الوصايا العشر للعوائل والأسر في ظل انتشار فيروس كورونا

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,108
نقاط التفاعل
4,653
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر
01.png

الوصايا العشر للعوائل والأسر
في ظل انتشار فيروس كورونا




الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :
لا شك أن لكل شيء قلب، وقلب المجتمع الأسرة. إذا صلحت صلح المجتمع كلّه، وإذا فسدت فسد المجتمع كلّه. ومن صلاح الأسرة في ظل هذه الأوضاع التي نعيشها بسبب جائحة كورونا ( covid 19). هو التقيد بالإرشادات الصادرة عن ولي الأمر و أهل الإختصاص، بل الواجب والآكد على كل مسلم مسؤول تنفيذها، لأن المحافظة على الدين والنفس مقصدان من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة. هدفها الرفع من قيمة الإنسان وتحقيق سعادة الدارين.
ومن جملة الأسس الإسلامية والآداب التي تُبنى عليها الأسر المتوافقة الناجحة في ضوء الكتاب والسنة، هذه الوقفات والإرشادات. فمتى كثرت المناصحة بين المسلمين، وأداها بعضهم لبعض و أخلصوها. نجوا بإذن الله تعالى من الفتن والمحن.
نسألُ الله
3za.png
أن يـرفعَ عنا وعن المسلمين أينما كانوا كل ضر وبلاء، وأن يكشِف عنا الشدة واللَّأْواءِ، وأن يحفظنا أجمعين بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

1) التقيد بالتعليمات مسؤولية الجميع :

مواجهة الفيروس مسؤولية الجميع، والالتزام بالتعاليم الصحية النبوية مع الأخذ بالنصائح المهمة واجب شرعي. ومن المسؤولية، قال رئيس الدولة عبد المجيد تبون في خطابه للأمة: [ أدعوا المواطنين والمواطنات إلى الحد من التنقل حتى داخل أحيائهم لتجنب انتشار الوباء] إ.هـ . وهذه التدابير الوقائية هي مسؤولية الجميع نابعة من ضوء الكتاب والسنة :
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء ٥٩]
قالت هيئة كبار العلماء بالسعودية في بيانها : " إن التقيد بهذه التعليمات واجب شرعي، ويأثم المكلف عند مخالفتها لقول الله
3za.png
: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾، والتقيد بهذه التعليمات من طاعة ولي الأمر" إ.هـ .
فطاعة ولي الأمر في التدابير والإجراءات التي فرضها على الأمة من أصول منهج أهل السنة والجماعة كما قرره الإمام الطحاوي
rhm.png
، و من خالفها لأجل مخالفة ولي الأمر يخشى عليه أن تكون به لوثة خارجية.
2/ من السنة :
عن عائشة أم المؤمنين
anha.png
أنها سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرها أنه: « كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَنْ يشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ فِي الطَّاعُونِ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ» [رواه البخاري].
قال العلامة ابن عثيمين -
rhm.png
- : إذا وقع الطاعون بأرض، فإننا لا نقدم عليها؛ لأن الإقدام عليها إلقاء بالنفس إلى التهلكة، ولكنه إذا وقع في أرض فإننا لا نخرج منها فرارًا منه؛ لأنك مهما فررت من قدر الله إذا نزل بالأرض، فإن هذا الفرار لن يغني عنك من الله شيئًا، واذكرِ القصة التي قصَّها الله علينا في الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت؛ قال بعض العلماء في تفسير الآية: إنه نزل في الأرض وباء فخرَجوا منها، فقال الله لهم: موتوا ثم أحياهم؛ ليبيِّن لهم أنه لا مفر من قضاء الله إلا الله، ففي حديث عائشة
anha.png
دليلٌ على فضل الصبر والاحتساب، وأن الإنسان إذا صبَّر نفسه في الأرض التي نزل فيها الطاعون ثم مات به، كتب الله له مثل أجر الشهيد.

