ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ بين الهدم والبناء.

عبدالرؤوف

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
22 ديسمبر 2018
المشاركات
1,338
نقاط التفاعل
3,708
النقاط
76
العمر
31
محل الإقامة
بسكرة
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اذا ﻛﺎن ﺑﻴﺘﻚ ﻣﻦ زجاج . . ﻓﻼ ﺗﺮﻣﻲ الناس ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة

اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ . .إذا ﻛﻨﺖ تمارس ﻋﻴﻮبا ﻓﻤﻦ اﻷﻓﻀﻞ ان ﻻ ﺗﺬﻛﺮ اﺧﻄﺎء اﻻﺧﺮﻳﻦ وﻋﻴﻮﺑﻬﻢ دون ان تعرف ﻋﻴﻮﺑﻚ وﺗﻌﺎﻟﺠﻬﺎ اولا
ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ
اﺻﺒﺤﺖ ﻗﻀﻴﺔ " ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ " ﻣﻌﺪوﻣﻪ ﻻﻧﻨﺎ ﻧﻨﺘﻘﺪ اﻻﺧﺮﻳﻦ ونرى ﻋﻴﻮﺑﻬﻢ وﻻ ﻧﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﺑﻨﺎ
ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺤﻮار
ﻫﻞ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺑﻚ؟
ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ؟
ﻫﻞ ﺗﻌﺎﻟﺠﻬﺎ؟
ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺮى اﻻﻧﺴﺎن ﻋﻴﻮﺑﻪ؟ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮى ﻋﻴﻮب اﻻﺧﺮﻳﻦ؟
ﻫﻞ ﻧﻘﺪ اﻻﺧﺮﻳﻦ ﻫﻮ إرث ام ﺳﻠﻮك ﻣﻜﺘﺴﺐ؟
اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ فيه ﺟﺪا . ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻜﺮة ﺗﻮجهها ﻟﻪ او ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻘﺪ واﺿﺤﻪ

ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ وتقديري.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اشكرك على الطرح
والنقد حينما يكون بناء على بصيرة وليس هدام فهذا جيد
وحين ترمي مقال يجب ان تحترم النقد وتناقشه
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اشكرك على الطرح
والنقد حينما يكون بناء على بصيرة وليس هدام فهذا جيد
وحين ترمي مقال يجب ان تحترم النقد وتناقشه

نعم على بصيرة ذلك ما يجب
والبصيرة بالامر تعني فهم الامر فهما شاملا ومن ذلك عدم مخالفة القول للفعل.
 
ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺮى اﻻﻧﺴﺎن ﻋﻴﻮﺑﻪ؟ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮى ﻋﻴﻮب اﻻﺧﺮﻳﻦ؟
والله يا اخي يقال ان الجمل يرى سنام غيره ولا يرى سنامه
بطبيعة الانسان ينتقد كل ما يراه غير متوافق. مع فكره ودينه وثقافته وحتى تقاليده
لكن يجب ان يكون النقد بناء وليس هدام
وان لا يتجاوز الناقد حدود الأدب، خاصة إذا كانت ألفاظ المنتقد جارحة، وتسيء إلى الشخص نفسه ولأهله.. لا إلى فكرته أو مشروعه

ﻫﻞ ﻧﻘﺪ اﻻﺧﺮﻳﻦ ﻫﻮ إرث ام ﺳﻠﻮك ﻣﻜﺘﺴﺐ؟

يختلف حسب شخصية الناقد هناك من ينتقد من اجل الانتقاد وهناك من ينتقد لتصحيح مسار خاطئ ولا اضن ان النقد يولد معنا او نرثه بل هو مفروض علينا بسبب الاوضاع العفنة السائدة في كل المجالات ان لم تنتقد تنفجر يا اخي

اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ فيه ﺟﺪا . ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻜﺮة ﺗﻮجهها ﻟﻪ او ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻘﺪ واﺿﺤﻪ
هناك من يرى أن رأيه بمثابة حكم نهائي غير قابل للنقض.وهذا ناقد هدام
همه أن يكسب الموقف ويثبت أنه انتصر في النهاية وينتقد أفكارا لا يلم بها ويتكلم في غير مجاله. و.لا يرى في أي فكرة سوى الجانب السلبي فقط
بورك فيك اخي. على الطرح القيم
 
ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺮى اﻻﻧﺴﺎن ﻋﻴﻮﺑﻪ؟ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮى ﻋﻴﻮب اﻻﺧﺮﻳﻦ؟
والله يا اخي يقال ان الجمل يرى سنام غيره ولا يرى سنامه
بطبيعة الانسان ينتقد كل ما يراه غير متوافق. مع فكره ودينه وثقافته وحتى تقاليده
لكن يجب ان يكون النقد بناء وليس هدام
وان لا يتجاوز الناقد حدود الأدب، خاصة إذا كانت ألفاظ المنتقد جارحة، وتسيء إلى الشخص نفسه ولأهله.. لا إلى فكرته أو مشروعه

ﻫﻞ ﻧﻘﺪ اﻻﺧﺮﻳﻦ ﻫﻮ إرث ام ﺳﻠﻮك ﻣﻜﺘﺴﺐ؟

يختلف حسب شخصية الناقد هناك من ينتقد من اجل الانتقاد وهناك من ينتقد لتصحيح مسار خاطئ ولا اضن ان النقد يولد معنا او نرثه بل هو مفروض علينا بسبب الاوضاع العفنة السائدة في كل المجالات ان لم تنتقد تنفجر يا اخي

اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ فيه ﺟﺪا . ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻜﺮة ﺗﻮجهها ﻟﻪ او ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻘﺪ واﺿﺤﻪ
هناك من يرى أن رأيه بمثابة حكم نهائي غير قابل للنقض.وهذا ناقد هدام
همه أن يكسب الموقف ويثبت أنه انتصر في النهاية وينتقد أفكارا لا يلم بها ويتكلم في غير مجاله. و.لا يرى في أي فكرة سوى الجانب السلبي فقط
بورك فيك اخي. على الطرح القيم

اصبت.
ﻗﺎل رسول اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ : ‏( ﻳﺒﺼﺮ أﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻘﺬى ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ وﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺠﺬع ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ (! ، وﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ رواه اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ، وا ﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ، وﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ رﻗﻢ ‏( 33 ‏) .

وهناك فرق بين اترصدك لأغيضك بإنتقاد وبين الانتقاد لنية الصلاح
وارى الفرق بين الانتقاد والنصح

بورك فيك.
 
السلام عليكم
طرح قيم .. جزيت خيرا استاذنا الكريم..
..
ﻫﻞ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺑﻚ؟ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ؟ﻫﻞ ﺗﻌﺎﻟﺠﻬﺎ
معرفة العيوب شيء والتركيز عليها ومحاولة معالجتها شيء آخر .. يعني الآن لو عندي عيب معين غالبا أعرفه المشكلة تكمن في عدم الاعتراف بهذا العيب والالتفاف حوله وتجنب الوقوف عليه خوفا من النقد او الانتقاص من جانب الآخرين فنجد النفس تبحث عن مبررات للتخلص من الصراع بين المعرفة بوجود الخطأ وبين حب التنزه من النقائص والعيوب .. هذا الصنف الغالب من الناس ..
أحيانا تخفى علينا بعض عيوب و نحتاج لمعرفتها ممن يلاحظ سلوكنا ويحرص على مصلحتنا ، وهذه في الوقت الحاضر تلاشت وضاعت بسبب المجاملات وطغيان المصالح المتوقعة .. وأحيانا ردود الأفعال الجارحة دفعت بالناس للابتعاد عن النقد.
وأفكار الشخص تلعب دور في هذا الجانب ورؤيته للنقد والناقد،،
لما تجي تنصح شخص من أهلك أو أقاربك يبدأ يقول لك
أنت حقود ، أنت تغار مني ،، وأنت ماتشوف نفسك ، او ماتشوف أخوك .. جاي عندي أنا .. ومن ذا الكلام
لهذا الحقيقة صار الواحد يعد للمليون ليلمح للشخص عن خطأ ما ارتكبه مؤقتا تلميح فقط ..
...
ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺮى اﻻﻧﺴﺎن ﻋﻴﻮﺑﻪ؟ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮى ﻋﻴﻮب اﻻﺧﺮﻳﻦ؟
أحيانا يشغل البعض أنفسهم بالآخرين قصدا حتى لا يواجه نفسه بالعيوب والقصور متجاهلا طبيعة النفس البشرية ..
هو يرى بأن الانشغال بالناس يخفف عليه من شعوره بالنقص ..
فيه ناس كذا والله يصلح الحال ..
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس..
...
ﻫﻞ ﻧﻘﺪ اﻻﺧﺮﻳﻦ ﻫﻮ إرث ام ﺳﻠﻮك ﻣﻜﺘﺴﺐ؟
تقصد النقد البناء أم مجرد النقد ومراقبة الآخرين
أصبح انتقاد الآخرين والانشغال بما يفعلون ظاهرة منتشرة بين الناس ، كانت بين النساء سابقا والان حتى الرجال أصبحوا ثرثارين .. صار الانتقاد عادة مكتسبة ..
اما النقد البناء الهادف فله أهله وناسه .. وهم قلة بكل أسف ..
..
اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ فيه ﺟﺪا . ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻜﺮة ﺗﻮجهها ﻟﻪ او ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻘﺪ واﺿﺤﻪ

هذه أنماط الناس ،، مختلفين ..
واذا وجد من يثق بنفسه فأظنه لا يرفض النقد البناء ..
هذا المفترض .. ولكن لله في خلقه شئون

..
من وجهة نظري المشكلة ليست في النقد بل في الموضوع أو السلوك او الفكر الذي ينتقد. .
هل يحتاج الموضوع أن أنتقد أم لا ..
أحيانا يصبح من باب الفضول والتدخل فيما لا يعني
ويقلك أنا انصح وانتقده لمصلحته ..
أرى أن هناك أمور تصلح للنقد وأخرى لا تصلح ..
أقصد هناك حدود لتدخلك وانتقادك للآخرين فضلا عن الالتزام بآدبه ،، ..
كما أنه أصبح هناك خلط بين النقد البناء وبين والنقد الهدام والتدخل فيما لايعني
وربما هذا هو السبب الذي يجعل المنتقد لا يتقبل النقد .. خصوصا انه البعض لا يميز بين الشخص وسلوكه كما أشار لذلك الفاضل @sami44
احترامي وتقديري ..
 
