سُرَّاقُ الدين

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,121
نقاط التفاعل
4,705
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر
سُرَّاقُ الدين

كثير من الناس يدرك خطورة سراق الأموال ويحترز لماله خشية عليه منهم، ولا يدرك خطورة سراق الدين فلا يبالي بما سُرق من دينه فضلا عن أن يحترز من سراقه، ولا يزال دينه يوما تلو يوم نهبة للسراق دون مبالة منه، ولو كان الذي سرق قدر يسير من ماله لفزع وهاله الأمر.
والسراق - كما قال ابن القيم - (( أنواع لا تحصى: فمنهم السراق بأيديهم، ومنهم السراق بأقلامهم، ومنهم السراق بأمانتهم، ومنهم السراق بما يظهرونه من الدين والفقر والصلاح والزهد وهم في الباطن بخلافه، ومنهم السراق بمكرهم وخداعهم وغشهم )) إعلام الموقعين (3/332).
لكنَّ المطيع الموفق يسلم له دينه بحفظ من الله، والعاصي يذهب دينه نهبة لهؤلاء السراق، قال ابن القيم رحمه الله: (( إن المطيع قد أحاط على بستان طاعته حائطا حصينا لا يجد الأعداء إليه سبيلا فثمرته وزهرته وخضرته وبهجته في زيادة ونمو أبدا، والعاصي قد فتح فيه ثغرا وثلم فيه ثلمة ومكَّن منه السراق والأعداء فدخلوا فعاثوا فيه يمينا وشمالا : أفسدوا أغصانه وخربوا حيطانه وقطعوا ثمراته وأحرقوا فى نواحيه وقطعوا ماءه ونقصوا سقيه فمتى يرجع هذا إلى حاله الأول، فإذا تداركه قيِّمه ولم شعثه وأصلح ما فسد منه وفتح طرق مائه وعمر ما خرب منه فإنه إما أن يعود كما كان أو أنقص أو خيرا، ولكن لا يلحق بستان صاحبه الذى لم يزل على نضارته وحسنه، بل في زيادة ونمو وتضاعف ثمرةٍ وكثرة غرس)) مدارج السالكين لابن القيم (1/295-296).


المصدر موقع الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
 
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي لكني لم أفهم الامر أرجو منكم التوضيح كيف يسرق منك انسان دينك بيده او بقلمه أو... لا أدري لم أجد مثالا من الواقع أفهم به المعنى
مشكور مسبقا
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز اخي الطيب جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
إن من ينظر في هذا الكلام دون نسبته لابن القيم، يحسبه لكاتب حديث مقتدر يصور به حالة المجتمع الإسلامي الآن، حيث كثر فيه السراق بأقلامهم، وألسنتهم وأمانتهم وتدينهم الكاذب وتظاهرهم بالصلاح والزهد المفتعلين، وبصفة أخص بالخداع والمكر والغش في كل معاملة تقريبًا إلا من عصم ربك، وقليل ما هم، حتى أصبح الشخص المستقيم الذي لا يتحيل ولا يتمسح، ولا يداهن ولا ينافق في المجتمع الفاسد متهمًا بالبله أو الغباء، أو عدم الفهم لمنطق الحياة في أحسن افتراضاتهم.
وهكذا عم البلاء وطم في غفلة من الشعور الديني الصادق السليم، أو تخديره حتى أمسى عند الأكثرية في شبه غيبوبة طويلة لا صحو بعدها، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.
والمتحيلون بالدين أخطر على مجتمعاتهم من اللصوص بأيديهم، لأن هؤلاء أتوا البيوت من أبوابها، أما أولئك فقد قلبوا مقاصد الشرع والدين، وعظم بهم الخطب وصعب الاحتراز منهم.
ويليهم في الخطورة السراق بأقلامهم لأن تأثيرهم على مجتمعاتهم أوسع وأعمق، بحكم سيطرتهم على وسائل الإعلام من كتب ومجلات وصحافة وإذاعة مسموعة ومرئية، وأفلام وتمثيل، وغير ذلك من شعر وغناء ورقص ونحت ورسم، قاله محمد بن إبراهيم في كتابه "الحيل الفقهية" (ص 170 - 171).
منقول للفائدة
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي لكني لم أفهم الامر أرجو منكم التوضيح كيف يسرق منك انسان دينك بيده او بقلمه أو... لا أدري لم أجد مثالا من الواقع أفهم به المعنى
مشكور مسبقا
ومختصر الفائدة أن الإنسان حريص على ماله على عكس الدين والله أعلم
 
آخر تعديل:
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز اخي الطيب جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
وفيك بارك الله أخي إلياس
اللهم امين
 
بارك الله فيك أخي
الآن فهمت يعني انسان تحايل على الدين فأباح محرما هذا آذى نفسه و أهدر دينه لكن أن تدخله بيتك لاعتقادك أنه انسان صالح و هو كذلك في بديهيات الامور ثم ما يلبث أن يتحايل على دينك ممررا لك أمرا مخالفا فتتبناه فورا لثقتك في صلاحه هنا يسرق دينك في لحظة غفلتك
حسبنا الله و نعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله محق أخي من يقرأ هذا يظن الكاتب من عصرنا لكثرة هذا النوع من السرقات ربي يعافينا و يعفو عنا
مشكور عالايضاح
 
الله يبارك فيك وجعلها في ميزان حسناتك اضعاف من الحسنات إن شاء الله
 
بارك الله فيك أخي
الآن فهمت يعني انسان تحايل على الدين فأباح محرما هذا آذى نفسه و أهدر دينه لكن أن تدخله بيتك لاعتقادك أنه انسان صالح و هو كذلك في بديهيات الامور ثم ما يلبث أن يتحايل على دينك ممررا لك أمرا مخالفا فتتبناه فورا لثقتك في صلاحه هنا يسرق دينك في لحظة غفلتك
حسبنا الله و نعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله محق أخي من يقرأ هذا يظن الكاتب من عصرنا لكثرة هذا النوع من السرقات ربي يعافينا و يعفو عنا
مشكور عالايضاح
العفو وفيكم بارك الله
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top