سلبيات اتفاقية إيفيان وإيجابياتها اختلف الجزائريون في تقييم الاتفاقية، فمنهم من رأي نفسة الخاسر الأكبر، ومنهم مَن رأي نفسه رابحًا، ويمكن ذكر إيجايبات الإتفاقية على النحو الآتي: [٢] حل تاريخ يسمح للجزائرين بإجراء استفتاء عبّروا فيه بحرية عن رأيهم وحقهم في تقرير المصير. اتفاقية إيفيان تمخضت عن كفاح مسلح أدى في نهاية الأمر إلى نيل الاستقلال بعد 132 سنة من الاستعمار تخللها تقديم تضحيات جسيمة. السماح لدولة فتية كالجزائر بالتفاوض مع فرنسا والنجاح في انتزاع كل ما هو أساسي، مع المحافظة على وحدة التراب الوطني. وأدْ الأكذوبة والوهم التي تنطوي على جعل الجزائر ولاية فرنسية، وذلك من خلال استرجاع القاعدة البحرية مرسى الكبير، والقاعدة الجوية بوسفر، والقاعدتين العسكريتين لرقان و حماغير. نجاح الجزائر في تأميم بترولها الذي كان مطعمًا استعماريًا. وفيما يأتي سلبيات اتفاقية إيفيان: [٣] دافعت عن حق مستوطني فرنسا في الجزائر ووفرت لهم امتيازات حماية فيما لم تتطرق للحديث عن وضع الجزائريين في فرنسا، مع أنه من المفروض معالجة مشكلة المهاجرين وتقرير حقوقهم؛ لأن ذلك سيعرضهم لمشاكل خطيرة دون حماية قانونية. حصول فرنسا على امتيازات عدة في ميدان المعادن والبترول والغازل، ولم تنته هذه الامتيازات إلا مع تأميم المحروقات في الرابع والعشرين من فبراير عام 1971 من طرق الرئيس هواري بومدين. تعهد فرنسان في ميدان التعاون الثقافي بوضع كل الوسائل اللازمة تحت تصرف الجزائر، وذلك بدعوى مساعدتها في تطوير التعليم وإعداد الفنيين والباحثيين، وقد يبدو ظاهر الأمر إيجابيًا لكنه وسيلة لترسيخ اللغة الفرنسية على حساب اللغة العربية، وهذا ما حصل بالفعل إذ بقيت اللغة العربية تجابه ضرتها في كل ميادين الحياة الرسمية، ولم تفلح في مقاومتها أو التفوق عليها حتى يومنا الحاضر، بل نشأت مدارس خاصة لأطفال الجالية الفرنسية في الجزائر وذلك بتفويض من وزارة التربية والتعليم ومن الأمثلة عليها: مدرسة ديكارت . حصلت فرنسا على امتيازات عدة، إذ قضت الاتفاقية بمنح الجزائر فرنسا حق استخدام الميناء البحري والجوي في المرسى الكبير في وهران لمدة 15 سنة قابلة للتجديد على سبيل الاستئجار، وكذلك استخدام المواقع التي تحتوي على منشآت عين أكر وورقان ومنشآت بشار وحمام وغيرها لمدة 5 سنوات بترخيص جزائري، ناهيك عن تسهيلات مطارات بوفاريك وعنابة، في حين لم تحفظ حق الجزائريين الضحايا جرّاء التجارب النوورية الفرنسية في الصحراء. اختلاف التعامل مع القوة المحلية المتفق على إنشائها لحفظ الأمن والنظام، فنزعت منها السلاح واللباس العسكري، وسلم لهم مبلغًا من المال كمصروف حتى الالتحاق بأماكن سكنهم، في حين أعطت الخيار لبعض الولايات بين الانضمام للجيش بالسلاح والزي وبذلك يصبحون أفرادًا ضمن الجيش الوطني، ففضلت الغالبية الانضمام إلى جيش التحرير، ولكن هذه الثغرة فتحت المجال لتسرب الكثير من أعداء الثورة والشعب داخل هذه القوات. السماح لفرنسا بمواصلة التجارب الذرية في قاعدة رقان جنوبي ادرار، وهو أمر سلبي له انعكاسات خطيرة على سكان المنطقة، وعليه فقد دفعت فرنسا تعويض مادي للمتضررين في السنوات الأخيرة. صياغة بنود الاتفاقية باللغة الفرنسية دون اللغة العربية، علمًا بأن اللغة مظهر من مظاهر السيادة. بنود الاتفاقية المتعلقة بوقف القتال لا تعني رحيل المستعمر، بل إن الاستعمار بقي موجودًا في الإذاعة والتلفزيون كمؤسسة سيادية، وفي قاطع المحروقة أيضًا وذلك بموجب بند من بنود الاتفاقية الصريح الذي ينص على بقاء مؤسستي الإذاعة والتلفزيون تحت وصاية فرنسا، علمًا بأنها استرجعت بعد جهد جهيد. الإتفاق على استخدام اللغة الفرنسية في الجريدة الرسمية،على أن تصدر النسخة العربية بعد سنة. العفور الشامل من الجهتين، وقد يبدو نتيجة إيجابية في الظاهر، ولكن ما خفي أعظم لأنه أفرز أشخاصًا داعمين للوجود الفرنسي، وقد استمروا بنشر وتعزيز ثقافة فرنسا، فلم تتخلى هذه الفئة عن أهدافها الاستعمارية، كما سمح العفو الشامل بحماية الناس الذين يعملون مع فرنسا منذ الثورة ثم اندمجوا مع الثوار كمجاهدين مزيفيين وقادوا نضالًا وهميًا.
من الأحسن تلخصيهم على شكل رؤوس اقلام.