السلام عليكم
طرح قيم .. جزيت خيرا استاذنا الكريم..
..
ﻫﻞ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺑﻚ؟ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ؟ﻫﻞ ﺗﻌﺎﻟﺠﻬﺎ
معرفة العيوب شيء والتركيز عليها ومحاولة معالجتها شيء آخر .. يعني الآن لو عندي عيب معين غالبا أعرفه المشكلة تكمن في عدم الاعتراف بهذا العيب والالتفاف حوله وتجنب الوقوف عليه خوفا من النقد او الانتقاص من جانب الآخرين فنجد النفس تبحث عن مبررات للتخلص من الصراع بين المعرفة بوجود الخطأ وبين حب التنزه من النقائص والعيوب .. هذا الصنف الغالب من الناس ..
أحيانا تخفى علينا بعض عيوب و نحتاج لمعرفتها ممن يلاحظ سلوكنا ويحرص على مصلحتنا ، وهذه في الوقت الحاضر تلاشت وضاعت بسبب المجاملات وطغيان المصالح المتوقعة .. وأحيانا ردود الأفعال الجارحة دفعت بالناس للابتعاد عن النقد.
وأفكار الشخص تلعب دور في هذا الجانب ورؤيته للنقد والناقد،،
لما تجي تنصح شخص من أهلك أو أقاربك يبدأ يقول لك
أنت حقود ، أنت تغار مني ،، وأنت ماتشوف نفسك ، او ماتشوف أخوك .. جاي عندي أنا .. ومن ذا الكلام
لهذا الحقيقة صار الواحد يعد للمليون ليلمح للشخص عن خطأ ما ارتكبه مؤقتا تلميح فقط ..
...

وعليكم السلام ورحمة الله.
اهلا وسهلا.

نعم معرفة العيوب غير التركيز عليها
الا ان معرفة العيوب هي طريق تفضي الى التركيز عليها.

المجاملات او المداهنة هي اشكال جثم على الانفس لأن الشجاعة في التقبل والشجاعة في قول الصواب هي من اوصلت لذلك
والله احيانا وانا اجالس رفاقي
اقول لهم فكرة متاكد من صحتها الا انها تسبح عكس تيارهم واقول لهم
(ايه رايكم)
فيهم من يصمت وفيهم من يتكلم موافقا واعلم انه غير مقتنع وانني ما ان اغيب الا ويظهر رايه المعاكس كإستئساد وهو استخراف وحماقة.
النصيحة لها اساليبها وربما نحيد قليلا عنها ومع هوى المنصوح يكون ذلك الرد
واحيانا عدم تقبل الصواب ولو في امر دنيوي ككبر واستعلاء والله المستعان.


والشجاعة في النصح هي مبدا سامي ولن تكون الا بعد العمل بهذه القاعدة




قل كلمتك وامضي.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم /
كما هو معلوم بأنا نعيش في مجتمع ضيق مهما اتسعت رقعته ، ففي جنبات ما يحيط بنا من جماد وكائن حي يتربع الإنسان مقدمة المعنى والقصد ، فهو السيد في هذهِ الأرض ، يزخر بالمتناقضات ، ويتنفس المتغيرات ، يكون بين كماشتين متباينتين صحة وسقم ، نشاط وكسل ، صدق وكذب ، عطاء واضمحلال ، وو.... وبين هذا وذاك يطفو على السطح أمر وددت أن يكون محور الحديث ، لكونه يشغل الذكي والبليد ، والمثبط والمشجع ، ومن امتهن حرفته ، ومن ابتعد عنه وكان في ذلكَ مأمنه ، ألا وهو " النقد " فكم منا من يعيش تحت سياط النقد والتجريح من أناس غلاة لا تفقه التمييز بين النقد المنبوذ ، وبين النقد المفيد الحميد ، فبعض النقاد يطلق انتقاده وهو يظن بنفسه أنه بلغ ذروة الفهم والعلم ، وقد شرع له النقد وبيده التمكين ، وبذلك أنب هذا ، وعنف ذاك ، من غير مراعاة لمشاعر من نالهم سهم نقده وسياط تجريحه ! ولا يدري ما يخلف ذاك النقد في ذات ذلكَ المنقود عليه ! ففي بعض النقد تحطيم للنفس ، وتهشيم للعطاء ، وكبت لما حواه من علم وتأهيل ، ليحتاج وقتاً طويلاً كي يضمد الجراح ، ويتناسى آلام التجريح ، وفي المقابل نجد من يحسنون التوجيه ، ونجد في نقدهم عونا لنا في النهوض من كبوة الإخفاق بالنصح الجميل ، فيدهم مشرعة تحتضن حزين الإخفاق بالتشجيع والإطراء ، ويخلصون المتردد في العطاء بدفعه نحو التمكين ، بهم يزهو المكان وبهم نرتقي لقمة الإبداع ، ومن هنا تطرأ عدت تساؤلات ، ولعل البعض منها تكون مترادفة مترابطة في معناها ، تحتاج منا صياغة جواب وتفنيد :

كيف تميز بين النقد البناء والنقد الهدام ؟
وإذا تبين لك بأن الناقد يتقصد التجريح ، والاستهانه بك ما يكون ردك عليه ؟
ممن تتقبل النقد ؟
من هو الناقد الذي تراه محفزا لبذل المزيد من التميز والعطاء ؟
متى يكون النقد بناء ؟ ومتى يكون عكس ذلكَ ؟

فمن جعل أذنيه موجهة لكل قائل وناقد ومن ذلك يكون له إما أداة تحبيط ، أو أداة دفع وتميز ، لن يصل لهدفه إذا كانت قبلته الإبداع والتفوق فالساعي للنجاح عليه أن يكون أصما عن كل ما من شأنه أن يحرك في كوامنه الإحباط ليكون هذا الفعل يقابل في معاملة من أراد بنقده التجريح والتثبيط ، أما الناقد اللطيف نقبل منه المفيد ، فكما تفضلتم به سيدتي لتحري الوقت المناسب للنصيحة لها الأثر البالغ في تقبل النصح ، وتأتي بعدها الطريقة التي يلج إلى ذلك التوجيه ، وما علينا غير التفريق بين الشخص وأصل الفعل ، والتصرف وأن يكون حسن الظن هو جسر الود ما لم يظهر خلاف ذلك . ،

النقد البناء : جميل ذلك التوصيف لذلك النقد الصحيح ، حين نجد ذلك الناقد يقدم المديح ويذكر مناقب وجهود ذلك المنصوح ، بذلك ينفخ في روحه الطمئنية ، ويشعره بالسكينة
أما النقد الهدام :
لا يعدو أن يوصف بأنه تحطيم لذات الشخص ولا يكون القصد منه إلا التقزيم والتحقير .

مقابلة النقد إذا تجلى القصد منه بأنه استخفاف لا يكون إلا بالتجاهل والتطنيش ، ذاك هو الأصل ولا يفهم من ذلك أنه ضعفا أو تأكيدا على ما فيه قيل ، فبعض العلاج يكون السكوت أولى من الأخذ والرد ، فالإنسان يتحرك وفق ثقته بنفسه ، فبذلك يحظى بالسلامة وللإستفزاز لا يستكين .


وددت أن أحكي لكم موقف حصل لي مع أحد الأشخاص في العمل ، ومنه نستخلص الفائدة بإذن الله ؛
اتصل ذلكَ الشخص _ لا أعرفه ولا يعرفني _ على مكتبي فبادرته بتحية الإسلام فكان رده بقوله : " هلا " أعدت السلام وكان الجواب على الدوام " هلا " ، لم اتضايق على أنه لم يرد السلام فقط بل كان أسلوبه فضا ، فقلت له بكل احترام : أخي الكريم سلمت عليك فكان الأولى منك رد السلام ، فما كان منه إلا ويرد علي _ أولا رد على سؤالي ثم بعد ذلك علمني وانصحني ، فقلت له : أنا من يتعلم منك الأدب ، قلت له : رمضان كريم لما الغضب ؟ فأخذ يكرر علي أن الواجب عليك تعلم النصيحة ، لم أطل الحديث معه ،،وكان أحد الأخوة جالس في مكتبي يسمع الحوار الذي يدور بيننا ، وعندما أغلقت الهاتف غضب ذلكَ الأخ وقال: لماذا سكت عنه وهو يتطاول عليك ؟! قلت له : يا فلان من طبعي ازن الشخص الذي أحدثه ، وعلى ما يظهر لي يكون تعاملي معه ، وهذا من النوع المتعالي الذي يأنف عن النصيحة ، ويجادل بالباطل فكان سكوتي عنه أسلم لقلبي وكرامتي ، فوقتي أثم على أن اضيعه مع هكذا من البشر ! وبينما أنا جالس مع نفسي تذكرت ذلكَ الموقف الذي لن أنساه ، ففي يوم من الأيام اتصلت على محول الهاتف ظننته لأحد الأصدقاء ، فكان الجواب على مكالمتي وكان ذلكَ الشخص الذي اتصلت به وضع هاتفه على " مكبر الصوت " فسلمت عليه فرد السلام وقلت : من معي ؟ _ في ظني انه صديقي فقلت امازحه _ قال : رجل ، فقلت : وهذا الرجل أليس له إسم ؟! قال : فلان بن فلان الفلاني ، فكانت المفاجأة ! المحول الذي اتصلت عليه محول " وزير الوزارة التي اعمل فيها ! فقلت له : أعتذر منكم معاليكم بالخطأ اتصلت ! فقال : اهلا وسهلاً ابني في حفظ الله ، حينها قارنت بين رد الوزير ورد ذلك المتعالي ! فمن هنا سيدتي يتبين أن الإنسان بطبيعته يسثقل النصيحة مهما كان به من مقومات وثقافة ، وحتى تقوى وورع ، وما يتقبل النصح إلا من روض نفسه ، وتعالى عن حظوظ النفس ، ولا يطلب النصيحة الا من يطلب الكمال ، ويشق طريقه في ثبات ، يجد في النصيحة ضالته ، وما يكون عجبي إلا ممن جعل من النصيحة غنيمة بها يقيم ويقوم نفسه ، وخاصة إذا جاءت من متربص كاره لكونه لا يجامل ، فيأخذها ذلكَ الحصيف وبتفحصها فإذا وجد في ذلكَ النقد حقيقة أمره أصلح المعوج منه ، وإذا لم يجد في ذلكَ النقد شيء منه في نفسه جعله نصب عينيه يحاذر أن يأتيه أو يقع فيه ، بذلك يعيش ذلك الإنسان لا يعكر صفو وداده عتاب الناقمين ، ولا عواء الكارهين .


أما أولئك الذين تنقبض قلوبنا كلما ظهر اسمهم أو معرفهم ليس مصدر ذلك كره متربص أو مكابرة مستكبر لا يقبل النصح والتوجيه ،
أساتذتنا وقدوتنا هم ألئك الذين نفتح لهم صدورنا ، ونمد لهم أيدينا كي يرشدونا الصواب ، قد علمنا فيهم الخير ، ألجموا سهام نقدهم عن مواطن العطاء ليكون لهم بصمة ونصيب من الخير ليكون لهم أجر وثواب من الله الوهاب .

وددت أن أحكي لكم موقف حصل لي مع أحد الأشخاص في العمل ، ومنه نستخلص الفائدة بإذن الله ؛
اتصل ذلكَ الشخص _ لا أعرفه ولا يعرفني _ على مكتبي فبادرته بتحية الإسلام فكان رده بقوله : " هلا " أعدت السلام وكان الجواب على الدوام " هلا " ، لم اتضايق على أنه لم يرد السلام فقط بل كان أسلوبه فظا ، فقلت له بكل احترام : أخي الكريم سلمت عليك فكان الأولى منك رد السلام ، فما كان منه إلا ويرد علي _ أولا رد على سؤالي ثم بعد ذلك علمني وانصحني ، فقلت له : أنا من يتعلم منك الأدب ، قلت له : رمضان كريم لما الغضب ؟ فأخذ يكرر علي أن الواجب عليك تعلم النصيحة ، لم أطل الحديث معه ،،وكان أحد الأخوة جالس في مكتبي يسمع الحوار الذي يدور بيننا ، وعندما أغلقت الهاتف غضب ذلكَ الأخ وقال: لماذا سكت عنه وهو يتطاول عليك ؟! قلت له : يا فلان من طبعي ازن الشخص الذي أحدثه ، وعلى ما يظهر لي يكون تعاملي معه ، وهذا من النوع المتعالي الذي يأنف عن النصيحة ، ويجادل بالباطل فكان سكوتي عنه أسلم لقلبي وكرامتي ، فوقتي أثم على أن اضيعه مع هكذا من البشر ! وبينما أنا جالس مع نفسي تذكرت ذلكَ الموقف الذي لن أنساه ، ففي يوم من الأيام اتصلت على محول الهاتف ظننته لأحد الأصدقاء ، فكان الجواب على مكالمتي وكان ذلكَ الشخص الذي اتصلت به وضع هاتفه على " مكبر الصوت " فسلمت عليه فرد السلام وقلت : من معي ؟ _ في ظني انه صديقي فقلت امازحه _ قال : رجل ، فقلت : وهذا الرجل أليس له إسم ؟! قال : فلان بن فلان الفلاني ، فكانت المفاجأة ! المحول الذي اتصلت عليه محول " وزير الوزارة التي اعمل فيها ! فقلت له : أعتذر منكم معاليكم بالخطأ اتصلت ! فقال : أهلا وسهلاً ابني في حفظ الله ، حينها قارنت بين رد الوزير ورد ذلك المتعالي ! فمن هنا سيدتي يتبين أن الإنسان بطبيعته يسثقل النصيحة مهما كان به من مقومات وثقافة ، وحتى تقوى وورع ، وما يتقبل النصح إلا من روض نفسه ، وتعالى عن حظوظ النفس ، ولا يطلب النصيحة الا من يطلب الكمال ، ويشق طريقه في ثبات ، يجد في النصيحة ضالته ، وما يكون عجبي إلا ممن جعل من النصيحة غنيمة بها يُقيّم ويُقوّم بها نفسه ، وخاصة إذا جاءت من متربص كاره لكونه " لا يجامل " ، فيأخذها ذلكَ الحصيف وبتفحصها فإذا وجد في ذلكَ النقد حقيقة أمره ، فأصلح بها المعوج منه ، وإذا لم يجد في ذلكَ النقد شيء منه في نفسه جعله نصب عينيه يحاذر أن يأتيه أو يقع فيه ، بذلك يعيش ذلك الإنسان لا يعكر صفو وداده عتاب الناقمين ، ولا عواء الكارهين .


لو كان الناقد يخلص بنقده يبتغي به مصلحة المنصوح ليكون العلم والمعرفة ركيزة بهما ينطلق بنصحه لكفانا عذابات طول الردود ! للأسف الشديد الغالب من الناس يجعل من الأخذ والرد نوعا من كسر العظم ، واختبار وممارسة النفس الطويل ليكون الإنتصار للنفس هو الهدف والغاية ، أعجبتني مقولة تقول : علينا أن نكون في حال المدارسة والنقاش عطوفين على من نحاورهم ، ليكون الهدف هو كسب الطرف الآخر ، ولا يفهم من ذلكَ هو التنازل أو الرضا بقبول الخطأ ، ولو أننا ترسمنا توجيهات الله في غالب أمورنا لأسرنا الناس بحسن تعاملنا حتى مع أعداء الإسلام ، فالله تعالى عندما ارشدنا في كيفية النصح فهو إرشاد من عليم حكيم ، يعلم خبايا النفوس ، ومفاتيح القلوب ، ولكن للأسف الشديد نلجأ إلى كتب علم النفس ونترك كتاب الله الذي فيه علاج أدواء النفس .


دمتم بخير...
 
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنّ أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليُمِطه عنه» (أخرجه الترمذي عن أبي هريرة)
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي"
وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: "ما الذي بلغك عني مما تكرهه".
قليل من الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم /
كما هو معلوم بأنا نعيش في مجتمع ضيق مهما اتسعت رقعته ، ففي جنبات ما يحيط بنا من جماد وكائن حي يتربع الإنسان مقدمة المعنى والقصد ، فهو السيد في هذهِ الأرض ، يزخر بالمتناقضات ، ويتنفس المتغيرات ، يكون بين كماشتين متباينتين صحة وسقم ، نشاط وكسل ، صدق وكذب ، عطاء واضمحلال ، وو.... وبين هذا وذاك يطفو على السطح أمر وددت أن يكون محور الحديث ، لكونه يشغل الذكي والبليد ، والمثبط والمشجع ، ومن امتهن حرفته ، ومن ابتعد عنه وكان في ذلكَ مأمنه ، ألا وهو " النقد " فكم منا من يعيش تحت سياط النقد والتجريح من أناس غلاة لا تفقه التمييز بين النقد المنبوذ ، وبين النقد المفيد الحميد ، فبعض النقاد يطلق انتقاده وهو يظن بنفسه أنه بلغ ذروة الفهم والعلم ، وقد شرع له النقد وبيده التمكين ، وبذلك أنب هذا ، وعنف ذاك ، من غير مراعاة لمشاعر من نالهم سهم نقده وسياط تجريحه ! ولا يدري ما يخلف ذاك النقد في ذات ذلكَ المنقود عليه ! ففي بعض النقد تحطيم للنفس ، وتهشيم للعطاء ، وكبت لما حواه من علم وتأهيل ، ليحتاج وقتاً طويلاً كي يضمد الجراح ، ويتناسى آلام التجريح ، وفي المقابل نجد من يحسنون التوجيه ، ونجد في نقدهم عونا لنا في النهوض من كبوة الإخفاق بالنصح الجميل ، فيدهم مشرعة تحتضن حزين الإخفاق بالتشجيع والإطراء ، ويخلصون المتردد في العطاء بدفعه نحو التمكين ، بهم يزهو المكان وبهم نرتقي لقمة الإبداع ، ومن هنا تطرأ عدت تساؤلات ، ولعل البعض منها تكون مترادفة مترابطة في معناها ، تحتاج منا صياغة جواب وتفنيد :

كيف تميز بين النقد البناء والنقد الهدام ؟
وإذا تبين لك بأن الناقد يتقصد التجريح ، والاستهانه بك ما يكون ردك عليه ؟
ممن تتقبل النقد ؟
من هو الناقد الذي تراه محفزا لبذل المزيد من التميز والعطاء ؟
متى يكون النقد بناء ؟ ومتى يكون عكس ذلكَ ؟

فمن جعل أذنيه موجهة لكل قائل وناقد ومن ذلك يكون له إما أداة تحبيط ، أو أداة دفع وتميز ، لن يصل لهدفه إذا كانت قبلته الإبداع والتفوق فالساعي للنجاح عليه أن يكون أصما عن كل ما من شأنه أن يحرك في كوامنه الإحباط ليكون هذا الفعل يقابل في معاملة من أراد بنقده التجريح والتثبيط ، أما الناقد اللطيف نقبل منه المفيد ، فكما تفضلتم به سيدتي لتحري الوقت المناسب للنصيحة لها الأثر البالغ في تقبل النصح ، وتأتي بعدها الطريقة التي يلج إلى ذلك التوجيه ، وما علينا غير التفريق بين الشخص وأصل الفعل ، والتصرف وأن يكون حسن الظن هو جسر الود ما لم يظهر خلاف ذلك . ،

النقد البناء : جميل ذلك التوصيف لذلك النقد الصحيح ، حين نجد ذلك الناقد يقدم المديح ويذكر مناقب وجهود ذلك المنصوح ، بذلك ينفخ في روحه الطمئنية ، ويشعره بالسكينة
أما النقد الهدام :
لا يعدو أن يوصف بأنه تحطيم لذات الشخص ولا يكون القصد منه إلا التقزيم والتحقير .

مقابلة النقد إذا تجلى القصد منه بأنه استخفاف لا يكون إلا بالتجاهل والتطنيش ، ذاك هو الأصل ولا يفهم من ذلك أنه ضعفا أو تأكيدا على ما فيه قيل ، فبعض العلاج يكون السكوت أولى من الأخذ والرد ، فالإنسان يتحرك وفق ثقته بنفسه ، فبذلك يحظى بالسلامة وللإستفزاز لا يستكين .


وددت أن أحكي لكم موقف حصل لي مع أحد الأشخاص في العمل ، ومنه نستخلص الفائدة بإذن الله ؛
اتصل ذلكَ الشخص _ لا أعرفه ولا يعرفني _ على مكتبي فبادرته بتحية الإسلام فكان رده بقوله : " هلا " أعدت السلام وكان الجواب على الدوام " هلا " ، لم اتضايق على أنه لم يرد السلام فقط بل كان أسلوبه فضا ، فقلت له بكل احترام : أخي الكريم سلمت عليك فكان الأولى منك رد السلام ، فما كان منه إلا ويرد علي _ أولا رد على سؤالي ثم بعد ذلك علمني وانصحني ، فقلت له : أنا من يتعلم منك الأدب ، قلت له : رمضان كريم لما الغضب ؟ فأخذ يكرر علي أن الواجب عليك تعلم النصيحة ، لم أطل الحديث معه ،،وكان أحد الأخوة جالس في مكتبي يسمع الحوار الذي يدور بيننا ، وعندما أغلقت الهاتف غضب ذلكَ الأخ وقال: لماذا سكت عنه وهو يتطاول عليك ؟! قلت له : يا فلان من طبعي ازن الشخص الذي أحدثه ، وعلى ما يظهر لي يكون تعاملي معه ، وهذا من النوع المتعالي الذي يأنف عن النصيحة ، ويجادل بالباطل فكان سكوتي عنه أسلم لقلبي وكرامتي ، فوقتي أثم على أن اضيعه مع هكذا من البشر ! وبينما أنا جالس مع نفسي تذكرت ذلكَ الموقف الذي لن أنساه ، ففي يوم من الأيام اتصلت على محول الهاتف ظننته لأحد الأصدقاء ، فكان الجواب على مكالمتي وكان ذلكَ الشخص الذي اتصلت به وضع هاتفه على " مكبر الصوت " فسلمت عليه فرد السلام وقلت : من معي ؟ _ في ظني انه صديقي فقلت امازحه _ قال : رجل ، فقلت : وهذا الرجل أليس له إسم ؟! قال : فلان بن فلان الفلاني ، فكانت المفاجأة ! المحول الذي اتصلت عليه محول " وزير الوزارة التي اعمل فيها ! فقلت له : أعتذر منكم معاليكم بالخطأ اتصلت ! فقال : اهلا وسهلاً ابني في حفظ الله ، حينها قارنت بين رد الوزير ورد ذلك المتعالي ! فمن هنا سيدتي يتبين أن الإنسان بطبيعته يسثقل النصيحة مهما كان به من مقومات وثقافة ، وحتى تقوى وورع ، وما يتقبل النصح إلا من روض نفسه ، وتعالى عن حظوظ النفس ، ولا يطلب النصيحة الا من يطلب الكمال ، ويشق طريقه في ثبات ، يجد في النصيحة ضالته ، وما يكون عجبي إلا ممن جعل من النصيحة غنيمة بها يقيم ويقوم نفسه ، وخاصة إذا جاءت من متربص كاره لكونه لا يجامل ، فيأخذها ذلكَ الحصيف وبتفحصها فإذا وجد في ذلكَ النقد حقيقة أمره أصلح المعوج منه ، وإذا لم يجد في ذلكَ النقد شيء منه في نفسه جعله نصب عينيه يحاذر أن يأتيه أو يقع فيه ، بذلك يعيش ذلك الإنسان لا يعكر صفو وداده عتاب الناقمين ، ولا عواء الكارهين .


أما أولئك الذين تنقبض قلوبنا كلما ظهر اسمهم أو معرفهم ليس مصدر ذلك كره متربص أو مكابرة مستكبر لا يقبل النصح والتوجيه ،
أساتذتنا وقدوتنا هم ألئك الذين نفتح لهم صدورنا ، ونمد لهم أيدينا كي يرشدونا الصواب ، قد علمنا فيهم الخير ، ألجموا سهام نقدهم عن مواطن العطاء ليكون لهم بصمة ونصيب من الخير ليكون لهم أجر وثواب من الله الوهاب .

