*هل العقل في القلب أم في الدماغ؟*
– *قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة هل العقل في القلب أو في الدماغ؟ على قولين حكيا روايتين عن الإمام أحمد:
والتحقيق أن أصله ومادته من القلب وينتهي إلى الدماغ قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها}, [الحج من الآية: ٤٦]. فجعل العقل في القلب كما جعل السمع بالأذن والبصر بالعين وقال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب},
[ ق من الآية: ٣٧].
– *التبيان في أقسام القرآن لابن القيم (١/ ٤٠٤).*
– *قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
هذه مسألة أشكلت على كثير فالحقيقة أن الأمر فيها واضح "أن العقل في القلب، وأن القلب في الصدر؛ ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾, وقال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾,
[الحج من الآية: ٤٦],
ولم يقل القلوب التي في الأدمغة قال: ﴿الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، فالأمر فيه واضح جداً أن العقل يكون في القلب، ويؤيد هذا قول النبي صلي الله عليه وسلم.: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب)), أخرجه البخاري برقم (٥٢), باب فضل من استبرأ لدينه.
فالقلب هو محل العقل ولاشك، ولكن الدماغ محل التصور، ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب، ثم القلب يأمر أو ينهي فكأن الدماغ (سكرتير) يجهز الأشياء ثم يدفعها إلي القلب، ثم القلب يوجه، يأمر أو ينهي، وهذا ليس بغريب, ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾, [الذريات: ٢١]، وفي هذا الجسم أشياء غريبة تحار فيها العقول، فليس بغريب أن الله- سبحانه وتعالى- يجعل التصور في الرأس، فيتصور الدماغ وينظم الأشياء، حتى إذا لم يبق إلا الأوامر أرسلها إلى القلب، ثم القلب يحرك، يأمر أو ينهى.
إذاً: فالقلوب هي محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالا بالدماغ، ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل! فهذا مرتبط بهذا، لكن العقل المدبر في القلب، والقلب في الصدر : ﴿وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
[الحج من الآية: ٤٦] .
فالعقل في القلب, ولكن المخ لا شك أن له اثرا في أعمال العبد، في حركاته، وفي سكناته، لكنهم قالوا: إن المخ مثل الخادم، يهيئ الأشياء ويطبخها، ثم يبعث بها إلى القلب، ثم يصدر القلب الأوامر على المخ من اجل أن المخ يدبر الأعصاب وبقية الجسم، فيكون هذا المخ خادما للقلب عند تصدير الأشياء إليه واستصدارها منه فالأشياء تمر من القلب ذاهبة وآتيه إلى المخ، والمخ هو الذي يحرك البدن، ولذلك إذا اختل اختل كل شيء.
– *شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (١/ ٣٤١-٣٤٢).– *قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة هل العقل في القلب أو في الدماغ؟ على قولين حكيا روايتين عن الإمام أحمد:
والتحقيق أن أصله ومادته من القلب وينتهي إلى الدماغ قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها}, [الحج من الآية: ٤٦]. فجعل العقل في القلب كما جعل السمع بالأذن والبصر بالعين وقال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب},
[ ق من الآية: ٣٧].
– *التبيان في أقسام القرآن لابن القيم (١/ ٤٠٤).*
– *قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
هذه مسألة أشكلت على كثير فالحقيقة أن الأمر فيها واضح "أن العقل في القلب، وأن القلب في الصدر؛ ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾, وقال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾,
[الحج من الآية: ٤٦],
ولم يقل القلوب التي في الأدمغة قال: ﴿الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، فالأمر فيه واضح جداً أن العقل يكون في القلب، ويؤيد هذا قول النبي صلي الله عليه وسلم.: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب)), أخرجه البخاري برقم (٥٢), باب فضل من استبرأ لدينه.
فالقلب هو محل العقل ولاشك، ولكن الدماغ محل التصور، ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب، ثم القلب يأمر أو ينهي فكأن الدماغ (سكرتير) يجهز الأشياء ثم يدفعها إلي القلب، ثم القلب يوجه، يأمر أو ينهي، وهذا ليس بغريب, ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾, [الذريات: ٢١]، وفي هذا الجسم أشياء غريبة تحار فيها العقول، فليس بغريب أن الله- سبحانه وتعالى- يجعل التصور في الرأس، فيتصور الدماغ وينظم الأشياء، حتى إذا لم يبق إلا الأوامر أرسلها إلى القلب، ثم القلب يحرك، يأمر أو ينهى.
إذاً: فالقلوب هي محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالا بالدماغ، ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل! فهذا مرتبط بهذا، لكن العقل المدبر في القلب، والقلب في الصدر : ﴿وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
[الحج من الآية: ٤٦] .
فالعقل في القلب, ولكن المخ لا شك أن له اثرا في أعمال العبد، في حركاته، وفي سكناته، لكنهم قالوا: إن المخ مثل الخادم، يهيئ الأشياء ويطبخها، ثم يبعث بها إلى القلب، ثم يصدر القلب الأوامر على المخ من اجل أن المخ يدبر الأعصاب وبقية الجسم، فيكون هذا المخ خادما للقلب عند تصدير الأشياء إليه واستصدارها منه فالأشياء تمر من القلب ذاهبة وآتيه إلى المخ، والمخ هو الذي يحرك البدن، ولذلك إذا اختل اختل كل شيء.