المايا (بالإنجليزية: Maya) حضارة سكنت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حالياً بغواتيمالا، بليز، هندوراس، السلفادور وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل: كامبيتشي، تشياباس، كينتانا رو، تاباسكو ويوكاتان. تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250م)، وفقاً للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية (تقريباً من 250م حتى 900م)، واستمرّت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الإسبان. وكانت لديهم حضارة يقدر تاريخها بحوالي 3000 سنة. خلال ذلك الوقت الطويل كانوا يتحدثون في تلك الأراضي مئات اللهجات التي تولد منها هذا اليوم حوالي 44 لغات ماياوية مختلفة. وقد عرفت بالحضارة الوحيدة في تطور اللغة الكتابية في الأمريكتين زمن ما قبل كولومبوس، فضلا عن الفن، الهندسة المعمارية، وأنظمة الرياضيات والفلك.
يشير الحديث عن "المايا القديمة" إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى زمن ما قبل كولومبوس، لأن لها إرث علمي وفلكي مشهود وهام على مستوى العالم. فقد أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى في وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة. لم ينشأ التقدم كالكتابة، النقش، والتقويم مع المايا فحسب بل تطور بالكامل. ويمكن كشف تأثير تلك الحضارة في هندوراس وبليز، غواتيمالا، والسلفادور الغربية ممتدة إلى مناطق بعيدة مثل وسط المكسيك أي أكثر من 1,000 كم (620 ميل) من منطقة المايا. وتم العثور آثار عمرانية وفنية للمايا خارج المنطقة، ويعتقد أنها بسبب التبادل التجاري والثقافي.
لم يختف شعب المايا نهائياً لا في وقت تراجع الفترة الكلاسيكية ولا مع وصول الغزو الإسباني واستعمارهم للأمريكيتين، حيث يشكل أبناء شعب المايا في الوقت الحالي الأكثرية لسكان جميع مناطق المايا وقد حافظوا على التقاليد المميّزة والمعتقدات التي هي نتيجة لاندماج الأفكار والثّقافات لفترتي ما قبل كولومبوس وما بعد الغزو. في الوقت الحالي ملايين الناس يتحدثون لغات المايا المختلفة.
يوضح الأدب الماياوي حياة هذه الثقافة، ومن الأمثلة على ذلك مسرحية رابينال اتشي المكتوبة بلغة اتشي والتي أعلن عنها من قبل اليونسكو في عام 2005 على أنها من روائع التراث الشفهي اللامادي للبشرية، ومن الأعمال الأدبية بوبول فوه للأساطير التأريخية، وكتب شيلام بالام التي تقدر بتسعة كتب. وما دمره الغزو الإسباني هو نموذج لحضارة ماقبل كولومبوس التي تقدر بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق.
الدين
تمثال يمثل أحد كهنة مايا.
أوكسمال، دير الراهبات الرباعي
كان للدين دورا كبيرا على معظم جوانب الحياة اليومية لمايا، كان لكل يوم في السنة أهمية دينية خاصة، وتكمن أهميتها في الزراعية، الاحتفالات العامة، وفي الفن والثقافة. وكانت أهميتها كبيرة جدا للسيطرة على السياسية، كان لدين المايا ثلاث سمات رئيسية:
آلهة المايا
عبد شعب المايا آلهة وإلآهات متعددة كالشعوب الأخرى في ذلك العصر. يعتقد أن للمايا أكثر من 160 إله، ومنها :
كان الماياويون يمارسون طقوسا ويقيمون احتفالات القداس لهذه الآلهة في أول السنة الماياوية في يوليو أو في حالة الطواريء كما في المجاعات والقحط والأوبئة والجفاف. وكانت مجموعات من الرجال والنساء يضعون فوق ملابسهم ورؤوسهم الريش والأجراس الصغيرة بأيديهم وأرجلهم عندما يرقصون بالساحة على إيقاع الطبول والمزمار وأصوات الأبواق. وكانوا يتجمعون في ساحة عامة لتكريم الآلهة ويضعون الريش فوق أبواب الساحة، ويقدمون العطايا من الذرة والفاكهة وطيور الصيد والدم الذي كان المتعبد يحصل عليه بثقب شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي بمخراز، وكان المصلون يشربون مشروبا شعبيا، وبعض المشاركين كانوا يتناولون عقار الهلوسة من الأضاحي البشرية.
الموت في دين المايا
جرة تحتوي على رفات تم أكتشافها في كومالكالكو - تاباسكو.
وفقا لدين المايا، فإن الروح بعد الوفاة تبدأ برحلة إلى العالم السفلي زيبلبا (Xibalba) حيث تعبر النهر بمساعدة كلب - Xoloitzcuintli (الكلب المكسيكي الأقرع [الإنجليزية]). وتنتهي الرحلة في الجنوب حيث أتت الروح. ومع ذلك، وتسير ارواح الموتى المحظوظين كالمحاربين في القتال إلى السماء حيث الجنة (الموت المقدس) مرافقة الشمس.
من أنواع من الموت المقدس المختلفة في أمريكا الوسطى: الحوامل اللآتي يمتن في الولادة الأولى؛ الغرقى، المنتحرين، القتلى من الجذام، المضحين بأنفسهم، والمحاربين الذين قتلوا في المعارك، والذين ماتو بسبب نوعية الحياة (جيدة أو سيئة) لا يهم كيف مات. وفي نهاية المطاف، تنزل أرواح الذين ماتوا بقداسة إلى العالم السفلي. يعتقد المايا أن روح الشخص التي تذهب إلى العالم السفلي تنشأ من جديد (انبعاث) بشكل مستقل لنفس الفصيلة حيث لا توجد ذاكرة للحياة السابقة.
التضحية بالبشر
كانت التضحية بالبشر ممارسة شائعة في شعوب أمريكا الوسطى. لمعرفة مصدر التضحية البشرية يجب فهم سبب خلق الإنسان في الكتاب المقدس للمايا بوبول فوه. في كتاب كيشي يروي كيف أن الآلهة الأصلية اتفقت على خلق العالم، ليصبح مسكن الإنسان. وبالتالي تكون مهمة هذا الإنسان عبادة هذه الآلهة وتغذيتها. وبما ان الإنسان يأكل الذرة وهي المادة الغذائية فإن الآلهة ككائنات خارق تغذي الكون الخارق بالطاقة الموجودة في دم وقلب الضحية.
رجح بعض الباحثين (منهم مارفن هاريس) أن التضحية البشرية في أمريكا الوسطى كان بسبب حاجة شعوب المنطقة إلى البروتين. لكن تجدر الإشارة إلى أنه رغم ممارسة أكل لحوم البشر، فهي لم تمتد إلى جميع السكان. واستبعدت طقوس أكل لحوم البشر من الطبقات الدنيا من المجتمع.
وكانت الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسرى الحرب، وكانت الضحية تدهن باللون الأزرق ويقتل فوق قمة الهرم في احتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتى الموت أو بعد تقييد الساعدين والساقين بينما يشق الكاهن صدره بسكين حادة مقدسة من حجر الصوان فينتزع القلب ليقدم كقربان، وكان القادة من اسرى الأعداء يقدمون كضحية بعد قتلهم بالفؤوس وسط مراسم من الطقوس. وفوق ذلك، لم تكن التضحية بالموت هي النوع الوحيد التي يمارسها أمريكا الوسطى كما يتضح من لوحات بونامباك (Bonampak)، حيث يمكنك أن ترى أعضاء الطبقة الحاكمة (رجال ونساء) توخز السنتهم كي تنزف، وكان الغرض من إعطاء الدم،
يشير الحديث عن "المايا القديمة" إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى زمن ما قبل كولومبوس، لأن لها إرث علمي وفلكي مشهود وهام على مستوى العالم. فقد أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى في وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة. لم ينشأ التقدم كالكتابة، النقش، والتقويم مع المايا فحسب بل تطور بالكامل. ويمكن كشف تأثير تلك الحضارة في هندوراس وبليز، غواتيمالا، والسلفادور الغربية ممتدة إلى مناطق بعيدة مثل وسط المكسيك أي أكثر من 1,000 كم (620 ميل) من منطقة المايا. وتم العثور آثار عمرانية وفنية للمايا خارج المنطقة، ويعتقد أنها بسبب التبادل التجاري والثقافي.
لم يختف شعب المايا نهائياً لا في وقت تراجع الفترة الكلاسيكية ولا مع وصول الغزو الإسباني واستعمارهم للأمريكيتين، حيث يشكل أبناء شعب المايا في الوقت الحالي الأكثرية لسكان جميع مناطق المايا وقد حافظوا على التقاليد المميّزة والمعتقدات التي هي نتيجة لاندماج الأفكار والثّقافات لفترتي ما قبل كولومبوس وما بعد الغزو. في الوقت الحالي ملايين الناس يتحدثون لغات المايا المختلفة.
يوضح الأدب الماياوي حياة هذه الثقافة، ومن الأمثلة على ذلك مسرحية رابينال اتشي المكتوبة بلغة اتشي والتي أعلن عنها من قبل اليونسكو في عام 2005 على أنها من روائع التراث الشفهي اللامادي للبشرية، ومن الأعمال الأدبية بوبول فوه للأساطير التأريخية، وكتب شيلام بالام التي تقدر بتسعة كتب. وما دمره الغزو الإسباني هو نموذج لحضارة ماقبل كولومبوس التي تقدر بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق.
الدين
تمثال يمثل أحد كهنة مايا.
أوكسمال، دير الراهبات الرباعي
كان للدين دورا كبيرا على معظم جوانب الحياة اليومية لمايا، كان لكل يوم في السنة أهمية دينية خاصة، وتكمن أهميتها في الزراعية، الاحتفالات العامة، وفي الفن والثقافة. وكانت أهميتها كبيرة جدا للسيطرة على السياسية، كان لدين المايا ثلاث سمات رئيسية:
- دين تعدد الآلهة : حيث كانوا يعبدون آلهة عديدة في وقت واحد.
- دين طبيعي : حيث كانت الآلهة العناصر، الظواهر الجوية، والأجرام السماوية.
- دين ثنائي : على أساس أن الخير والشر هي الإلهة على حد سواء. وكانت آلهة الخير في صراع مستمر مع الآلهة الشر، ولكنهما لا ينفصلا عن بعض كاليلا ونهارا. ومن الأمثلة الأخرى على الدين الثنائي : الأب والأم حيث أن الأب يرمز إلى التسميد والأم إلى التخصيب؛ وكذلك الحياة والموت (أقرب ما تكون ثنائي يين ويانغ). كان أعتقادهم أن آلهة الخيرة لها امور ايجابية، مثل الرعد، البرق، المطر ووفرة الذرة. وكانت آلهة الشر لها امور سلبية، مثل الجوع والبؤس الناجم عن الأعاصير، القحط، والحرب والدمار.
آلهة المايا
عبد شعب المايا آلهة وإلآهات متعددة كالشعوب الأخرى في ذلك العصر. يعتقد أن للمايا أكثر من 160 إله، ومنها :
- هوناب كو : يعتقدون انه خالق كل شيء.
- إتزامنا : ابن "هوناب كو" وهو إله السماء، الليل والنهار.
- كوكولكان : إله الريح ويسمى "الثعبان ذو الريش".
- كنيش أهو : وهو إله الريح.
- إكس شيبل يآكس : وهي زوجة "كينيش أهوا".
- إكسشيل : زوجة "إتزامنا" وهي إلآهة القمر، الفيضان، الحمل، الحياكة والغزل.
- شاك : إله المطر.
- واكاكس يول كآويل : إله الزراعة والذرة، وأحيانا إله الغابة.
- آه بش، كيشين، كيميل، وهون أهوا: وهي آلهة الموت.
- يم كاكس : إله الذرة والحرب.
- زامان إيك : نجمة الشمال "نجم القطب".
- إكستاب : زوجة "كيشين" وتسمى "مرأة الحبل" وهي إلآهة الانتحار.
- إك شواه : عقرب الحرب الأسود.
- ايك : إله الريح.
- كاكوباكات : إله الحرب.
