- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
ﻭﺃﻭﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ؛ ﻫﻲ :
ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ :
ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺴﻦَ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻼًّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﻘًّﺎ ﻟﻠﻄﻔﻞ؛ ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻛﻼًّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥِ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻭﺿﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﺤﻘِّﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ؛ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
( ﺃ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ :
ﻭﻧﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥَ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭُ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱِ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻺﺳﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﻜﻞِّ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ، ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ( ( ﺗﻨﻜﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﺭﺑﻊ : ﻟﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻟﺤﺴﺒﻬﺎ، ﻭﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻟﺪﻳﻨﻬﺎ؛ ﻓﺎﻇﻔﺮْ ﺑﺬﺍﺕِ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺗَﺮِﺑَﺖْ ﻳﺪﺍﻙ ) ) [ 1 ] ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺝ : ( ( ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣَﻦ ﺗَﺮﺿَﻮﻥ ﺩﻳﻨَﻪ ﻭﺧُﻠُﻘﻪ ﻓﺰﻭِّﺟﻮﻩ، ﺇﻻ ﺗَﻔﻌَﻠُﻮﺍ ﺗﻜﻦْ ﻓﺘﻨﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩٌ ﻛﺒﻴﺮ ) ) [ 2 ] .
( ﺏ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻷﺻﻞ :
ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﺳﺴًﺎ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ؛ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﺐ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ : ( ( ﺗﻨﻜﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﺭﺑﻊ ... ﻭﻟﺤﺴﺒﻬﺎ ... ) ) ، ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺫﺍﺕَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺃﻭﻻً، ﻭﻟﻮ ﺗﻮﻓَّﺮ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﺴﺐُ، ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ؛ ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ، ﻟﻜﻦَّ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻗﻴﻤﺔَ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﻥْ ﺑﺎﻟﺪِّﻳﻦ .
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘُّﺮْﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖْ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺃﻧﺒﺘﺖْ ﻧﺒﺎﺗًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ، ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ " ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺑﺒﻮﺭ ﺳﻌﻴﺪ :"
ﺍﻷُﻡُّ ﻣَﺪْﺭَﺳَﺔٌ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﻋْﺪَﺩْﺗَﻬَﺎ
ﺃَﻋْﺪَﺩْﺕَ ﺷَﻌْﺒًﺎ ﻃَﻴِّﺐَ ﺍﻷَﻋْﺮَﺍﻕِ
ﺍﻷُﻡُّ ﺭَﻭْﺽٌ ﺇِﻥْ ﺗَﻌْﻬَّﺪَﻩُ ﺍﻟﺤَﻴَﺎ
ﺑِﺎﻟﺮِّﻱِّ ﺃَﻭْﺭَﻕَ ﺃَﻳَّﻤَﺎ ﺇِﻳﺮَﺍﻕِ
ﺍﻷُﻡُّ ﺃُﺳْﺘَﺎﺫُ ﺍﻷَﺳَﺎﺗِﺬَﺓِ ﺍﻟْﺄُﻟَﻰ
ﺷَﻐَﻠَﺖْ ﻣَﺂﺛِﺮُﻫُﻢْ ﻣَﺪَﻯ ﺍﻟْﺂﻓَﺎﻕِ [ 3 ]
ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻣﺘﺜﺎﻻً ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﻭَﺍﻟﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕُ ﻟِﻠﻄَّﻴِّﺒِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﻄَّﻴِّﺒُﻮﻥَ ﻟِﻠﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕِ ﴾ [ ﺍﻟﻨﻮﺭ : 26 ] .
( ﺝ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ :
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻌﺠﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻳَﺮﺿَﻰ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﺣﺪَ ﺃﺳﺲِ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝُ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺰﻭﺝ؛ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺿﺎﻩ ﻣُﻌِﻴﻨًﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥْ ﻳﻐﺾَّ ﺑﺼﺮَﻩ ﻭﻳﺤﺼِّﻦ ﻧﻔﺴَﻪ؛ ﻟﺬﺍ ﻭﺟَّﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲَّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮِ ﻟﻮﺟﻪِ ﻣَﻦ ﻳُﺮِﻳﺪ ﺯﻭﺍﺟَﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ( ( ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳُﺆﺩَﻡ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ) ) [ 4 ] ، ﺑﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻔﻀﻴﻞِ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺮَّ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ( ( ﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﻣَﻦ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮَّﺗْﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻃﺎﻋﺘْﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺣَﻔِﻈﺘْﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﺎﻟﻪ ) ) [ 5 ] .
ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﺣﺮﻳﺺٌ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﻓِّﺮ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻃﻴﺒﺔ؛ ﻭﻟﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺣﺴﻦِ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭَ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘَﺪْﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻋﺰﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﻳﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻧﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
( ﺩ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻮﺩِّ ﻭﺣُﺴﻦ ﺍﻟﺨُﻠﻖ :
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺗَّﺼَﻔﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﺹِ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺩِّ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨُﻠﻖ؛ ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﻤﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌِﺸْﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪُﻫﻤﺎ ﺻﺨَّﺎﺑًﺎ ﻭﻻ ﺷﺘَّﺎﻣًﺎ، ﺑﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﻖَّ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ( ( ﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ . .. ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻃﺎﻋﺘْﻪ ) ) ﻟﻮﻧًﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌِﺸْﺮﺓ .
ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﺩَّ، ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ، ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨُﻠﻖ ﺃﺳﺎﺳًﺎ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ؛ ﻓﻬﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳُﺮِﻳﺪ ﺗﻮﻓﻴﺮَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮَّﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﻔُﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺻًﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺗﻨﺸﺌﺔً ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺧﺎﻟﻴﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺡ [ 6 ] .
[ 1 ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻛﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : 4700 ؛ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ، ﺑﺎﺏ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻧﻜﺎﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : 2661 ، ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻤُﻜﺜِﺮﻳﻦ، ﺑﺎﺏ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .3178
[ 2 ] ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻛْﻔﺎﺀ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .1957
[ 3 ] ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ( ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ : ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻳﺔ، 1952 ﻡ ) ، ﺝ 1 ، ﺹ .270
[ 4 ] ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : 1007 ؛ ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .1855
[ 5 ] ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .1417
[ 6 ] ﺩ . ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ، ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ( ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ : ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ﺏ ﺕ ) ، ﺹ .9
.
ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ :
ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺴﻦَ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻼًّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﻘًّﺎ ﻟﻠﻄﻔﻞ؛ ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻛﻼًّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥِ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻭﺿﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﺤﻘِّﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ؛ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
( ﺃ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ :
ﻭﻧﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥَ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭُ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱِ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻺﺳﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﻜﻞِّ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ، ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ( ( ﺗﻨﻜﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﺭﺑﻊ : ﻟﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻟﺤﺴﺒﻬﺎ، ﻭﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻟﺪﻳﻨﻬﺎ؛ ﻓﺎﻇﻔﺮْ ﺑﺬﺍﺕِ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺗَﺮِﺑَﺖْ ﻳﺪﺍﻙ ) ) [ 1 ] ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺝ : ( ( ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣَﻦ ﺗَﺮﺿَﻮﻥ ﺩﻳﻨَﻪ ﻭﺧُﻠُﻘﻪ ﻓﺰﻭِّﺟﻮﻩ، ﺇﻻ ﺗَﻔﻌَﻠُﻮﺍ ﺗﻜﻦْ ﻓﺘﻨﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩٌ ﻛﺒﻴﺮ ) ) [ 2 ] .
( ﺏ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻷﺻﻞ :
ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﺳﺴًﺎ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ؛ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﺐ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ : ( ( ﺗﻨﻜﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﺭﺑﻊ ... ﻭﻟﺤﺴﺒﻬﺎ ... ) ) ، ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺫﺍﺕَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺃﻭﻻً، ﻭﻟﻮ ﺗﻮﻓَّﺮ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﺴﺐُ، ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ؛ ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ، ﻟﻜﻦَّ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻗﻴﻤﺔَ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﻥْ ﺑﺎﻟﺪِّﻳﻦ .
