تخيل عزيزي القارئ أن تستيقظ يوماً على خبر عاجل في كل محطات التلفاز و الإذاعة و بكل لغات العالم يقول بأننا قد هوجمنا بمركبات عملاقة تحمل كائنات فضائية ، ماذا ستفعل ؟( يبقى الموضوع مسألة رأي شخصي وإن لم تقتنع وكانت لك حجة فأتمنى أن تقنعني بالعكس)
نعم لقد لفتنا أنظار الغزاة الفضائيين بغباءنا و بحثنا المستمر عن حضارات ذكية خارج كوكبنا ، إما بإرادتنا عندما أرسل علماء مرصد أرسيبو إشارات ترحيب في محاولة للتواصل مع حضارات فضائية ، أو بالرغم عنا بموجات الإرسال التلفزيوني و الإذاعي التي تتسرب خارج الأرض إلى الفضاء الفسيح .
و ربما أن أولئك الفضائيين كانوا يراقبونا منذ زمن طويل ، و ما تلك الأطباق الطائرة إلا طائرات تجسس تَرصُد الأوضاع على كوكبنا حتى تجد الوقت المناسب للهجوم و الغزو و النيل منا حتى آخر إنسان على الأرض ، و ستجد رأياً آخر لمحلل سياسي أصلع يقول أنهم كانوا بيننا منذ أن وجدونا و عملوا على زرع الفوضى و البلابل السياسية و أنهم السبب في النزاعات و الحروب بين الطوائف و المذاهب و الفرق السياسية و الأثنيات المختلفة حتى ضعفنا و لم يعد لنا القوة على مقاومتهم .
يقول ستيفن هوكينج : أنه يعتقد أن المخلوقات الفضائية إن وجدت فإنها ستكون قد دمرت كواكبها بفعل الحروب أو الظروف البيئية وهم الآن يعيشون في مركبات فضائية ضخمة ويتجولون في الفضاء يبحثون عن كوكب ملائمة لهم ليستطيعوا الحياه عليه ، الأمر الآخر انهم ربما يكونوا مسالمين ولكن أزعجهم إتصالنا ومراقبتنا لهم وعرفوا كوكبنا عن طريقنا نحن ، وأرادوا أن يستكشفوه عن قرب .
وهنا أذكر أن ستيفن هوكنج قد حذر من مواصلة البحث عن كائنات فضائية في كواكب أخرى ، فربما نلفت النظر بغبائنا وبحثنا المتواصل إلى كوكبنا ، وستكون وقتها العواقب وخيمة إن إكتشفنا سكان غير مسالمين لكوكب ما .
في دراسة لعلماء شعبة الكواكب في وكالة ناسا عن موضوع هل الإتصال مع الكواكب الأخرى له منافع أم أضرار على الإنسانية ؟
كانت الإجابة : إذا كان البحث سيتواصل كثيراً عن الكائنات الأخرى ربما يُعتبر تدخل متعمد في شئون الآخرين و ربما يجلب علينا أضراراً كثيرة حيث يمكنهم مهاجمتنا وقتلنا وإستعبادنا و ربما أكلنا كطعام ، وقد نكون بذلك خطراً على مجرتنا بأكملها فنجد أنفسنا داخل سيناريو وقصة فيلم ( حرب العوالم ) .
حرب العوالم رواية عالمية لهربرت جورج ويلز و التي تم إنتاجها كفيلم في عام 2005 من بطولة توم كروز و داكوتا فانينغ . و فيه يبدأ الصوت بصوت مورغان فريمان و هو يقرأ بداية الرواية : ( لم يكن من الممكن أن يصدق أحد في بداية القرن الواحد والعشرين أن عالمنا كان مراقبا بواسطة كائنات تفوقنا ذكاءاً ... و بينما إنشغل البشر بإهتماماتهم المتعددة ، كانوا يراقبوننا ويدرسوننا ، بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر بواسطة المجهر بمراقبة الكائنات الدقيقة التي تنتشر وتتكاثر في قطرة الماء . وبمنتهى الرضا عن النفس ، عاش البشر طولا وعرضا على كوكب الأرض ، واثقين من هيمنتهم الإمبراطورية على هذا العالم . ولكن عبر هذا الفضاء الفسيح ، قامت الكائنات الذكية الكبيرة العدد والباردة والغير متعاطفة بمراقبة كوكبنا بعيون حاسدة ، وببطء ، وبتأكد ، قاموا برسم خطتهم ضدنا ) .
في رواية حرب العوالم مخلوقات فضائية تغزو الارض
و في الفيلم تأتي غيوم غريبة تبدأ بإرسال نبضات كهرومغناطيسية في شكل برق ، و الذي يحدث حفر تخرج منه آلات عملاقة ثلاثية الأرجل ذات صوت صاخب تطلق أشعة حرارية تعمل على تبخير البشر . ثم تعمل هذه الآلات على أسر ملايين البشر لتستخدم دماءهم و أعضاءهم الحيوية كسماد لعشبة غريبة حمراء تنتشر بشكل غريب في الأرض . و فجأة تتعطل تلك الآلات و تموت الكائنات الفضائية لينتهي الفيلم كذلك بصوت مورغان فريمان و هو يقول : ( منذ اللحظة التي وصل فيها الغزاة ، وتنفسوا هوائنا ، أكلوا وشربوا ، أصيبوا باللعنة . لقد انتهوا وتحطموا ، بعد أن فشلت جميع أسلحة الإنسان ، بواسطة أصغر الكائنات التي خلقها الله بحكمته في هذه الأرض عبر ملايين السنين ، اكتسب الإنسان مناعته ، و حقه في الحياة وسط مختلف أنواع الكائنات اللانهائية على هذا الكوكب . وهذا الحق هو حق مكتسب برغم كل التحديات . لإن الإنسان لا يحيا ولا يموت عبثاً ) .
كثير منا لا يؤمن بالكائنات الفضائية متعللاً أن لا حياة خارج الأرض ، و أنه لو كانت هناك حياة على كواكب أخرى أو في مجرات غير مجرتنا لذُكرت في الكتب السماوية و في القرآن الكريم ، و لكن السؤال : هل فعلاً لم تُذكر الكائنات الفضائية في القرآن الكريم ؟ أرجو منك عزيزي القارئ أن تتقبل الرأي الذي سأضعه في السطور القادمة برحابة صدر ، و لا أُجبر أحد على تصديقه أو وضعه من المسلمات ، فهو في الأخير رأي أرجو أن تفكر فيه و تناقشه بعداله دون تحامل أو ضغينة .
يأجوج ومأجوج اقوام همجية شريرة حاربهم وهزمهم ذو القرنين
ألا ترى عزيزي القارئ أن قصة يأجوج و مأجوج المذكورة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة هي قصة مشابهة جداً لقصة حرب العوالم ، بل تكاد أن تكون قصة حرب العوالم مستقاةً من قصة يأجوج و مأجوج . ستسألني بالطبع : و كيف يكون ذلك و ما وجه الشبة بين القصتين ؟ . إذن سأجيبك و أرجو منك التركيز قليلاً .
