نور محمد نور مح
:: عضو منتسِب ::
خروج الدجّال ونزول عيسى ابن مريم
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله ,
[28]- سمع النواس بن سمعان يقول: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدجّال ذات يوم فخفّض فيه ورفّع « حقر، وعظم »، حتى ظننا أنه في ناحية النخل. قال: «غير الدجّال أخوفني عليكم، فإن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه، واللّه خليفتي على كل مسلم، إنه شاب جعد قطط عينه طافئة، وإنه يخرج خلّة « ما بين البلدين » بين الشام والعراق، فعاث يمينا وشمالا، يا عباد اللّه اثبتوا»، قلنا: يا رسول اللّه ما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يوما، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة، وسائر الأيام كأيامكم». قلنا: يا رسول اللّه فذلك اليوم الذي هو كسنة أ تكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: «لا، اقدروا له قدره»، قلنا: يا رسول اللّه ما أسرعه في الأرض؟
قال: «كالغيث يشتد به الريح، فيمر بالحيّ فيدعوهم فيستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، وتروح عليهم سارحتهم وهي أطول ما كان ذرّا، وأمدّه خواصر، وأشبعه ضروعا، ويمر بالحيّ فيدعوهم فيردّون عليه قوله، فتتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شيء، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل، ويأمر برجل فيقبل، فيضربه ضربة بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل إليه.
فبينما هم على ذلك إذ بعث اللّه المسيح ابن مريم،
فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين « ثوبين مصبوغين » واضعا يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لدّ الشرقي، فبينما هم كذلك أوحى اللّه إلى عيسى ابن مريم: إني قد أخرجت عبادا من عبادي لا يدان لك بقتالهم « لا قدرة لك ولا طاقة »، فحرّز عبادي إلى الطور، فيبعث اللّه يأجوج ومأجوج كما قال اللّه: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فيرغب عيسى وأصحابه إلى اللّه فيرسل عليهم نغفا « دود يكون في أنوف الإبل والغنم » في رقابهم فيصبحون فرسى « اي قتلى » كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه إلى الأرض فيجدون نتن ريحهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى اللّه فيرسل اللّه عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اللّه، ويرسل اللّه مطرا لا يكن منه بيت مدر « الطين الصلب » ولا وبر أربعين يوما، فتغسل الأرض حتى تتركها زلفة « أي كالمرآة »، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتك فيومئذ يأكل النفر من الرمانة يستظلون بقحفها « أي مقعر قشرها » ويبارك في الرّسل « هو اللبن »، حتى إن اللقحة « هي القريبة العهد بالولادة » من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ « الجماعة من الأقارب »، والشاة من الغنم تكفي البيت، فبينما هم على ذلك إذ بعث اللّه ريحا طيبة تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون « أي يجامع الرجل النساء بحضرة الناس » تهارج الحمر، وعليهم تقوم الساعة» « مسلم ».
[29]- عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «يخرج الدجال على حمار أقمر « هو الشديد البياض »، ما بين أذنيه سبعون باعا».
[30]- عن جنادة بن أبي أمية قال: انطلقنا أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقلنا حدّثنا بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الدجال ولا تحدّثنا عن غيره وإن كان مصدقا قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: «أنذرتكم الدجال- ثلاثا- فإنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أنذره أمته وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعد « جعد الشعر » آدم « السّمرة الشديدة » ممسوح العين اليسرى وإنه يمطر المطر ولا ينبت الشجر معه جنّة ونار، فناره جنّة، وجنّته نار ومعه جبل من خبز ونهر من ماء، وإنه يسلّط على نفس فيقتلها ولا يسلّط على غيرها، وإنه يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ فيها كل منهل، ولا يقرب أربعة مساجد:
مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى، وما يشبه عليكم فإن ربكم ليس بأعور»
[31]- ، حدثنا أبو الزعراء قال: كنّا عند عبد اللّه بن مسعود فذكر الدجّال فقال:
يفترق الناس عند خروجه ثلاث فرق، فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأهلها منابت الشيح، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يقتلون بغربي الشام، فيبعثون طليعة فيهم فرس أشقر وأبلق، فيقتتلون فلا يرجع منهم أحد،
، قال: ويزعم أهل الكتاب أن المسيح عليه السلام ينزل فيقتله، ويخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيبعث اللّه عليهم دابّة مثل النغف، فيلج في أسماعهم ومناخرهم، فيموتون، فتنتن الأرض منهم، فتجأر الأرض إلى اللّه فيرسل ماء فيطهر الأرض منهم، ويبعث اللّه ريحا فيها زمهرير باردة، فلا تدع على الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح ثم تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى من خلق اللّه في السماوات والأرض إلا مات إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء اللّه ان يكون، فليس في بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، قال: فيرسل اللّه ماء من تحت العرش فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ عبد اللّه الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل روح إلى جسدها فتدخل فيه، فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين
[32]- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله نفعا، تنام عيناه ولا ينام قلبه»، ثم نعت أبويه فقال: «أبوه رجل طوال مضطرب اللحم طويل الأنف كأنه أنف منقار، وأمه امرأة فرضاخيّة عظيمة الثديين». قال: فبلغنا أن مولودا من اليهود ولد بالمدينة، قال:
فانطلقنا أنا والزبير بن العوّام حتى دخلنا على أبويه، فرأينا فيهما نعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة له همهمة، فسألنا أبويه فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا، ثم ولد لنا غلام أعور أضرّ شيء وأقله نفعا، فلما خرجنا مررنا به فتكشف عن رأسه، فقال: «ما قلتما فيه»؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: «نعم تنام عيناي ولا ينام قلبي»
[33]- ، عن فاطمة بنت قيس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قعد على المنبر فقال: «أيها الناس حدّثني تميم الدّاري أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر، فإذا هم بامرأة شعثة سوداء لها شعر منكر، فقالوا: ما أنت؟
قالت: أنا الجسّاسة، قالت: أ تعجبون مني؟ قالوا: نعم، قالت: فادخلوا القصر. قال: فدخلوه فإذا هم بشيخ مربوط بسلاسل. فسألهم من هم، فأخبروه فقال لهم: ما فعلت عين زعر؟ وما فعلت البحيرة، ونخلات بيسان، فأخبروه، فقال: والذي يحلف به لا يبقى أرض إلا وطئتها إلا طيبة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: وهذه طيبة» « مسلم ».
[34]- عن نافع قال: كان ابن عمر يقول: واللّه ما أشك أن المسيح الدجّال ابن صياد
[35]- ، عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد اللّه يحلف باللّه أن ابن صائد الدجّال، فقلت، أ تحلف باللّه؟ قال:
إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلم ينكره النبي صلى اللّه عليه وسلم « البخاري ».
: اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافا كثيرا هل هو الدجّال، ، وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى اللّه بها عباده فعصم اللّه تعالى منها المسلمين ووقاهم شرّها،
[36]- ، عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد ففرّ الصبيان وجلس ابن صياد، فكأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كره ذلك، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: «تربت يداك أتشهد أني رسول اللّه»؟ فقال: لا، بل تشهد أني رسول اللّه، فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول اللّه حتى أقتله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله».
[37]- عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم»
[38]- و: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «يلبث الدجّال فيكم ما شاء اللّه، ثم ينزل عيسى ابن مريم فيؤمّهم، فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع اللّه لمن حمده، قتل اللّه الدجّال وأظهر المؤمنين».
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين
خروج يأجوج ومأجوج و الشمس و دابة الأرض
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله ,
[39]- عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا أمر الساعة فردّوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، فردّوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها فردّوا أمرهم إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا اللّه تعالى، وفيما عهد إليّ ربي أن الدجّال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، فيهلكه اللّه إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله، فيهلكهم اللّه، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون البلاد لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرّون على ماء إلا شربوه، ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو اللّه عليهم، فيهلكهم ويميتهم، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم، فينزل اللّه المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، وفيما عهد إليّ ربي ان كان ذلك أن الساعة كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا.
قال ابن مسعود: فوجدت تصديق ذلك في كتاب اللّه حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ «
[40]- ، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ومن ورائهم ثلاث أمم تأويل وتأريس ومنسك، يلد الرجل من صلبه ألفا»
[41]- عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج يحفرون السدّ كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا، ولا يستثني، فإذا أصبحوا وجدوه قد رجع كما كان، فإذا أراد اللّه بخروجهم على الناس قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه إن شاء اللّه ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في السماء وعلونا من في السماء قسوة وعلوّا، فيبعث اللّه عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون». قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «فو الذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا «1» من لحومهم» «
[42]- عن عبد اللّه بن عمرو قال: إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا، وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدّتهم إلا اللّه تعالى: منسك، وتأويل، وتأريس، وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم، فإذا غربت خرّت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول: يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد، فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها: اطلعي من حيث غربت، فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم، وهي فيما بلغنا أول الآيات لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ ويقال: لو كان بالأمس.
فأما أول الآيات ظهور الدجّال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج ويبيّن ذلك أن الكفّار في وقت عيسى عليه السلام يفنون، لأن منهم من يقتل ومنهم من يسلم، وتضع الحرب أوزارها فيستغنى عن القتال على الدين، وبذلك أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أمام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من يسلم منهم «
طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة
[44]- عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال ذات يوم لجلسائه أ رأيتم قول اللّه: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ «»، ما ذا يعني بها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال:
إنها إذا غربت سجدت له وسبّحته وعظّمته، ثم كانت تحت العرش، فإذا حضرها طلوعها سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنت فيؤذن لها، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنته فيقال لها: تأنّى، فتحبس قدر ليلتين، قال: ويفزع المجتهدون، وينادي الرجل تلك الليلة جاره: يا فلان ما شأننا الليلة؟ لقد نمت حتى شبعت وصلّيت حتى أعييت، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ «
[45]- ، عن عبد اللّه بن عمرو قال: حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابّة ضحى، فأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على اثرها، ثم قال عبد اللّه- وكان قرأ الكتب- وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فيأذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا للّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع فلا يردّ عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللّه أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت:
ربّ ما أبعد المشرق من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها». ثم تلا عبد اللّه هذه الآية لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً «
[46]- ، عن أبي ذر قال:
كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على حمار، وعليه بردعة وقطيفة وذاك عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أ تدري أين تغيب هذه»؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم! قال: «فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخرّ لربها ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول: يا رب إن سيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « مسلم ».
[47]- ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «ثلاث إذا خرجت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجّال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها» « مسلم ».
[48]- عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « البخاري ».
[49]- عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب اللّه عليه» « مسلم ».
[50]- عن صفوان بن عسال عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن اللّه جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله فذلك قوله: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها «.
: أول الآيات ظهورا خروج الدجال، ثم نزول عيسى ابن مريم، ثم فتح يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابّة، ثم طلوع الشمس من مغربها، قال: لأنها إذا طلعت من مغربها آمن من عليها، فلو كان نزول عيسى بعدها لم يكن كافرا
في خروج دابة الأرض
[52]- عن حذيفة بن أسيد الأنصاري قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدابّة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خرجة بأقصى اليمن، فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية- يعني مكة- ثم تكمن زمانا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية» - يعني مكة- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على اللّه حرمة وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام، وتنفض عن رأسها التراب فانفضّ الناس عنها شتى، وبقيت عصابة من المؤمنين، ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا اللّه فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدرّي، وولّت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي؟
فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر اقضني حقي، وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن اقضني حقي» «1».
[53]- ، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم، وتخطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان « الخوان هو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل » يعرف المؤمن من الكافر»
[54]- عن أبي الطفيل قال: تخرج الدابّة من الصفا أو المروة.
[55]- عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لأخذت سبتيتي « النعال » هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابة الأرض، وإنها تخرج وهي آية للناس، تلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر واكية فيسودّ لها وجهه، وهي دابّة ذات زغب وريش، فتقول: أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ «.
[56]- ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «بئس الشعب جياد» « ويقال أجياد: موضع بمكة يلي الصفا » مرتين أو ثلاثا، قالوا: وبم ذلك يا رسول اللّه؟ قال: «تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين « هما طرفا السماء والأرض، وقيل: المغرب والمشرق »» «
[57]- عن قتادة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: إن دابّة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة، ذات زغب وريش لها أربع قوائم، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسودّ لها وجهه «6».
[58]- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «تخرج دابّة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد، قال: وهي دابّة ذات وبر وقوائم» «
: وأصحّ أقوال المفسرين أنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا، لا يفوتها أحد، فتسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر فيسودّ وجهه وتكتب بين عينيه كافر.
