- إنضم
- 22 ديسمبر 2018
- المشاركات
- 1,338
- نقاط التفاعل
- 3,708
- النقاط
- 76
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- بسكرة
- الجنس
- ذكر
الرجولة في القرآن: لقد تكرر في القرآن ذكر الرجال وهو على ضربين: ضرب يقصد به عكس النساء، كما في قوله تعالى: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء:1]. وأما الضرب الآخر ففيه معنى زائداً على ذلك: إذ يذكر الرجال مقترنين بصفة شريفة أو عمل عظيم. ومن ذلك: 1- رجولة دين ومجاهدة نفس وزهد في الدنيا: مزايد نفس في تقى الله لم تدع *** له غاية في جدها واجتهادها فما مالت الدنيا به حين أشرقت *** له في تناهي حسنها واحتشادها لَسَجَّادةُ السجاد أحسن منظراً *** من التاج في أحجارها واتقادها 2- رجولة شجاعة وثبات وحفظ عهود وبيع للنفوس في سبيل خالقها ليكون مهرها الجنة: فكل واحد منهم جدير بقول الشاعر: رسا جبلاً في الدين فهو بنصره *** إذا ما تراخى الصادقون مكلف ترى ملكاً في بردتيه وتارة *** ترى الليث من أعطافه الموت ينطف إذا سار هز الأرض بأساً وقلبه *** إذا قام في المحراب بالذكر يرجف يلوح التقى في وجهه فكأنه *** سنا قمر أو بارق يتكشف 3- أما هؤلاء فقد جمعوا جميع أصناف الرجولة: الصدق والأمانة والشجاعة والصبر والنصح والرحمة وكل ما يخطر على البال من جميع الخصال: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب:39]. وحسبك قول الله تعالى في خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، وهذا يشمل جميع خصال الرجولة، وقد قال الشاعر فيه: خلقت مبرأً من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:36-37]. وقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:23]. وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:43]. ولفظ رجل جاء في عدة مواضع مقروناً بصفات عظيمة كقوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس:20]. وقوله جلّ ذكره: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر:28]، ولو ذهبت أتتبع ما في القرآن من هذا النوع لطال المقام.
منقول.
منقول.