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘُّﺮْﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖْ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺃﻧﺒﺘﺖْ ﻧﺒﺎﺗًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ، ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ " ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺑﺒﻮﺭ ﺳﻌﻴﺪ :"
ﺍﻷُﻡُّ ﻣَﺪْﺭَﺳَﺔٌ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﻋْﺪَﺩْﺗَﻬَﺎ
ﺃَﻋْﺪَﺩْﺕَ ﺷَﻌْﺒًﺎ ﻃَﻴِّﺐَ ﺍﻷَﻋْﺮَﺍﻕِ
ﺍﻷُﻡُّ ﺭَﻭْﺽٌ ﺇِﻥْ ﺗَﻌْﻬَّﺪَﻩُ ﺍﻟﺤَﻴَﺎ
ﺑِﺎﻟﺮِّﻱِّ ﺃَﻭْﺭَﻕَ ﺃَﻳَّﻤَﺎ ﺇِﻳﺮَﺍﻕِ
ﺍﻷُﻡُّ ﺃُﺳْﺘَﺎﺫُ ﺍﻷَﺳَﺎﺗِﺬَﺓِ ﺍﻟْﺄُﻟَﻰ
ﺷَﻐَﻠَﺖْ ﻣَﺂﺛِﺮُﻫُﻢْ ﻣَﺪَﻯ ﺍﻟْﺂﻓَﺎﻕِ [ 3 ]
ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻣﺘﺜﺎﻻً ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﻭَﺍﻟﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕُ ﻟِﻠﻄَّﻴِّﺒِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﻄَّﻴِّﺒُﻮﻥَ ﻟِﻠﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕِ ﴾ [ ﺍﻟﻨﻮﺭ : 26 ] .
( ﺝ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ :
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻌﺠﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻳَﺮﺿَﻰ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﺣﺪَ ﺃﺳﺲِ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝُ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺰﻭﺝ؛ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺿﺎﻩ ﻣُﻌِﻴﻨًﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥْ ﻳﻐﺾَّ ﺑﺼﺮَﻩ ﻭﻳﺤﺼِّﻦ ﻧﻔﺴَﻪ؛ ﻟﺬﺍ ﻭﺟَّﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲَّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮِ ﻟﻮﺟﻪِ ﻣَﻦ ﻳُﺮِﻳﺪ ﺯﻭﺍﺟَﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ( ( ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳُﺆﺩَﻡ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ) ) [ 4 ] ، ﺑﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻔﻀﻴﻞِ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺮَّ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ( ( ﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﻣَﻦ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮَّﺗْﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻃﺎﻋﺘْﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺣَﻔِﻈﺘْﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﺎﻟﻪ ) ) [ 5 ] .
ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﺣﺮﻳﺺٌ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﻓِّﺮ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻃﻴﺒﺔ؛ ﻭﻟﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺣﺴﻦِ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭَ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘَﺪْﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻋﺰﻉ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﻳﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻧﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
( ﺩ ) ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻮﺩِّ ﻭﺣُﺴﻦ ﺍﻟﺨُﻠﻖ :
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺗَّﺼَﻔﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﺹِ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺩِّ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨُﻠﻖ؛ ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﻤﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌِﺸْﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪُﻫﻤﺎ ﺻﺨَّﺎﺑًﺎ ﻭﻻ ﺷﺘَّﺎﻣًﺎ، ﺑﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﻖَّ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ( ( ﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ . .. ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻃﺎﻋﺘْﻪ ) ) ﻟﻮﻧًﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌِﺸْﺮﺓ .
ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﺩَّ، ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ، ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨُﻠﻖ ﺃﺳﺎﺳًﺎ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ؛ ﻓﻬﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳُﺮِﻳﺪ ﺗﻮﻓﻴﺮَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮَّﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﻔُﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺻًﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺗﻨﺸﺌﺔً ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺧﺎﻟﻴﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺡ [ 6 ] .
[ 1 ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻛﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : 4700 ؛ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ، ﺑﺎﺏ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻧﻜﺎﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : 2661 ، ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻤُﻜﺜِﺮﻳﻦ، ﺑﺎﺏ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .3178
[ 2 ] ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻛْﻔﺎﺀ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .1957
[ 3 ] ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ( ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ : ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻳﺔ، 1952 ﻡ ) ، ﺝ 1 ، ﺹ .270
[ 4 ] ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : 1007 ؛ ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .1855
[ 5 ] ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : .1417
[ 6 ] ﺩ . ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ، ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ( ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ : ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ﺏ ﺕ ) ، ﺹ .9
.