ALIGSM
:: عضو مُشارك ::
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺙ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺙ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺙ
--------------------------------------------------------------------------------
ﻗﺼﺔ ﺭﺟﻞ ﻛﺘﺐ ﻭﺻﻴﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :
( ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺙ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺙ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺙ )
ﻗﺼﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺟﺪﺍً ﻓﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺙ ؟؟؟؟؟
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ
ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﺮﺍﻓﺔ
ﻭﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ
ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩ
ﻭﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻜﻴﻢ
ﻳﺸﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺳﻤﺎﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻻﺳﻢ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ : ( ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ )
ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺗﻮﻓﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻭﺻﻴﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :
( ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺙ ، ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺙ ، ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺙ )
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺃ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ
ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺙ ﻣﻨﻬﻢ
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺽ
ﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻌﻴﺶ
ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﻩ ، ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺭﺟﻼ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺟﻤﻼ ؟؟
- ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻭﻝ : ﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﻋﻮﺭ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻧﻌﻢ
- ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﻗﻄﺐ ﺍﻟﺬﻳﻞ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻧﻌﻢ
- ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﻋﺮﺝ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻧﻌﻢ
ﻓﻈﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻩ
ﻷﻧﻬﻢ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺻﻔﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ
ﻓﻔﺮﺡ ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻩ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻻ ، ﻟﻢ ﻧﺮﻩ ، ﻓﺘﻔﺎﺟﺄ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻩ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﻮﻩ ﻟﻪ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻧﺘﻢ ﺳﺮﻗﺘﻤﻮﻩ
ﻭﺇﻻ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻻ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻧﺴﺮﻗﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺳﺄﺷﺘﻜﻴﻜﻢ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻧﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﺘﻌﺎﻝ ﻣﻌﻨﺎ
ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺷﺮﺡ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻀﻴﺘﻪ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺇﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﺭﺗﺎﺣﻮﺍ
ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﻌﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ
ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻏﺪﺍﺀ
ﻭﺃﻣﺮ ﺧﺎﺩﻡ ﺁﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ
ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻭﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺣﺎﻣﻞ
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﻨﺎﻭﻟﻪ
ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺤﻢ ﻣﺎﻋﺰ
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﺑﻦ ﺯﻧﺎ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ
ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ : ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﺣﺎﻣﻞ
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻞ ﺃﻡ ﻻ
ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺇﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻞ
ﻓﺘﻔﺎﺟﺄ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻞ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ
ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻭﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ : ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ
ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺤﻢ ﻣﺎﻋﺰ
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻒ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﺑﺤﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﺍﺑﺢ : ﺃﻧﻪ ﺫﺑﺢ ﻣﺎﻋﺰ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺬﺏ
ﻓﺄﺻﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ﺑﺄﻧﻪ ﺫﺑﺢ ﻛﻠﺐ
ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺬﺑﺤﻪ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ
ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﻪ
ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻠﻮﻩ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ
ﻭﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ
ﻭﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺪﻭﺭ ﻋﺪﺓ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺷﻲﺀ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ :ﻻ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺷﻲﺀ
ﻓﺸﻚ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺨﺎﺩﻡ ﻷﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ
ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ
ﻓﺄﺻﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻨﺎﺩ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ :
ﺃﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻚ ﺇﺑﻦ ﺯﻧﺎ
ﻓﺎﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻃﻮﻳﻞ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﻟﻴﺴﺄﻟﻬﺎ
ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ
ﻭﻫﻲ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﻧﺖ ﺇﺑﻨﻲ ، ﺃﺑﻮﻙ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺳﻤﻪ ﺍﻵﻥ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻓﺸﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺃﻣﻪ
ﻭﻛﺮﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﻜﺎﺀ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺧﻀﻌﺖ ﺍﻷﻡ ﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :
ﺃﻧﻪ ﺇﺑﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺯﻧﺎ ﺑﻬﺎ
ﻓﺄﺻﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺑﻦ ﺯﻧﺎ ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺻﻌﺐ ، ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﺬﻟﻚ ؟
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻞ
ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ
ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻭﻝ : ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺃﻋﻮﺭ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻷﻋﻮﺭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺎﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻞ
ﺁﺛﺎﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻮﺭ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻄﺐ ﺍﻟﺬﻳﻞ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻙ ﺫﻳﻠﻪ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻟﻔﻀﻼﺗﻪ ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺮ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﺘﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺎﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻞ
ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ، ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﻌﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺜﺮ ﻓﺄﺳﺘﻨﺘﺠﺖ
ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻄﺐ ﺍﻟﺬﻳﻞ
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﺮﺝ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﺭﺃﻳﺖ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺧﻒ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﺎﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﺮﺝ
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﺳﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﺇﻗﺘﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ
ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ
ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﻟﻪ :
ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻭﻝ :
ﻷﻥ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺳﻤﻴﻜﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ
ﻭﺭﻓﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ
ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺎﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﻤﻞ
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ، ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼ
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻠﺘﻤﻮﻩ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺃﻥ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ
ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
( ﺷﺤﻢ ﺛﻢ ﻟﺤﻢ ﺛﻢ ﻋﻈﻢ )
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
( ﻟﺤﻢ ﺛﻢ ﺷﺤﻢ ﺛﻢ ﻋﻈﻢ )
ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ
ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ :
ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻲ ﺇﺑﻦ ﺯﻧﺎ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﻻﻧﻚ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ
ﻓﻲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ :
( ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺇﻻ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ )
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﺩﺩ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺃﻧﺖ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺙ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺧﻮﺗﻚ ﻷﻧﻚ
ﺍﺑﻦ ﺯﻧﺎ