2) لزوم البيت والخروج منه قدر الحاجة :

دل القرآن والسنة النبوية على مشروعية العزلة عن الناس وترك الإختلاط بهم في حال خوف المسلم على نفسه من الفتن، بل تكون واجبة إذا تعلقت بحفظ النفس والدين. فالعزلة عن الناس واجتنابهم بلزوم البيوت ليس خيارا اليوم ، بل واجبا شرعيا لحماية النفس والمجتمع من هذا الوباء الذي يصيب الناس بالمخالطة.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ [الكهف ١٠]
قال القرطبي في تفسيره –
rhm.png
تعالى - (٣١٠/١٠): هذه الآية صريحة في الفرار بالدين وهجرة الأهل والبنين والقرابات والأصدقاء والأوطان والأموال خوف الفتنة وما يلقاه الإنسان من المحنة وقد خرج النبي ﷺ فارا بدينه وكذلك أصحابه. ثم قال : قال العلماء الاعتزال عن الناس يكون مرة في الجبال والشعاب. مرة في السواحل والرباط ومرة في البيوت وقد جاء في الخبر : ( إذا كانت الفتنة فأخف مكانك وكف لسانك ) ولم يخص موضعا من موضع.اهـ
2/ من السنة :
عن عبد الله بن عمرو
anho.png
، قال رسول الله ﷺ: « الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ » [ رواه أبو داود و أحمد]
قال الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله- : لهذا أهيب بالمواطنين من أجل الامتثال لهذه القرارات ومراعاتها والالتزام بها وعدم مخالفتها والتساهل فيها، بل إن مخالفتها أو التساهل فيها قد يكون سببًا في إلحاق الأذى بالناس وإصابتهم بالعدوى، والمتسبب كالمباشر في الضمانات والجنايات. ومما لا يخفى أنه من أهم أسباب فشو هذا المرض وانتشاره هي التجمعات والمخالطات وتساهل الناس فيها، وقد نهى النبي ﷺ إذا نزل طاعون ببلدة أن يدخلها الناس أو أن يخرجُوا منها، وهذا الحديث يدل على النَّهي عن المخالطة في الوباء وهو ما أمر به عمرو بن العاص لمَّا ولي الخلافة على الشام وأصابها طاعون خطب في الناس فقال: «إن الطاعون كجمرة من النار وأنتم حطبها ومشتعلوها فتفرقوا عنها حتى تتفرق ولا تجد ما تأكل»، فلمَّا أطاعوه واستجابوا لأمره نجوا جميعاً ورفع الله عنهم البلاء.

3)من حسن العشرة مساعدة الأهل في المنزل :

لا شك أن إعانة الزوج لأهله في أداء بعض الأعمال المنزلية من تمام حسن العشرة ، وحصول المودة والرحمة بين الزوجين، كما أن الرجل إذا ساعد زوجته طهر نفسه من الكبر والتجبر، وعودها على الرفق والتواضع. لذلك كان هذا العمل من أنفع الأخلاق التي يحبها نبي الرحمة ﷺ ، وسنة عباد الله الصالحين من بعده.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء ١٩]
قال العلامة أبوعبد المعز محمد علي فركوس-حفظه الله تعالى - : وللمعاشرة بالمعروف وجوه كثيرة نذكر منها. مُساعَدة الرجلِ زوجتَه
في خدمة أعمال البيت وأشغالِ المنزل مِنْ تنظيفٍ وترتيبٍ وغيرِهما، خاصَّةً أيَّامَ حَمْلِها للجنين أو بعد وَضْعِها للمولود أو وَقْتَ مَرَضِها أو عند زحمةِ أعمالها، فقَدْ كان النبيُّ ﷺ يخدم مِهْنةَ أهلِه ويَقُمُّ بيتَه ويرفو ثوبَه ويخرز نعلَه ويحلب شاتَه.
2/ من السنة :
سُئِلَتْ عائشةُ
anha.png
: مَا كَانَالنَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟. قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ [ تَعْنِي: خِدْمَةَ أَهْلِهِ] فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ » [رواه البخاري].
قال العلامة ابن عثيمين -
rhm.png
- ، في شرحه رياض الصالحين (٣ /٥٢٩) : الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلا لنفسه ، ويطبخ إذا كان يعرف ، ويغسل ما يحتاج إلى غسله ، كل هذا من السنة ، أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة ؛ اقتداء بالرسول - عليه الصلاة والسلام - وتواضعا لله -
3za.png
- ؛ ولأن هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك ( زوجتك ) ، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك ، وازدادت قيمتك عندهم ، فيكون في هذا مصلحة كبيرة.

