- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻫﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ؛ ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﺃﻭ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺘﻀﺮﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻀﺮﻋﻬﻢ ﻭﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ . ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﺭﺑﻊ ﺗﻜﺒﻴﺮﺍﺕ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﻗﻔﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺸﺪﻭﺍ ﺭﺣﺎﻻً ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ﻟﻠﻤﻘﺒﺮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﺘﺮﺍً ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺘﺬﻟﻞٍ ﻭﺧﺸﻮﻉٍ ﺑﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﻗﻔﻮﻥ ﺛﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ « ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ » . ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﺬﻛﺮﻩ . ﻳﻘﻮﻝ : ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳُﻔﻌﻞ .
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ :
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﻼً ﻭﻧﻬﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺗﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺘﺎﻥ : ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻻ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎً، ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺯﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺼﺼﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻭﺍﺭﺩﺍً ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓٍ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺘﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺣﺪ، ﻓﻬﻲ ﺑﺪﻋﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ . ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ، ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻗﺎﺭﺉ ﻓﻴﻘﺮﺃ، ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺣﻴﻦ ﺇﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺣﻴﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺴﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﺗﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻀﺒﻂ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡٍ ﺩﻳﻦ؛ ﻷﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻛﺬﺍ ﻓﻴﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻛﺬﺍ ﻓﻴﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺗﺘﻔﺮﻕ ﺍﻷﻣﺔ ﺷﻴﻌﺎً ﻛﻞ ﺣﺰﺏٍ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺮﺣﻮﻥ . ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺪﻉ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ .
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻫﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ؛ ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﺃﻭ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺘﻀﺮﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻀﺮﻋﻬﻢ ﻭﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ . ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﺭﺑﻊ ﺗﻜﺒﻴﺮﺍﺕ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﻗﻔﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺸﺪﻭﺍ ﺭﺣﺎﻻً ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ﻟﻠﻤﻘﺒﺮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﺘﺮﺍً ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺘﺬﻟﻞٍ ﻭﺧﺸﻮﻉٍ ﺑﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﻗﻔﻮﻥ ﺛﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ « ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ » . ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﺬﻛﺮﻩ . ﻳﻘﻮﻝ : ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳُﻔﻌﻞ .
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ :
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﻼً ﻭﻧﻬﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺗﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺘﺎﻥ : ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻻ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎً، ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺯﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺼﺼﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻭﺍﺭﺩﺍً ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓٍ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺘﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺣﺪ، ﻓﻬﻲ ﺑﺪﻋﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ . ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ، ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻗﺎﺭﺉ ﻓﻴﻘﺮﺃ، ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺣﻴﻦ ﺇﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺣﻴﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺴﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﺗﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻀﺒﻂ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡٍ ﺩﻳﻦ؛ ﻷﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻛﺬﺍ ﻓﻴﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻛﺬﺍ ﻓﻴﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺗﺘﻔﺮﻕ ﺍﻷﻣﺔ ﺷﻴﻌﺎً ﻛﻞ ﺣﺰﺏٍ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺮﺣﻮﻥ . ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺪﻉ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ .
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.