الحفاظ على الأوجه الراجحة في العربية عند الكلام
هل يُقال: عساكم طيِّبون، أو عساكم طيِّبين؟ الدارج على ألسنة الناس قولهم: عساكم طيِّبين، وهذا وجهٌ مرجوحٌ في العربية، والأصل أنَّ الإنسان لا يتكلَّم بالأوجه المرجوحة في العربية، وخاصَّةً طالب العلم ومن يُقتدى به، وعلى هذا نقول: الأحسن أن تقول: عساكم طيِّبون، وهذا رأي شيخ النحويين سيبويه، ذكره في «كتابه» ونقله عنه ابن هشام في «مغني اللبيب».
و«عسى» أصلها تعمل عمل «كان»: ترفع الاسم وتنصب الخبر، كما قال ابن مالكٍ:
كَكَانَ كَادَ وَعَسَى..............البيت
لكن يقول سيبويه: إذا اتَّصل ﺑ«عسى» ضميرٌ عوملت معاملة «لعلَّ»، ما هو الفرق بين «لعلَّ» عن «كان»؟ الفرق بينهما أنها تعمل عكسها، إذن الذي يقول: «عساكم طيِّبين» ألحقها ﺑ«عسى» في الأصل لأنه نصب الخبر مثل ما ينصب خبر «عسى» و«كاد» و«كان»، لكن «لعلَّ» لو قلنا: «لعلكم طيِّبون» أو «طيِّبين»؟ نقول: طيِّبون، إذن سيبويه يقول: إنَّ «عسى» إذا اتَّصل بها ضميرٌ تصير مثل «لعلَّ» تنصب الاسم وترفع الخبر، وعلى هذا «عساكم طيِّبون» أحسن من «عساكم طيِّبين».
وهناك مرجِّحٌ آخر وهو أنَّ الكاف: هل هي من ضمائر الرفع؟ أو من ضمائر النصب؟ أو من ضمائر الجرِّ؟ الكاف لا تكون من ضمائر الرفع أبدًا، الكاف إمَّا أن تكون من ضمائر النصب، وإمَّا أن تكون من ضمائر الجرِّ، إذًا لو قلنا: «عساكم طيِّبين» ماذا ستكون الكاف هنا؟ تكون اسم «عسى» واسم «عسى» يكون مرفوعًا؟ يعني لو قلنا: «طيِّبين»، والكاف هنا اسم «عسى»، نكون قد جعلناه في محلِّ رفعٍ، والكاف لا تكون في محلِّ الرفع، لكن إذا قلنا: «عساكم طيِّبون» فقلنا: إنَّ «عسى» حرف ترجٍّ بمعنى «لعلَّ»، والكاف اسمها منصوبٌ، نكون قد مشينا على القاعدة، و«طيِّبون» خبر «عسى»، التي هي بمعنى «لعلَّ» مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.
[«شرح مختصر قواعد الإعراب» لعبد الله الفوزان بتصرُّف (١٦)]
المصدر''موقع'الشيخ'فركوس'حفظه'الله
هل يُقال: عساكم طيِّبون، أو عساكم طيِّبين؟ الدارج على ألسنة الناس قولهم: عساكم طيِّبين، وهذا وجهٌ مرجوحٌ في العربية، والأصل أنَّ الإنسان لا يتكلَّم بالأوجه المرجوحة في العربية، وخاصَّةً طالب العلم ومن يُقتدى به، وعلى هذا نقول: الأحسن أن تقول: عساكم طيِّبون، وهذا رأي شيخ النحويين سيبويه، ذكره في «كتابه» ونقله عنه ابن هشام في «مغني اللبيب».
و«عسى» أصلها تعمل عمل «كان»: ترفع الاسم وتنصب الخبر، كما قال ابن مالكٍ:
كَكَانَ كَادَ وَعَسَى..............البيت
لكن يقول سيبويه: إذا اتَّصل ﺑ«عسى» ضميرٌ عوملت معاملة «لعلَّ»، ما هو الفرق بين «لعلَّ» عن «كان»؟ الفرق بينهما أنها تعمل عكسها، إذن الذي يقول: «عساكم طيِّبين» ألحقها ﺑ«عسى» في الأصل لأنه نصب الخبر مثل ما ينصب خبر «عسى» و«كاد» و«كان»، لكن «لعلَّ» لو قلنا: «لعلكم طيِّبون» أو «طيِّبين»؟ نقول: طيِّبون، إذن سيبويه يقول: إنَّ «عسى» إذا اتَّصل بها ضميرٌ تصير مثل «لعلَّ» تنصب الاسم وترفع الخبر، وعلى هذا «عساكم طيِّبون» أحسن من «عساكم طيِّبين».
وهناك مرجِّحٌ آخر وهو أنَّ الكاف: هل هي من ضمائر الرفع؟ أو من ضمائر النصب؟ أو من ضمائر الجرِّ؟ الكاف لا تكون من ضمائر الرفع أبدًا، الكاف إمَّا أن تكون من ضمائر النصب، وإمَّا أن تكون من ضمائر الجرِّ، إذًا لو قلنا: «عساكم طيِّبين» ماذا ستكون الكاف هنا؟ تكون اسم «عسى» واسم «عسى» يكون مرفوعًا؟ يعني لو قلنا: «طيِّبين»، والكاف هنا اسم «عسى»، نكون قد جعلناه في محلِّ رفعٍ، والكاف لا تكون في محلِّ الرفع، لكن إذا قلنا: «عساكم طيِّبون» فقلنا: إنَّ «عسى» حرف ترجٍّ بمعنى «لعلَّ»، والكاف اسمها منصوبٌ، نكون قد مشينا على القاعدة، و«طيِّبون» خبر «عسى»، التي هي بمعنى «لعلَّ» مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.
[«شرح مختصر قواعد الإعراب» لعبد الله الفوزان بتصرُّف (١٦)]
المصدر''موقع'الشيخ'فركوس'حفظه'الله