الرد على الموضوع

أنا أتألمّ إذا أنا موجود "


الألم هو مباين ونقيض الراحة والسكينة ،

ولولاه ما عرفنا للراحة معنى ،

ولا لون ،

ولا طعم ،


من ذلك تتجلى حكمة المولى عندما يخلق لكل شيء ضدا ،

كي نُدرك قيمة الشيء إذا ما قارعه ضده ،


فلولا الليل ما علمنا قيمة ومعنا للنهار .

ولولا الشقاء ما علمنا معناً للسعادة .

ولولا الحزن ما علمنا معناً للفرح .


بذلك يخوض الانسان غمار التحدي والتكيف ،

بحيث يعلم يقينا بأن لكل بداية نهاية ولا تكون النهاية غير البداية ،

بذلك تستمر الحياة حتى يحين وقت الرحيل لدار البقاء ،


التي فيها تتبدد وتزول تلك الفوارق والأضداد :

" إما إلى نعيم خالد ، وإما إلى عذاب خالد " !


ومن ذاك وجب علينا تقبل ما يتخلل الحياة من مصاب ورخاء ،

فالإنسان :

إما أن يكون في ذلك مخير ،

وإما أن يكون مسير ،


ففي مساحة التخيير :

يكون له وعليه بذل الجهد لسوق السعادة والبحث عنها من مظانها ،


وأما في دائرة التسيير :

فذاك منقطع فيه أمله في أن يُغير ما ينزل في ساحته من بلاء ،

وما عليه غير التسليم والتعاطي مع ذلك بالصبر والتكيف ،

ليجعل من ذلك مسارا يُعبد به الطريق ،

يجعل الحياة فيه وعليه تسير .


يبقى الألم طارئ يطرق باب المرء في ظاهرة العذاب والهموم ،

وفي باطنه التنبيه والحث على مراجعة النفس وتعديل المسير ،


ولا يفطن لذلك غير من قدح في عقله التدبر وأعمل فيه التفكير ،

ليجعل من ذاك الألم وقود حركة يكسر به جمود الروتين ،

وما تعود عليه من رتابة ملَّ واقعها ومع ذلك رضا بالتحجيم والتسويف !



في غالب العوائق والابتلاءات يكون الناس فيها بين نائح يصيح بسوء الحظ

ويدعو على نفسه بالفناء ، والويل ، والثبور ،

خامل الهمة ذاوي التطلع ، لا يجيد التعامل مع حوادث الأيام ،


ما نحتاجه هو معرفة التعاطي وإدارة تلك المعطيات والنوازل ،

لا أن نقف على أعتاب الخطب الجسيم وعلى قوارع المشكلة نفترش الطريق !


دوماً ننظر للجانب الأوحد من المشكلة !

ولا نرى إلى ما يعقب خروجنا من تلكم المحنة " بمنحة "

تكون لنا وسام بها نوسم " بخبرة الحياة " .



نعيش على واقع السعادة نرجو أن لا تبتعد بظلالها ،

وتدوم علينا سرمدية من غير أن يناكفها نقيض،


لذلك ومن ذلك نجد ذلك الجزع والتذمر من ذلك الكسير به يذيع ،

متعام عن الذي جُبلت علية الدنيا بأنها :


" لا تستقر على حال ، ولا تدوم بحالها لإنسان " .


العودة
Top