تتابع الأجور
مع الاحتساب والامتثال في لزوم الدور
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد شعر الكثير بالحزن والألم بإغلاق المساجد وتوقف العمرة وزيارة المرضي في المستشفيات والصلاة على الأموات وغير ذلك من أبواب الخير عند جائحة كرونا، وربما يستمر هذا الألم والحزن حتى ما بعد شهر رمضان، والسلوى أن أمر المؤمن كله خير.
عن صهيب الرومي
قال العلامة ابن عثيمين
مؤمن وغير مؤمن، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له، إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيراً له، فنال بهذا أجر الصائمين.
وإن اصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله -
فيشكر الله فيكون خيرا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين، ونعمة الدنيا)) اهـ.
فالفرح بالفطر من أهل الحي في المسجد والتلذذ بصلاة التراويح، وتصفية القلب من ملاذ الدنيا والخلوة بها في المعتكف وتفطير الفقراء والمحتاجين، والسرور بلبس الجديد وصلاة العيد، والسعادة برسم الابتسامة للأيتام والأطفال بهدايا في ذلك اليوم السعيد، فكل هذا الخير وغيره الأجر فيه موصول من رب كريم.
عن أبي موسى الأشعري
قال العلامة ابن سعدي
ويدخل في هذا الحديث: أن من فعل العبادة على وجه ناقص وهو يعجز عن فعلها على الوجه الأكمل، فإن الله يكمل له بنيته ما كان يفعله لو قدر عليه؛ فإن العجز عن مكملات العبادات نوع مرض. والله أعلم.
ومن كان من نيته عمل خير، ولكنه اشتغل بعمل آخر أفضل منه، ولا يمكنه الجمع بين الأمرين: فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل أفضل منه، بل لو اشتغل بنظيره. وفضل الله تعالى عظيم)) اهـ.
وعن أنس بن مالك
قال العلامة ابن باز
فمن حبسته جائحة كرونا على ما كان عليه في السنوات الماضية من خير ومن أقعدته رغبته في الطاعات بذلك السبب أجرك حاصل يا باغي الخير، فاصدق مع الله وأخلص النية وأحسن الطوية يكتب لك الأجر.
عن أبي كبشة الأنماري
أخرجه أحمد في ((المسند)) والترمذي في ((الجامع)) وابن ماجه في ((السنن)) وصححه الألباني.
قال العلامة ابن رجب
وعن ابن عباس
كما أن في هذا من الدروس الشعور بألم من حبسه السرير الأبيض لمرض، أو حزن من جلس خلف القضبان لظلم ظالم أو لزلة أو لخطيئة، أو الإحساس بحال من تغرب عن الأهل والأوطان.
فكم في هذه الجائحة من دروس وعبر؟
وكم من مستشعر ضعفه أمام هذا المخلوق الضعيف (كرونا)؟
وكم من محن لصاحبها منح؟
فيا سعد وامتثل في الدار وصبر وحسن نيته ابتغاء من الله الأجر.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 21 شعبان سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 15 أبريل سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 21 شعبان سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 15 أبريل سنة 2020 ف
المصدر منتديات الابانة السلفية