و الجواب في قصة ذي القرنين في سورة الكهف ، إذا يقول الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) سورة الكهف ) ، و المعنى أن الله تعالى قد مكن ذا القرنين في كل المجالات ، في الفيزياء و الكيمياء و الطب و علم الفضاء و غيرها ، و لاحظ عزيزي القارئ إلى كلمة ( فأتبع سبباً ) ، و ما المقصود بكلمة السبب هنا ؟ .
يقول الله تعالى في موضع آخر : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر) . و لاحظ إلى معنى ( أسباب السموات ) ، سأقربها لك أكثر بآياتٍ أُخرى ، يقول تعالى : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ (10) ص) ، (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحـج) . و معنى ( فليرتقوا في الأسباب ) تحدي من الله للكافرين بالصعود إلى السماء ، و ستجد أن الأسباب في السماء تأتي بمعنى الطرق في السماء بعكس السُبل و السبيل التي تعني الطرق على الأرض .
إذن السؤال : هل كانت رحلة ذي القرنين فضائية ؟ ، برأيي أنا : نعم لقد كانت رحلة ذا القرنين رحلة فضائية بإمتياز على ثلاث مراحل ، فالرحلة الأولى في قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) الكهف) ، و مغرب الشمس هو التوقيت الذي وصل فيه ذا القرنين ، و قد وصل إلى كوكب فيه عين ذات حرارة عالية ، و ما أشبه هذ التوصيف إلى كوكب الزهرة أقرب الكواكب من الأرض في إتجاة الشمس و الذي تنتشر في سطحه البحيرات و العيون الكبريتية الحارة ، و لو افترضنا أن إنطلاق الرحلة من الأرض فسوف يصل إلى الجزء الذي تغرب فيه الشمس في كوكب الزهرة ، و هو غروب يدوم ل243 يوم أرضي ، فكوكب الزهرة هو الكوكب الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يومه أطول من سنته ، فدوران الزهرة حول الشمس يتم خلال 224 يوم أرضي ، بينما يدور حول نفسه في 243 يوم أرضي و بعكس دوران الأرض أي من الغرب إلى الشرق .
و الرحلة الثانية هي قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) الكهف) ، و المعنى أنه إنتقل إلى مكان آخر لا تغرب عنه الشمس أبداً ، و أين يكون هذا المكان إذا إفترضنا أنه على الأرض الذي في كل أرجاءه شروق و غروب ، و لكن هناك مكان في مجموعتنا الشمسية يظل فيه الشروق دائماً ، أنه الوجه المقابل للشمس من كوكب عطارد ، فهذا الكوكب بطبعه لا يدور حول نفسه ، فيظل النصف المقابل للشمس مشرقاً أبداً و يظل النصف الآخر ظلاماً دامساً أبداً .
و الرحلة الثالثة هي في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) الكهف) ، بمعنى أنه وصل مكاناً وجد فيه قوماً بدائيين يكادون لا يتحدثون لغة ما ، و يقال أن ذا القرنين تكلم معهم بلغة الإشارات ، و يحتمل أن يكون ذلك في كوكب قريب من كوكبين ذوا جاذبية كبيرة يعملان كالسدين بالنسبة له و يؤثران بشكل كبير على حركته فيقطعان خطوطه المغناطيسية بين القطبين فيسببان ثلمة مغناطيسية كان يستغلها يأجوج و مأجوج في الخروج ، بمعنى أن القوة المغناطيسية تؤثر على قوتهم فيستغلون ضعفها للخروج و الإفساد فيه ، و عندما شكى هؤلاء القوم لذي القرنين أولئك الجبارين و المفسدين في أرض كوكبهم و طلبوا منه بناء سد ، قام ذي القرنين بتصحيح تعبيرهم بقوله ( ردماً ) و ليس ( سداً ) ، بمعني أن سيردم الحفرة التي يأتي منها هؤلاء بمغناطيس يردم تلك الثلمة فتتواصل الخطوط المغناطيسية في ذلك الكوكب فيمنع يأجوج و مأجوج من الخروج ، فكان المغناطيس الذي ردم به هو الحديد المغطى بالنحاس . قال تعالى : (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف) .
سيكون خروجهم سببا في موت مليارات البشر
و قد يكون إختلال المغناطيسية على كوكبنا هو ما سيستغله يأجوج و مأجوج عند خروجهم ، فلو تفكرنا في معنى شروق الشمس من المغرب في كوكب الأرض و هو من العلامات الكبرى للساعة ، و هو ما يعني تبدل الأقطاب ، فالقطب الشمالي سيكون جنوبياً و الجنوبي سيكون شمالياً ، لوجدنا أن ذلك سيسبقه إختلال كبير في مغناطيسية الأرض ، و قد يكون السبب إقتراب كوكب ذو جاذبية عالية من الأرض ، و الذي أشار إليه السومريين قديماً بكوكب نيبيرو ( كوكب الهلاك ) هو الذي سيكون إقترابه حسب نقوشهم سبب في دمار كوكبنا ، و قد يكون هو نفس الكوكب الذي سيحمل لنا يأجوج و مأجوج .
إذن تخيل عزيزي القارئ أنك استيقظت على خبر عاجل يقول أننا هوجمنا من قبل يأجوج و مأجوج ، فماذا ستفعل ؟
سوف يكون سيناريو قريب جداً من رواية حرب العوالم ، سوف يُقتل ملايين البشر بل المليارات ، و ستُغطي الدماء سطح الأرض . قال تعالى : (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) ، و هذا يعني أننا سنكون أمام عدد كبير جداً من المخلوقات الفضائية المتعطشة للقضاء عليك عزيزي القارئ ، و قد يكون ذلك إنتقاماً من أهل الأرض لما فعله بهم ذلك الملك الأرضي ذو القرنين من مجاعات و كوارث و إحتجاز نتيجة ردمه المغناطيسي لحفرتهم . و الغريب أن البكتيريا التي قضت على المخلوقات الفضائية في حرب العوالم هي نفسها السبب في القضاء على يأجوج و مأجوج ، و هذا ما قاله رسولنا الكريم في الحديث : ( فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) . و لكن لا أدري هل سيكون مورغان فريمان حاضراً في ذلك الوقت حتى يقرأ ذلك النص الختامي أم أنه سيكون في جملة من سيلتهمه اليأجوجيين و المأجوجيين .