كان الماياويون يمارسون طقوسا ويقيمون احتفالات القداس لهذه الآلهة في أول السنة الماياوية في يوليو أو في حالة الطواريء كما في المجاعات والقحط والأوبئة والجفاف. وكانت مجموعات من الرجال والنساء يضعون فوق ملابسهم ورؤوسهم الريش والأجراس الصغيرة بأيديهم وأرجلهم عندما يرقصون بالساحة على إيقاع الطبول والمزمار وأصوات الأبواق. وكانوا يتجمعون في ساحة عامة لتكريم الآلهة ويضعون الريش فوق أبواب الساحة، ويقدمون العطايا من الذرة والفاكهة وطيور الصيد والدم الذي كان المتعبد يحصل عليه بثقب شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي بمخراز، وكان المصلون يشربون مشروبا شعبيا، وبعض المشاركين كانوا يتناولون عقار الهلوسة من الأضاحي البشرية.
الموت في دين المايا
جرة تحتوي على رفات تم أكتشافها في كومالكالكو - تاباسكو.
وفقا لدين المايا، فإن الروح بعد الوفاة تبدأ برحلة إلى العالم السفلي زيبلبا (Xibalba) حيث تعبر النهر بمساعدة كلب - Xoloitzcuintli (الكلب المكسيكي الأقرع [الإنجليزية]). وتنتهي الرحلة في الجنوب حيث أتت الروح. ومع ذلك، وتسير ارواح الموتى المحظوظين كالمحاربين في القتال إلى السماء حيث الجنة (الموت المقدس) مرافقة الشمس.
من أنواع من الموت المقدس المختلفة في أمريكا الوسطى: الحوامل اللآتي يمتن في الولادة الأولى؛ الغرقى، المنتحرين، القتلى من الجذام، المضحين بأنفسهم، والمحاربين الذين قتلوا في المعارك، والذين ماتو بسبب نوعية الحياة (جيدة أو سيئة) لا يهم كيف مات. وفي نهاية المطاف، تنزل أرواح الذين ماتوا بقداسة إلى العالم السفلي. يعتقد المايا أن روح الشخص التي تذهب إلى العالم السفلي تنشأ من جديد (انبعاث) بشكل مستقل لنفس الفصيلة حيث لا توجد ذاكرة للحياة السابقة.
التضحية بالبشر
كانت التضحية بالبشر ممارسة شائعة في شعوب أمريكا الوسطى. لمعرفة مصدر التضحية البشرية يجب فهم سبب خلق الإنسان في الكتاب المقدس للمايا بوبول فوه. في كتاب كيشي يروي كيف أن الآلهة الأصلية اتفقت على خلق العالم، ليصبح مسكن الإنسان. وبالتالي تكون مهمة هذا الإنسان عبادة هذه الآلهة وتغذيتها. وبما ان الإنسان يأكل الذرة وهي المادة الغذائية فإن الآلهة ككائنات خارق تغذي الكون الخارق بالطاقة الموجودة في دم وقلب الضحية.
رجح بعض الباحثين (منهم مارفن هاريس) أن التضحية البشرية في أمريكا الوسطى كان بسبب حاجة شعوب المنطقة إلى البروتين. لكن تجدر الإشارة إلى أنه رغم ممارسة أكل لحوم البشر، فهي لم تمتد إلى جميع السكان. واستبعدت طقوس أكل لحوم البشر من الطبقات الدنيا من المجتمع.
وكانت الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسرى الحرب، وكانت الضحية تدهن باللون الأزرق ويقتل فوق قمة الهرم في احتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتى الموت أو بعد تقييد الساعدين والساقين بينما يشق الكاهن صدره بسكين حادة مقدسة من حجر الصوان فينتزع القلب ليقدم كقربان، وكان القادة من اسرى الأعداء يقدمون كضحية بعد قتلهم بالفؤوس وسط مراسم من الطقوس. وفوق ذلك، لم تكن التضحية بالموت هي النوع الوحيد التي يمارسها أمريكا الوسطى كما يتضح من لوحات بونامباك (Bonampak)، حيث يمكنك أن ترى أعضاء الطبقة الحاكمة (رجال ونساء) توخز السنتهم كي تنزف، وكان الغرض من إعطاء الدم،