- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﺧﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮﻱ ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺆﺍﻟًﺎ، ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺴﺄﻝ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺑﺎﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًا
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺭﺟﺎﻻً ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕُ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀُ ﺑَﻌْﺾٍ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨﻜَﺮِ ﻭَﻳُﻘِﻴﻤُﻮﻥَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﻳُﺆْﺗُﻮﻥَ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻭَﻳُﻄِﻴﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﺳَﻴَﺮْﺣَﻤُﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﺰِﻳﺰٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ
﴾ [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 71: ] ، ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺧَﻴْﺮَ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺃُﺧْﺮِﺟَﺖْ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺗَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﺗَﻨْﻬَﻮْﻥََ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨﻜَﺮِ ﻭَﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 110: ] ، ﻭﻗﺎﻝ : ﴿ﻭَﻟْﺘَﻜُﻦْ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺃُﻣَّﺔٌ ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻭَﻳَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 104: ] ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ، ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﻭﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺄﻣﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ، ﺧﺪﻣﻬﺎ، ﺗﺄﻣﺮ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ، ﺗﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻯ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﺧﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺗﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺴﺒﺐ ﻗﺒﻮﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﴿ﺍﺩْﻉُ ﺇِﻟَﻰ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺭَﺑِّﻚَ ﺑِﺎﻟْﺤِﻜْﻤَﺔِ ﻭَﺍﻟْﻤَﻮْﻋِﻈَﺔِ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔِ ﻭَﺟَﺎﺩِﻟْﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﴾ [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 125: ] ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ﻭَﻻ ﺗُﺠَﺎﺩِﻟُﻮﺍ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ
﴾ [ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ 46: ] ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
﴿ﻭَﻻ ﺗُﺠَﺎﺩِﻟُﻮﺍ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲََ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ
﴾ [ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ 46: ] ، ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻓﻠﻪ ﺟﻮﺍﺏ ﺁﺧﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻓَﺒِﻤَﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟِﻨْﺖَ ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﻟَﻮْْ ﻛُﻨْﺖَ ﻓَﻈًّﺎ ﻏَﻠِﻴﻆَ ﺍﻟْﻘَﻠْﺐِ ﻻﻧْﻔَﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺣَﻮْﻟِﻚَ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 159: ] ، ﻓﺎﻵﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﻲ ﻳﺄﻣﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ .. ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
« ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮًﺍ ﻓﻠﻴﻐﻴﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ » ، ﻓﺒﺎﻟﻴﺪ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ، ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻹﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ، ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻨﻜﺮ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺈﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺗﻪ، ﺑﻜﺴﺮ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻴﺪ، ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻤﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻐﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺒﺐ ﻓﺘﻨﺎً ﻭﻧﺰﺍﻋﺎً ﻭﺷﺮﺍً ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻞ ﻳﺪﻉ ﻫﺬﺍ ﻟﻮﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻘﻂ، ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ! ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻳﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻳﺮﻯ ﺭﺟﻼً ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻣﻨﻜﺮ ﺣﺮﺍﻡ، ﻳﺮﻯ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺗﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺣﺘﺠﺒﻲ ﺍﺗﺮﻛﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ، ﻳﺮﻯ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺐ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﺬﺏ ﻭﻓﺤﺶ ﻓﻴﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ! ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﻔﺤﺶ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺃﻭ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻻ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺃﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﻳﺴﺠﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﻳﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻳﻜﺮﻩ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻳﺘﻐﻴﺮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺑﻐﻀﻪ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ . ﻧﻌﻢ .
ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ : ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًﺍ
موقع سماحة العلامة ابن باز رحمه الله.
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﺧﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮﻱ ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺆﺍﻟًﺎ، ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺴﺄﻝ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺑﺎﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًا
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺭﺟﺎﻻً ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕُ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀُ ﺑَﻌْﺾٍ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨﻜَﺮِ ﻭَﻳُﻘِﻴﻤُﻮﻥَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﻳُﺆْﺗُﻮﻥَ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻭَﻳُﻄِﻴﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﺳَﻴَﺮْﺣَﻤُﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﺰِﻳﺰٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ
﴾ [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 71: ] ، ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺧَﻴْﺮَ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺃُﺧْﺮِﺟَﺖْ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺗَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﺗَﻨْﻬَﻮْﻥََ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨﻜَﺮِ ﻭَﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 110: ] ، ﻭﻗﺎﻝ : ﴿ﻭَﻟْﺘَﻜُﻦْ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺃُﻣَّﺔٌ ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻭَﻳَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 104: ] ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ، ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﻭﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺄﻣﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ، ﺧﺪﻣﻬﺎ، ﺗﺄﻣﺮ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ، ﺗﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻯ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﺧﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺗﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺴﺒﺐ ﻗﺒﻮﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﴿ﺍﺩْﻉُ ﺇِﻟَﻰ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺭَﺑِّﻚَ ﺑِﺎﻟْﺤِﻜْﻤَﺔِ ﻭَﺍﻟْﻤَﻮْﻋِﻈَﺔِ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔِ ﻭَﺟَﺎﺩِﻟْﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﴾ [ ﺍﻟﻨﺤﻞ 125: ] ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﴿ﻭَﻻ ﺗُﺠَﺎﺩِﻟُﻮﺍ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ
﴾ [ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ 46: ] ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
﴿ﻭَﻻ ﺗُﺠَﺎﺩِﻟُﻮﺍ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲََ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ
﴾ [ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ 46: ] ، ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻓﻠﻪ ﺟﻮﺍﺏ ﺁﺧﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻓَﺒِﻤَﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟِﻨْﺖَ ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﻟَﻮْْ ﻛُﻨْﺖَ ﻓَﻈًّﺎ ﻏَﻠِﻴﻆَ ﺍﻟْﻘَﻠْﺐِ ﻻﻧْﻔَﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺣَﻮْﻟِﻚَ﴾ [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 159: ] ، ﻓﺎﻵﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﻲ ﻳﺄﻣﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ .. ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
« ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮًﺍ ﻓﻠﻴﻐﻴﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ » ، ﻓﺒﺎﻟﻴﺪ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ، ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻹﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ، ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻨﻜﺮ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺈﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺗﻪ، ﺑﻜﺴﺮ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻴﺪ، ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻤﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻐﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺒﺐ ﻓﺘﻨﺎً ﻭﻧﺰﺍﻋﺎً ﻭﺷﺮﺍً ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻞ ﻳﺪﻉ ﻫﺬﺍ ﻟﻮﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻘﻂ، ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ! ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻳﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻳﺮﻯ ﺭﺟﻼً ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻣﻨﻜﺮ ﺣﺮﺍﻡ، ﻳﺮﻯ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺗﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺣﺘﺠﺒﻲ ﺍﺗﺮﻛﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ، ﻳﺮﻯ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺐ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﺬﺏ ﻭﻓﺤﺶ ﻓﻴﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ! ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﻔﺤﺶ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺃﻭ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻻ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺃﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﻳﺴﺠﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﻳﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻳﻜﺮﻩ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻳﺘﻐﻴﺮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺑﻐﻀﻪ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ . ﻧﻌﻢ .
ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ : ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًﺍ
موقع سماحة العلامة ابن باز رحمه الله.