وددت أن أحكي لكم موقف حصل لي مع أحد الأشخاص في العمل ، ومنه نستخلص الفائدة بإذن الله ؛
اتصل ذلكَ الشخص _ لا أعرفه ولا يعرفني _ على مكتبي فبادرته بتحية الإسلام فكان رده بقوله : " هلا " أعدت السلام وكان الجواب على الدوام " هلا " ، لم اتضايق على أنه لم يرد السلام فقط بل كان أسلوبه فظا ، فقلت له بكل احترام : أخي الكريم سلمت عليك فكان الأولى منك رد السلام ، فما كان منه إلا ويرد علي _ أولا رد على سؤالي ثم بعد ذلك علمني وانصحني ، فقلت له : أنا من يتعلم منك الأدب ، قلت له : رمضان كريم لما الغضب ؟ فأخذ يكرر علي أن الواجب عليك تعلم النصيحة ، لم أطل الحديث معه ،،وكان أحد الأخوة جالس في مكتبي يسمع الحوار الذي يدور بيننا ، وعندما أغلقت الهاتف غضب ذلكَ الأخ وقال: لماذا سكت عنه وهو يتطاول عليك ؟! قلت له : يا فلان من طبعي ازن الشخص الذي أحدثه ، وعلى ما يظهر لي يكون تعاملي معه ، وهذا من النوع المتعالي الذي يأنف عن النصيحة ، ويجادل بالباطل فكان سكوتي عنه أسلم لقلبي وكرامتي ، فوقتي أثم على أن اضيعه مع هكذا من البشر ! وبينما أنا جالس مع نفسي تذكرت ذلكَ الموقف الذي لن أنساه ، ففي يوم من الأيام اتصلت على محول الهاتف ظننته لأحد الأصدقاء ، فكان الجواب على مكالمتي وكان ذلكَ الشخص الذي اتصلت به وضع هاتفه على " مكبر الصوت " فسلمت عليه فرد السلام وقلت : من معي ؟ _ في ظني انه صديقي فقلت امازحه _ قال : رجل ، فقلت : وهذا الرجل أليس له إسم ؟! قال : فلان بن فلان الفلاني ، فكانت المفاجأة ! المحول الذي اتصلت عليه محول " وزير الوزارة التي اعمل فيها ! فقلت له : أعتذر منكم معاليكم بالخطأ اتصلت ! فقال : أهلا وسهلاً ابني في حفظ الله ، حينها قارنت بين رد الوزير ورد ذلك المتعالي ! فمن هنا سيدتي يتبين أن الإنسان بطبيعته يسثقل النصيحة مهما كان به من مقومات وثقافة ، وحتى تقوى وورع ، وما يتقبل النصح إلا من روض نفسه ، وتعالى عن حظوظ النفس ، ولا يطلب النصيحة الا من يطلب الكمال ، ويشق طريقه في ثبات ، يجد في النصيحة ضالته ، وما يكون عجبي إلا ممن جعل من النصيحة غنيمة بها يُقيّم ويُقوّم بها نفسه ، وخاصة إذا جاءت من متربص كاره لكونه " لا يجامل " ، فيأخذها ذلكَ الحصيف وبتفحصها فإذا وجد في ذلكَ النقد حقيقة أمره ، فأصلح بها المعوج منه ، وإذا لم يجد في ذلكَ النقد شيء منه في نفسه جعله نصب عينيه يحاذر أن يأتيه أو يقع فيه ، بذلك يعيش ذلك الإنسان لا يعكر صفو وداده عتاب الناقمين ، ولا عواء الكارهين .


لو كان الناقد يخلص بنقده يبتغي به مصلحة المنصوح ليكون العلم والمعرفة ركيزة بهما ينطلق بنصحه لكفانا عذابات طول الردود ! للأسف الشديد الغالب من الناس يجعل من الأخذ والرد نوعا من كسر العظم ، واختبار وممارسة النفس الطويل ليكون الإنتصار للنفس هو الهدف والغاية ، أعجبتني مقولة تقول : علينا أن نكون في حال المدارسة والنقاش عطوفين على من نحاورهم ، ليكون الهدف هو كسب الطرف الآخر ، ولا يفهم من ذلكَ هو التنازل أو الرضا بقبول الخطأ ، ولو أننا ترسمنا توجيهات الله في غالب أمورنا لأسرنا الناس بحسن تعاملنا حتى مع أعداء الإسلام ، فالله تعالى عندما ارشدنا في كيفية النصح فهو إرشاد من عليم حكيم ، يعلم خبايا النفوس ، ومفاتيح القلوب ، ولكن للأسف الشديد نلجأ إلى كتب علم النفس ونترك كتاب الله الذي فيه علاج أدواء النفس .


دمتم بخير...

السلام عليكم ورحمة الله.
اهلا وسهلا اخي الطيب
تكلمت فأبدعت بارك الله فيك ولك
وعليك.

ساقرا كلامك كلما اتتني موجة نقد
كي اخرج سمينها من غثها
دمت طيبا
 
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنّ أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليُمِطه عنه» (أخرجه الترمذي عن أبي هريرة)
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي"
وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: "ما الذي بلغك عني مما تكرهه".
قليل من الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
.صلى الله عليه وسلم.
بين من يقبل النصيحة والتصويب وبين من ينتقد انتقادا لاذعا ضاعت فوائد جمة
بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top