زكريا باب الشيخ
:: عضو منتسِب ::
لم نعد نحرص على المحبّة بقدر حرصنا على عدم التّباغض، لم نعد نحبّ كما كان يحبّ أجدادنا، لقد جعلنا لكلّ فعل من أفعالنا مسوّغاته المختلقة و مبرّراته الكاذبة، و صارت محبّتنا لمن نزعم أنّهم أحبّتنا سلعة دون أن ندري أنّها إن تكن كذلك فهي كاسدة، و إن تكن بلا وفاء فهي فاسدة، لقد تسلّل الشّح إلى مشاعرنا، و صرنا نمسكها، و لا نجود بها خوف أن نذلّ بها، و الله ما نزفت الإنسانيّة كلّها على مرّ عمرها جرحا أثخن من جرحنا، و لا عرفت قرحا أقسى من قرحنا، فإلى متى و نحن في غيّنا نتبادل الحذر بدل الحبّ و الحنين؟ و نبذل الطّيب عن شكّ لا يقين؟ ألهذا الحدّ رثت ثياب المسلمين؟ إنّي لأعجب لعوراتهم كيف لا تستر! و لروعاتهم كيف لا تأمن! و عندهم كتاب ربّ العالمين و سنّة خير المرسلين - صلّى الله عليه و آله و سلّم -.