![1525187600768.jpg 1525187600768.jpg](https://www.4algeria.com/forum/data/attachments/103/103469-1bb9c274818065a06ae588d261028d94.jpg)
عين السيكولوجي 02 :
بالنسبة للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، اجد انها لا تطرح أي اشكال وهي في عمومها محل قبول لدى الجميع تقريبا، لكن الجديد والمتمثل في:
1- أن تقوم الدولة على مبادئ التمثيل الديمقراطي،و الفصل بين السلطات، وضمان الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية.
2- تخصيص بعد البلديات بظام خاص.
3- مبدأ اللامركزية في العلاقة بين الدولة والجماعات الاقليمية.
فمن زاوية نفسية فإن الاشكال يظهر في ان الفرد الجزائري خضع ومنذ القدم الى التطبيع على الابوية، و مقاومة الخضوع والاذعان لهذه السلطة التي لا يقبلها الا تحت غطاء الخوف أو التصورات العقائدية، وبالتالي سوف او تظل اي محاولة لنقله الى مساحة من الحرية تتضمن بعض التحديات الناتجة عن التوجس وعدم الثقة، خاصة وان الجديد المطروح للنقاش جاء جزئي، وكأن القيادة لازالت لها مخاوف حول قدرة الشعب على استيعاب التغيير المنشود وبالتالي رادت ان تمحنه ما تراه شريحة واسعة من الشباب على انه لا يمثل سوى فتات لا يسمن ولا يغني من جوع.
لهذا اعتقد ان المتمعن في المقترحات المقدمة في هذا الشأن لا تزال تعكس تخوف القيادة وشكوكها في قدرة المجتمع على تحمل الجرعات الكبيرة من التغيير. لهذا ظهر هناك ارباك وتردد من السلطة من جهة واحتشام وتخوف من الشعب من جهة اخرى في مناقشة و طرح اقتراحات قوية تعكس الرغبة في قبول التغيير الحقيقي، ,خاصة فيما يتعلق بمدأ اللامركزية أو الحقوق والحريات أو الفصل ببن السلطات.
وكأني بالسلطة تشبه ذلك الاب الذي يقول: سعدي ببك ولدي عارفك راجل...لكني خايف عليك..!!!.
في حين ان الشعب نظرا لسياسة التغييب والوصاية الابوية التي خضع لها سابقا، فإنه و رغم الحماسة التي اظهرها في حراكه السلمي يواجه صعوبة في رسم وصياغة طموحاته وتطلعاته في شكل مقترحات قابلة للتطبيق كونه لا يزال حبيس الخوف والشك والتردد.
وهنا اتذكر حالة أحد ابنائي حين قدمت له يوما ما موزة ليأكلها فخاف منها خوفا شديدا وراح يصرخ و مستنجدا بحضن امه، وكانت هذه اول تجربة له مع الموز، فقلت ربما ربطها ذهنيا بصورة مخيفة علقت في ذهنه من مشهد رسوم متحركة او مشهد فيلم..فرغم محاولتنا لاقناعه بالتعبير عن سعادتنا امامه ونحن نأكل فاكهة الموز، لكن دون جدوى...
لكن بعد مرور الايام واتضاح الصورة تبدد الخوف وصار من عشاق الموز....
مخ الهدرة: ليست دائما مخاونا مبررة...
آخر تعديل بواسطة المشرف: