راغب بوتمجت
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 2 جويلية 2020
- المشاركات
- 2
- نقاط التفاعل
- 2
- النقاط
- 3
- العمر
- 24
- محل الإقامة
- الجزائر، باتنة
- الجنس
- ذكر
أثناء الإضمحلال وخلو الغطاء النباتي، وقلة الكائنات البشريّة، كنا نعيش أنا وأختي "ميلينا" في أحد الأكواخ التي تركها لنا أبي قبل وفاته، والذي قطع علينا وعاهدناه أن نستوفي أقواله إلى الحياة الأبدية وألا نخالف رأيه أبدا، أن نمكث في ذلك البيت الذي مرّ على أجدادنا وعائلتنا، كان أبي قبل وفاته دائما يقص علينا أنباء بأن هذا الجو محيطٌ بأرواح شريرة عليكم أن تهتموا بها، وتكونوا لطفاء معها وتعاملوها كالطفل المدلل، فالروح هي شيء أساسي من الطبيعة في الممرات التي تخلو من البشرية ويحبون الأماكن المهجورة والتي لا تعج بأصوات البشر. أخبرنا أبي ذات مرة أنه رأى جثة معلقة بجانب شجرة الصنوبر عند انتهائه من تجميع الحطب، وأثناء عودته للبيت ليشم رائحة نتنة، وبقايا أمعاء متدلية ومتراكمة على المستوى الأرضي، الذباب تسلط وقام بغزو الجثة فعليا، ولأن أبي تعود على رؤية العالم الثاني، فلا يخاف من هته الأمور لأنه تربى في بيئة الرعب والعيش بين الأصوات الغريبة والجرائم البشعة التي لا يرتكبها غير البشر تسمى مخلوقات "الروحانية" كان أبي في ذلك الوقت، تذكر بأن لديه أبناء وسنهم لم يحن لإعلامهم بأمور ما وراء الطبيعة فحمل الجثة وأخذها إلى المنزل في هدوء، القذارة ملأت يداه بعفن الأمعاء. الغريب في الأمر هو أن الجثة تحللت؟ رغم أنه لا يوجد أي حيوان يمكنه الوصول لذلك الإرتفاع، وحتى الطيور الجارحة لا تكون في ذلك الوقت..
تذكر بأن لديه أبناء وسنهم لم يحن لإعلامهم بأمور ما وراء الطبيعة فحمل الجثة وأخذها إلى المنزل في هدوء، القذارة ملأت يداه بعفن الأمعاء. الغريب في الأمر هو أن الجثة تحللت؟ رغم أنه لا يُوجد أيّ حيوان يُمكنه الوُصول لِذلك الإرتفاع، وحتى الطيور الجارحة لا تكون في ذلك الوقت..
وقبل أن ينوي فعل أي شيء، أحضر قلادة خاصة لطرد الأرواح الشريرة، حتى لا تقترب أو تحوم أية رُوح وقد تهدد المنزل طوال الحياة قبل الموت وبعده، بدأ بقراءة كلمات السحرة التي رواها عليه أجداده، وجلب الكتاب المقدس "الإنجيل" وبدأ يتلو قسم من آيات خاصة ليطرد الشر، ويقدس الإله في وضعه ووضع البيت حتى يبارك..
