السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء و زوار هذا المنتدى المميز ، بحثا عن الإفادة و الاستفادة سأضع بين أيديكم هذا الموضوع
و فيه سوف أعرض بإذن الله للكثير من الأفكار حول توجيه المجتمع سواء بالسابق أو حاليا لتغيرات مطلوبة بطرق عديدة
لكن و قبل ذلك سنعرج بداية على ما يميز الانسان عن غيره من المخلوقات في نظر الكثير من العلماء ، ألا وهي الإرادة أو بمعنى أصح
الإرادة الحرة و التي لولاها لا يمكن أن نتحدث عن توجيه الانسان و لا عن تكليفه و لا عن مسؤوليته عن أفعاله .
عندما نتحدث عن الانسان ضمن محيطه من الكائنات الحية فإننا نتحدث في الغالب عن تميزه بمفهوم يستطيع من خلاله الاختيار بين الخيارات المتاحة
فيكون بذلك مسؤولا عن اختياره سواء أمام الله ( الشريعة ) أو أمام الدولة ( القانون ) أو أمام المجتمع ، و لا يمكننا بأي حال من الأحوال
أن نتحدث عن مسؤولية الانسان عن أفعاله إذا أقررنا بأنه مسير كليه و لا هامش للاختيار لديه ، سواء أقررنا ذلك بطرق فلسفية أو علمية أو دينية .
قد يجد الانسان نفسه امام بابين أحدهما أحمر اللون و الآخر أزرق فيختار فيما يبدو له الدخول من الباب الاحمر و بعد اجتيازه تسأله :
-لماذا اخترت هذا الباب ؟
فيجيبك : أنا حر و أختار ما أريد ، و يمكنني العودة مرة أخرى و اجتياز الباب الاخر
و قد يبدو منطقيا أن كلامه سليم ، لكن هناك احتمالا أن يكون هذا الشخص اختار الباب الأحمر نظرا لترسبات نفسية لا يعيها و لا يدركها تحول
دون اختياره الباب الازرق حتى لو كرر تلك التجربة مرات عديدة قبل أن يحاورك ، لكنه بالتأكيد بعد حواره معك سيختار الباب الازرق في المرة القادمة .
فماذا لو علم أن الباب الازرق يؤدي لصحراء بينما يؤدي الباب الأحمر لحدائق غناء ، فإنه سيختار الاصلح و يقول لك :
- أنا أستطيع فعلا أن اختار الباب الازرق ، لكن لماذا أفعل ذلك ؟ أنا لا أريده أصلا
لكن ، حتى لو كان قراره مبنيا على اختياره الحر و ليس على ترسبات اجتماعية ... فماذا يختلف ذلك عن تصرف الحيوان ، فإذا قدمت لقط قطعة لحم
و قطعة جبن فإنه سيختار قطعة اللحم لأنه يحب اللحم أكثر و هكذا ، فما وجه الاختلاف إذن ؟
و الجواب هنا هو بالنظر بمنظور معاكس ، فماذا لو وضعت اللحم أمام قط هل يمكنه أن يختار أن لا يأكل ؟ ربما يدوم الأمر بضعة ثواني قبل
أن يلتهم اللحم كله ، لكن بالنسبة للإنسان فالمسألة مختلفة حيث يمكن له الامتناع عن مرغوب بسبب معين ( ديني - اجتماعي - طبي ) مدى الحياة
دون أن يكون ذلك مشكلة له ، وهذا ما يثبت إرادته و اختياره الحر .
و يبقى السؤال المطروح إذن ، كيف يمكن توجيه هذا الانسان الذي يشكل فردا من أفراد المجتمع و بالتالي توجيه المجتمع كله ليختاروا شيء ما
بشكل يبدو لهم معه أنهم قد اختاروه بإرادتهم الحرة ، ثم إذا كان هذا المجتمع متشبعا باختيارات ما و مقتنعا بها عن طريق معتقدات دينية أو إيديولوجية
أو غيرها فكيف يمكن تغيير ذلك بشكل يحدث تغييرا كبيرا دون إحداث اضطراب كبير ؟ ...
في نهاية هذا الجزء الأول ، أتمنى أن تكون فكرة الموضوع قد توضحت ومعالمه قد بدأت بالتجلي و للنقاش حول بعض النقاط
أقترح الاسئلة التالية :
1- الحرية المطلقة - حرية الاختيار - الإجبار و القسرية
أي هذه المصطلحات تعتقد (ين ) أنه ينطبق على تصرفات البشر و كيف تفسر ذلك ؟
2- هل لاحظت تغيرات في أفكار - تصرفات كنت مقتنعا بها بمرور الوقت - هل اكتشفت أسباب ذلك ؟
3- هل تعتبر ( ين ) التقاليد و الأفكار المجتمعية مسلمات يجدر اتباعها بالتقليد أم مجرد آراء قديمة يجب التخلص منها أو على الأقل تنقيتها ؟
تحية طيبة لجميع أعضاء و زوار هذا المنتدى المميز ، بحثا عن الإفادة و الاستفادة سأضع بين أيديكم هذا الموضوع
و فيه سوف أعرض بإذن الله للكثير من الأفكار حول توجيه المجتمع سواء بالسابق أو حاليا لتغيرات مطلوبة بطرق عديدة
لكن و قبل ذلك سنعرج بداية على ما يميز الانسان عن غيره من المخلوقات في نظر الكثير من العلماء ، ألا وهي الإرادة أو بمعنى أصح
الإرادة الحرة و التي لولاها لا يمكن أن نتحدث عن توجيه الانسان و لا عن تكليفه و لا عن مسؤوليته عن أفعاله .
