًﻰ ﻓﻲ ﺭﺟﻮﻟﺘﻪ ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻪ، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺪِّﻳﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﺴﺒﻴﻜﺔ، ﻭﺍﻟﺴﺒﻴﻜﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﺎﺭ .
ﻭﺃﻋﻈﻢُ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﻫﻮ ﺿﻌﻒُ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪِّﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ، ﻇﻨًّﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺃﻥ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺷﺄﻥ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﻧﻈﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗِﻮﺍﻣُﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴَّﺔُ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ - ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻧﻮﻥ - ﻫﻲ ﻧﻮﻉَ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓِ ﻭﻣﺎﺩﺗﻬﺎ، ﺑﻞ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺗﺮﻣﻲ ﻛﻞُّ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﺍﻟﻘﻮﻱَّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺰﺧﺎﺭﻑَ ﻛﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺒَّﺲُ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ، ﻭﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ، ﻭﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ، ﻓﻬﺬﺍ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺤﻄﻴﻢُ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺘﻬﺪُّﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴَّﺔ ﻭﺧﺮﺍﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺒﺄ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈِّﻢُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻨﻈﻴﻤًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻗًﺎ ﻭﺍﻓﻴًﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻌﺔ، ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨَﻠْﻂ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ .
ﻭﻳﻘﺎﺑﻞ ﺿﻌﻒَ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻈﻬﺮٌ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﺳﺒﺐٌ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮِ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ، ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻒُ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻳﺮﺟﻊُ ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﺗﺨﻨُّﺚ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪَّﻋَﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ، ﻭﻓﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺘﺒﻌﺔ " ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺃﺳﺎﺱُ ﻛﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌِﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻀﻌﻒِ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻭُﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺒﻐِﻲُّ ﺍﻟﻌﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊِ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻸﻡ، ﻭﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞُ ﺍﻟﺴﺎﻓﻞ ﺍﻟﻤﻨﺤﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻸﺏ، ﻭﺗﺤﻠﻠﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺎﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻨﺼﺮﻳﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻤﺎ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺎﺕ ﺗﺘﺂﻛَﻞُ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﺃُﻫﻤِﻠﺖ، ﻭﺃﺧﺬ ﺳُﻮﺱ ﺍﻟﺪﻡ ﻳﺘﺮُﻛُﻬﺎ ﻓﻀﺎﺋﻞَ ﻧَﺨِﺮﺓ .
ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻢَ ﻭﻻ ﺩﺍﻓﻊ ﺇﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺳﻄﻮﺗﻪ، ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔُ ﻓﻲ ﺣُﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﺮَﻛَﺖ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻗﻮﺓُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻗﺪ ﺃﺧﻠﺖ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻗُﺘﻠﺖ ﺭُﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺟﺮﻳﻤﺔُ ﻗﺘﻞ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻫﻮ ﻛﻞُّ ﺭﺟﻞ ﻋَﺰَﺏ .
ﻗﻠﺖ : ﻓﻤﺎ ﻋﻘﺎﺑﻪ؟
ﻓﺴﻜﺖ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻲَّ ﺟﻮﺍﺑًﺎ .
ﻗﻠﺖ : ﻛﺄﻧﻲ ﺑﻚ ﻗﺪ ﺗﺄﻫَّﻠْﺖَ ﻭﺧﻼﻙ ﺫﻡ، ﻓﻤﺎ ﻋﻘﺎﺑﻪ؟
ﻗﺎﻝ : ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺰﺍﺏ، ﻓﻠﻴﻌﺎﻗﺒﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻬﻢ : " ﺃﺭﺍﻣﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ " ، ﻭﺍﺣﺪﻫﻢ : ﺭﺟﻞٌ ﺃﺭﻣﻠﺔُ ﺣﻜﻮﻣﺔ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺴِّﺮْﻫﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ ﺭﺟﻼً ﺑﻐﻠﻄﺘﻴﻦ : ﻏﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﻏﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻠﻐﺔ
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top