بدأ يُنشد متتاليا وراء بعض الآيات وسفر مزامير كقوله:
"صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ" (سفر المزامير 39: 9)
الطاقة الروحية التي كانت بالجثة لم تخرج منها، حينها اعتقد أبي أنه طرد الروح، وأحضر الملح وقام برش بعضٍ منه على جدران البيت والأرضية، وواضعا كمية على شكل دائرة كبيرة، ثمَّ ألقى الجُثّة على الأرض والدائرة مُحيطة بالجثة، حتى تحتبس الأرواح في المجال المُغلق نهائيا، دخلت أختي "ميلينا" أنذاك فوجدته بحالته تلك الرثة والمزرية من سوء وشقاءِ العمل المُكثف، كان يعمل أعمالا تزن أطنانًا ويجول الأماكن بحثًا عن قُوت بيته، ترددت أُخْتِي لوهلة عَنْ هَذَا الشَيء المخيف الذي بالبيت، ما الذي يوجد هنا، وكيف لهذه الجثــــة وصلت هـــنا؟؟ هل حصلت جريمة أم ماذا؟
اعتكف أبي ولم يرد أن يخبرها فقال لها، يا ابنتي نحن نعيش في غابة الشر، وهي منذ قديم الزمان وتعج بالأرواح الشريرة علينا أن نحاربها أو نُقتل، ثم نحرر هذه الأرواح من الجثث ونحرقها، حتى لا تتبعنا وتسبب عواقب. وإن لم نفعل ستنطبق علينا الآية.
صرخت أختي "ميلينا" يا ربـــاه، أباه أنظــر..؟
لقد فتحت عينها، فأجابها أبي... اخرسي أنت لن تفهمي في هذه الأمور أرجو منك أن تعود إلى غرفتك حالا، وإلا سأقطع لسانك اللعين يا أيتها الغبية..
أختي في تلك اللحظة كانت مندهشة تماما، وغير دارية بالوضع الساري عما يحصل أنا حقا أخاف الشياطين، وأريد أن أنام براحة الأمرُ مرعبٌ جدا، سأغادر هذا البيت الآن.. فتقدم إليها أبي وصفعها على وجهها، أحست وكأن الكواكب دخلت في بعض، كانت قبضته شديدة، هذا ولأن عضلاته البارزة أدت المفعول في الضرب، ثم أمسكها من شعرها وجرها على الأرضية الخشنة، فبدأت بالبكاء الشديد والدموع تنهمر على خدهاِ وكأنها نهر يسيل غير منتهي، كانت تبكي إلى أن عيناها امتلأت دموعا أصبحت شلالٌ يجمع بين طياته ألوان حمراء وشفافة،تضررت ّأختي كثيرا، وأنا كنت واقفا أشاهد الوضع القاسي، أتألم حسيا فقط، إن حاولت الإقتراب قد أموت، فقررت الرحيل بادرت الفكرة في ذهني لكني لم أرد أن أترك أختي..
دهس أبي أختي بنعله العالي، وإنك لفجأة ستسمع عضلة انكسرت من أطرافها وانقض عليها بركلة على مؤخرتها سقطت على وججها وارتطمت بالقضيب الذي كان خارجا من المدفأة، صفعها مجددا عن كونها تصرخ ولا نعلم لما مزاج أبي تغير فجأة، هل هكذا يعامل ابنته؟ رماها في الغرفة وبزق على وجهها وأغلق عليها الباب بإحكام ووضع المفتاح في جيبه وعاد للجثة..
#راغب_بوتمجت
جميع الحقوق محفوظة للكاتب راغب بوتمجت.
قناتي على اليوتيوب-- "مكيال"
يتبع.. ❤
تذكر بأن لديه أبناء وسنهم لم يحن لإعلامهم بأمور ما وراء الطبيعة فحمل الجثة وأخذها إلى المنزل في هدوء، القذارة ملأت يداه بعفن الأمعاء. الغريب في الأمر هو أن الجثة تحللت؟ رغم أنه لا يُوجد أيّ حيوان يُمكنه الوُصول لِذلك الإرتفاع، وحتى الطيور الجارحة لا تكون في ذلك الوقت..
وقبل أن ينوي فعل أي شيء، أحضر قلادة خاصة لطرد الأرواح الشريرة، حتى لا تقترب أو تحوم أية رُوح وقد تهدد المنزل طوال الحياة قبل الموت وبعده، بدأ بقراءة كلمات السحرة التي رواها عليه أجداده، وجلب الكتاب المقدس "الإنجيل" وبدأ يتلو قسم من آيات خاصة ليطرد الشر، ويقدس الإله في وضعه ووضع البيت حتى يبارك..
بدأ يُنشد متتاليا وراء بعض الآيات وسفر مزامير كقوله:
"صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ" (سفر المزامير 39: 9)
الطاقة الروحية التي كانت بالجثة لم تخرج منها، حينها اعتقد أبي أنه طرد الروح، وأحضر الملح وقام برش بعضٍ منه على جدران البيت والأرضية، وواضعا كمية على شكل دائرة كبيرة، ثمَّ ألقى الجُثّة على الأرض والدائرة مُحيطة بالجثة، حتى تحتبس الأرواح في المجال المُغلق نهائيا، دخلت أختي "ميلينا" أنذاك فوجدته بحالته تلك الرثة والمزرية من سوء وشقاءِ العمل المُكثف، كان يعمل أعمالا تزن أطنانًا ويجول الأماكن بحثًا عن قُوت بيته، ترددت أُخْتِي لوهلة عَنْ هَذَا الشَيء المخيف الذي بالبيت، ما الذي يوجد هنا، وكيف لهذه الجثــــة وصلت هـــنا؟؟ هل حصلت جريمة أم ماذا؟
اعتكف أبي ولم يرد أن يخبرها فقال لها، يا ابنتي نحن نعيش في غابة الشر، وهي منذ قديم الزمان وتعج بالأرواح الشريرة علينا أن نحاربها أو نُقتل، ثم نحرر هذه الأرواح من الجثث ونحرقها، حتى لا تتبعنا وتسبب عواقب. وإن لم نفعل ستنطبق علينا الآية.
صرخت أختي "ميلينا" يا ربـــاه، أباه أنظــر..؟
لقد فتحت عينها، فأجابها أبي... اخرسي أنت لن تفهمي في هذه الأمور أرجو منك أن تعود إلى غرفتك حالا، وإلا سأقطع لسانك اللعين يا أيتها الغبية..
أختي في تلك اللحظة كانت مندهشة تماما، وغير دارية بالوضع الساري عما يحصل أنا حقا أخاف الشياطين، وأريد أن أنام براحة الأمرُ مرعبٌ جدا، سأغادر هذا البيت الآن.. فتقدم إليها أبي وصفعها على وجهها، أحست وكأن الكواكب دخلت في بعض، كانت قبضته شديدة، هذا ولأن عضلاته البارزة أدت المفعول في الضرب، ثم أمسكها من شعرها وجرها على الأرضية الخشنة، فبدأت بالبكاء الشديد والدموع تنهمر على خدهاِ وكأنها نهر يسيل غير منتهي، كانت تبكي إلى أن عيناها امتلأت دموعا أصبحت شلالٌ يجمع بين طياته ألوان حمراء وشفافة،تضررت ّأختي كثيرا، وأنا كنت واقفا أشاهد الوضع القاسي، أتألم حسيا فقط، إن حاولت الإقتراب قد أموت، فقررت الرحيل بادرت الفكرة في ذهني لكني لم أرد أن أترك أختي..
دهس أبي أختي بنعله العالي، وإنك لفجأة ستسمع عضلة انكسرت من أطرافها وانقض عليها بركلة على مؤخرتها سقطت على وججها وارتطمت بالقضيب الذي كان خارجا من المدفأة، صفعها مجددا عن كونها تصرخ ولا نعلم لما مزاج أبي تغير فجأة، هل هكذا يعامل ابنته؟ رماها في الغرفة وبزق على وجهها وأغلق عليها الباب بإحكام ووضع المفتاح في جيبه وعاد للجثة..
#راغب_بوتمجت
جميع الحقوق محفوظة للكاتب راغب بوتمجت.
قناتي على اليوتيوب-- "مكيال"
يتبع.. ❤