في الأخير أسألك سؤال عزيزي القارئ : إذا علمت أن في مجرتنا درب التبانة التي فيها مجموعتنا الشمسية يوجد ما يقارب 200 مليار نجم و ما يقارب 1 تريليون كوكب ، و إذا علمت أن هناك ما يقارب 173 مليار مجرة في هذه السماء فقط ، فكم هو إحتمالك لوجود حياة ذكية خارج الأرض ؟تخيل عزيزي القارئ أن تستيقظ يوماً على خبر عاجل في كل محطات التلفاز و الإذاعة و بكل لغات العالم يقول بأننا قد هوجمنا بمركبات عملاقة تحمل كائنات فضائية ، ماذا ستفعل ؟
نعم لقد لفتنا أنظار الغزاة الفضائيين بغباءنا و بحثنا المستمر عن حضارات ذكية خارج كوكبنا ، إما بإرادتنا عندما أرسل علماء مرصد أرسيبو إشارات ترحيب في محاولة للتواصل مع حضارات فضائية ، أو بالرغم عنا بموجات الإرسال التلفزيوني و الإذاعي التي تتسرب خارج الأرض إلى الفضاء الفسيح .
و ربما أن أولئك الفضائيين كانوا يراقبونا منذ زمن طويل ، و ما تلك الأطباق الطائرة إلا طائرات تجسس تَرصُد الأوضاع على كوكبنا حتى تجد الوقت المناسب للهجوم و الغزو و النيل منا حتى آخر إنسان على الأرض ، و ستجد رأياً آخر لمحلل سياسي أصلع يقول أنهم كانوا بيننا منذ أن وجدونا و عملوا على زرع الفوضى و البلابل السياسية و أنهم السبب في النزاعات و الحروب بين الطوائف و المذاهب و الفرق السياسية و الأثنيات المختلفة حتى ضعفنا و لم يعد لنا القوة على مقاومتهم .
ربما اولئك الفضائيون يراقبوننا
يقول ستيفن هوكينج : أنه يعتقد أن المخلوقات الفضائية إن وجدت فإنها ستكون قد دمرت كواكبها بفعل الحروب أو الظروف البيئية وهم الآن يعيشون في مركبات فضائية ضخمة ويتجولون في الفضاء يبحثون عن كوكب ملائمة لهم ليستطيعوا الحياه عليه ، الأمر الآخر انهم ربما يكونوا مسالمين ولكن أزعجهم إتصالنا ومراقبتنا لهم وعرفوا كوكبنا عن طريقنا نحن ، وأرادوا أن يستكشفوه عن قرب .
وهنا أذكر أن ستيفن هوكنج قد حذر من مواصلة البحث عن كائنات فضائية في كواكب أخرى ، فربما نلفت النظر بغبائنا وبحثنا المتواصل إلى كوكبنا ، وستكون وقتها العواقب وخيمة إن إكتشفنا سكان غير مسالمين لكوكب ما .
في دراسة لعلماء شعبة الكواكب في وكالة ناسا عن موضوع هل الإتصال مع الكواكب الأخرى له منافع أم أضرار على الإنسانية ؟
كانت الإجابة : إذا كان البحث سيتواصل كثيراً عن الكائنات الأخرى ربما يُعتبر تدخل متعمد في شئون الآخرين و ربما يجلب علينا أضراراً كثيرة حيث يمكنهم مهاجمتنا وقتلنا وإستعبادنا و ربما أكلنا كطعام ، وقد نكون بذلك خطراً على مجرتنا بأكملها فنجد أنفسنا داخل سيناريو وقصة فيلم ( حرب العوالم ) .
حرب العوالم رواية عالمية لهربرت جورج ويلز و التي تم إنتاجها كفيلم في عام 2005 من بطولة توم كروز و داكوتا فانينغ . و فيه يبدأ الصوت بصوت مورغان فريمان و هو يقرأ بداية الرواية : ( لم يكن من الممكن أن يصدق أحد في بداية القرن الواحد والعشرين أن عالمنا كان مراقبا بواسطة كائنات تفوقنا ذكاءاً ... و بينما إنشغل البشر بإهتماماتهم المتعددة ، كانوا يراقبوننا ويدرسوننا ، بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر بواسطة المجهر بمراقبة الكائنات الدقيقة التي تنتشر وتتكاثر في قطرة الماء . وبمنتهى الرضا عن النفس ، عاش البشر طولا وعرضا على كوكب الأرض ، واثقين من هيمنتهم الإمبراطورية على هذا العالم . ولكن عبر هذا الفضاء الفسيح ، قامت الكائنات الذكية الكبيرة العدد والباردة والغير متعاطفة بمراقبة كوكبنا بعيون حاسدة ، وببطء ، وبتأكد ، قاموا برسم خطتهم ضدنا ) .
في رواية حرب العوالم مخلوقات فضائية تغزو الارض
و في الفيلم تأتي غيوم غريبة تبدأ بإرسال نبضات كهرومغناطيسية في شكل برق ، و الذي يحدث حفر تخرج منه آلات عملاقة ثلاثية الأرجل ذات صوت صاخب تطلق أشعة حرارية تعمل على تبخير البشر . ثم تعمل هذه الآلات على أسر ملايين البشر لتستخدم دماءهم و أعضاءهم الحيوية كسماد لعشبة غريبة حمراء تنتشر بشكل غريب في الأرض . و فجأة تتعطل تلك الآلات و تموت الكائنات الفضائية لينتهي الفيلم كذلك بصوت مورغان فريمان و هو يقول : ( منذ اللحظة التي وصل فيها الغزاة ، وتنفسوا هوائنا ، أكلوا وشربوا ، أصيبوا باللعنة . لقد انتهوا وتحطموا ، بعد أن فشلت جميع أسلحة الإنسان ، بواسطة أصغر الكائنات التي خلقها الله بحكمته في هذه الأرض عبر ملايين السنين ، اكتسب الإنسان مناعته ، و حقه في الحياة وسط مختلف أنواع الكائنات اللانهائية على هذا الكوكب . وهذا الحق هو حق مكتسب برغم كل التحديات . لإن الإنسان لا يحيا ولا يموت عبثاً ) .
كثير منا لا يؤمن بالكائنات الفضائية متعللاً أن لا حياة خارج الأرض ، و أنه لو كانت هناك حياة على كواكب أخرى أو في مجرات غير مجرتنا لذُكرت في الكتب السماوية و في القرآن الكريم ، و لكن السؤال : هل فعلاً لم تُذكر الكائنات الفضائية في القرآن الكريم ؟ أرجو منك عزيزي القارئ أن تتقبل الرأي الذي سأضعه في السطور القادمة برحابة صدر ، و لا أُجبر أحد على تصديقه أو وضعه من المسلمات ، فهو في الأخير رأي أرجو أن تفكر فيه و تناقشه بعداله دون تحامل أو ضغينة .
يأجوج ومأجوج اقوام همجية شريرة حاربهم وهزمهم ذو القرنين
ألا ترى عزيزي القارئ أن قصة يأجوج و مأجوج المذكورة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة هي قصة مشابهة جداً لقصة حرب العوالم ، بل تكاد أن تكون قصة حرب العوالم مستقاةً من قصة يأجوج و مأجوج . ستسألني بالطبع : و كيف يكون ذلك و ما وجه الشبة بين القصتين ؟ . إذن سأجيبك و أرجو منك التركيز قليلاً .