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله ,
[28]- سمع النواس بن سمعان يقول: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدجّال ذات يوم فخفّض فيه ورفّع « حقر، وعظم »، حتى ظننا أنه في ناحية النخل. قال: «غير الدجّال أخوفني عليكم، فإن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه، واللّه خليفتي على كل مسلم، إنه شاب جعد قطط عينه طافئة، وإنه يخرج خلّة « ما بين البلدين » بين الشام والعراق، فعاث يمينا وشمالا، يا عباد اللّه اثبتوا»، قلنا: يا رسول اللّه ما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يوما، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة، وسائر الأيام كأيامكم». قلنا: يا رسول اللّه فذلك اليوم الذي هو كسنة أ تكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: «لا، اقدروا له قدره»، قلنا: يا رسول اللّه ما أسرعه في الأرض؟
قال: «كالغيث يشتد به الريح، فيمر بالحيّ فيدعوهم فيستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، وتروح عليهم سارحتهم وهي أطول ما كان ذرّا، وأمدّه خواصر، وأشبعه ضروعا، ويمر بالحيّ فيدعوهم فيردّون عليه قوله، فتتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شيء، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل، ويأمر برجل فيقبل، فيضربه ضربة بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل إليه.
فبينما هم على ذلك إذ بعث اللّه المسيح ابن مريم،
فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين « ثوبين مصبوغين » واضعا يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لدّ الشرقي، فبينما هم كذلك أوحى اللّه إلى عيسى ابن مريم: إني قد أخرجت عبادا من عبادي لا يدان لك بقتالهم « لا قدرة لك ولا طاقة »، فحرّز عبادي إلى الطور، فيبعث اللّه يأجوج ومأجوج كما قال اللّه: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فيرغب عيسى وأصحابه إلى اللّه فيرسل عليهم نغفا « دود يكون في أنوف الإبل والغنم » في رقابهم فيصبحون فرسى « اي قتلى » كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه إلى الأرض فيجدون نتن ريحهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى اللّه فيرسل اللّه عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اللّه، ويرسل اللّه مطرا لا يكن منه بيت مدر « الطين الصلب » ولا وبر أربعين يوما، فتغسل الأرض حتى تتركها زلفة « أي كالمرآة »، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتك فيومئذ يأكل النفر من الرمانة يستظلون بقحفها « أي مقعر قشرها » ويبارك في الرّسل « هو اللبن »، حتى إن اللقحة « هي القريبة العهد بالولادة » من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ « الجماعة من الأقارب »، والشاة من الغنم تكفي البيت، فبينما هم على ذلك إذ بعث اللّه ريحا طيبة تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون « أي يجامع الرجل النساء بحضرة الناس » تهارج الحمر، وعليهم تقوم الساعة» « مسلم ».
[29]- عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «يخرج الدجال على حمار أقمر « هو الشديد البياض »، ما بين أذنيه سبعون باعا».
[30]- عن جنادة بن أبي أمية قال: انطلقنا أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقلنا حدّثنا بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الدجال ولا تحدّثنا عن غيره وإن كان مصدقا قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: «أنذرتكم الدجال- ثلاثا- فإنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أنذره أمته وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعد « جعد الشعر » آدم « السّمرة الشديدة » ممسوح العين اليسرى وإنه يمطر المطر ولا ينبت الشجر معه جنّة ونار، فناره جنّة، وجنّته نار ومعه جبل من خبز ونهر من ماء، وإنه يسلّط على نفس فيقتلها ولا يسلّط على غيرها، وإنه يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ فيها كل منهل، ولا يقرب أربعة مساجد:
مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى، وما يشبه عليكم فإن ربكم ليس بأعور»
[31]- ، حدثنا أبو الزعراء قال: كنّا عند عبد اللّه بن مسعود فذكر الدجّال فقال:
يفترق الناس عند خروجه ثلاث فرق، فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأهلها منابت الشيح، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يقتلون بغربي الشام، فيبعثون طليعة فيهم فرس أشقر وأبلق، فيقتتلون فلا يرجع منهم أحد،
، قال: ويزعم أهل الكتاب أن المسيح عليه السلام ينزل فيقتله، ويخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيبعث اللّه عليهم دابّة مثل النغف، فيلج في أسماعهم ومناخرهم، فيموتون، فتنتن الأرض منهم، فتجأر الأرض إلى اللّه فيرسل ماء فيطهر الأرض منهم، ويبعث اللّه ريحا فيها زمهرير باردة، فلا تدع على الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح ثم تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى من خلق اللّه في السماوات والأرض إلا مات إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء اللّه ان يكون، فليس في بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، قال: فيرسل اللّه ماء من تحت العرش فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ عبد اللّه الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل روح إلى جسدها فتدخل فيه، فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين
[32]- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله نفعا، تنام عيناه ولا ينام قلبه»، ثم نعت أبويه فقال: «أبوه رجل طوال مضطرب اللحم طويل الأنف كأنه أنف منقار، وأمه امرأة فرضاخيّة عظيمة الثديين». قال: فبلغنا أن مولودا من اليهود ولد بالمدينة، قال:
فانطلقنا أنا والزبير بن العوّام حتى دخلنا على أبويه، فرأينا فيهما نعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة له همهمة، فسألنا أبويه فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا، ثم ولد لنا غلام أعور أضرّ شيء وأقله نفعا، فلما خرجنا مررنا به فتكشف عن رأسه، فقال: «ما قلتما فيه»؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: «نعم تنام عيناي ولا ينام قلبي»
[33]- ، عن فاطمة بنت قيس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قعد على المنبر فقال: «أيها الناس حدّثني تميم الدّاري أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر، فإذا هم بامرأة شعثة سوداء لها شعر منكر، فقالوا: ما أنت؟
قالت: أنا الجسّاسة، قالت: أ تعجبون مني؟ قالوا: نعم، قالت: فادخلوا القصر. قال: فدخلوه فإذا هم بشيخ مربوط بسلاسل. فسألهم من هم، فأخبروه فقال لهم: ما فعلت عين زعر؟ وما فعلت البحيرة، ونخلات بيسان، فأخبروه، فقال: والذي يحلف به لا يبقى أرض إلا وطئتها إلا طيبة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: وهذه طيبة» « مسلم ».
[34]- عن نافع قال: كان ابن عمر يقول: واللّه ما أشك أن المسيح الدجّال ابن صياد
[35]- ، عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد اللّه يحلف باللّه أن ابن صائد الدجّال، فقلت، أ تحلف باللّه؟ قال:
إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلم ينكره النبي صلى اللّه عليه وسلم « البخاري ».
: اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافا كثيرا هل هو الدجّال، ، وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى اللّه بها عباده فعصم اللّه تعالى منها المسلمين ووقاهم شرّها،
[36]- ، عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد ففرّ الصبيان وجلس ابن صياد، فكأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كره ذلك، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: «تربت يداك أتشهد أني رسول اللّه»؟ فقال: لا، بل تشهد أني رسول اللّه، فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول اللّه حتى أقتله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله».
[37]- عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم»
[38]- و: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «يلبث الدجّال فيكم ما شاء اللّه، ثم ينزل عيسى ابن مريم فيؤمّهم، فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع اللّه لمن حمده، قتل اللّه الدجّال وأظهر المؤمنين».
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين
خروج يأجوج ومأجوج و الشمس و دابة الأرض
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله ,
[39]- عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا أمر الساعة فردّوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، فردّوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها فردّوا أمرهم إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا اللّه تعالى، وفيما عهد إليّ ربي أن الدجّال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، فيهلكه اللّه إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله، فيهلكهم اللّه، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون البلاد لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرّون على ماء إلا شربوه، ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو اللّه عليهم، فيهلكهم ويميتهم، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم، فينزل اللّه المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، وفيما عهد إليّ ربي ان كان ذلك أن الساعة كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا.
قال ابن مسعود: فوجدت تصديق ذلك في كتاب اللّه حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ «
[40]- ، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ومن ورائهم ثلاث أمم تأويل وتأريس ومنسك، يلد الرجل من صلبه ألفا»
[41]- عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج يحفرون السدّ كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا، ولا يستثني، فإذا أصبحوا وجدوه قد رجع كما كان، فإذا أراد اللّه بخروجهم على الناس قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه إن شاء اللّه ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في السماء وعلونا من في السماء قسوة وعلوّا، فيبعث اللّه عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون». قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «فو الذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا «1» من لحومهم» «
[42]- عن عبد اللّه بن عمرو قال: إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا، وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدّتهم إلا اللّه تعالى: منسك، وتأويل، وتأريس، وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم، فإذا غربت خرّت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول: يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد، فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها: اطلعي من حيث غربت، فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم، وهي فيما بلغنا أول الآيات لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ ويقال: لو كان بالأمس.
