مقارنة بين نساء الدنيا ونساء الجنة!!!

نضال ابن فوزي

:: عضو منتسِب ::
إنضم
20 أكتوبر 2017
المشاركات
71
نقاط التفاعل
84
النقاط
3
العمر
27
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
موعظة بليغة من الإمام مالك بن دينار​

روي عن مالك بن دينار رحمه الله. أنه كان يوما ماشيا في أزقة البصرة. فإذا هو بجارية من جواري الملوك راكبة ومعها الخدم، فلما رآها مالك،
نادى: أيتها الجارية! أيبيعك مولاك؟
قالت: كيف قلت يا شيخ؟
قال: أيبيعك مولاك؟
قالت: ولو باعني كان مثلك يشتريني؟
قال: نعم، وخيرا منك.
فضحكت وأمرت أن يحمل إلى دارها، فحمل، فدخلت إلى مولاها فأخبرته. فضحك وأمر أن يدخل إليه. فدخل، فألقيت له الهيبة في قلب السيد،
فقال: ما حاجتك؟
قال: بعني جاريتك،
قال: أو تطيق أداء ثمنها؟
قال: فثمنها عندي نواتان مسوستان.
فضحكوا، وقالوا: كيف كان ثمنها عندك هذا؟
قال: لكثرة عيوبها.
قالوا: وما عيوبها؟

قال: إن لم تتعطر زفرت، وإن لم تستك بخرت، وإن لم تمتشط وتدهن قملت وشعثت، وإن تعمر عن قليل هرمت، ذات حيض وبول وأقذار جمة، ولعلها لا تودك إلا لنفسها، ولا تحبك إلا لشغفها كل بك، لا تفي بعهدك، ولا تصدق في ودك، ولا يخلف عليها أحد من بعدك إلا رأته مثلك

وأنا آخذ بدون ما سألت في جاريتك من الثمن جارية خلقت من سلالة الكافور، لو مزج بريقها أجاج لطاب، ولو دعي بكلامها ميت لأجاب، ولو بدا معصمها للشمس لأظلمت دونه، ولو بدا في الليل لسطع نوره، ولو واجهت الآفاق بحليها وحللها لتزخرفت، نشأت بين رياض المسك والزعفران، وقصرت في أكنان النعيم، وغذيت بماء التسنيم، فلا تخلف عهدها، ولا يتبدل منه ودها;


فأيهما أحق برفعة الثمن؟


كتاب التوابين لابن قدامة المقدسي


من الآيات الواردة في وصف نساء الجنة


قال تعالى: ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة/22، 23 .

قال السعدي رحمه الله :
" أي : ولهم حور عين ، والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .
( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) أي : كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ، فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر " انتهى .



قوله تعالى : ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ) الرحمن/58 .

قال الطبري رحمه الله :
" قال ابن زيد في قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان ) : كأنهن الياقوت في الصفاء , والمرجان في البياض ، الصفاء صفاء الياقوتة ، والبياض بياض اللؤلؤ " انتهى .
" تفسير الطبري " ( 27 / 152 ) .



قال سبحانه في وصف نساء الجنة في سورة الواقعة : ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً . فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا . عُرُبًا أَتْرَابًا ) الواقعة/35-37 .


قال ابن كثير رحمه الله :
" قوله ( عُرُباً ) : قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني : متحببات إلى أزواجهن ، وعن ابن عباس : العُرُب العواشق لأزواجهن , وأزواجهن لهن عاشقون .........
وقوله ( أَتْرَابا ) قال الضحاك عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة ........
وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق المتواخيات بينهن ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر متعاديات " انتهى .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 294 ) .



وقال تعالى في وصفهن : ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ) الرحمن/70 .

قال ابن القيم : ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خَيْرة وأصلها خَيّرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه .
" روضة المحبين " ( ص 243 ) .



وقال سبحانه : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة/25 .

قال ابن القيم : ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم .
" روضة المحبين " ( ص 243 ، 244 ) .



ووصفهن تعالى بأنهن قاصرات أطرافهن عن غير أزواجهن فقال : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) الرحمن/56 ،
وقال : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) الرحمن/72 .

قال ابن القيم : ووصفهن بأنهن ( مقصورات في الخيام ) أي : ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قُصِرْن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم ، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم ، ووصفهن سبحانه بأنهن ( قاصرات الطرف ) وهذه الصفة أكمل من الأولى ، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره .
" روضة المحبين " ( ص 244 ) .




من الأحاديث الصحيحة الواردة في وصف نساء الجنة


عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا. رواه البخاري ومسلم.


وحديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. رواه البخاري.


وحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة: ومثل له شجرة ذات ظل، فقال: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها... وساق حديثا، وفيه: ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت. رواه مسلم.






فائدتان مهمتان:


الفائدة الأولى:

سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : هل المرأة الصالحة في الدنيا تكون من الحور العين في الآخرة ؟
فأجاب :
" المرأة الصالحة في الدنيا- يعني: الزوجة- تكون خيراً من الحور العين في الآخرة ، وأطيب وأرغب لزوجها ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن أول زمرة تدخل الجنة على مثل صورة القمر ليلة البدر" .

وسُئل هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا في القرآن؟
فأجاب : الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكُن خيراً من الحور العين حتى في الصفات الظاهرة . والله أعلم "
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ( 4 / 2) .


الفائدة الثانية:
قال ابن القيم رحمه الله وهو يعدد العقوبات التي تقع على الزاني إذا لم يتب :
" ومنها أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن والله سبحانه وتعالى إذا كان قد عاقب لابس الحرير في الدنيا بحرمانه لبسه يوم القيامة وشارب الخمر في الدنيا بحرمانه إياها يوم القيامة ، فكذلك من تمتع بالصور المحرمة في الدنيا . بل كل ما ناله العبد في الدنيا من حرام فاته نظيره يوم القيامة "
روضة المحبين لابن القيم ( 365 - 368 )

 
جزاك الله خيرااا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top