ورد ذكر العديد من الشخصيات الروحانية في آيات القرآن الكريم، منهم سيدنا الخضر الذي جاءت قصته بالتفصيل مع نبي الله موسى (عليه السلام) في سورة الكهف، إذ قال تعالي “فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا علما”.
وهناك روايات تقول إن الخضر لم يمت وكلها لا أصل لها، فقد سُئل البخاري عن الخضر وإلياس: هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون هذا، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد؟”، وسُئل عن ذلك كثير غيره من الأئمة فقالوا مستدلين بالقرآن “وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون”، وسُئل أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: “لو كان الخضر حياً لوجب عليه أن يأتي النبي (صلى الله عليه وسلم) ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) في يوم بدر ومعه 313 رجلاً معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، إذا فأين كان الخضر حينئذ؟، لذلك فالقرآن، والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر حتى الآن.
هل الخضر نبياً؟
اختلف العلماء فيما بينهم إن كان سيدنا الخضر نبياً أم ولياً صالحاً، فهناك من يلحق اسمه بعبارة (عليه السلام)، وقد حكى ابن عطية البغوي أنه نبي، ثم اختلف معه آخرون عن كونه رسولاً من السماء، فيقول ابن عباس ووهب بن منبه إنه نبي غير مرسل.
وعن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحق قالا إنه كان رسولاً واستجاب له قومه، وأكد ذلك ابن الجوزي أيضاً. فيما يذهب البعض إلى أنه ولي من أولياء الله الصالحين، وقيل إنه مَلَك من الملائكة، وقيل إنه عبد صالح فقط.
وطرحت عدة أدلة لتأكيد بأن الخضر نبي، أولها طريقة مخاطبته لسيدنا موسي (عليه السلام)، كما أن الخضر أقدم على قتل غلاماً وهذا دليل راسخ على نبوته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس، كما أنه وعندما أراد أن يفسر ويوضح ما فعله لموسى قال: “رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي”، أي ما فعلت ذلك من تلقاء نفسي، بل أمرت به وأوحى إلي به.
وعن سبب تسميته بالخضر، قال البخاري رحمه الله: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إنما سمي بالخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه أصبحت خضراء”، وقال الخطابي إنه سُمي بالخضر، لحسنه وإشراق وجهه. وقال قبيصة عن الثوري عن منصور عن مجاهد قال: إنما سُمي بالخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله.
نسب الخضر
اختلف العلماء حول نسبه وتوجد الكثير من الروايات المذكورة في كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، فهناك من قال إن الخضر هو ابن آدم من صلبه، فقد رُوى عن طريق الدارقطني: حدثنا محمد بن الفتح القلانسي، حدثنا العباس بن عبد الله الرومي، حدثنا رواد بن الجراح، حدثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس قال: الخضر بن آدم لصلبه.
وذكر الكتاب أيضاً أن الخضر يمكن أن يكون قابيل بن آدم، وذكر ابن قتيبة في المعارف عن وهب بن منبه، أنه إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (عليه السلام)، وقال إسماعيل بن أبي أويس إنه المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن لازد، وهناك من رجح انه ابن عمائيل بن النوار بن العيص بن إسحاق، أو أنه من سبط النبي هارون، وقد يكون ابن بنت فرعون، وقيل ابن فرعون لصلبه، وآخرون قالوا إنه النبي اليسع.
كما أُعتقد أيضا أنه خضرون بن عاييل بن معمر بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم، وقيل إنه الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه فلا يموت حتى يُنفخ في الصور، كما ذكر في سورة البقرة “أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
الخضر في الديانات الثلاث
ذُكرت قصة الخضر وسيدنا موسي (عليه السلام) كاملة في سورة الكهف،
أما في المسيحية فيعتقدون إن مارجرجس هو نفسه الخضر، فتقول الرواية المسيحية إن تنيناً كان يخرج على سكان بيروت ويرعبهم ويقتل ويأكل سكان المدينة، فاتفق أهل المدينة على تقديم فتاة جميلة للتنين كل عام عن طريق “القرعة” كفدية عن أهل المدينة، وفي أحد الأعوام وقعت القرعة على ابنة حاكم المدينة فأخذ الفتاة إلى مكان الموعد، وكانت الفتاة مؤمنة فتوسلت بالدعاء إلى الله، فتصور لها مارجرجس وهو يركب حصاناً وفي يده حربة، وعندما خرج التنين برأسه من البحر، وذهب ليبتلع الفتاة، باغته مارجرجس فطعنه بحربته المسننة، فمات في الحال،
أما في الديانة اليهودية فتتشابه قصته مع تفاصيل القصة الإسلامية ولكن هناك اختلاف في أسماء الشخصيات.
ويوجد للخضر عدة مقامات باسمه منها مقام الخضر في وسط مدينة “الكرك” التاريخية بالأردن،
وجامع الخضر الموجود في منطقة “الكرنتينا” على أطراف بيروت بلبنان، ويُعتقد أن الجامع أقيم على قبر الخضر ولكن لم يثبت ذلك،
وفي بغداد بُني مقام مسجد الخضر على ضفاف نهر دجلة في جانب “الكرخ”، كما يُذكر أن هناك كنيسة تسمى كنيسة الخضر أو كنيسة القديس جاورجيوس وهي كنيسة أرثوذكسية تقع في بلدة قديمة في مدينة “السلط” بالأردن.