فأما أول الآيات ظهور الدجّال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج ويبيّن ذلك أن الكفّار في وقت عيسى عليه السلام يفنون، لأن منهم من يقتل ومنهم من يسلم، وتضع الحرب أوزارها فيستغنى عن القتال على الدين، وبذلك أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أمام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من يسلم منهم «
طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة
[44]- عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال ذات يوم لجلسائه أ رأيتم قول اللّه: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ «»، ما ذا يعني بها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال:
إنها إذا غربت سجدت له وسبّحته وعظّمته، ثم كانت تحت العرش، فإذا حضرها طلوعها سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنت فيؤذن لها، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبّحته وعظّمته ثم استأذنته فيقال لها: تأنّى، فتحبس قدر ليلتين، قال: ويفزع المجتهدون، وينادي الرجل تلك الليلة جاره: يا فلان ما شأننا الليلة؟ لقد نمت حتى شبعت وصلّيت حتى أعييت، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ «
[45]- ، عن عبد اللّه بن عمرو قال: حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابّة ضحى، فأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على اثرها، ثم قال عبد اللّه- وكان قرأ الكتب- وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فيأذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا للّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع فلا يردّ عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللّه أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت:
ربّ ما أبعد المشرق من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها». ثم تلا عبد اللّه هذه الآية لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً «
[46]- ، عن أبي ذر قال:
كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على حمار، وعليه بردعة وقطيفة وذاك عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أ تدري أين تغيب هذه»؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم! قال: «فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخرّ لربها ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول: يا رب إن سيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غربت، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « مسلم ».
[47]- ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «ثلاث إذا خرجت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجّال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها» « مسلم ».
[48]- عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ « البخاري ».
[49]- عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب اللّه عليه» « مسلم ».
[50]- عن صفوان بن عسال عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن اللّه جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله فذلك قوله: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها «.
: أول الآيات ظهورا خروج الدجال، ثم نزول عيسى ابن مريم، ثم فتح يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابّة، ثم طلوع الشمس من مغربها، قال: لأنها إذا طلعت من مغربها آمن من عليها، فلو كان نزول عيسى بعدها لم يكن كافرا
في خروج دابة الأرض
[52]- عن حذيفة بن أسيد الأنصاري قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الدابّة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خرجة بأقصى اليمن، فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية- يعني مكة- ثم تكمن زمانا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية» - يعني مكة- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على اللّه حرمة وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام، وتنفض عن رأسها التراب فانفضّ الناس عنها شتى، وبقيت عصابة من المؤمنين، ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا اللّه فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدرّي، وولّت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي؟
فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر اقضني حقي، وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن اقضني حقي» «1».
[53]- ، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم، وتخطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان « الخوان هو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل » يعرف المؤمن من الكافر»
[54]- عن أبي الطفيل قال: تخرج الدابّة من الصفا أو المروة.
[55]- عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لأخذت سبتيتي « النعال » هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابة الأرض، وإنها تخرج وهي آية للناس، تلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر واكية فيسودّ لها وجهه، وهي دابّة ذات زغب وريش، فتقول: أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ «.
[56]- ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «بئس الشعب جياد» « ويقال أجياد: موضع بمكة يلي الصفا » مرتين أو ثلاثا، قالوا: وبم ذلك يا رسول اللّه؟ قال: «تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين « هما طرفا السماء والأرض، وقيل: المغرب والمشرق »» «
[57]- عن قتادة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: إن دابّة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة، ذات زغب وريش لها أربع قوائم، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسودّ لها وجهه «6».
[58]- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «تخرج دابّة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد، قال: وهي دابّة ذات وبر وقوائم» «
: وأصحّ أقوال المفسرين أنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا، لا يفوتها أحد، فتسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر فيسودّ وجهه وتكتب بين عينيه كافر.
و الحمد لله رب العالمين اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الامين اللهم اغفر ورحم والداى وزوجتى والمؤمنين