إنما ترزقون بضعفائكم

Abodi84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 أفريل 2016
المشاركات
1,494
نقاط التفاعل
2,939
النقاط
76
الجنس
ذكر
"انما ترزقون بضعفائكم "

أثناء تشطيب شقتي ؛ احتجت إلى عمال لنقل رمل إلى شقتي في الطابق الأول ،ولم أجد عاملًا واحدًا يحقق لي طلبي ،فاتصلت بأحد أصدقائي فأسعفني واستجاب لطلبي بصعوبة بالغة ومشقة كبيرة !
وأرسل لي عاملين لينقلا الرمل إلى الشقة ؛ كان الرجلان قد تجاوزا الستين من العمر؛ الأول رجل طويل ضخم مفتول العضلات قوي البنية والثاني رجل شديد القصر نحيل الجسم ضعيف البنية
قلت لصاحبي وأنا في أشد حالات الغرابة :هل بمقدور هؤلاء إنجاز هذا العمل ؟!
قال لي صاحبي: نعم، وبسرعة تفوق تصوراتك فلا تقلق إزاء الأمر !
تركتهم وذهبت وأنا غير مقتنع وغير مطمئن للأمر برمته !
وبعد مضي ساعات قليلة، ذهبت إلى الشقة مرة ثانية .
وكم تفاجأت عند وصولي إليهما وكانا قد قطعا أكثر من نصف الشوط في عملهما !
فوقفت أنظر إلى طريقتهما في إنجاز عملهما، فالرجل العليل يفتح أكياس الرمل ويجهزها فقط ولا عمل آخر له سوى ذلك ؛ والرجل القوي يملأ الأكياس ويحملها على كتفه ويصعد بها إلى الشقة ! قسمة غير عادلة ،فطلبت من العامل القوي أن يذهب معي لأستفهم منه على انفراد ولا أحرجه أمام العامل العليل ؛وسألته أسئلة كانت تدور بخلدي، كان أولها: هل هذا الرجل العليل يعمل أجيرًا لديك بأجر يومي ؟!
قال لا إنه شريكي مناصفة !! تعجبت من ذلك؛ قلت له: ولكن هذا ليس عدلًا ، فأنت من تقوم بكامل العمل وليس فتح الأكياس وتجهيزها بعمل يشق عليك فلماذا ذلك ؟!
قال لي نعم ، أعلم ذلك وأعرفه جيدًا ولكن رزقي كله متعلق بهذا الرجل العليل ،وهو شريكي مناصفة من سنوات عديدة وسأريحك وأخبرك السر في مشاركتي له !
لقد كنت يومًا بحاجة عامل صغير ولم أجد ؛ حين جاء إليّ هذا العليل يطلب أن يعمل مساعدًا لي فوافقت على عمله واستحييت من نفسي أن أعطيه أجر ولد صغير آخر النهار خصوصًا أن لديه أسرة يرعاها فأعطيته الثلث من كامل أجرة الحمولة، وبقيت على هذه الحال بضع سنين إلى أن عرفت زوجتي بقصتنا فاستهجنت الأمر وعارضت بشدة وطلبت أن أطرده نهائيًا ولا أقبله حتى بأجر عامل صغير !
فامتثلت لأوامرها وطردته عني نهائيا وخلصت منه !
وفي اليوم الثاني ذهبت كالعادة إلى مركز تجمع العمال الحمالين لأجد عملا أقوم به ولكن لم يطلبني أحد ورجعت بيتي ولم أعمل في ذلك اليوم وعاودت الكرة في اليوم الذي يليه ولكن دون جدوى وتوقف عملي قرابة ثلاثة أشهر
فاستخرت ربي بصلاة ركعتين وأحسست بعد الاستخارة أن السبب كان طردي هذا الرجل العليل الذي قطعت رزقه بسبب انصياعي لرغبات زوجتي التي قرأتْ مفهوم الرزق بقراءة القوانين الدنيوية أي واحد زائد واحد يساوي اثنين !
وسرعان ما ذهبتُ إلى بيت الرجل العليل ثانية وأخبرته أن يجهز نفسه للعمل في اليوم التالي - وأقسم لك يا أستاذ أننا في اليوم التالي عندما ذهبنا إلى مركز تجمع العمال كنا أول من تم طلبهما للعمل ولم ينقطع عملي يومًا واحدًا بعد ذلك ! فشاركته مناصفة فزادت أجوري وزادت البركة في جميع شؤون حياتي ومنذ ذلك اليوم وهو شريكي ومصدر رزقي !!
اتقوا الله في ضعفائكم وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
 
سبحان الله الرازق قصة معبرة ومؤثرة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top