وهناك روايات تقول إن الخضر لم يمت وكلها لا أصل لها، فقد سُئل البخاري عن الخضر وإلياس: هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون هذا، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد؟”، وسُئل عن ذلك كثير غيره من الأئمة فقالوا مستدلين بالقرآن “وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون”، وسُئل أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: “لو كان الخضر حياً لوجب عليه أن يأتي النبي (صلى الله عليه وسلم) ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) في يوم بدر ومعه 313 رجلاً معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، إذا فأين كان الخضر حينئذ؟، لذلك فالقرآن، والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر حتى الآن.
هل الخضر نبياً؟
اختلف العلماء فيما بينهم إن كان سيدنا الخضر نبياً أم ولياً صالحاً، فهناك من يلحق اسمه بعبارة (عليه السلام)، وقد حكى ابن عطية البغوي أنه نبي، ثم اختلف معه آخرون عن كونه رسولاً من السماء، فيقول ابن عباس ووهب بن منبه إنه نبي غير مرسل.
وعن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحق قالا إنه كان رسولاً واستجاب له قومه، وأكد ذلك ابن الجوزي أيضاً. فيما يذهب البعض إلى أنه ولي من أولياء الله الصالحين، وقيل إنه مَلَك من الملائكة، وقيل إنه عبد صالح فقط.
وطرحت عدة أدلة لتأكيد بأن الخضر نبي، أولها طريقة مخاطبته لسيدنا موسي (عليه السلام)، كما أن الخضر أقدم على قتل غلاماً وهذا دليل راسخ على نبوته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس، كما أنه وعندما أراد أن يفسر ويوضح ما فعله لموسى قال: “رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي”، أي ما فعلت ذلك من تلقاء نفسي، بل أمرت به وأوحى إلي به.
وعن سبب تسميته بالخضر، قال البخاري رحمه الله: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إنما سمي بالخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه أصبحت خضراء”، وقال الخطابي إنه سُمي بالخضر، لحسنه وإشراق وجهه. وقال قبيصة عن الثوري عن منصور عن مجاهد قال: إنما سُمي بالخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله.
نسب الخضر
اختلف العلماء حول نسبه وتوجد الكثير من الروايات المذكورة في كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، فهناك من قال إن الخضر هو ابن آدم من صلبه، فقد رُوى عن طريق الدارقطني: حدثنا محمد بن الفتح القلانسي، حدثنا العباس بن عبد الله الرومي، حدثنا رواد بن الجراح، حدثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس قال: الخضر بن آدم لصلبه.
وذكر الكتاب أيضاً أن الخضر يمكن أن يكون قابيل بن آدم، وذكر ابن قتيبة في المعارف عن وهب بن منبه، أنه إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (عليه السلام)، وقال إسماعيل بن أبي أويس إنه المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن لازد، وهناك من رجح انه ابن عمائيل بن النوار بن العيص بن إسحاق، أو أنه من سبط النبي هارون، وقد يكون ابن بنت فرعون، وقيل ابن فرعون لصلبه، وآخرون قالوا إنه النبي اليسع.
كما أُعتقد أيضا أنه خضرون بن عاييل بن معمر بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم، وقيل إنه الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه فلا يموت حتى يُنفخ في الصور، كما ذكر في سورة البقرة “أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
الخضر في الديانات الثلاث
ذُكرت قصة الخضر وسيدنا موسي (عليه السلام) كاملة في سورة الكهف،
أما في المسيحية فيعتقدون إن مارجرجس هو نفسه الخضر، فتقول الرواية المسيحية إن تنيناً كان يخرج على سكان بيروت ويرعبهم ويقتل ويأكل سكان المدينة، فاتفق أهل المدينة على تقديم فتاة جميلة للتنين كل عام عن طريق “القرعة” كفدية عن أهل المدينة، وفي أحد الأعوام وقعت القرعة على ابنة حاكم المدينة فأخذ الفتاة إلى مكان الموعد، وكانت الفتاة مؤمنة فتوسلت بالدعاء إلى الله، فتصور لها مارجرجس وهو يركب حصاناً وفي يده حربة، وعندما خرج التنين برأسه من البحر، وذهب ليبتلع الفتاة، باغته مارجرجس فطعنه بحربته المسننة، فمات في الحال،
أما في الديانة اليهودية فتتشابه قصته مع تفاصيل القصة الإسلامية ولكن هناك اختلاف في أسماء الشخصيات.
ويوجد للخضر عدة مقامات باسمه منها مقام الخضر في وسط مدينة “الكرك” التاريخية بالأردن،
وجامع الخضر الموجود في منطقة “الكرنتينا” على أطراف بيروت بلبنان، ويُعتقد أن الجامع أقيم على قبر الخضر ولكن لم يثبت ذلك،
وفي بغداد بُني مقام مسجد الخضر على ضفاف نهر دجلة في جانب “الكرخ”، كما يُذكر أن هناك كنيسة تسمى كنيسة الخضر أو كنيسة القديس جاورجيوس وهي كنيسة أرثوذكسية تقع في بلدة قديمة في مدينة “السلط” بالأردن.