4) من محاسن الأخلاق الصبر على الزوجة :

من المعلوم أن نصف الدين صبر، و الصبر على الزوجة من عظائم الأمور، وكمال المعاملات القلبية والجسمية ، ومن كمال الأدب الإحسان إليها إن هي أساءت ، طمعا في الأجر العظيم من الله تعالى . والتجاوز عن أخطائها إلى ما هو خير منه سنة الحبيب النبي ﷺ .
1/ من الكتاب :
قال ﷻ: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت ٣٤]
قال الإمام الطبري في تفسيره :
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد ﷺ ادفع يا محمد بحلمك جهل من جهل عليك, وبعفوك عمن أساء إليك إساءة المسيء, وبصبرك عليهم مكروه ما تجد منهم, ويلقاك من قِبلهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في تأويله. قال لبن عباس
anho.png
أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب, والحلم والعفو عند الإساءة, فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان, وخضع لهم عدوُّهم, كأنه وليّ حميم.
قلتُ هذا مع العدو البعيد ، فكيف لو كان مع الزوج الحميم القريب.
2/ من السنة :
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:
anha.png
أَنَّهَا أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابِهِ. فَجَاءَتْ عَائِشَةُ
anha.png
مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ وَمَعَهَا فِهْرٌ فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: «كُلُوا غَارَتْ أُمُّكُمْ ». مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ. [رواه النسائي].
قال العلامة أبو عبد الله محمد سعيد رسلان - حفظه الله تعالى- : هذا أمر محرِج، الرجل لا يقبله في الجملة على نفسه ببن أصحابه ، أن تفعل امرأته كذلك بمحضر من أصحابه. يأتي طعام في صحفة من فخار فتجلد به الأرض حتى يتناثر. فماذا صنع رسول الله ﷺ . قام النبي ﷺ يجمع بيديه وهو يقول للأصحاب معتذرا عن عائشة
anha.png
: « غارت أمكم –ثلاثا- » أم المؤمنين عائشة
anha.png
. يقول : أصابتها الغيرة ، فرحمها النبي ﷺ لغيرتها عليه، وعلم أن هذا الإنفعال الذي لا يحكم. فلما وقع منها هذا النحو غير المنضبط رحمها... وانتهى الأمر.

5) ملاطفة الصبيان وخلق جو ترفيهي :

معروف عن النفس السآمة والملل ، فلا بد لها من قدر من اللهو والمزاح المباح. شريطة أن لا يغلب الترفيه على حياة المسلم . فهي ساعة وساعة . يجعلها الرجل مع أهل بيته فيصنع لهم جوا ترفيهيا، فإن ملاطفة الصبية و ملاعبتهم يترك أثرا طيبا إجابيا في نفس الصغير و أهله. وكان هذا دأبه مع الأولاد . ومن مظاهرِ حسن خلقه ورحمته ﷺ تواضعه للأطفال الصغار وصبره عليهم، ومداعبته إياهم بما يدخل السرور والفرح عليهم.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء ۱٠٧]
قال فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر– حفظه الله تعالى-: الإسلام دين الرحمة، ونبينا عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. فإذا وُجدت الرحمة في قلوب الآباء والأمهات حلَّت الخيرات وتوالت البركات وتحققت المصالح الكبيرات والمنافع العظيمات؛ برًّا ووفاءً وإحسانًا واستقامةً على طاعة الله بإذن رب الأرض والسماوات.
بينما -عباد الله- إن نُزعت الرحمة من قلب الوالد حلَّ الشقاء وتوالى العناء وتفرق الأبناء وكثرت الشدة والبلواء ، وفي الحديث أن النبي ﷺ قال :« لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِىٍّ»؛ وهذا فيه إلماحةٌ إلى أن انتزاع الرحمة موجبٌ للشقاء وسبب لحلوله. ولهذا فإن أعظم ما يكون في باب التأديب والتربية للأبناء أن يقوم ذلك على رحمتهم والرأفة بهم والتودد والتلطف والإحسان؛ فإن هذه ركيزة عظيمة وأصلٌ متين لابد منه في هذا الباب.
2/ من السنة :
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله ﷺ في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم رسول الله ﷺ فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله ﷺ وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله ﷺ . قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال رسول الله ﷺ :«كلُّ ذلكَ لم يكُنْ؛ ولكنَّ ابني ارتَحَلني، فكرِهتُ أنْ أُعجِّلَه حتى يَقْضيَ حاجتَه».
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين –
rhm.png
تعالى-: تعامل النبي ﷺ مع الأطفال الصغار تعامل مبني على الرأفة والرحمة واللين والمراعاة لأحوالهم؛ ولنضرب لذلك مثلاً بقصة الحسن حين جاء والنبي ﷺ ساجد يصلى بالناس، فارتحله أي ركب على ظهره، فأطال النبي ﷺ السجود، وقال بعد انتهائهم من الصلاة: إن ابني ارتحلني ، يعني وإني أحببت أن يقضي نهمته من الوصايا العشر للعوائل والأسر
في ظل انتشار فيروس كورونا
.
فكان هديه
slah.png
في معاملته للأطفال هدي رحمة ورأفة ورقة.