عندما نتحدث عن الانسان ضمن محيطه من الكائنات الحية فإننا نتحدث في الغالب عن تميزه بمفهوم يستطيع من خلاله الاختيار بين الخيارات المتاحة
فيكون بذلك مسؤولا عن اختياره سواء أمام الله ( الشريعة ) أو أمام الدولة ( القانون ) أو أمام المجتمع ، و لا يمكننا بأي حال من الأحوال
أن نتحدث عن مسؤولية الانسان عن أفعاله إذا أقررنا بأنه مسير كليه و لا هامش للاختيار لديه ، سواء أقررنا ذلك بطرق فلسفية أو علمية أو دينية .
قد يجد الانسان نفسه امام بابين أحدهما أحمر اللون و الآخر أزرق فيختار فيما يبدو له الدخول من الباب الاحمر و بعد اجتيازه تسأله :
-لماذا اخترت هذا الباب ؟
فيجيبك : أنا حر و أختار ما أريد ، و يمكنني العودة مرة أخرى و اجتياز الباب الاخر
و قد يبدو منطقيا أن كلامه سليم ، لكن هناك احتمالا أن يكون هذا الشخص اختار الباب الأحمر نظرا لترسبات نفسية لا يعيها و لا يدركها تحول
دون اختياره الباب الازرق حتى لو كرر تلك التجربة مرات عديدة قبل أن يحاورك ، لكنه بالتأكيد بعد حواره معك سيختار الباب الازرق في المرة القادمة .
فماذا لو علم أن الباب الازرق يؤدي لصحراء بينما يؤدي الباب الأحمر لحدائق غناء ، فإنه سيختار الاصلح و يقول لك :
- أنا أستطيع فعلا أن اختار الباب الازرق ، لكن لماذا أفعل ذلك ؟ أنا لا أريده أصلا
لكن ، حتى لو كان قراره مبنيا على اختياره الحر و ليس على ترسبات اجتماعية ... فماذا يختلف ذلك عن تصرف الحيوان ، فإذا قدمت لقط قطعة لحم
و قطعة جبن فإنه سيختار قطعة اللحم لأنه يحب اللحم أكثر و هكذا ، فما وجه الاختلاف إذن ؟
و الجواب هنا هو بالنظر بمنظور معاكس ، فماذا لو وضعت اللحم أمام قط هل يمكنه أن يختار أن لا يأكل ؟ ربما يدوم الأمر بضعة ثواني قبل
أن يلتهم اللحم كله ، لكن بالنسبة للإنسان فالمسألة مختلفة حيث يمكن له الامتناع عن مرغوب بسبب معين ( ديني - اجتماعي - طبي ) مدى الحياة
دون أن يكون ذلك مشكلة له ، وهذا ما يثبت إرادته و اختياره الحر .
و يبقى السؤال المطروح إذن ، كيف يمكن توجيه هذا الانسان الذي يشكل فردا من أفراد المجتمع و بالتالي توجيه المجتمع كله ليختاروا شيء ما
بشكل يبدو لهم معه أنهم قد اختاروه بإرادتهم الحرة ، ثم إذا كان هذا المجتمع متشبعا باختيارات ما و مقتنعا بها عن طريق معتقدات دينية أو إيديولوجية
أو غيرها فكيف يمكن تغيير ذلك بشكل يحدث تغييرا كبيرا دون إحداث اضطراب كبير ؟ ...
في نهاية هذا الجزء الأول ، أتمنى أن تكون فكرة الموضوع قد توضحت ومعالمه قد بدأت بالتجلي و للنقاش حول بعض النقاط
أقترح الاسئلة التالية :
1- الحرية المطلقة - حرية الاختيار - الإجبار و القسرية
أي هذه المصطلحات تعتقد (ين ) أنه ينطبق على تصرفات البشر و كيف تفسر ذلك ؟
2- هل لاحظت تغيرات في أفكار - تصرفات كنت مقتنعا بها بمرور الوقت - هل اكتشفت أسباب ذلك ؟
3- هل تعتبر ( ين ) التقاليد و الأفكار المجتمعية مسلمات يجدر اتباعها بالتقليد أم مجرد آراء قديمة يجب التخلص منها أو على الأقل تنقيتها ؟