و الجواب في قصة ذي القرنين في سورة الكهف ، إذا يقول الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) سورة الكهف ) ، و المعنى أن الله تعالى قد مكن ذا القرنين في كل المجالات ، في الفيزياء و الكيمياء و الطب و علم الفضاء و غيرها ، و لاحظ عزيزي القارئ إلى كلمة ( فأتبع سبباً ) ، و ما المقصود بكلمة السبب هنا ؟ .
يقول الله تعالى في موضع آخر : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر) . و لاحظ إلى معنى ( أسباب السموات ) ، سأقربها لك أكثر بآياتٍ أُخرى ، يقول تعالى : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ (10) ص) ، (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحـج) . و معنى ( فليرتقوا في الأسباب ) تحدي من الله للكافرين بالصعود إلى السماء ، و ستجد أن الأسباب في السماء تأتي بمعنى الطرق في السماء بعكس السُبل و السبيل التي تعني الطرق على الأرض .
إذن السؤال : هل كانت رحلة ذي القرنين فضائية ؟ ، برأيي أنا : نعم لقد كانت رحلة ذا القرنين رحلة فضائية بإمتياز على ثلاث مراحل ، فالرحلة الأولى في قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) الكهف) ، و مغرب الشمس هو التوقيت الذي وصل فيه ذا القرنين ، و قد وصل إلى كوكب فيه عين ذات حرارة عالية ، و ما أشبه هذ التوصيف إلى كوكب الزهرة أقرب الكواكب من الأرض في إتجاة الشمس و الذي تنتشر في سطحه البحيرات و العيون الكبريتية الحارة ، و لو افترضنا أن إنطلاق الرحلة من الأرض فسوف يصل إلى الجزء الذي تغرب فيه الشمس في كوكب الزهرة ، و هو غروب يدوم ل243 يوم أرضي ، فكوكب الزهرة هو الكوكب الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يومه أطول من سنته ، فدوران الزهرة حول الشمس يتم خلال 224 يوم أرضي ، بينما يدور حول نفسه في 243 يوم أرضي و بعكس دوران الأرض أي من الغرب إلى الشرق .
و الرحلة الثانية هي قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) الكهف) ، و المعنى أنه إنتقل إلى مكان آخر لا تغرب عنه الشمس أبداً ، و أين يكون هذا المكان إذا إفترضنا أنه على الأرض الذي في كل أرجاءه شروق و غروب ، و لكن هناك مكان في مجموعتنا الشمسية يظل فيه الشروق دائماً ، أنه الوجه المقابل للشمس من كوكب عطارد ، فهذا الكوكب بطبعه لا يدور حول نفسه ، فيظل النصف المقابل للشمس مشرقاً أبداً و يظل النصف الآخر ظلاماً دامساً أبداً .
و الرحلة الثالثة هي في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) الكهف) ، بمعنى أنه وصل مكاناً وجد فيه قوماً بدائيين يكادون لا يتحدثون لغة ما ، و يقال أن ذا القرنين تكلم معهم بلغة الإشارات ، و يحتمل أن يكون ذلك في كوكب قريب من كوكبين ذوا جاذبية كبيرة يعملان كالسدين بالنسبة له و يؤثران بشكل كبير على حركته فيقطعان خطوطه المغناطيسية بين القطبين فيسببان ثلمة مغناطيسية كان يستغلها يأجوج و مأجوج في الخروج ، بمعنى أن القوة المغناطيسية تؤثر على قوتهم فيستغلون ضعفها للخروج و الإفساد فيه ، و عندما شكى هؤلاء القوم لذي القرنين أولئك الجبارين و المفسدين في أرض كوكبهم و طلبوا منه بناء سد ، قام ذي القرنين بتصحيح تعبيرهم بقوله ( ردماً ) و ليس ( سداً ) ، بمعني أن سيردم الحفرة التي يأتي منها هؤلاء بمغناطيس يردم تلك الثلمة فتتواصل الخطوط المغناطيسية في ذلك الكوكب فيمنع يأجوج و مأجوج من الخروج ، فكان المغناطيس الذي ردم به هو الحديد المغطى بالنحاس . قال تعالى : (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف) .
سيكون خروجهم سببا في موت مليارات البشر
و قد يكون إختلال المغناطيسية على كوكبنا هو ما سيستغله يأجوج و مأجوج عند خروجهم ، فلو تفكرنا في معنى شروق الشمس من المغرب في كوكب الأرض و هو من العلامات الكبرى للساعة ، و هو ما يعني تبدل الأقطاب ، فالقطب الشمالي سيكون جنوبياً و الجنوبي سيكون شمالياً ، لوجدنا أن ذلك سيسبقه إختلال كبير في مغناطيسية الأرض ، و قد يكون السبب إقتراب كوكب ذو جاذبية عالية من الأرض ، و الذي أشار إليه السومريين قديماً بكوكب نيبيرو ( كوكب الهلاك ) هو الذي سيكون إقترابه حسب نقوشهم سبب في دمار كوكبنا ، و قد يكون هو نفس الكوكب الذي سيحمل لنا يأجوج و مأجوج .
إذن تخيل عزيزي القارئ أنك استيقظت على خبر عاجل يقول أننا هوجمنا من قبل يأجوج و مأجوج ، فماذا ستفعل ؟
سوف يكون سيناريو قريب جداً من رواية حرب العوالم ، سوف يُقتل ملايين البشر بل المليارات ، و ستُغطي الدماء سطح الأرض . قال تعالى : (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) ، و هذا يعني أننا سنكون أمام عدد كبير جداً من المخلوقات الفضائية المتعطشة للقضاء عليك عزيزي القارئ ، و قد يكون ذلك إنتقاماً من أهل الأرض لما فعله بهم ذلك الملك الأرضي ذو القرنين من مجاعات و كوارث و إحتجاز نتيجة ردمه المغناطيسي لحفرتهم . و الغريب أن البكتيريا التي قضت على المخلوقات الفضائية في حرب العوالم هي نفسها السبب في القضاء على يأجوج و مأجوج ، و هذا ما قاله رسولنا الكريم في الحديث : ( فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) . و لكن لا أدري هل سيكون مورغان فريمان حاضراً في ذلك الوقت حتى يقرأ ذلك النص الختامي أم أنه سيكون في جملة من سيلتهمه اليأجوجيين و المأجوجيين .