يتبع بإذن الله تعالى ...
أبو عبد الرحمن محمد صالحي
عين مران ليلة الأحد ۱٢ من شعبان ١٤٤١ ه


المصدر منتديات الابانة السلفيةـ


 
آخر تعديل:

6) الإهتمام بالتربية والتعليم :
لا شك أن تأديب الأولاد وتعليمهم من الواجبات المطلوبة، لذلك كان لزاما على كل ولي أن يحرص أولا على تبصير نفسه ثم إصلاح من هم تحته وتعليمهم منذ نعومة أظافرهم. امتثالا لأمر الله ﷻ وسنة النبي ﷺ في تعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم. ومن أعظم ما يجب صرف الهمم إليه كتاب ﷻ وسنة نبيه المصطفى ﷺ. بهما يتربى على توحيد ربّه، وتعظيم سنة النبي ﷺ . وإنها لفرصة هذه الأيام بتعاهد الأبناء بالمدارسة والاهتمام بهم وفق الآداب الشرعية.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان ۱٣]
قال ابن القيم -
rhm.png
تعالى- في كتابه تحفة المودود ( ص ٢٢۹) : من أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين، وسننه. فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت؛ إنك عققتني صغيرا، فعققتك كبيرا؛ وأضعتني وليدا، فأضعتك شيخا. فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء، وإهمالهم، واستسهالهم شرر النار بين الثياب، فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون، فكم من والد حرم ولده خير الدنيا، والآخرة، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله، وإضاعتهم لها، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع، والعمل الصالح، حرمهم الانتفاع بأولادهم، وحرم الأولاد خيرهم، ونفعهم لهم، هو من عقوبة الآباء. إ.ه(بتصرف)
2/ من السنة :
عن عبد الله بن عمر
anho.png
قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَ مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ و مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، - قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - وَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » [متفق عليه].
قال ابن الجوزي –
rhm.png
تعالى - في رسالته " لفتة الكبد إلى نصيحة الولد " موصيا بها ولده ( ص ٣٢۹) : ينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل، فيتشاغلَ بحفظ القرءان وتفسيره ، وبحديث رسول الله ﷺ ، وبمعرفة سِيَرِه وسِيَر أصحابه والعلماء بعدهم، ليتخيّر مرتبةَ الأعلى فالأعلى .ولا بد من معرفة ما يقيمُ به لسانَه من النحو ومعرفةِ طرفٍ من اللغة مستعمَلٍ .والفقهُ أمُ العلوم، والوعظُ حَلواؤها وأعمها نفعًا وقد رتبتُ في هذه المذكورات وغيرِها من التصانيف ما يغني عن كل ما سبق من تصانيف القدماء وغيرِها ، بحمد الله ومنته ، فأغنيتُك عن تطلّبِ الكتب ، وجمْعِ الهِمَمِ للتصنيف . وما تقف همةٌ إلا لخساستِها ، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون . وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي ، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حُثـَّتْ سارت .ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق ، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته ، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته .إهـ

