أصبح الاتصال بين دماغ و دماغ اخر ممكنا

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
24,417
نقاط التفاعل
27,755
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تقول الدكتورة مرام مكاوي
هل انت أحد أولئك الذين لا يحسنون فن الكلام ؟ و الذي ينتهي بهم الحال إلى قول العكس ما يفكرون. أو لعلك شخص قليل الكلام تتمنى لو يفهمك الآخرون من دون أن تفتح فمك، اذا لربنا كنت اشدنا حماسة لمعرفة أن هناك من يبحث علميا في إمكانية تواصل الأدمغة البشرية ببعضها بعضا من دون الحاجة إلى الكلام.
تشير الدراسات إلى أن معدل الأفكار التي تمر بذهن الإنسان هو خمسين ألف فكرة في اليوم ، بمعدل 35 فكرة في الدقيقة ، و لكن يستحيل أن تتمكن من مشاركة هذه الأفكار ، فالاشارات العصبية التي ترسل أوامر النطق تستغرق وقتا، ناهيك عن الوقت المستغرق في الكتابة . لكن هل ترغب فعلا في أن يعرف الآخرون ما نفكر به ؟ وهل الانتقال من ضجيج مجتمعاتنا الى الصمت المرتقب هو مما يجب أن نطمح اليه؟
المتفائلون يرون أن القدرة على فهم الأشخاص لبعضهم من كلام و حواجز لغوية أو مكانية سيؤدي إلى المزيد من الانسجام بين الجنود في المعركة ، و الاعبيين في الملعب ، و بين المصاف و المسعف ، و سيسعد المعلمون بأن تتاح لهم طريقة اجدى لإيصال المعلومة للطلبة، كما سيكون المرء قادرا على إيصال مشاعره الحقيقية لمن يهتم لامرهم من دون لبس . اي ان التواصل العقلي سيطلق الطاقات الإبداعية للمجتمعات البشرية ، بل سيغير من شكلها و نمطها ، فقد تختفي اللغات إلا من لغة العيون!
أما المتشائمون فيحذرون من فقدان الخصوصية الكاملة للإنسان ، التي فقد كثير منها في عصر الاتصالات و كاميرات المراقبة و البيانات الكبرى. فهناك افكار خطيرة و مجنونة و مخجلة لا يرغب الإنسان بمشاركتها مع أحد ، فكيف تتاح للعالم كله !؟
إن استحضرنا لرواية جورج أورويل 1984م و تذكرنا الاخ الاكبر ، فإننا سنبدأ بالقلق من الانعكاسات القانونية و الأمنية و غيرها نتيجة لهذا التخاطر و سياسة الأدمغة المقروءة . فهل يحاسب المرء على أفكاره غير المعلنة ؟
فلو كنت متضايقا من رئيسي و هو يوبخني ، و تخيلت بأنني القي به من النافذة ، فهل يحق له فصلي أو الابلاغ عني؟ و ماذا مرت فتاة جميلة أمام رجل محترم، و انتابه لوهلة فكرة ما عنها ، فهل يحق رفع دعوى تخرش؟ ولو أن معتدلا و عاطلا استبعد به الياس ، وجلس في ميدان عام و كله غضب مفكرا بتفجير المكان ، ثم أخذ نفسا عميقا و طرد هذه الفكرة الشريرة من رأسه وواصل طريقه ، فهل سيعتقل بتهمة التفكير في الإرهاب
ان مجرد التخيل يبعث على القشعريرة ، لكن العلماء يبعثون لنا برسائل تخرجنا من هذا الكابوس إذ يؤكدون أن مشاركة الأفكار ، كما هي المشاركة اللفظية و الخطية ، لا تكون إلا بموافقتنا . اي ان الفكرة عليها أن تحصل على جواز مرور من صاحبها قبل أن تمرر للآخرين ، وبالتالي لا داعي للقلق ، و علينا التطلع إلى شبكة الأدمغة المتصلة بكل تفاؤل
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top