غزوة تبوك (9هـ).. آخر غزوات الرسول و«ساعة العسرة» التي تحولت لفرج!

عبدالله مسلم

:: عضو منتسِب ::
إنضم
23 فيفري 2020
المشاركات
16
نقاط التفاعل
20
النقاط
3
العمر
51
محل الإقامة
مصر
الجنس
ذكر
أحداث غزوة تبوك
النبي يقرر مبادأة الروم
أمر الله رسوله والمؤمنين بقتال اليهود والنصارى المحاربين لدين الإسلام، بعدما دانت الجزيرة العربية بوقوع فتح مكة، وكانت البداية مع الروم لقربهم من العرب.
وقد أخبر التجار الأنباط رسول الله بأن الروم قد جمعوا لملاقاة المسلمين، واستنصروا بقبائل منها لخم وجذام، فأراد النبي أن يغزوهم قبل أن يغزوه. [الطبقات الكبير، ابن سعد، 2/165 [
دعا رسول الله المقاتلة من القبائل فتجمع نحو ثلاثين ألفا، وتخلف عدد كبير من المنافقين، وكان عام شح مياه وحر شديد.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم، فبلغ تبوك، وأقام بها نحو عشرين يومًا.
الدعوة للقتال
حين علم النبي بنية السوء عند الروم، دعا قبائل العرب المجاورة وأهل مكة للاستنفار، ولم يأبه للظروف العصيبة المتعلقة بالحر ونقص الزرع والماء هذا العام، حيث كانت إشارات الله واضحة بالقتال، وبالفعل تدفق المقاتلون للمدينة من كل حدب.
إعلان الحرب
كانت تلك هي المرة الأولى التي يعلن فيها النبي وجهته مبكرا، وأنه يريد قتال بني الأصفر (الروم)؛ وقد كان يعلم مشقة السفر في صحراء قاحلة شديدة القيظ، وقلة المؤونة، فكان لابد من تدريب خاص للمقاتلين، خاصة وأن الروم أهل حرب شديدي التمرس والتترس.[ الرسول القائد، محمد شيت خطاب، 398]
إنفاق الصحابة على جيش العسرة
فضل عثمان: أمر رسول الله صحابته بالتصدق لتجهيز جيش العسرة، وكان عثمان بن عفان صاحب النصيب الأكبر في الإنفاق؛ وقد تبرع بثلاثمائة بعير في سبيل الله، فنزل رسول الله من على المنبر وهو يقول: «ما على عثمان ما عمل بعد هذه»[رواه الترمذي: 3700[ وفي رواية أخرى أن عثمان رضي الله عنه قد جاء للنبي بـ«ألف دينار في ثوبه، فجعل النبي يقلبها بيده ويقول ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم»[ مسند احمد 5/63].
أبوبكر وعمر: وأما عمر بن الخطاب فقد تصدق بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبا بكر الصديق بذلك، رضي الله عنهما، فقال النبي لأبي بكر : «ما أبقيت لأهلك؟»قال: «أبقيت لهم الله ورسوله»، فقال عمر: لا أسابقك إلى شيء أبدا»[رواه أبوداود: 1678]
أعظم النفقات: وروى أن عبد الرحمن بن عوف أنفق ألفي درهم وهي نصف أمواله لتجهيز جيش العسرة. وكانت لبعض الصحابة نفقات عظيمة، كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي.[ المغازي، الواقدي، 3/391]
صدقة الفقراء: لما علم الصحابة الفقراء بأمر النبي بالإنفاق، كانوا هم الأشد حزنا لأنهم لا يملكون ما ينفقون به على الجيش، ونزل فيهم قول الله تعالى فيمن سخر منهم من المنافقين: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}]التوبة:79].
وكان من قصص تصدق هؤلاء:
- صدقة عُلَبة بن زيد أحد الزاهدين بكل مظلمة أصابته أنه قد غفر لصاحبها.
- البكاء المرير لجماعة من الأشاعرة يتقدمهم ابوموسى وقد جاءوا يطلبون إبلا للخروج للجهاد فلم يجدوا، وكان بعضهم من ذوي المرض والعجز والفاقة، فنزل قول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} ]التوبة:91[.
 
متالق في سماء المنتدى بمواضيعك القيمة التي اضافت إلى المنتدى روعة و جمالا في طرحك المميز والرائع
صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top