7) إجتماع العائلة على الطعام :
الاجتماع على مائدة الطعام بركة، وهو من الأشياء الضرورية التي من شأنها تدعيم أواصر المحبة والترابط بين الأسرة الواحدة. ينفع الابناء ويترك أثرا عميقا في نفسيتهم. يتعلمون منه بالمثل والإقتداء لا بالتوجيه والأوامر، هي ساعة فلنلتزم فيها الآداب الشرعية والتربوية.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿ و يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف ٣۱]
قال القرطبي -
rhm.png
تعالى - في تفسيره: أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة. فأما ما تدعو الحاجة إليه، وهو ما سد الجوعة وسكن الظمأ، فمندوب إليه عقلا وشرعا، لما فيه من حفظ النفس وحراسة الحواس.
وقال ابن المنذر -
rhm.png
تعالى - في ( فيض القدير ٥/٥٧) : وفي الأكل مع الجماعة فوائد منها ائتلاف القلوب وكثرة الرزق والمدد وامتثال أمر الشارع لأنه تعالى أمرنا بإقامة الدين وعدم التفرق فيه ولا يستقيم ذلك إلا بائتلاف القلوب ولا تألف إلا بالاجتماع على الطعام وشر الناس من أكل وحده ومنع رفده .
2/ من السنة :
عن وحشي بن حرب، أن أصحاب النبي ﷺ قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع‏.‏ قَال: ‏« فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ ».‏ قالوا: نعم. قال ﷺ: ‏«فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ »‏[ صحيح أبي داود ]
قال الشيخ المحدث الألباني –
rhm.png
تعالى - : ومن المؤسف حقا أن ترى كثير من المسلمين اليوم وبخاصة أولئك الذين تأثروا بالعادات الغربية والتقاليد الأوربية. قد تمكن الشيطان من سلبه قسما من أموالهم ليس عدوانا بل بمحض اختيارهم، وما ذاك إلا لجهلهم بالسنة، أو إهمالا منهم إياها، ألست تراهم يتفرقون في طعامهم على موائدهم، وكل واحد منهم يأكل لوحده - دون ضرورة - في صحن خاص، لا يشاركه فيه على الأقل جاره بالجنب... ثم تجدهم جميعا قد أجمعوا على الشكوى من ارتفاع البركة من رواتبهم وأرزاقهم، مهما كان موسعا فيها عليهم، ولا يدرون أن السبب في ذلك إنما هو إعراضهم عن اتباع سنة نبيهم، وتقليدهم لأعداء دينهم، في أساليب حياتهم ومعاشهم.

8) صلة الأرحام عن طريق أجهزة التواصل والسؤال عنهم :
إن صلة الأرحام من أعظم الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله ﷻ ، لما فيها من الخير العظيم. وهي من صفات النبي قبل بعثته ﷺ. الأمر بها والوفاء بحقها في القرآن والسنة آكد. وقطعها كبيرة من الكبائر، لذا ينبغي على كل قريب أن يسأل عن قريبه أو أخيه بقدر حاجة كل منهما وقدرته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، بكل طريق مشروع أو سبيل يؤدي إلى تحقيقها، ولو عن طريق وسائل التواصل الحديثة وما أكثرها !.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد ٢۱]
قال السعديّ -
rhm.png
تعالى- في تفسيره : وهذا عامٌّ في كلِّ ما أمر الله تعالى بوَصْله؛ من الإيمان به سبحانه وبرسوله ﷺ، ومحبَّتِه تعالى ومحبَّة رسوله ﷺ، والانقياد لعبادته وحده لا شريك له، ولطاعة رسولِه ﷺ ، ويَصِلُونَ آباءهم وأمَّهاتهم ببرِّهم بالقول والفعل وعدم عقوقهم، ويصِلون الأقاربَ والأرحام بالإحسان إليهم قولًا وفعلًا، ويصِلون ما بينهم وبين الأزواج والأصحاب والمماليك بأداء حقهم كاملًا موفرًا من الحقوق الدينية والدنيوية، والسبب الذي يجعل العبد واصلًا ما أمر الله تعالى به أن يوصَل خشية الله تعالى وخوف يوم الحساب؛ ولهذا قال الله سبحانه: ﴿ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ﴾ ؛ أي: يخافونه، فيمنعهم خوفهم منه ومن القدوم عليه يوم الحساب، أن يتجرَّؤوا على معاصي الله تعالى، أو يقصِّروا في شيء مما أمر الله سبحانه به؛ خوفًا من العقاب، ورجاء للثواب
2/ من السنة :
عن أبي بكرة قال: قال رسول الله ﷺ: ‏«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»‏ [صحيح أبي داود]
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -
rhm.png
تعالى-: هل تجوز صِلة الرحِم عبر التليفون؟
فأجاب: نعم، هذا من صِلة الرحم، المكالمة الهاتفية، والمكاتبة بالقلم، كلها من الصِّلة، كونه يكتب إليه، إلى أخيه، أو عمه، أو قريبه، يسأله عن صحَّته وعن حاله، أو يكلمه بالهاتف - كلُّه طيِّب، كله من الصلة.

9) عدم تناقل الأخبار السيئة:
المسلم لا يكون مذياعا لكل ما يسمع ، بل التبين والتثبت قبل تناقل الأخبار سمات الأخيار. وقد يكون عدم تناقلها أحيانا واجب شرعي. إن هي كشفت ستر مؤمن أو روعت قلب مؤنس ضعيف تؤذيه مثل هذه الأخبار. لذا علينا أن نتلمس القواعد الشرعية في تلقي الأخبار وروايتها من سترها.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء ٨٣]
قال السعديّ -
rhm.png
تعالى- في تفسيره : هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم.
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله تعالى -: وإذا كان هذا الخبر أو هذا الحدث على المسلمين منه خطورة ويحتاج إلى علاج، فليس علاجه بنشره بين الناس الذين لا يملكون له العلاج، وإنما هذا يُرجع فيه إلى أُولي الأمر، يُرجع فيه إلى أُولي الأمر ليعالجوه ويدرؤوا خطره، قال ﷻ: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾، فعلى كل حال المسلم يحفظ لسانه ولا يتكلم بالشائعات، ولا ينشر المخازي، ويستعمل الصمت والستر، ويستعمل الدعاء بالصلاح للإسلام والمسلمين، وشأن المسلمين، هكذا يكون المسلم .
2/ من السنة :
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: « مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ »‏ [ صحيح مسلم ]
قال الشيخ ابن عثيمين -
rhm.png
تعالى- : ولو أننا مشينا على هذا وصار الإنسان دأبه دأب نفسه ولا ينظر إلا إلى فعله، لحصل خيرًا كثيرًا. أما بعض الناس تجده مشغولًا بشؤون غيره فيما لا فائدة له فيه، فيضيّع أوقاته ويشغل قلبه ويشتت فكره، وتضيع عليه مصالح كثيرة. وتجد الرجل الدؤوب الذي ليس له هم إلا نفسه وما يعنيه، تجده ينتج ويثمر ويحصل، ويكون في راحة فكرية وقلبية وبدنية، ولذا يعدُّ هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، فإذا أردت شيئًا فعلًا أو تركًا انظر هل يهمك أو لا؟! إن كان لا يهمك اتركه ولا تتعرض له واسترح منه، وأرح قلبك وفكرك وعقلك وبدنك، وإن كان يهمُّك فاشتغل به بحسبه.

10) الدعاء وتحصين العائلة والأموال وسائر الأملاك :
الدعاء هو العبادة. له أهمية كبرى وثمرات جليلة وفضائل عظيمة. ومكانته في نفوس الصالحين عالية، ومنزلته من الدين عالية. يستعين فيه العبد الضعيف بالله الرؤوف القوي. لذا كان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه، حتى ملح عجينه وعلف شاته. وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى في البلوى. وتحصين الأهل والأموال ميزات أهل الصفا والتقوى.
1/ من الكتاب :
قال الله ﷻ: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء ٨٣]
قال ابن القيم في الفوائد (ص: ٢٩٢): فائدة قوله تعالى وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه ووجود طعم المحبة في المتملق له والإقرار له بصفة الرحمة وأنه أرحم الراحمين والتوسل إليه بصفاته سبحانه وشدة حاجته هو وفقره ومتى وجد المبتلى هذا كشفت عنه بلواه.
2/ من السنة :
عن عثمان بن عفان
anho.png
قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ ، فِي الْأَرْضِ ، وَلَا فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ، حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ، حَتَّى يُمْسِيَ »‏ [ رواه الترمذي ]
قال الشيخ عبد العزيز بن باز –
rhm.png
تعالى - : ومما يحصل به الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من كل شر: أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات صباحا ومساء « أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق » فقد جاءت الأحاديث دالة على أنها من أسباب العافية ، وهكذا « باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم » ثلاث مرات صباحا ومساء , فقد أخبر النبي ﷺ أن من قالها ثلاث مرات صباحا لم يضره شيء حتى يمسي ومن قالها مساء لم يضره شيء حتى يصبح . فهذه الأذكار والتعوذات من القرآن والسنَّة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن من كل سوء. فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإتيان بها في أوقاتها , والمحافظة عليها، وهما مطمئنان، وواثقان بربهما
sbhanh.png
، القائم على كل شيء، والعالِم بكل شيء، والقادر على كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه, وبيده التصرف والمنع والضر والنفع, وهو المالك لكل شيء
3za.png
.


هذا ما تيسر جمعه والله أعلم؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

كتبها : أبو عبد الرحمن محمد صالحي
- عفا الله عنه، وغفر لوالديه -
ليلة : الثلاثاء ۱٣ من شعبان ۱٤٤۱
هجرية
المصدر منتديات الابانة السلفية
 
درر و الله درر احسن الله اليك اخي الطيب
ة بارك الله فيك

ممكن هته نعكسها ههههه فالزوج متعود على المشي
و المساجد او المقاهي و في الحجر سيكثر نقه و كلامه و ملاماته
و على الزوجة الصبر على زوجها هههههه

4) من محاسن الأخلاق الصبر على الزوجة :
 
درر و الله درر احسن الله اليك اخي الطيب
ة بارك الله فيك

ممكن هته نعكسها ههههه فالزوج متعود على المشي
و المساجد او المقاهي و في الحجر سيكثر نقه و كلامه و ملاماته
و على الزوجة الصبر على زوجها هههههه
وفيك بارك الله اخي الامين
ان شاء الله يكون تكامل بينهما
الزوجة تكون تعرف نقاط ضعف زوجها لهذا ماهيش رايحة تقلقوا ههه
 
بارك الله فيك على مواضيعك الراقية والمباركة
ربنا يكرمك إن شاء الله
 


السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

بارك الله فيك
على الافادة اللهم ارفع
عنا البلاء و الوباء



 


السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

بارك الله فيك
على الافادة اللهم ارفع
عنا البلاء و الوباء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله
اللهم آمين
 
انرت الركن
مشكور علىالموضوع المميز
 
لا شك أن إعانة الزوج لأهله في أداء بعض الأعمال المنزلية من تمام حسن العشرة ، وحصول المودة والرحمة بين الزوجين، كما أن الرجل إذا ساعد زوجته طهر نفسه من الكبر والتجبر، وعودها على الرفق والتواضع. لذلك كان هذا العمل من أنفع الأخلاق التي يحبها نبي الرحمة ﷺ ، وسنة عباد الله الصالحين من بعده.
هذا إن كان الزوج يتقن الشؤون المنزلية فغالب الرجال يعتكف المقهى بعد العمل ويرى كأن كنس المنزل أو الإعانة في المطبخ مس من الرجولة.
من المعلوم أن نصف الدين صبر، و الصبر على الزوجة من عظائم الأمور، وكمال المعاملات القلبية والجسمية ، ومن كمال الأدب الإحسان إليها إن هي أساءت ، طمعا في الأجر العظيم من الله تعالى . والتجاوز عن أخطائها إلى ما هو خير منه سنة الحبيب النبي ﷺ .
كثير من الرجال يميل إلى تعنيف الزوجة لإظهار رجولته بالعنف وهذا خطأ كبير.
معروف عن النفس السآمة والملل ، فلا بد لها من قدر من اللهو والمزاح المباح. شريطة أن لا يغلب الترفيه على حياة المسلم . فهي ساعة وساعة . يجعلها الرجل مع أهل بيته فيصنع لهم جوا ترفيهيا، فإن ملاطفة الصبية و ملاعبتهم يترك أثرا طيبا إجابيا في نفس الصغير و أهله. وكان هذا دأبه مع الأولاد . ومن مظاهرِ حسن خلقه ورحمته ﷺ تواضعه للأطفال الصغار وصبره عليهم، ومداعبته إياهم بما يدخل السرور والفرح عليهم.
يلزم الأب يكون على دراية على ما يفعله أمام الصبيان فعديد الأباء يدخن في المنزل أمام الصبيان حتى أثناء اللعب معاهم ثم يفاجأ بأبنائه من المدخنين في سن متقدم.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top