كيف أحوالكم أعزائي في لمتنا الطيبة
جيتكم بموضوع جديد من سلسلة تجاربي ، وربما فيه شيء من ذكرياتي الجميلة ..
في البدء أود أن أقول بأن التعلم بالملاحظة يسميه البعض التعلم الاجتماعي ، هو واحدا من الطرق المهمة التي يتلقى بها الفرد التعلم عن طريق الملاحظة ثم التقليد والمحاكاة ..
وهي تحدث بطريقة ربما عفوية فنجد أن الابن يسلك بسلوك من يعتقده قدوة ، دون شعور منه او من المقتدى به ، والبعض يتعمد تعريض ابنه أو ابنته لمواقف معينة ، أو تجربة معينة ، قاصدا بذلك تعليمه وتدريبه على أنماط معينة من السلوك .
وهذا الأسلوب ذكر في القرآن في أكثر من موضع من ذلك ، قصة لقمان الحكيم وتعليمه لابنه و وصاياه التي ذكرت في سورة لقمان ، حين أراد أن يخبر ابنه بأن الله يعلم كل شيء وأن خفي عنا ، لم يقل له ذلك ، بل أخذ حبة خردل ورمى بها بين الصخور .. فتختفي وتغيب عن الانظار ..
ثم يقول له يابني إنها إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ..
.. .. ..
موضوعي بعد المقدمة الطويلة يتحدث عن أهمية الملاحظة في التعلم ،،
..
عندما كنت طفلة كان والدي رحمه الله يذبح الماعز ويحضره للبيت ، يطلب مني الحضور ويبدأ يشرح لي أجزاء جسد الذبيحة ، كنت صغيرة .. ربما ثمان سنوات او تسع ، المهم ..
عندما درست مادة العلوم وبدأت المعلمة تشرح لنا تركيبة الكلية قلت لها عفويا أن الكلية لنتمكن من مشاهدة أجزائها الداخلية لا بد من قطعها طوليا وليس عرضيا !
كيف عرفتي ،، قلت لها أبي أراني ذلك في البيت ..
كذلك معدة الأغنام كنت أعرف تركيبها وأشكالها المختلفة سبحان الله من الداخل ثم درست وظائف أجزائها بعد ذلك ، والقلب الطريقة ذاتها ..
كان يقطعه بطريقة تسمح لي برؤية أجزائه الداخلية وهذا كان سببا لتفوقي في مادة الأحياء خصوصا فيما يتعلق برسم أعضاء الجسم .
كانت ملاحظتي ولمسي لهذه الأجزاء سببا في تذكر وفهم وظيفة الأجزاء مع الفارق بالطبع بين أعضاء و وظائف جسم الانسان والحيوان .
والغريب أنه عندما وصلت للثانوية العامة كنت أعشق هذا الأمر ،، في يوم العيد أحضر بنات أخواني الصغار و أوضح لهم الأشياء ذاتها وسط صريخ أمهاتهن .. لا توسخي البنات ، تعلق فيهم ريحة اللحم !
لكن لاجدوى .. كل عيد أو مناسبة ، أبدل ثيابهم الجديدة و أحضر لهم حصة ملاحظة جديدة ! وما يغضب الأمهات اني أسمح لهم بلمسها ،، كذلك كانت امي تغضب وأخوتي لأني أضيع الوقت في شرح هذه الأشياء و ينتهي الموقف بمشكلة لابد منها ،، ..
.. .. ..
فالخلاصة أن الملاحظة أداة هامة لتعليم الطفل وترسيخ المعلومات التي تود تزويده بها ، وكذلك لغرس سلوكيات مرغوبة في الطفل عن قناعة منه وفهم واستيعاب ..
الأمر يحتاج لصبر و دراسة لسلوكياتنا وألفاظنا وحتى صمتنا لأن الطفل دقيق الملاحظة سريع التقليد ..
وكما قيل الطفل كالاسفنج يتشرب ما يوضع بداخله ثم يسكبه كما شربه دون تعديل أو حذف أو إضافة ..
.. .. ..
أرحب بنقاشاتكم وتجاربكم مع أطفالكم لتعم الفائدة
وكالعادة .. أدخل من الجوال فالموضوع غير منسق ..
..
شكري وتقديري للجميع ..
آخر تعديل بواسطة المشرف: