مشاركتى عن
العربي بن مهيدي "قاهر جنرالات فرنسا
من غيره قال: "إذا ما استشهدنا دافعوا عن أرواحنا، نحن خُلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة"، ومن غيره القائل: "ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب"، ومن غيره قال فيه سفاح فرنسا الجنرال مارسيل بيجار بعد أن رفع له التحية العسكرية: "لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم" بعد أن عجز عن استنطاقه بكل أساليب التعذيب.
إنه حكيم وعملاق ومُرهب فرنسا الاستعمارية الشهيد البطل العربي بن مهيدي، الذي تمكن من أن يكتب وبحروف من ذهب تاريخاً مشرفاً له ولوطنه الجزائر وأمتيه العربية والإسلامية ولكل الشعوب التي ناضلت من أجل التحرر من الاستعمار.
هو من أبطال الجزائر الذين لا تكفي الأسطر لوصفهم أو سرد تفاصيل حياتهم، هو الاسم الذي بقي يُرعب قاتله سفاح فرنسا الذي لا نظير له الجنرال بول أوساريس الذي اعترف عام 2001 بأنه هو من نفذ حكم الإعدام بحق العربي بن مهيدي "شنقاً بيديه"، وبقيت روحه تلاحقه وجعلت من لياليه نهاراً باعترافه.
ولد فخر الجزائر العربي بن مهيدي عام 1923 بمحافظة أم البواقي الواقعة شرق الجزائر من أسرة محافظة، حيث بدأ مشوراه الدراسي بمسقط رأسه قبل أن يكمله تنقلاً ما بين محافظات باتنة، قسنطينة وبسكرة الواقعة شرق الجزائر، لينضم عام 1939 إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية
عرف عنه عشقه للموسيقى الأندلسية والتمثيل، حيث شارك في مسرحية بعنوان "في سبيل التاج" التي ترجمها الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، وكان لاعباً لكرة القدم في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لمدينة بسكرة، وهو الفريق الذي أنشأته الحركة الوطنية قبل تأسيس جبهة التحرير الوطني.
بقاء وطنه تحت نير الاستعمار جعله لا يتذوق طعم أي إنجاز أو طموح، استفزته مجازر وإرهاب فرنسا الاستعمارية فقرر الدخول في النشاط السياسي من بوابة حزب الشعب وعمره لا يتعدى 20 عاماً، ثم إلى الجناح العسكري لحزب الشعب المسمى "المنظمة الخاصة"، ليعين عام 1949 مسؤول الجناح العسكري بمحافظة سطيف (شرق الجزائر) وهو في سن 26 عاماً، كما عين نائباً لرئيس أركان الجناح العسكري لمنطقة الشرق الجزائري الذي كان يرأسه الرئيس الجزائري المغدور محمد بوضياف.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية في 8 مايو/أيار 1945 خرج العربي بن مهيدي مع أعضاء حزب الشعب في مظاهرات عارمة مطالبة بالاستقلال، ليتم اعتقاله وإطلاق سراحه بعد 21 يوماً، لكنه صدم بالمجزرة التي ارتكبتها فرنسا في 8 مايو/أيار بحق الجزائريين حين قتلت 45 ألف جزائري، فزاد حقده على الاستعمار الفرنسي.
عام 1952 قررت قيادات حزب الشعب حل الجناح العسكري بعد تعرضهم لخيانة من قبل أعضاء فيه، ليتنقل إلى محافظة وهران (غرب الجزائر) عام 1953.
وقبل أشهر من اندلاع الثورة التحريرية، وتحديداً شهر مارس/أذار 1954 شارك برفقة 5 شبان آخرين في تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل والتي تكونت من مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد بوضياف، رابح بيطاط.
كما شارك المناضل العربي بن مهيدي في تأسيس مجموعة الـ22 التاريخية الذي ضمت كبار قادة الثورة التحريرية، وكان ذلك في 23 يونيو 1954 التي أخذت على عاتقها التحضير لانطلاقة الثورة التحريرية، كما انضم إلى مجموعة الـ6 التي صاغت بيان الفاتح نوفمبر/تشرين الثاني 1954 تاريخ اندلاع الثورة، والموجّه للشعب الجزائري وللجيش الفرنسي.
وفي أغسطس/آب 1956 عينته قيادة الثورة الجزائرية قائداً لمنطقة الغرب الجزائري، ونجح في عقد مؤتمر الصومام التاريخي في الشهر نفسه الذي جمع قادة الثورة الجزائرية، وخصص لتقييم المرحلة الأولى من الثورة واعتماد استراتيجية حربية وسياسية جديدة تهدف إلى تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ولتلقي الدعم المادي والمعنوي من مختلف شعوب العالم.
وخلال الاجتماع، كُلف العربي بن مهيدي بالعمليات الفدائية في جيش التحرير الجزائري، ليشرع مباشرة في تنظيم خلايا فدائية في جميع أنحاء العاصمة الجزائرية، وشهدت معها العاصمة عمليات فدائية عديدة أرهبت وأربكت الاحتلال الفرنسي، كما نجح في تنظيم عصيان مدني وإضراب شامل لثمانية أيام من يناير 1957 عبر كل مناطق الجزائر.
وبعد مسيرة حافلة بالبطولات والانتصارات، جاء اليوم الذي انتهت معه قصة بطل الجزائر، بعد أن ألقى الاستعمار الفرنسي القبض عليه في 23 فبراير/شباط 1957، فتعرض لكل أنواع التعذيب الجهنمية حتى يبوح بأسرار الثورة الجزائرية، لكنه "عذب الاستعمار" بصمته ورفضه خيانة ثورة ألقى بها إلى شعب الجزائر، واكتفى بجملة واحدة رداً على التعذيب الكبير الذي تعرض له، فقال العربي بن مهيدي لجلاديه "أمرت فكري بألا أقول لكم شيئاً".
وأمام إصرار البطل العربي بن مهيدي على عدم خيانة وطنه، أمرت السلطات الفرنسية من باريس "تسليط جميع أنواع التعذيب" التي لم تجرؤ أية قوة استعمارية على تنفيذها، وشرع معها الجلادون في تنفيذ أوامر أسيادهم بكل وحشية.
"فكان جزاء صمته المشرف أن كسرت أسنانه وسلخ جلده ونزعت أظافره، ووضعوا في فمه قطعة من حديد بعد أن قاموا بتسخينها جيداً في الفرن"، لكنه لم ينطق بحرف واحد، وكان صبره أعظم من تعذيبهم، وقبل أن يموت قال لهم: "لكم الماضي ولنا المستقبل"، ما جعل سفاح فرنسا الجنرال مارسيل بيجار يرفع له التحية ويقول له: "لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم"، ويأمر بعدها بإعدامه شنقاً في 4 مارس/أذار عام 1957، وحينها ظهر الشهيد العربي بن مهيدي مبتسماً لحظات قبل إعدامه، وهي الابتسامة التي بقيت عنواناً عريضاً للعزة والكرامة وللحرية التي تؤخذ ولا تعطى.
وفي عام 2001 قدم كبير سفاحي جنرالات فرنسا في الجزائر شهادته عن الشهيد العربي بن مهيدي والتي جاء فيها: "أسابيع من التعذيب، نزعنا أظافره.. جلده.. أجزاءً من جسده.. ولا كلمة خرجت من فمه، بل واصل تحدينا بشتمنا والبصق على وجوهنا قبل تنفيذ حكم الإعدام".
وتابع قائلاً: "نزلت أنا وضابطي أمام قدميه وقدمنا له التحية الشرفية.. لن توجد امرأة في العالم كله ستنجب رجلاً مثل بن مهيدي.. ولا امرأة".
