|[ كيف يوفّق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره ]|
✍ قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالىٰ :
إذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه قد تمكّن منه الشيطان، واستعمله فيما يريده من معاصي الله، وقد أغفل قلبه عن الله، وعطل لسانه عن ذكره، وجوارحه عن طاعته،
فكيف الظن به عند سقوط قواه، واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع، وجمع الشيطان له كل قوته وهمته، وحشده عليه بجميع ما يقدر عليه، لينال منه فرصته،
فإنّ ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال؟ فمن ترىٰ يسلم علىٰ ذلك؟
فهناك: { يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } .
فكيف يوفّق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره، واتبع هواه، وكان أمره فرطا؟ فبعيد من قلب بعيد من الله تعالىٰ، غافل عنه، متعبّد لهواه، أسير لشهواته ؛ ولسان يابس من ذكره، وجوارح معطلة من طاعته مشتغلة بمعصيته = أن توفق للخاتمة بالحسنىٰ .
"الداء والدواء (٢١٨/١).