الأرصفة المُضاءة في حُضن الليل، تَشتاقُ للغيم و قطرات الماء
شوارع مدينتي ضيقة و ربما بائسة أيضاً تسمع بين أزقتها لحن رحيل،
نحيبٌ يَكسر رونق الياسمين على أبوابها التسعة ، و ثمة أجراسٌ كئيبة تُقرع في زواياها،
الطرقات لبست في ليلها ثوب السواد،
دِيسمبر ...
أنت تعرفُ تماماً أني أحب ألوانك القاتمة جداً، أحب عتمة الأشياء فيك..
دِيسمبر انتهى بلا مطر ...غادر مخلفاً وراءه ...
أشلاء ذكرياتٍ مكدسة و حنيناً لماضٍ لن يعود
مجموعة من الأحداث التي لا يسعك أن تصدق حدوثها
لن يرجع شيء، فجل الأشياء صارت في طي النسيان ،
هناك في زقاق تلك السنة الميتة، بكيتُ كثيراً ،
ما الذي بكيت من أجله؟
لا اعلم، ولكنني بكيت، بكيت كثيراً كما لم أفعل من قبل..
و لازلتُ أدنو من الموت كما لو أنني ذاهبٌ الى باريس
أصبحت أحلامنا تتشبث بالألم رغم هول السقوط...
تحاول أن ترمي بجثمانك في ذات البحر
الذي الذي لفظت فيه أخر أنفاسك ،
متعبٌ كحائط شقوقه تحمل أماني المصلين
قرع فناجين مُرة تفتد مُعزيها ،
ومآذن مهجورة يثقلها رفات قصائد صارت بلا عناوين،
وصوتٌ ينادي عليّ يؤرقُ وحدتي،
لا مرسى لي سوى الموت ،
أحمل ريحاً باردة في دمي ..
و هذا جسدي يتأكل من شدة الصقيع
أنت ...
لم يعد بوسعك أن تفعل أي شيء
لا أريد منك أن تصلي من أجلي،
أريد منك أن تمسك يدي.. أن تمسكها فحسب.
في نهاية المطاف سوف أغرق،
إنها الذاكرة السوداء،
سواد حبر وبياض معنى ..
آخر تعديل بواسطة المشرف: