نور محمد نور مح
:: عضو منتسِب ::
الروح هل تموت أم الموت للبدن وحده
اختلف الناس في هذا
1-فقالت طائفة تموت الروح وتذوق الموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت
قالوا وقد دلت الأدلة على أنه لا يبقى إلا الله وحده ...... واستدلوا
قال تعالى ((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال تعالى ((كل شيء هالك إلا وجهه
قالوا وإذا كانت الملائكة تموت فالنفوس البشرية أولى بالموت
قالوا وقد قال تعالى عن أهل النار أنهم ((قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ))فالموتة الأولى هذه المشهودة وهي للبدن والأخرى للروح
2-وقال آخرون لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت الأبدان قالوا
وقد دلت على هذا الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها ولو ماتت الأرواح لانقطع عنها النعيم والعذاب وقد قال تعالى(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم)) هذا مع القطع بأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم وقد ذاقت الموت
الفصل فى المسالة
والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدما محضا فهى لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب ... وكما صرح به النص انها كذلك حتى يردها الله في جسدها
مسائل السراج فإن قيل فعند النفخ في الصور هل تبقى الأرواح حية كما هي أو تموت ثم تحيا
1-فالاجابة..... قال تعالى ((ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله)) فقد استثنى الله سبحانه بعض من في السموات ومن في الأرض من هذا الصعق
فقيل هم الشهداء هذا قول أبى هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير
وقيل هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وهذا قول مقاتل وغيره
وقيل هم الذين في الجنة من الحور العين وغيرهم ومن في النار من أهل العذاب وخزنتها
2-وقد نص الإمام أحمد على أن الحور العين والولدان لا يمتن عند النفخ في الصور
وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى وهذا نص على أنهم لا يموتون غير تلك الموتة الأولى فلو ماتوا مرة ثانية لكانت موتتان
3-وأما قول أهل النار ((ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين))
فتفسير هذه الآية التي في البقرة وهي قوله تعالى ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ))
فكانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب آبائهم وفي أرحام أمهاتهم ثم أحياهم بعد ذلك ثم أماتهم ثم يحييهم يوم النشور وليس في ذلك اماتة أرواجهم قبل يوم القيامة وإلا كانت ثلاث موتات
4-وصعق الأرواح عند النفخ في الصور ولا يلزم منه موتها ففي الحديث لصحيح ((ان الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة العرش فلا أدرى افاق قبلى أم جوزى بصعقة يوم الطور ))
فهذا صعق في موقف القيامة إذا جاء الله تعالى لفصل القضاء وأشرقت الأرض بنوره فحينئذ تصعق الخلائق كلهم قال تعالى(( فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ))ولو كان هذا الصعق موتا لكانت موتة أخرى
5-وقد تنبه لهذا جماعة من الفضلاء فقال أبو عبد الله القرطبى ظاهر هذا الحديث ان هذه صعقة غشى تكون يوم القيامة لاصعقة الموت الحادثة عن نفخ الصور
وظاهر حديث النبي يدل على أن هذه الصعقة إنما هي بعد النفخة الثانية نفخة البعث ونص القرآن يقتضى أن ذلك الاستثناء إنما هو بعد نفخة الصعق
قال أبو عبد الله ........ الذي يزيح هذا الاشكال إن شاء الله تعالى ان الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين مستبشرين وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء كان الأنبياء بذلك أحق وأولى مع أنه قد صح عن النبي أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء وخصوصا بموسى وقد أخبر بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام
إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين جاءوا ذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودون ولا تراهم
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين
اختلف الناس في هذا
1-فقالت طائفة تموت الروح وتذوق الموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت
قالوا وقد دلت الأدلة على أنه لا يبقى إلا الله وحده ...... واستدلوا
قال تعالى ((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال تعالى ((كل شيء هالك إلا وجهه
قالوا وإذا كانت الملائكة تموت فالنفوس البشرية أولى بالموت
قالوا وقد قال تعالى عن أهل النار أنهم ((قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ))فالموتة الأولى هذه المشهودة وهي للبدن والأخرى للروح
2-وقال آخرون لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت الأبدان قالوا
وقد دلت على هذا الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها ولو ماتت الأرواح لانقطع عنها النعيم والعذاب وقد قال تعالى(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم)) هذا مع القطع بأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم وقد ذاقت الموت
الفصل فى المسالة
والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدما محضا فهى لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب ... وكما صرح به النص انها كذلك حتى يردها الله في جسدها
مسائل السراج فإن قيل فعند النفخ في الصور هل تبقى الأرواح حية كما هي أو تموت ثم تحيا
1-فالاجابة..... قال تعالى ((ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله)) فقد استثنى الله سبحانه بعض من في السموات ومن في الأرض من هذا الصعق
فقيل هم الشهداء هذا قول أبى هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير
وقيل هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وهذا قول مقاتل وغيره
وقيل هم الذين في الجنة من الحور العين وغيرهم ومن في النار من أهل العذاب وخزنتها
2-وقد نص الإمام أحمد على أن الحور العين والولدان لا يمتن عند النفخ في الصور
وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى وهذا نص على أنهم لا يموتون غير تلك الموتة الأولى فلو ماتوا مرة ثانية لكانت موتتان
3-وأما قول أهل النار ((ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين))
فتفسير هذه الآية التي في البقرة وهي قوله تعالى ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ))
فكانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب آبائهم وفي أرحام أمهاتهم ثم أحياهم بعد ذلك ثم أماتهم ثم يحييهم يوم النشور وليس في ذلك اماتة أرواجهم قبل يوم القيامة وإلا كانت ثلاث موتات
4-وصعق الأرواح عند النفخ في الصور ولا يلزم منه موتها ففي الحديث لصحيح ((ان الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة العرش فلا أدرى افاق قبلى أم جوزى بصعقة يوم الطور ))
فهذا صعق في موقف القيامة إذا جاء الله تعالى لفصل القضاء وأشرقت الأرض بنوره فحينئذ تصعق الخلائق كلهم قال تعالى(( فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ))ولو كان هذا الصعق موتا لكانت موتة أخرى
5-وقد تنبه لهذا جماعة من الفضلاء فقال أبو عبد الله القرطبى ظاهر هذا الحديث ان هذه صعقة غشى تكون يوم القيامة لاصعقة الموت الحادثة عن نفخ الصور
وظاهر حديث النبي يدل على أن هذه الصعقة إنما هي بعد النفخة الثانية نفخة البعث ونص القرآن يقتضى أن ذلك الاستثناء إنما هو بعد نفخة الصعق
قال أبو عبد الله ........ الذي يزيح هذا الاشكال إن شاء الله تعالى ان الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين مستبشرين وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء كان الأنبياء بذلك أحق وأولى مع أنه قد صح عن النبي أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء وخصوصا بموسى وقد أخبر بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام
إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين جاءوا ذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودون ولا تراهم
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين