ALIGSM
:: عضو مُشارك ::
ﺗﺰﻭّﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﻏﻨﻲّ ، ﻟﻪ ﻣﺤﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺨﻴﻼ ﺟﺪّﺍ ، ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﺨﻬﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻻﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺳﻤﻌﺎ ﻃﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ....
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻮﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ ، ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺻﺎﺡ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻭﻃﺮﺩﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﺳﺎﻣﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ ، ﻓﻠﻮﻻ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ، ﻣﺎ ﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻚ .!
ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﻛﻼﻣﻪ ، ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ،
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ؟ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻐﻀﺐ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﺍﻓﻌﻞ ؟ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻟﻮ ﺍﺧﺬ ﺟﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﻳﺴﺪّ ﺑﻬﺎ ﺟﻮﻋﻪ .. ! ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ : ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺟﻨﺎﺣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ؟ ! ﺃﺟﻨﻨﺖ ؟ .! ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﺫﻥ ، ﻗﻞ ﻟﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴّﺒﺔ .!
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺣﺮﻳﻘﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺭﻣﺎﺩﺍ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ...
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ، ﻭﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻮّﺿﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺍﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻚ؛ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻚ .! ﻭﻃﻠّﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭّﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻀّﻌﻔﺎﺀ ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻳﺮﺩّ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﻼ .
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﺩﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻨﻬﻀﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺎﺭﻕ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ : ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﺷﺪّﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ : ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺘﻴﻦ ، ﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻌﺸﺎﺋﻨﺎ ، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻭﻟﻦ ﻧﺨﻴّﺐ ﺭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻨﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻴﺒﻚ ، ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ .!
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ،
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ !...
ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ : ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ؟ ... ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧّﻨﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺪّﺓ ﺣﺰﻧﻲ .! ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴّﺒﺐ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ : ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ، ﻭﺃﻣﺮﺗﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻷﻭﻝ .!
ﺛﻢّ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺤﻜﻲ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻭﻃﺮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺃﺳﻤﻌﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻻﺫﻋﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻷﻭﻝ .!
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﻳﺎﻡ. ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻚ ﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻘﻮﻯ ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻋﻄﺎﻙ ﺍﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻮﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ ، ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺻﺎﺡ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻭﻃﺮﺩﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﺳﺎﻣﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ ، ﻓﻠﻮﻻ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ، ﻣﺎ ﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻚ .!
ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﻛﻼﻣﻪ ، ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ،
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ؟ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻐﻀﺐ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﺍﻓﻌﻞ ؟ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻟﻮ ﺍﺧﺬ ﺟﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﻳﺴﺪّ ﺑﻬﺎ ﺟﻮﻋﻪ .. ! ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ : ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺟﻨﺎﺣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ؟ ! ﺃﺟﻨﻨﺖ ؟ .! ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﺫﻥ ، ﻗﻞ ﻟﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴّﺒﺔ .!
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺣﺮﻳﻘﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺭﻣﺎﺩﺍ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ...
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ، ﻭﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻮّﺿﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺍﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻚ؛ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻚ .! ﻭﻃﻠّﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭّﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻀّﻌﻔﺎﺀ ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻳﺮﺩّ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﻼ .
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﺩﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻨﻬﻀﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺎﺭﻕ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ : ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﺷﺪّﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ : ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺘﻴﻦ ، ﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻌﺸﺎﺋﻨﺎ ، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻭﻟﻦ ﻧﺨﻴّﺐ ﺭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻨﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻴﺒﻚ ، ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ .!
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ،
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ !...
ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ : ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ؟ ... ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧّﻨﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺪّﺓ ﺣﺰﻧﻲ .! ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴّﺒﺐ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ : ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ، ﻭﺃﻣﺮﺗﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻷﻭﻝ .!
ﺛﻢّ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺤﻜﻲ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻭﻃﺮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺃﺳﻤﻌﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻻﺫﻋﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻷﻭﻝ .!
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﻳﺎﻡ. ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻚ ﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻘﻮﻯ ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻋﻄﺎﻙ ﺍﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