العربي بن مهيدي "قاهر جنرالات فرنسا
من غيره قال: "إذا ما استشهدنا دافعوا عن أرواحنا، نحن خُلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة"، ومن غيره القائل: "ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب"، ومن غيره قال فيه سفاح فرنسا الجنرال مارسيل بيجار بعد أن رفع له التحية العسكرية: "لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم" بعد أن عجز عن استنطاقه بكل أساليب التعذيب.
إنه حكيم وعملاق ومُرهب فرنسا الاستعمارية الشهيد البطل العربي بن مهيدي، الذي تمكن من أن يكتب وبحروف من ذهب تاريخاً مشرفاً له ولوطنه الجزائر وأمتيه العربية والإسلامية ولكل الشعوب التي ناضلت من أجل التحرر من الاستعمار.
هو من أبطال الجزائر الذين لا تكفي الأسطر لوصفهم أو سرد تفاصيل حياتهم، هو الاسم الذي بقي يُرعب قاتله سفاح فرنسا الذي لا نظير له الجنرال بول أوساريس الذي اعترف عام 2001 بأنه هو من نفذ حكم الإعدام بحق العربي بن مهيدي "شنقاً بيديه"، وبقيت روحه تلاحقه وجعلت من لياليه نهاراً باعترافه.
ولد فخر الجزائر العربي بن مهيدي عام 1923 بمحافظة أم البواقي الواقعة شرق الجزائر من أسرة محافظة، حيث بدأ مشوراه الدراسي بمسقط رأسه قبل أن يكمله تنقلاً ما بين محافظات باتنة، قسنطينة وبسكرة الواقعة شرق الجزائر، لينضم عام 1939 إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية
عرف عنه عشقه للموسيقى الأندلسية والتمثيل، حيث شارك في مسرحية بعنوان "في سبيل التاج" التي ترجمها الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، وكان لاعباً لكرة القدم في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لمدينة بسكرة، وهو الفريق الذي أنشأته الحركة الوطنية قبل تأسيس جبهة التحرير الوطني.
بقاء وطنه تحت نير الاستعمار جعله لا يتذوق طعم أي إنجاز أو طموح، استفزته مجازر وإرهاب فرنسا الاستعمارية فقرر الدخول في النشاط السياسي من بوابة حزب الشعب وعمره لا يتعدى 20 عاماً، ثم إلى الجناح العسكري لحزب الشعب المسمى "المنظمة الخاصة"، ليعين عام 1949 مسؤول الجناح العسكري بمحافظة سطيف (شرق الجزائر) وهو في سن 26 عاماً، كما عين نائباً لرئيس أركان الجناح العسكري لمنطقة الشرق الجزائري الذي كان يرأسه الرئيس الجزائري المغدور محمد بوضياف.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية في 8 مايو/أيار 1945 خرج العربي بن مهيدي مع أعضاء حزب الشعب في مظاهرات عارمة مطالبة بالاستقلال، ليتم اعتقاله وإطلاق سراحه بعد 21 يوماً، لكنه صدم بالمجزرة التي ارتكبتها فرنسا في 8 مايو/أيار بحق الجزائريين حين قتلت 45 ألف جزائري، فزاد حقده على الاستعمار الفرنسي.
عام 1952 قررت قيادات حزب الشعب حل الجناح العسكري بعد تعرضهم لخيانة من قبل أعضاء فيه، ليتنقل إلى محافظة وهران (غرب الجزائر) عام 1953.
وقبل أشهر من اندلاع الثورة التحريرية، وتحديداً شهر مارس/أذار 1954 شارك برفقة 5 شبان آخرين في تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل والتي تكونت من مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد بوضياف، رابح بيطاط.
كما شارك المناضل العربي بن مهيدي في تأسيس مجموعة الـ22 التاريخية الذي ضمت كبار قادة الثورة التحريرية، وكان ذلك في 23 يونيو 1954 التي أخذت على عاتقها التحضير لانطلاقة الثورة التحريرية، كما انضم إلى مجموعة الـ6 التي صاغت بيان الفاتح نوفمبر/تشرين الثاني 1954 تاريخ اندلاع الثورة، والموجّه للشعب الجزائري وللجيش الفرنسي.
وفي أغسطس/آب 1956 عينته قيادة الثورة الجزائرية قائداً لمنطقة الغرب الجزائري، ونجح في عقد مؤتمر الصومام التاريخي في الشهر نفسه الذي جمع قادة الثورة الجزائرية، وخصص لتقييم المرحلة الأولى من الثورة واعتماد استراتيجية حربية وسياسية جديدة تهدف إلى تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ولتلقي الدعم المادي والمعنوي من مختلف شعوب العالم.
وخلال الاجتماع، كُلف العربي بن مهيدي بالعمليات الفدائية في جيش التحرير الجزائري، ليشرع مباشرة في تنظيم خلايا فدائية في جميع أنحاء العاصمة الجزائرية، وشهدت معها العاصمة عمليات فدائية عديدة أرهبت وأربكت الاحتلال الفرنسي، كما نجح في تنظيم عصيان مدني وإضراب شامل لثمانية أيام من يناير 1957 عبر كل مناطق الجزائر.
وبعد مسيرة حافلة بالبطولات والانتصارات، جاء اليوم الذي انتهت معه قصة بطل الجزائر، بعد أن ألقى الاستعمار الفرنسي القبض عليه في 23 فبراير/شباط 1957، فتعرض لكل أنواع التعذيب الجهنمية حتى يبوح بأسرار الثورة الجزائرية، لكنه "عذب الاستعمار" بصمته ورفضه خيانة ثورة ألقى بها إلى شعب الجزائر، واكتفى بجملة واحدة رداً على التعذيب الكبير الذي تعرض له، فقال العربي بن مهيدي لجلاديه "أمرت فكري بألا أقول لكم شيئاً".
وأمام إصرار البطل العربي بن مهيدي على عدم خيانة وطنه، أمرت السلطات الفرنسية من باريس "تسليط جميع أنواع التعذيب" التي لم تجرؤ أية قوة استعمارية على تنفيذها، وشرع معها الجلادون في تنفيذ أوامر أسيادهم بكل وحشية.
"فكان جزاء صمته المشرف أن كسرت أسنانه وسلخ جلده ونزعت أظافره، ووضعوا في فمه قطعة من حديد بعد أن قاموا بتسخينها جيداً في الفرن"، لكنه لم ينطق بحرف واحد، وكان صبره أعظم من تعذيبهم، وقبل أن يموت قال لهم: "لكم الماضي ولنا المستقبل"، ما جعل سفاح فرنسا الجنرال مارسيل بيجار يرفع له التحية ويقول له: "لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم"، ويأمر بعدها بإعدامه شنقاً في 4 مارس/أذار عام 1957، وحينها ظهر الشهيد العربي بن مهيدي مبتسماً لحظات قبل إعدامه، وهي الابتسامة التي بقيت عنواناً عريضاً للعزة والكرامة وللحرية التي تؤخذ ولا تعطى.
وفي عام 2001 قدم كبير سفاحي جنرالات فرنسا في الجزائر شهادته عن الشهيد العربي بن مهيدي والتي جاء فيها: "أسابيع من التعذيب، نزعنا أظافره.. جلده.. أجزاءً من جسده.. ولا كلمة خرجت من فمه، بل واصل تحدينا بشتمنا والبصق على وجوهنا قبل تنفيذ حكم الإعدام".
وتابع قائلاً: "نزلت أنا وضابطي أمام قدميه وقدمنا له التحية الشرفية.. لن توجد امرأة في العالم كله ستنجب رجلاً مثل بن مهيدي.. ولا امرأة".