⏸- قصتان_عجيبتان
- |[الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ]|
️قال الشيخ عبدالرزاق_البدر - حفظه الله:
يحدثني أحد الأفاضل عن جارٍ له عمره أربعة وعشرون (٢٤) سنة، أدمن الخمر ادمانا شديدا، وكان لا يصلي، ويقول: لا نعرفه في حينا -ليس له احتكاك بنا- وإنما هو منقطع مع رفقة فاسدة يتعاطى معهم كل يوم الخمر.
يقول: رأيته أقبل على الصلاة والعبادة وملازمة المسجد، ويجلس حتى الاشراق فتعجبت !!
فجلست يوما في المسجد حتى خلى من الناس، فجلست عنده، وهنأته بالخير ودعوت له.
وقال له: أنا سأروي لك قصتي، وإن كانت حياة سيئة، وأخذ يذم حاله في الخمور ...وإلخ
يقول: يوم من الأيام سهرت الليل على عادتي، ولما جاء وقت الفجر من عادتي أني أسهر في هذا الوقت وأنام حتى العصر، ثم يصحو بالليل، هذه حياته.
يقول: وكنت جائعا ولا أستطيع أن أشرب الخمر وأنا جائع، فكان عندي دراهم قليلة وعندي الخمر في بيتي.
عندي مال قليل فأخذته لأشتري خبزا وعصيرا أملأ به بطني حتى أشرب الخمر، وليس معي من المال إلا ما يكفي الخبز والعصير.
يقول: فذهبت في ليلة شاتية وأنا متدفئ بفرو ولباس.
يقول: وإذا بجرو صغير -كلب صغير- ينتفض من البرد والجوع.
يقول: سبحان الله ! رحِمْتُه -رحمت هذا الكلب- وقلت: سأضحي بالخمر اليوم لأجله، وأنا ما أستطيع أن أفارقها.
يقول: فذهبت واشتريت حليبا وأخذت الكلب، ومن شدة رحمتي له أخذته داخل فروتي، وظممته إلى جسمي، ودفيته وسقيته الحليب، حتى دفئ وارتاح، وذهب عنه البرد، وذهب عنه الجوع.
يقول: في قلبي رحمة قوية جدا عجيبة لهذا الكلب.
يقول: ونمت، وقمت من نومي وأنا لا أطيق شيئا اسمه الخمر، نزعه الله من قلبي تماما، وأقبلت على عبادة الله وعلى الصلاة.
فانظر المعنى قال: {فشكر الله عملها فغفر لها} في قصة البغي.
فشكر الله عمله فغفر له، هذا الخمر الذي ما كان يفكر أن يتركه، يقوم من نومه وهو لا يطيقه !
هذه رحمة من الله.
رحم كلبا والله أرحم به، الله أرحم بعباده -سبحانه وتعالى-
والراحمون يرحمهم الرحمن.
🖇#وأيضا_قصة_أخرى أرويها عن صاحبها مباشرة، فيها أيضا عبرة عظيمة، يحدثني صاحب القصة وهو حي يرزق كبير في السن، يحكي قصة حصلت له في شبابه، وهو عندي ثقة.
يقول: كنت على بعيري، ومعي قربة ماء صغيرة فيها ماء قليل جدا، وفي يوم صائف شديد الحرارة، وأنا أحتاج إلى هذا الماء.
يقول: فقِلتُ تحت ظل شجرة حتى يبرد الجو واواصل السير، وليس معي إلا ماء قليل جدا في القربة.
يقول: بينما أنا على هذه الحال فإذا بكلب يلهث يكاد يأكل الثرى من شدة العطش.
يقول: فرحمته، وليس معي وعاء أصب له فيه الماء، إلا ثياب من ثيابي القديمة تمسك الماء قليلا، فحفرت حفرة صغيرة في الأرض ونزّلت ثوبي في الحفرة، فأصبح ثوبي له كالوعاء، وأخذت قربتي وأصب الماء الذي معي والكلب يلعق الماء من الثوب مباشرة حتى نفذ الماء الذي معي كله.
يقول: ما أخذت قليلا إلا وسحابة تُقبل حتى تكاملت فوقي، وصبت الماء، فشربت وملأت قربتي وشرب بعيري، وشربت البهائم والطيور التي من حولي.
الله أرحم بعباده وأكرم -سبحانه وتعالى- وهذا جانب يا اخوة حقيقة ما ينبغي أن نهمله.
عندما نقرأ الحديث: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ).
نعتني بهذا الجانب لأنه جانب عظيم جدا ومهم، وآثاره على العبد في دناياه وأخراه لا تعد ولا تحصى.
فهذه امرأة بغي مضت حياتها في بغي وفساد وضياع، رحمت كلبا فرحمها رب العالمين، وغفر لها وشكر لها -سبحانه وتعالى- عملها.
فهذا جانب حقيقة مهم للغاية.
فمن موجبات الرحمة أن نرحم، ارحم تُرحم.
ومن لا يَرحم لا يُرحم.
•┈┈ ••••••✦✿✦•••••• ┈┈•
شرح العقيدة_الواسطية الدرس -١٢- (35:00)