في الأخير أسألك سؤال عزيزي القارئ : إذا علمت أن في مجرتنا درب التبانة التي فيها مجموعتنا الشمسية يوجد ما يقارب 200 مليار نجم و ما يقارب 1 تريليون كوكب ، و إذا علمت أن هناك ما يقارب 173 مليار مجرة في هذه السماء فقط ، فكم هو إحتمالك لوجود حياة ذكية خارج الأرض ؟
للأمانة منقول_/
نعم لقد لفتنا أنظار الغزاة الفضائيين بغباءنا و بحثنا المستمر عن حضارات ذكية خارج كوكبنا ، إما بإرادتنا عندما أرسل علماء مرصد أرسيبو إشارات ترحيب في محاولة للتواصل مع حضارات فضائية ، أو بالرغم عنا بموجات الإرسال التلفزيوني و الإذاعي التي تتسرب خارج الأرض إلى الفضاء الفسيح .
و ربما أن أولئك الفضائيين كانوا يراقبونا منذ زمن طويل ، و ما تلك الأطباق الطائرة إلا طائرات تجسس تَرصُد الأوضاع على كوكبنا حتى تجد الوقت المناسب للهجوم و الغزو و النيل منا حتى آخر إنسان على الأرض ، و ستجد رأياً آخر لمحلل سياسي أصلع يقول أنهم كانوا بيننا منذ أن وجدونا و عملوا على زرع الفوضى و البلابل السياسية و أنهم السبب في النزاعات و الحروب بين الطوائف و المذاهب و الفرق السياسية و الأثنيات المختلفة حتى ضعفنا و لم يعد لنا القوة على مقاومتهم .
يقول ستيفن هوكينج : أنه يعتقد أن المخلوقات الفضائية إن وجدت فإنها ستكون قد دمرت كواكبها بفعل الحروب أو الظروف البيئية وهم الآن يعيشون في مركبات فضائية ضخمة ويتجولون في الفضاء يبحثون عن كوكب ملائمة لهم ليستطيعوا الحياه عليه ، الأمر الآخر انهم ربما يكونوا مسالمين ولكن أزعجهم إتصالنا ومراقبتنا لهم وعرفوا كوكبنا عن طريقنا نحن ، وأرادوا أن يستكشفوه عن قرب .
وهنا أذكر أن ستيفن هوكنج قد حذر من مواصلة البحث عن كائنات فضائية في كواكب أخرى ، فربما نلفت النظر بغبائنا وبحثنا المتواصل إلى كوكبنا ، وستكون وقتها العواقب وخيمة إن إكتشفنا سكان غير مسالمين لكوكب ما .
في دراسة لعلماء شعبة الكواكب في وكالة ناسا عن موضوع هل الإتصال مع الكواكب الأخرى له منافع أم أضرار على الإنسانية ؟
كانت الإجابة : إذا كان البحث سيتواصل كثيراً عن الكائنات الأخرى ربما يُعتبر تدخل متعمد في شئون الآخرين و ربما يجلب علينا أضراراً كثيرة حيث يمكنهم مهاجمتنا وقتلنا وإستعبادنا و ربما أكلنا كطعام ، وقد نكون بذلك خطراً على مجرتنا بأكملها فنجد أنفسنا داخل سيناريو وقصة فيلم ( حرب العوالم ) .
حرب العوالم رواية عالمية لهربرت جورج ويلز و التي تم إنتاجها كفيلم في عام 2005 من بطولة توم كروز و داكوتا فانينغ . و فيه يبدأ الصوت بصوت مورغان فريمان و هو يقرأ بداية الرواية : ( لم يكن من الممكن أن يصدق أحد في بداية القرن الواحد والعشرين أن عالمنا كان مراقبا بواسطة كائنات تفوقنا ذكاءاً ... و بينما إنشغل البشر بإهتماماتهم المتعددة ، كانوا يراقبوننا ويدرسوننا ، بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر بواسطة المجهر بمراقبة الكائنات الدقيقة التي تنتشر وتتكاثر في قطرة الماء . وبمنتهى الرضا عن النفس ، عاش البشر طولا وعرضا على كوكب الأرض ، واثقين من هيمنتهم الإمبراطورية على هذا العالم . ولكن عبر هذا الفضاء الفسيح ، قامت الكائنات الذكية الكبيرة العدد والباردة والغير متعاطفة بمراقبة كوكبنا بعيون حاسدة ، وببطء ، وبتأكد ، قاموا برسم خطتهم ضدنا ) .
في رواية حرب العوالم مخلوقات فضائية تغزو الارض
و في الفيلم تأتي غيوم غريبة تبدأ بإرسال نبضات كهرومغناطيسية في شكل برق ، و الذي يحدث حفر تخرج منه آلات عملاقة ثلاثية الأرجل ذات صوت صاخب تطلق أشعة حرارية تعمل على تبخير البشر . ثم تعمل هذه الآلات على أسر ملايين البشر لتستخدم دماءهم و أعضاءهم الحيوية كسماد لعشبة غريبة حمراء تنتشر بشكل غريب في الأرض . و فجأة تتعطل تلك الآلات و تموت الكائنات الفضائية لينتهي الفيلم كذلك بصوت مورغان فريمان و هو يقول : ( منذ اللحظة التي وصل فيها الغزاة ، وتنفسوا هوائنا ، أكلوا وشربوا ، أصيبوا باللعنة . لقد انتهوا وتحطموا ، بعد أن فشلت جميع أسلحة الإنسان ، بواسطة أصغر الكائنات التي خلقها الله بحكمته في هذه الأرض عبر ملايين السنين ، اكتسب الإنسان مناعته ، و حقه في الحياة وسط مختلف أنواع الكائنات اللانهائية على هذا الكوكب . وهذا الحق هو حق مكتسب برغم كل التحديات . لإن الإنسان لا يحيا ولا يموت عبثاً ) .
كثير منا لا يؤمن بالكائنات الفضائية متعللاً أن لا حياة خارج الأرض ، و أنه لو كانت هناك حياة على كواكب أخرى أو في مجرات غير مجرتنا لذُكرت في الكتب السماوية و في القرآن الكريم ، و لكن السؤال : هل فعلاً لم تُذكر الكائنات الفضائية في القرآن الكريم ؟ أرجو منك عزيزي القارئ أن تتقبل الرأي الذي سأضعه في السطور القادمة برحابة صدر ، و لا أُجبر أحد على تصديقه أو وضعه من المسلمات ، فهو في الأخير رأي أرجو أن تفكر فيه و تناقشه بعداله دون تحامل أو ضغينة .
يأجوج ومأجوج اقوام همجية شريرة حاربهم وهزمهم ذو القرنين
ألا ترى عزيزي القارئ أن قصة يأجوج و مأجوج المذكورة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة هي قصة مشابهة جداً لقصة حرب العوالم ، بل تكاد أن تكون قصة حرب العوالم مستقاةً من قصة يأجوج و مأجوج . ستسألني بالطبع : و كيف يكون ذلك و ما وجه الشبة بين القصتين ؟ . إذن سأجيبك و أرجو منك التركيز قليلاً .
و الجواب في قصة ذي القرنين في سورة الكهف ، إذا يقول الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) سورة الكهف ) ، و المعنى أن الله تعالى قد مكن ذا القرنين في كل المجالات ، في الفيزياء و الكيمياء و الطب و علم الفضاء و غيرها ، و لاحظ عزيزي القارئ إلى كلمة ( فأتبع سبباً ) ، و ما المقصود بكلمة السبب هنا ؟ .
يقول الله تعالى في موضع آخر : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر) . و لاحظ إلى معنى ( أسباب السموات ) ، سأقربها لك أكثر بآياتٍ أُخرى ، يقول تعالى : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ (10) ص) ، (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحـج) . و معنى ( فليرتقوا في الأسباب ) تحدي من الله للكافرين بالصعود إلى السماء ، و ستجد أن الأسباب في السماء تأتي بمعنى الطرق في السماء بعكس السُبل و السبيل التي تعني الطرق على الأرض .
إذن السؤال : هل كانت رحلة ذي القرنين فضائية ؟ ، برأيي أنا : نعم لقد كانت رحلة ذا القرنين رحلة فضائية بإمتياز على ثلاث مراحل ، فالرحلة الأولى في قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) الكهف) ، و مغرب الشمس هو التوقيت الذي وصل فيه ذا القرنين ، و قد وصل إلى كوكب فيه عين ذات حرارة عالية ، و ما أشبه هذ التوصيف إلى كوكب الزهرة أقرب الكواكب من الأرض في إتجاة الشمس و الذي تنتشر في سطحه البحيرات و العيون الكبريتية الحارة ، و لو افترضنا أن إنطلاق الرحلة من الأرض فسوف يصل إلى الجزء الذي تغرب فيه الشمس في كوكب الزهرة ، و هو غروب يدوم ل243 يوم أرضي ، فكوكب الزهرة هو الكوكب الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يومه أطول من سنته ، فدوران الزهرة حول الشمس يتم خلال 224 يوم أرضي ، بينما يدور حول نفسه في 243 يوم أرضي و بعكس دوران الأرض أي من الغرب إلى الشرق .
و الرحلة الثانية هي قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) الكهف) ، و المعنى أنه إنتقل إلى مكان آخر لا تغرب عنه الشمس أبداً ، و أين يكون هذا المكان إذا إفترضنا أنه على الأرض الذي في كل أرجاءه شروق و غروب ، و لكن هناك مكان في مجموعتنا الشمسية يظل فيه الشروق دائماً ، أنه الوجه المقابل للشمس من كوكب عطارد ، فهذا الكوكب بطبعه لا يدور حول نفسه ، فيظل النصف المقابل للشمس مشرقاً أبداً و يظل النصف الآخر ظلاماً دامساً أبداً .
و الرحلة الثالثة هي في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) الكهف) ، بمعنى أنه وصل مكاناً وجد فيه قوماً بدائيين يكادون لا يتحدثون لغة ما ، و يقال أن ذا القرنين تكلم معهم بلغة الإشارات ، و يحتمل أن يكون ذلك في كوكب قريب من كوكبين ذوا جاذبية كبيرة يعملان كالسدين بالنسبة له و يؤثران بشكل كبير على حركته فيقطعان خطوطه المغناطيسية بين القطبين فيسببان ثلمة مغناطيسية كان يستغلها يأجوج و مأجوج في الخروج ، بمعنى أن القوة المغناطيسية تؤثر على قوتهم فيستغلون ضعفها للخروج و الإفساد فيه ، و عندما شكى هؤلاء القوم لذي القرنين أولئك الجبارين و المفسدين في أرض كوكبهم و طلبوا منه بناء سد ، قام ذي القرنين بتصحيح تعبيرهم بقوله ( ردماً ) و ليس ( سداً ) ، بمعني أن سيردم الحفرة التي يأتي منها هؤلاء بمغناطيس يردم تلك الثلمة فتتواصل الخطوط المغناطيسية في ذلك الكوكب فيمنع يأجوج و مأجوج من الخروج ، فكان المغناطيس الذي ردم به هو الحديد المغطى بالنحاس . قال تعالى : (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف) .
سيكون خروجهم سببا في موت مليارات البشر
و قد يكون إختلال المغناطيسية على كوكبنا هو ما سيستغله يأجوج و مأجوج عند خروجهم ، فلو تفكرنا في معنى شروق الشمس من المغرب في كوكب الأرض و هو من العلامات الكبرى للساعة ، و هو ما يعني تبدل الأقطاب ، فالقطب الشمالي سيكون جنوبياً و الجنوبي سيكون شمالياً ، لوجدنا أن ذلك سيسبقه إختلال كبير في مغناطيسية الأرض ، و قد يكون السبب إقتراب كوكب ذو جاذبية عالية من الأرض ، و الذي أشار إليه السومريين قديماً بكوكب نيبيرو ( كوكب الهلاك ) هو الذي سيكون إقترابه حسب نقوشهم سبب في دمار كوكبنا ، و قد يكون هو نفس الكوكب الذي سيحمل لنا يأجوج و مأجوج .
إذن تخيل عزيزي القارئ أنك استيقظت على خبر عاجل يقول أننا هوجمنا من قبل يأجوج و مأجوج ، فماذا ستفعل ؟
سوف يكون سيناريو قريب جداً من رواية حرب العوالم ، سوف يُقتل ملايين البشر بل المليارات ، و ستُغطي الدماء سطح الأرض . قال تعالى : (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) ، و هذا يعني أننا سنكون أمام عدد كبير جداً من المخلوقات الفضائية المتعطشة للقضاء عليك عزيزي القارئ ، و قد يكون ذلك إنتقاماً من أهل الأرض لما فعله بهم ذلك الملك الأرضي ذو القرنين من مجاعات و كوارث و إحتجاز نتيجة ردمه المغناطيسي لحفرتهم . و الغريب أن البكتيريا التي قضت على المخلوقات الفضائية في حرب العوالم هي نفسها السبب في القضاء على يأجوج و مأجوج ، و هذا ما قاله رسولنا الكريم في الحديث : ( فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) . و لكن لا أدري هل سيكون مورغان فريمان حاضراً في ذلك الوقت حتى يقرأ ذلك النص الختامي أم أنه سيكون في جملة من سيلتهمه اليأجوجيين و المأجوجيين .
في الأخير أسألك سؤال عزيزي القارئ : إذا علمت أن في مجرتنا درب التبانة التي فيها مجموعتنا الشمسية يوجد ما يقارب 200 مليار نجم و ما يقارب 1 تريليون كوكب ، و إذا علمت أن هناك ما يقارب 173 مليار مجرة في هذه السماء فقط ، فكم هو إحتمالك لوجود حياة ذكية خارج الأرض ؟تخيل عزيزي القارئ أن تستيقظ يوماً على خبر عاجل في كل محطات التلفاز و الإذاعة و بكل لغات العالم يقول بأننا قد هوجمنا بمركبات عملاقة تحمل كائنات فضائية ، ماذا ستفعل ؟
نعم لقد لفتنا أنظار الغزاة الفضائيين بغباءنا و بحثنا المستمر عن حضارات ذكية خارج كوكبنا ، إما بإرادتنا عندما أرسل علماء مرصد أرسيبو إشارات ترحيب في محاولة للتواصل مع حضارات فضائية ، أو بالرغم عنا بموجات الإرسال التلفزيوني و الإذاعي التي تتسرب خارج الأرض إلى الفضاء الفسيح .
و ربما أن أولئك الفضائيين كانوا يراقبونا منذ زمن طويل ، و ما تلك الأطباق الطائرة إلا طائرات تجسس تَرصُد الأوضاع على كوكبنا حتى تجد الوقت المناسب للهجوم و الغزو و النيل منا حتى آخر إنسان على الأرض ، و ستجد رأياً آخر لمحلل سياسي أصلع يقول أنهم كانوا بيننا منذ أن وجدونا و عملوا على زرع الفوضى و البلابل السياسية و أنهم السبب في النزاعات و الحروب بين الطوائف و المذاهب و الفرق السياسية و الأثنيات المختلفة حتى ضعفنا و لم يعد لنا القوة على مقاومتهم .
ربما اولئك الفضائيون يراقبوننا
يقول ستيفن هوكينج : أنه يعتقد أن المخلوقات الفضائية إن وجدت فإنها ستكون قد دمرت كواكبها بفعل الحروب أو الظروف البيئية وهم الآن يعيشون في مركبات فضائية ضخمة ويتجولون في الفضاء يبحثون عن كوكب ملائمة لهم ليستطيعوا الحياه عليه ، الأمر الآخر انهم ربما يكونوا مسالمين ولكن أزعجهم إتصالنا ومراقبتنا لهم وعرفوا كوكبنا عن طريقنا نحن ، وأرادوا أن يستكشفوه عن قرب .
وهنا أذكر أن ستيفن هوكنج قد حذر من مواصلة البحث عن كائنات فضائية في كواكب أخرى ، فربما نلفت النظر بغبائنا وبحثنا المتواصل إلى كوكبنا ، وستكون وقتها العواقب وخيمة إن إكتشفنا سكان غير مسالمين لكوكب ما .
في دراسة لعلماء شعبة الكواكب في وكالة ناسا عن موضوع هل الإتصال مع الكواكب الأخرى له منافع أم أضرار على الإنسانية ؟
كانت الإجابة : إذا كان البحث سيتواصل كثيراً عن الكائنات الأخرى ربما يُعتبر تدخل متعمد في شئون الآخرين و ربما يجلب علينا أضراراً كثيرة حيث يمكنهم مهاجمتنا وقتلنا وإستعبادنا و ربما أكلنا كطعام ، وقد نكون بذلك خطراً على مجرتنا بأكملها فنجد أنفسنا داخل سيناريو وقصة فيلم ( حرب العوالم ) .
حرب العوالم رواية عالمية لهربرت جورج ويلز و التي تم إنتاجها كفيلم في عام 2005 من بطولة توم كروز و داكوتا فانينغ . و فيه يبدأ الصوت بصوت مورغان فريمان و هو يقرأ بداية الرواية : ( لم يكن من الممكن أن يصدق أحد في بداية القرن الواحد والعشرين أن عالمنا كان مراقبا بواسطة كائنات تفوقنا ذكاءاً ... و بينما إنشغل البشر بإهتماماتهم المتعددة ، كانوا يراقبوننا ويدرسوننا ، بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر بواسطة المجهر بمراقبة الكائنات الدقيقة التي تنتشر وتتكاثر في قطرة الماء . وبمنتهى الرضا عن النفس ، عاش البشر طولا وعرضا على كوكب الأرض ، واثقين من هيمنتهم الإمبراطورية على هذا العالم . ولكن عبر هذا الفضاء الفسيح ، قامت الكائنات الذكية الكبيرة العدد والباردة والغير متعاطفة بمراقبة كوكبنا بعيون حاسدة ، وببطء ، وبتأكد ، قاموا برسم خطتهم ضدنا ) .
في رواية حرب العوالم مخلوقات فضائية تغزو الارض
و في الفيلم تأتي غيوم غريبة تبدأ بإرسال نبضات كهرومغناطيسية في شكل برق ، و الذي يحدث حفر تخرج منه آلات عملاقة ثلاثية الأرجل ذات صوت صاخب تطلق أشعة حرارية تعمل على تبخير البشر . ثم تعمل هذه الآلات على أسر ملايين البشر لتستخدم دماءهم و أعضاءهم الحيوية كسماد لعشبة غريبة حمراء تنتشر بشكل غريب في الأرض . و فجأة تتعطل تلك الآلات و تموت الكائنات الفضائية لينتهي الفيلم كذلك بصوت مورغان فريمان و هو يقول : ( منذ اللحظة التي وصل فيها الغزاة ، وتنفسوا هوائنا ، أكلوا وشربوا ، أصيبوا باللعنة . لقد انتهوا وتحطموا ، بعد أن فشلت جميع أسلحة الإنسان ، بواسطة أصغر الكائنات التي خلقها الله بحكمته في هذه الأرض عبر ملايين السنين ، اكتسب الإنسان مناعته ، و حقه في الحياة وسط مختلف أنواع الكائنات اللانهائية على هذا الكوكب . وهذا الحق هو حق مكتسب برغم كل التحديات . لإن الإنسان لا يحيا ولا يموت عبثاً ) .
كثير منا لا يؤمن بالكائنات الفضائية متعللاً أن لا حياة خارج الأرض ، و أنه لو كانت هناك حياة على كواكب أخرى أو في مجرات غير مجرتنا لذُكرت في الكتب السماوية و في القرآن الكريم ، و لكن السؤال : هل فعلاً لم تُذكر الكائنات الفضائية في القرآن الكريم ؟ أرجو منك عزيزي القارئ أن تتقبل الرأي الذي سأضعه في السطور القادمة برحابة صدر ، و لا أُجبر أحد على تصديقه أو وضعه من المسلمات ، فهو في الأخير رأي أرجو أن تفكر فيه و تناقشه بعداله دون تحامل أو ضغينة .
يأجوج ومأجوج اقوام همجية شريرة حاربهم وهزمهم ذو القرنين
ألا ترى عزيزي القارئ أن قصة يأجوج و مأجوج المذكورة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة هي قصة مشابهة جداً لقصة حرب العوالم ، بل تكاد أن تكون قصة حرب العوالم مستقاةً من قصة يأجوج و مأجوج . ستسألني بالطبع : و كيف يكون ذلك و ما وجه الشبة بين القصتين ؟ . إذن سأجيبك و أرجو منك التركيز قليلاً .
و الجواب في قصة ذي القرنين في سورة الكهف ، إذا يقول الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) سورة الكهف ) ، و المعنى أن الله تعالى قد مكن ذا القرنين في كل المجالات ، في الفيزياء و الكيمياء و الطب و علم الفضاء و غيرها ، و لاحظ عزيزي القارئ إلى كلمة ( فأتبع سبباً ) ، و ما المقصود بكلمة السبب هنا ؟ .
يقول الله تعالى في موضع آخر : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر) . و لاحظ إلى معنى ( أسباب السموات ) ، سأقربها لك أكثر بآياتٍ أُخرى ، يقول تعالى : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ (10) ص) ، (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحـج) . و معنى ( فليرتقوا في الأسباب ) تحدي من الله للكافرين بالصعود إلى السماء ، و ستجد أن الأسباب في السماء تأتي بمعنى الطرق في السماء بعكس السُبل و السبيل التي تعني الطرق على الأرض .
إذن السؤال : هل كانت رحلة ذي القرنين فضائية ؟ ، برأيي أنا : نعم لقد كانت رحلة ذا القرنين رحلة فضائية بإمتياز على ثلاث مراحل ، فالرحلة الأولى في قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) الكهف) ، و مغرب الشمس هو التوقيت الذي وصل فيه ذا القرنين ، و قد وصل إلى كوكب فيه عين ذات حرارة عالية ، و ما أشبه هذ التوصيف إلى كوكب الزهرة أقرب الكواكب من الأرض في إتجاة الشمس و الذي تنتشر في سطحه البحيرات و العيون الكبريتية الحارة ، و لو افترضنا أن إنطلاق الرحلة من الأرض فسوف يصل إلى الجزء الذي تغرب فيه الشمس في كوكب الزهرة ، و هو غروب يدوم ل243 يوم أرضي ، فكوكب الزهرة هو الكوكب الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يومه أطول من سنته ، فدوران الزهرة حول الشمس يتم خلال 224 يوم أرضي ، بينما يدور حول نفسه في 243 يوم أرضي و بعكس دوران الأرض أي من الغرب إلى الشرق .
و الرحلة الثانية هي قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) الكهف) ، و المعنى أنه إنتقل إلى مكان آخر لا تغرب عنه الشمس أبداً ، و أين يكون هذا المكان إذا إفترضنا أنه على الأرض الذي في كل أرجاءه شروق و غروب ، و لكن هناك مكان في مجموعتنا الشمسية يظل فيه الشروق دائماً ، أنه الوجه المقابل للشمس من كوكب عطارد ، فهذا الكوكب بطبعه لا يدور حول نفسه ، فيظل النصف المقابل للشمس مشرقاً أبداً و يظل النصف الآخر ظلاماً دامساً أبداً .
و الرحلة الثالثة هي في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) الكهف) ، بمعنى أنه وصل مكاناً وجد فيه قوماً بدائيين يكادون لا يتحدثون لغة ما ، و يقال أن ذا القرنين تكلم معهم بلغة الإشارات ، و يحتمل أن يكون ذلك في كوكب قريب من كوكبين ذوا جاذبية كبيرة يعملان كالسدين بالنسبة له و يؤثران بشكل كبير على حركته فيقطعان خطوطه المغناطيسية بين القطبين فيسببان ثلمة مغناطيسية كان يستغلها يأجوج و مأجوج في الخروج ، بمعنى أن القوة المغناطيسية تؤثر على قوتهم فيستغلون ضعفها للخروج و الإفساد فيه ، و عندما شكى هؤلاء القوم لذي القرنين أولئك الجبارين و المفسدين في أرض كوكبهم و طلبوا منه بناء سد ، قام ذي القرنين بتصحيح تعبيرهم بقوله ( ردماً ) و ليس ( سداً ) ، بمعني أن سيردم الحفرة التي يأتي منها هؤلاء بمغناطيس يردم تلك الثلمة فتتواصل الخطوط المغناطيسية في ذلك الكوكب فيمنع يأجوج و مأجوج من الخروج ، فكان المغناطيس الذي ردم به هو الحديد المغطى بالنحاس . قال تعالى : (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف) .
سيكون خروجهم سببا في موت مليارات البشر
و قد يكون إختلال المغناطيسية على كوكبنا هو ما سيستغله يأجوج و مأجوج عند خروجهم ، فلو تفكرنا في معنى شروق الشمس من المغرب في كوكب الأرض و هو من العلامات الكبرى للساعة ، و هو ما يعني تبدل الأقطاب ، فالقطب الشمالي سيكون جنوبياً و الجنوبي سيكون شمالياً ، لوجدنا أن ذلك سيسبقه إختلال كبير في مغناطيسية الأرض ، و قد يكون السبب إقتراب كوكب ذو جاذبية عالية من الأرض ، و الذي أشار إليه السومريين قديماً بكوكب نيبيرو ( كوكب الهلاك ) هو الذي سيكون إقترابه حسب نقوشهم سبب في دمار كوكبنا ، و قد يكون هو نفس الكوكب الذي سيحمل لنا يأجوج و مأجوج .
إذن تخيل عزيزي القارئ أنك استيقظت على خبر عاجل يقول أننا هوجمنا من قبل يأجوج و مأجوج ، فماذا ستفعل ؟
سوف يكون سيناريو قريب جداً من رواية حرب العوالم ، سوف يُقتل ملايين البشر بل المليارات ، و ستُغطي الدماء سطح الأرض . قال تعالى : (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) ، و هذا يعني أننا سنكون أمام عدد كبير جداً من المخلوقات الفضائية المتعطشة للقضاء عليك عزيزي القارئ ، و قد يكون ذلك إنتقاماً من أهل الأرض لما فعله بهم ذلك الملك الأرضي ذو القرنين من مجاعات و كوارث و إحتجاز نتيجة ردمه المغناطيسي لحفرتهم . و الغريب أن البكتيريا التي قضت على المخلوقات الفضائية في حرب العوالم هي نفسها السبب في القضاء على يأجوج و مأجوج ، و هذا ما قاله رسولنا الكريم في الحديث : ( فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) . و لكن لا أدري هل سيكون مورغان فريمان حاضراً في ذلك الوقت حتى يقرأ ذلك النص الختامي أم أنه سيكون في جملة من سيلتهمه اليأجوجيين و المأجوجيين .
في الأخير أسألك سؤال عزيزي القارئ : إذا علمت أن في مجرتنا درب التبانة التي فيها مجموعتنا الشمسية يوجد ما يقارب 200 مليار نجم و ما يقارب 1 تريليون كوكب ، و إذا علمت أن هناك ما يقارب 173 مليار مجرة في هذه السماء فقط ، فكم هو إحتمالك لوجود حياة ذكية خارج الأرض ؟
للأمانة منقول_/